ما وراء قنبلة هيروشيما ( فيلم وثائقى رائع في 10 أجزاء) شاهده مباشرة دون تحميل

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

في تمام الساعة 8.15 من صباح السادس من أغسطس عام 1945 ألقى العقيد طيار بول تيبيتس من طائرته " Enola Guy" نظرة أخيرة على المكان الذي سيتحول خلال دقائق قليلة إلى أثر بعد عين من الهشيم والدخان.

ثم قام بالضغط على زر خرج على إثره الطفل الصغير "Little Boy" من قمقمه ليعيث فساداً وليخلف دماراً لم يشهد التاريخ البشري له مثيلاً. فقد كان هذا الاسم البريء يحمل خدعة فتاكة تخفي مارداً جباراً اسمه العلمي أورانيوم _ 235 وهي أول قنبلة يعتمد انفجارها على انفلاق الذرات بسرعة هائلة محدثة حرارة رهيبة تحرق الأخضر واليابس وتذيب الفولاذ فكيف بالأجسام البشري الغضة.

من سوء حظ مدينة هيروشيما أن وقع عليها الاختيار من بين 17 مدينة يابانية كي يكون دمارها وسيلة لتركيع إمبراطورية الشمس المكونة من الجزر المنتشرة في المحيط الهادئ والتي عصت عن الاستسلام لقوات الحلفاء التي أخذت تلوح برايات النصر في القارة الأوروبية بعد طي صفحة الرايخ الثالث الرهيب الذي وقف على إنشائه أدولف هتلر الداهي ذو الإرادة الفولاذية الذي لا يوجد في قاموسه سوى المجد أو الفناء وهو ما كان قدره.

فقد وضع القائمون على إلقاء القنبلة الذرية معاييراً دقيقة للمدينة التي ستكون هدفاً للهول القادم منها :
- أن يكون قطرها يزيد عن 4.8 كلم من مركز المدينة مع وجود مناطق سكنية حولها.
- أن تكون واقعة بين العاصمة طوكيو وشرق مدينة ناغازاكي.
- أن لا تكون من بين المدن التي تم إمحائها عن طريق القصف الجوي.
- أن تحمل من الشروط الجغرافية التي تمكن من قياس تأثير رياح الإنفجار.

وبعد أن تم اختيار مدينة هيروشيما الصناعية قررت القيادة الأمريكية خطة تكمن في تحفيز الناس على اللجوء إلى هذه المدينة عن طريق عدم قصفها وهكذا انتشر بين اليابانيين أن مدينة هيروشيما هي الأكثر أمناً!

ولقد درس الأمريكان سلوك اليابانيين وتعرفوا على وقت خروجهم من منازلهم فوجدوا ان الساعة الثامنة والربع هي الأنسب لإيقاع أكبر عدد من الضحايا!

قبل هذا التاريخ أي في العاشر من يوليو 1945 قرر المجلس الحربي الياباني الأعلى إرسال سفير خاص هو فوميمارو كونوي لعرض هدنة لوقف القتال عن طريق السوفييت، بيد أنه أثناء اجتماع قادة الحلفاء في مدينة بوتسدام الألمانية في 17 يوليو وهم الرئيس الأمريكي هاري ترومان ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل والرئيس السوفييتي جوزف ستالين رفض السوفييت قبول استقبال المبعوث الياباني.

بل أصدر قادة الحلفاء اليابان "إعلان بوتسدام" في 26 يوليو نادوا فيها اليابان إلى الإستسلام بيد أن رئيس الوزراء الياباني كانتارو سوزوكي رفض قبول هذه الدعوة بالإستسلام لعدم احتواء الإعلان على بند يحمي النظام الإمبراطوري في اليابان.

فقد كانت صيغة الدعوة باستسلام اليابانيين تحمل رغبة الحلفاء برفضها من قبل اليابان لرغبتهم في تجربة آثار القنبلة الذرية على البشر من خلال إلقاء قنبلتين ذريتين على مدينة هيروشيما ومن بعدها مدينة ناغازاكي في تمام الساعة الحادية عشرة ودقيقتين من 9 أغسطس 1945 أي بعد ثلاثة أيام من إلقائها على الأولى!

وهكذا تمكن الأمريكان من الحصول على استسلام اليابانيين دون قيد أو شرط في 14 أغسطس 1945 ثم وقعت وثيقة الإستسلام في 2 سبتمبر 1945 على ظهر السفينة الحربية الأمريكية ميسوري.

ولقد خلفت القنبلة الملقاة على مدينة هيروشيما بمالا يقل عن 140 ألف قتيلاً وعلى ناغازاكي 80 ألف قتيلاً أكثرهم من المدنيين عدا قوافل المشوهين الذين قضى الكثير منهم نحبهم لاحقاً نتيجة للآثار المميتة للشعاع الذري.

إليكم هذا الفيلم الوثائقي الذي أعدته محطة البي بي سي يحكي قصة هذه المأساة الإنسانية ويقع في 10 أجزاء.