د.احمد فاروق Effective Member عضو فعال
الابراج : عدد المساهمات : 63 تاريخ التسجيل : 25/09/2009 العمر : 43
| موضوع: سوسيولوجيا التربية الجمعة 05 مارس 2010, 10:31 am | |
| المفهوم : يتكون علم سوسيولوجيا التربية من شقين السوسيولوجيا و التربية أي (علم الإجتماع و التربية ) و يعني
توظيف و استثمار معطيات علم الإجتماع في مجال التربية و كذلك استفادة علم الإجتماع من الواقع التربوي
فاعتماد المقاربة السوسيولوجية في معالجة المواضيعالتربوية تتم وفق خصوصيتها و أن تكون هذه المقاربة تحمل في بنيتها عناصر انتمائها إلى علم الإجتماع . مجالات سوسيولوجيا التربية إن عملية تحديد مجالات سوسيولوجيا التربية تكتنفها بعض الصعوبات و بالتالي تم نهج أحد المسلكين للتغلب على ذلك : مسلك يختار بعض النصوص و تحليلها و انتقادها ثم تحديد مجالاتها كما فعل alain gras . مسلك ينطلق من التعريف المعطى لسوسيولوجيا التربية و خاصة لموضوعها للحصول على الإطار العام للمجال (المراوحة بين المفهوم و مجاله ) كما فعله الشرقاوي -مجال المدخلات و يشمل: - التلاميذ : هنا تتقاطع العوامل النفسية و العقلية و الإجتماعية ( السن ، الجنس، الذكاءات ، الثقافة....) - هيئة التدريس و المراقبة : تتميز بالمتغيرات المهنية و السياسية (مستوى التكوين ، نمط الإختيار، التموقع في البنية الإجتماعية...) مجال الإواليات المدرسية و يرتبط ب : - تلقين النظام الأخلاقي و المعارف : وهنا نتحدث عن هرمية المعارف و تقسيمها الأفقي (علوم ، آداب ، علوم صرفة ...) كما نتحدث عن القواعد الصريحة و الضمنية التي تتحكم في النظام الأخلاقي و في المعارف و نتائج هذه الهرمية على مستوى تشكيل الهوية المدرسية للتلاميذ . - نمط البيداغوجيا : و يعود إلى الكيفية التي تلقن بها المحتويات و إلى التكنولوجيات و إلى استعمال الزمن و إلى طبيعة العلاقات بين المعلم و المتعلم . - التقويم : مرتبط بمجموعة من القواعد المهتمة بمسار اصطفاء و انتقاء الأفراد
أهمية سوسيولوجيا التربية نستدرج أهمية هذا العلم على شكل نقط : الكشف عن تغلغل الإجتماعي و السياسي في التربوي و خدمة هذا الأخير لها عن طريق المؤسسات التعليمية . إزالة و هم براءة التربية و حيلدها على أساس أن كل تربية خاضعة لتصور سياسي اجتماعي فبواسطتها جيل اليوم يكون جيل الغد و منه هي وسيلة لقولبة الفرد (سياسيا و اجتماعيا ) . التقليل من مسؤولية الأفراد في المجال التربوي و خاصة على مستوى عدم تكافؤ الفرص التعليمية و تحميلها لبنيات المجتمع و لمؤسساته . التربية مشروع مجتمعي يقتضي دراسة حاجيات المجتمع بكل فئاته الإهتمام بتعميم التعليم و تطوره لمعرفة مدى تأثيره على التطور الإجتماعي . الكشف عن أهمية التغيير الإجتماعي في اتجاه دمقرطة التعليم . اعتبار التربية استثمار تنموي يخدم التنمية الشاملة التي تطال الفرد و المجتمع . مقاربات سوسيولوجيا التربية سوسيولوجيا التربية تفاعلت مع موضوعها بقوة رغم تعقيده و إخضاعه للدراسة العلمية مما جعلها تلجأ إلى مقاربات عديدة : المقاربة الوظيفية و تشمل المقاربة الوظيفية الكلاسيكية : وتقوم على فكرة الفروق الفردية الوراثية ( لكل تلميذ قدر من الذكاء و الكفاءة )فحينما تقوم التربية المدرسية بوظيفة الإصطفاء أي بالترتيب الهرمي للتلاميذ حسب أنجازاتهم و بالتالي تهييئهم لأخذ مراكز اجتماعية متفاوتة فإنها تعتبر ذلك طبيعيا ’ فالتربية المدرسية تؤلف و تفرق تؤلف عن طريق التنشئة الإجتماعية و تفرق عن طريق الإصطفاء . المقاربة الوظيفية التكنولوجية : و تنبني على تفسير الفروق التربوية بشكل وظيفي انطلاقا من حاجيات المجتمع المعلنة أو الضمنية و من ثم بدأ الإهتمام ببناء و تربية مجتمع مبني على النمو و تعميم الكفاءات و بالتالي تحديد التقاطعات بين ما تقدمه الوظيفة التكنولوجية و الرأسمال الإنساني باعتبار التربية استثمار منتج على المستوى الفردي و الجماعي . المقاربة الصراعية :تعتقد بأن المدرسة لا تنتقي من هو أكثر قدرة و أكثر إنتاجية و أكثر ذكاء بل من هو اكثر مطابقة و أكثر مسايرة لتمثلات و توقعات الفئة التي تمتلك سلطة و ضبط النظام التعليمي للمحافظة على سلطتها داخل المجتمع ومن ضمن هذه المقاربات نجد : أطروحة كولانز :التي تؤكد بأن هناك عوامل تؤثر في الحقل التربوي لمنظومة القيم و السلوكات و نمط الثقافة على أساس أن التربية لا تلقن الفرد المغارف و لا تنمي قدراته الإجرائية بل تمرر و قد تفرض عليه ثقافة الجماعة المسيطرة على ضبط النظام التعليمي و تقدمها له كثقافة عالمية مشروعة و منه يكون الإختيار ليس بحسب الإنجازات بل انطلاقا من الإنتماء للجماعة المسيطرة ثقافيا . أطروحة إعادة الإنتاج : (حسب بورديو و باسرون المدرسة تعمل وفق تقسيم المجتمع إلى طبقات ) و هي بذلك تكرس إعادة الإنتاج و المحافظة على الوضع القائم فالأطفال قبل ولوجهم المدرسة يكونون غير متساوين في الرأسمال الثقافي (امتلاك المهارات اللغوية التي تسهل عملية التواصل الثقافي ) و المدرسة تفرض معيارا ثقافيا و لغويا أقرب إلى اللغة و الثقافة الساريتين في الأسر البرجوازية و منه طفل الفئة البورجوازية يعيش استمرارية و تكاملا بين ثقافته و ثقافة مدرسته مما يسهل عليه عملية التوافق أما طفل الطبقة الدنيا فيعيش قطيعة و تناقض بين ثقافته و ثقافة مدرسته مما يجعل هذه الأخيرة غريبة و بعيدة عنه . أطروحة القناتين :اصحابها بودلو و إستابلي إن المدرسة هي مكان الصراع الإيديولوجي للطبقات الإجتماعية رافضين وجود الممدرسة الواحدة أو أنها محايدة ’ هذه الأطروحة تتميز بالنقد الغنيف و المتجدر للنظام التعليمي . أطروحة الترميزين : (بازل برنشتاين ) ركزت عن اللغة داخل المدرسة كوسيلة صراع طبقي فبذلك تنعت لغة طفل الفئات الوسطى و العليا بالترميز اللغوي الواسع (القنن المرصن ) الذي يتمز بالخصوبة و الإسترسال و المرونة و استغمال جمل حافلة بالنعوت و المصادر و التسلسل المنطقي مما يساعده على التفكير الرمزي و المجرد و التحليل والتأليف أما طفل الفئات الدنيا فلغته من نمط الترميز اللغوي الضيق (القنن المقيد) حيث تكون لغته فقيرة وبسيطة متسمة بالإنفعال العدواني و انعدام التسلسل المنطقي مما يؤدي إلى تفكير قطعي قاصر عن الجدل يهتم فقط بالمحسوس و الملموس . المقاربة ذات النموذج المفسر : اهتمت بدراسة المدرسة من الخارج فاعتمدت النموذج النسقي التركيبي (بودون) الذي انطلق من أن مشكلة الحراك الإجتماعي أو عدم تكافؤ الفرص هي نتيجة لمجموعة معقدة من المحددات التي لا يمكن تصورها منعزلة بعضها عن بعض و إنما يجب التعامل معها كمجموعة تشكل نسقا.
| |
|