Dr.Emanis Admin المدير العام للمنتدى
الابراج : عدد المساهمات : 1485 تاريخ التسجيل : 25/06/2009 العمر : 39
| موضوع: شجره تفاح الأربعاء 22 يوليو 2009, 9:18 pm | |
| قديم الزمان كانت هناك شجرة تفاح ضخمة ، وكان هناك طفل صغير يلعب حول هذه الشجرة كل يوم، يتسلق أغصان الشجر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ه ويأكل من ثمارها، ثم يغفوا قليلاً لينام في ظلها ، كان يحب الشجره ، وكانت الشجره تحب أن تلعب معه ومر الزمان وكبر الطفل، واصبح لايلعب حول الشجرة كل يوم. وفي يوم من الأيام...رجع الصبي وكان حزينا! فقالت له الشجرة :تعال والعب معي ، فإجابها الولد :لم أعد صغيراً لألعب حولك، أنا أريد بعض اللعب وأحتاج بعض النقود لشرائها، فأجابته الشجرة : لايوجد معي نقود!!! ولكن يمكنك أن تأخذ التفاح الذي لدي لتبيعه وتحصل على النقود التي تريدها. الولد كان سعيداً للغاية، فتسلق الشجرة وجمع كل ثمار التفاح وغادر سعيدا ، لم يعد الولد بعدها. وحزنت الشجرة كثيراً ، وذات يوم عاد الولد ولكنه أصبح رجلاً كانت الشجرة في منتهى السعادة لعودته، وقالت له :تعال والعب معي ، ولكنه أجابها : لايوجد وقت لدي للعب ، فقد اصبحت رجلاً مسئولاً عن عائلة ونحتاج لبيت يأوينا هل يمكنك مساعدتي ؟ردت الشجر وهي حزينة آسفة فأنا ليس عندي بيت ،ولكن يمكن أن تأخذ جميع أغصاني لتبني بها بيتاً لك ، فأخذ الرجل كل الأغصان وغادر وهو سعيد ، كانت الشجرة مسرورة لرؤيته سعيداً ، لكن الرجل لم يعد إليها فاصبحت الشجرة وحيدة وحزنت مرة اخرى . وفي يوم حار من أيام الصيف عاد الرجل، وكانت الشجرة في منتهى السعادة، فقالت له الشجرة : تعال والعب معي ، فقال لها الرجل: لقد تقدمت في السن ، وأريد أن أبحر لأي مكان لأرتاح فهل يمكنك إعطائي مركبا، فأجابته : خذ جذعي لبناء مركب، وبعدها يمكنك أن تبحر به بعيداً ، وتكون سعيداً فقطع الرجل جذع الشجرة وصنع مركباً، وسافر مبحراً بعيداً ، ولم يعد لمدة طويلة. أخيرا عاد الرجل بعد غياب طويل ودار هذا الحوار بينهما: قالت الشجرة له : آسفة يابني ..... لم يعد عندي أي شئ أعطيه لك لا يوجد تفاح قال الرجل:لا عليك لم يعد عندي أي اسنان لأقضمه بها . الشجرة: لم يعد عندي جذع لتتسلقه . الرجل لقد اصبحت عجوزاً ولا استطيع القيام بذلك بكت الشجره وقالت : أنا فعلا لايوجد لدي ما أعطيه لك ، وكل ماتبقى لدي جذور ميتة. فأجابها الرجل : كل ما أحتاجه الآن هو مكان لأستريح فيه فأنا متعب بعد كل هذ السنين. فإجابته :جذور الشجرة العجوز هي أنسب مكان لك للراحة، تعال ، تعال واجلس معي لتستريح ، جلس الرجل إليها ، وكانت الشجرة سعيده وتبسمت والدموع تملأ عينيها
فهل تعرف من هي هذه الشجرة (إنها والديك ) فمن أعظم الفرص المهدرة نعمة وجود الوالدين، فكثير من الناس لاينتبه لهذه النعمة إلا بعد فقدها ويتحسر على أنه لم يوفق في استغلالها كما يجب، ويعلم متأخراً مقدار أهميتهما ودورهما في حياته ويستشعر تقصيرة .
قال لي صديقي مرة هل مات والدك ؟باغتني السؤال! وقبل أن أجيبة أردف قائلاً: هل جربت هذا الإحساس من قبل ؟إذا لم تكن جربته تعال معي اصفه لك . بين عشية وضحاها يختفي من حياتك من كان سبب في حياتك ،يختفي ويترك خلفه مئات الذكريات ألتي تملأ عقلك وقلبك، يختفي فجأة دون سابق إنذار، وهذا دأب الموت دائماً يأتي على حين غفلة ولا يفرق بين كبير أو صغير. تصحو على الخبر المزعج، أن أباك قد مات وأنت لاتصدق ، لقد كان معي منذ أيام وكنا نتكلم وكان يملأ البيت ضحكاً بتعليقاته الساخرة، ونصائحة السديدة. كثير من البشر لايدرك قيمة والدية إلا حينما يفقدهما ،وعندما تسترجع ذكرياتك تتسأل هل مات وهو راض عني ؟ هل لازال يذكر أخطائي وإساءاتي معه أم انه عفا عني بقلبه الرحيم ، قلب الوالدين الذي لايحمل ضغينة لأبنائة مهما فعلوا معه ؟ إن كان عفا عني فكيف لي أن أعرف وإن كان يذكر اخطائي وفي قلبه شئ من ناحيتي فكيف لي ان اعرف؟ وكيف اكفر عن هذ الذنب . فلا شئ أهم من الوالدين. امنحهم الوقت الذي يستحقونه ، لا تؤجل فقد لاتجد الوقت الذي تعطيه لهم عندما تحتاج إلى ذلك .
| |
|