يواقيت السير في شرح كتاب الجواهر والدرر في سيرة سيد البشر وأصحابه العشرة الغرر وعترته الأئمة المنتخبين الزهر (دراسة وتحقيق) تأليف الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى (840هـ- 1436هـ)
الباحث: أ/ حسن صالح ناجي المراني
الدرجة العلمية: ماجستير
الجامعة: جامعة صنعاء
الكلية: كلية الآداب
بلد الدراسة: اليمن
لغة الدراسة: العربية
تاريخ الإقرار: 2005
نوع الدراسة: رسالة جامعية
الملخص :
أسباب اختيار الموضوع:
أثناء دراستي التمهيدية قمت بعمل بحث عن حياة الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى، الذي لم أكن أعرف عنه سوى أنه مؤلف كتاب (الأزهار في فقه الأئمة الأطهار) ومن خلال ذلك البحث أعجبت كثيراً بغزارة إنتاجه العلمي وتأليفه في أنواع العلوم المختلفة ،تم اختيار ( الجزء الخاص بالأئمة الزيدية من كتاب يواقيت السير شرح كتاب الجواهر والدرر في سيرة سيد البشر وأصحابه العشرة الغرر وعترته الأئمة المنتخبين الزهر) ليكون موضوعاً للدراسة والتحقيق، ويمكن إيجاز أسباب اختيار هذا الموضوع في النقاط التالية:
أولاً :الإعجاب الكبير بمؤلفات الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى كماً وكيفاً.
ثانياً: وجود رغبة أكيدة لدى أساتذة قسم التاريخ بكلية الآداب جامعة صنعاء، للاهتمام بالتراث اليمني بصورة عامة والمحافظة عليه وإخراجه إلى حيز الوجود لتتم الاستفادة منه.
ثالثاً: إهمال مؤلفات الإمام المهدي من قبل الجهات والمؤسسات المعنية بتحقيق ونشر المخطوطات ولا سيما تلك المؤسسات الشيعية التي نشطت في الآونة الأخيرة، والتي أهملت تماماً مؤلفات الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى بسبب مواقفه السياسية والمذهبية.
رابعاً: ابتعاد الكثير من الباحثين والمحققين عن التراث الزيدي الهادوي، الذي يمثل فترة طويلة من تاريخ اليمن الإسلامي.
خامساً: أشادت الباحثون والمحققون غير اليمنيين، بمؤلفات الإمام المهدي، وأهميتها العلمية وآرائه القيمة، ومنهم الدكتور/ محمد جواد مشكور، الذي حقق للإمام المهدي احمد بن يحيى المرتضى، كتاب (المنية والأمل في شرح كتاب الملل والنحل)، والمستشرقة الروسية سوسنة ديفلد، التي حققت للمهدي كتاب (طبقات المعتزلة)، والدكتور نوري ياسين حسين الهيتي، الذي حقق للإمام المهدي، كتاب ( تاج علوم الأدب وقانون كلام العرب).
سادساً/ أهمية مؤلفات الإمام المهدي التاريخية والتي قد تفيد التاريخ الإسلامي بصفة عامة والتاريخ اليمني بصفة خاصة.
الدراسات السابقة:
يتكون موضوع البحث من قسمين هما:
قسم الدراسة ويحتوي هذا القسم على دراسة شاملة لحياة المؤلف، وتوجد عدة ترجمات مختصرة وغير شاملة، ومتفرقة في عدة كتب أبرزها ترجمة الشوكاني محمد بن علي، في كتابه (البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع) وزبارة محمد بن محمد، في كتابه (أئمة اليمن) والزحيف محمد بن علي، في كتابه (مآثر الأبرار) كما توجد عدة تراجم مختصرة ومتفرقة في عدد من المخطوطات، مثل الحسن بن احمد بن يحيى المرتضى في كتابه ( كنز الحكماء وروضة العلماء) معظمه عبارة عن خطب ورسائل، ومجهول معاصر للإمام شرف الدين حفيد الإمام المهدي، في مخطوط مجهول أيضاً، والشرفي أحمد محمد، في كتابه (اللالئ المضيئة في تاريخ الأئمة الزيدية)
ودراسة غير شاملة بسبب عدم توفر المصادر الكافية، أبرزها الدراسة التي قدمها الدكتور/ محمد محمد الكمالي، في دراسته التي بعنوان (الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى وأثره في الفكر الإسلامي سياسياً وعقائدياً).
والدكتور/ أحمد علي الماخذي، أثناء تحقيقه كتاب ( منهاج الوصول إلى معيار العقول) والمستشرقة الروسية سوسنة ديفلد، والدكتور/ محمد جواد مشكور، الدكتور/ نوري ياسين حسين الهيني، أثناء تحقيقهم للكتب التي ذكرناها سابقاً.
القسم الثاني: التحقيق، وهنا يجب أن نشير إلى أن كتب أو مؤلفات الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى، تنقسم إلى قسمين هما:
القسم الأول: عبارة عن متون مختصرة وهذه قد تم تحقيق جزء منها.
القسم الثاني: الشروح وهي شروح مطولة لتلك المتون السابقة وهذه لم يحقق منها سوى كتاب واحد فقط وهو كتاب ( المنية والأمل شرح كتاب الملل والنحل) وقد سبق وأن ذكرناه، أما بقية الشروح فلا تزال تنتظر دورها في التحقيق، وهذا يعني أن تحقيقنا لكتاب ( يواقيت السير شرح كتاب الجواهر والدرر) هو أول تحقيق له لم يسبق وأن تطرق إليه أحد.
