مقالة تربوية (صرخات بلا صوت) للدكتور وحيد حامد عبد الرشيد

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

هذه رسالة وصلتنا من الدكتور وحيد حامد وهي مقالة تربوية للنشر في المنتدي فلكم جزيل الشكر دكتور وحيد علي حسن تعاونكم معنا واهلا وسهلا بكم بين اسرة المنتدي

سلام الله عليكم ورحمته وبركاته هذا اول مقال تربوى انشره فى موقعكم

صرخات بلا صوت

صرخات حزينة بلا صوت يطلقها آلاف التلاميذ من أبناءنا كل يوم يمر عليهم في حياتهم الدراسية، صرخات استغاثة توشك أن تقض عليهم ، وجدانياً وفكرياً ،صرخات يشعر بها كل من يقرأ ويشاهد فكراً تربوياً يطبق في دول كانت في آخر الصف ، والآن أصبحت قائدة ورائدة هذا الصف ، أتدرون لماذا أصبحت في هذه المكانة ؛لأنها آمنت بالقوة البشرية وأنها وحدها طريق الرقى والتقدم ، فما فائدة الإمكانيات والموارد الطبيعية ما لم توظف جيداً من قبل هذه القوى .تقول لي عزيزي المعلم إنك توظف هذه القوى جيداً،بأنك تسهر الليل تحضر دروسك ، وفى الصباح تظل واقفاً على قدميك تحفظ التلاميذ هذه الدروس ، وتسقيها لهم مثل الماء وكأنهم أطفال رضع . أبهذه الطريقة أنت توظف ، أسألك سؤالاً ، كم مرة جعلت تلاميذك يتحاورن ويناقشونك ؟كم مرة جعلتهم يعبرون عن أفكارهم ومشاعرهم كيفما يشاءون ؟ كم مرة لم تعل صوتك وتخيفهم وتطلب منهم الإنصات التام دون همس أو حركة؟ أسئلة كثيرة ، الإجابة عنها واضحة في عيون تلاميذك ، يعرفها كل من ينظر إليهم – عيون تقول قبل اللسان أستاذي من فضلك دعني أتكلم وأعبر ولو مرة واحدة- إجابة المسها وأحسها وأراها واضحة وضوح الشمس في وسط النهار ، في طلابي الذين أتعامل معهم – طلاب الجامعة رجال الغد وأمل مصرنا الحبيبة- وعندما أسألهم عن السبب يقولون : هكذا عودونا أساتذتنا من قبل . لما يا أخي المربى الفاضل وقد كنت منذ عهدٍ قريب تصرخ مثلهم عندما كنت تلميذاً ، لا تقل لي إنها الإدارة ، أو المنهج ، أو سوء التخطيط ، أو ضيق الوقت ، كلها أسباب وإن صحت سهل عليك أن تتخلص منها إذا ما تخلصت أولاً من أفكارك عن التلميذ الذي تتعامل معه، فهو ليست صفحة بيضاء كما تظن ، وإنك لست وحدك القادر على ملء هذه الصفحة ، وأن الاستماع إليك دون حوار ونقاش ليس هو طريق الفهم والتعلم الناجح ، فلكل فرد خلقه الله قدرات وملكات يمكن أن يصل من خلالها إلى أعلى الدرجات من العلم ، إذا ما وجدت الأيدي الحانية التي تهذبها وتصقلها بالخبرات والمهارات وتجعلها تبحث بذاتها وتنقب لتصل إلى غايتها وما تريده.وهذا ما فعلته حقاً كثير من الدول وبفضله أصبحت دول متقدمة ، أخذت منا فطبقت فطورت فأصبحت ،وأما نحن كان عندنا فأهملنا فضاع مننا أفصبحنا .إن كنت عزيزي المعلم تقول هذا كلام جميل ولكن صعب التنفيذ ، أقول لك إن إيمانك وحبك لمهنتك التي بها ورثت الأنبياء كاف جداً لخلق جيل صالح يعود بنا إلى زمن العهد الجميل ، الذي فيه بنى العربي وشيد ، ونشر العلم وطور ، وشهد له العالم أجمع . فالإيمان سوف يدفعك إلى البحث والتنقيب عن كل جديد ومفيد لتلاميذك ، سوف يجعلك تحنو عليهم ، و تشاركهم الأفراح والأحزان ، سوف يجعلك فخوراً وأنت تنظر إلى زرعك قد كبر وأثمر وخرج للمجتمع ينتفع به الناس . وأما واجبنا نحن في كلياتنا – ميدان البحث والتجريب – هو أن نمدك بما يساعدك ويسهم معك ولو بجزء يسير في تحقيق هذا الهدف النبيل . فإليك بعضاً من طرائق التدريس ، التي سوف توفر وقتك وجهدك وتقضى على صرخات تلاميذك وتحقق ما نربو إليه جميعاً من أهداف، طرائق تعتمد على المشاركة الفعالة للتلاميذ ، على النشاط والحيوية، ولكن ذلك في عدد القادم إنشاء الله .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،،
إعـــــــــــــداد
الدكتور/ وحيد حامد عبد الرشيد عبد الوهاب
مدرس المناهج وطرق تدريس اللغة العربية
كلية التربية بالوادي الجديد - جامعة أسيوط

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]