أهمية الموضوع:
يتمتع الموضوع بقدر مناسب من الأهمية، قد تفيد التاريخ الإسلامي بصورة عامة نظراً لتميز المواضيع التي تطرق إليها المؤلف، بالإضافة إلى إتساع الفترة الزمنية والمكانية التي شملها الموضوع فهو يؤرخ للأئمة منذ تولي الإمام علي بن أبي طالب الخلافة عام 35 هـ، إلى عصر الإمام المؤيد بن الإمام القاسم عام 1029- 1054هـ، أي ما يقارب من عشرة قرون، كما أن الموضوع يتناول مساحة واسعة من العالم الإسلامي تصل إلى المغرب العربي غرباً حيث نشأت دولة الأدارسة ووصولاً إلى الديلم وطبرستان شرقاً، ناهيك عن مركز الأحداث في اليمن ومكة والمدينة المنورة والعراق، ويمكن إيجاز أهمية الموضوع في النقاط التالية:
يقدم الموضوع دراسة شاملة عن حياة المؤلف أحمد بن يحيى المرتضى، صاحب المؤلفات الكثيرة والمتنوعة، وهي دراسة تتناول جميع جوانب حياة المؤلف، هي الأشمل والأحدث حتى الآن.
يتطرق الموضوع إلى التعريف بحياة عدد كبير من الأئمة الزيديين، قد لا تتوفر معلومات عنهم في مصادر أخرى.
يقدم الموضوع معلومات مهمة ومفيدة عن أئمة ظهروا في فترات مجهولة وغامضة أو مهملة وفي أماكن مهملة إلى حد ما في التاريخ الإسلامي مثل الأئمة الذين ظهروا في المشرق الإسلامي مثل الديلم وطبرستان وغيرها من المناطق.
يعرف الموضوع بالجوانب الاجتماعية والثقافية والاقتصادية لعدد كبير من الأئمة.
يقدم الموضوع معلومات قيمة عن طبيعة العلاقة بين الأئمة أنفسهم وبينهم وبين القوى المعاصرة لهم، ويحدد نوع هذه العلاقة.
يقدم الموضوع معلومات أخذها المؤلف من مصادر لا وجود لها الآن مما يعني بأن هذا الكتاب قد احتفظ ببعض المعلومات لتلك الكتب التي لا نعرف لها وجود الآن.
يعد الكتاب مصدراً مهماً من مصادر التاريخ الإسلامي يضاف إلى المكتبة العربية الإسلامية.
الصعوبات التي واجهت الباحث:
الحقيقة لقد واجه الباحث عدد من الصعوبات والمعوقات، التي كانت تقف حجر عثرة في طريق الباحث أثناء سيره في مراحل البحث المختلفة، وهذه الصعوبات متنوعة بعضها كانت صعوبات آنية مؤقتة وبعضها استمرت ملازمة للباحث طوال فترة البحث، ويمكن إيجاز أهم هذه الصعوبات في النقاط التالية:
ندرة الحصول على نسخ أخرى للمخطوط مما جعل التحقيق يعتمد على نسخة وحيدة يعتريها عدد من الفراغات والسقطات.
تعدد أجزاء المخطوط، وكلما علمنا بوجود نسخة من المخطوط في مكان ما وجدنا أنها لا تتضمن الجزء الخاص بالتحقيق.
ندرة التنقيط في المخطوط شكل صعوبة عند قراءة الكثير من الكلمات، كما أن معظم أسماء الأعلام كتبت بالحبر الأحمر الذي لم يستمر طويلاً والذي أصبح شبه ممحي من المخطوط مما شكل صعوبة عند قراءة أسماء الكثير من الأعلام.
أعتمد المؤلف على مؤلفين غير معروفين وكتب غير معروفة ولا وجود لها الآن مما شكل صعوبة في التأكد من صحة تلك المعلومات لعدم وجود مصادرها.
ندرة المصادر التي تتحدث عن الأئمة الزيديين بصورة عامة وأئمة المشرق والمغرب الإسلامي بصورة خاصة.
تعرض المؤلف للجوانب العلمية والاجتماعية لكثير من الأئمة مثل ذكر الأمهات والزوجات والأولاد وهي جوانب أهملتها معظم المصادر بما في ذلك المؤلفات الزيدية التي توفرت لنا مما جعلنا نواجه صعوبة كبيرة أثناء الترجمة لكثير من الشخصيات ولا سيما تلك الشخصيات العارضة.
أورد المؤلف عدد من الأحاديث غير الموجودة في كتب الحديث المعتمدة والمعروفة مما جعلنا نقوم بالبحث عنها في كتب أخرى ولا سيما تلك الأحاديث التي تتحدث عن مناقب الأئمة الزيديين.
تعرض المؤلف إلى ذكر عدد كبير من الشخصيات بالكنية الغير واضحة وغير المشهورة مثل ( أبو عبد الله) مما جعلنا نواجه صعوبة في التعرف على الشخصية بسهولة.
أهم المصادر التي ساعدت على التحقيق:
لقد اعتمد المؤلف على عدد كبير من المصادر التاريخية والمتنوعة، وقد أتيح لنا الحصول على عدد لا بأس به من تلك المصادر التي أفادتنا كثيراً أثناء التحقيق ويمكن ذكر أبرز تلك المصادر وهي:
ابن عبد ربه، العقد الفريد.
أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبين.
أبو العباس الحسني، المصابيح.
أبو طالب يحيى بن الحسين الهاروني، الإفادة في تاريخ الأئمة الزيدية.
أحمد بن الحسين الهاروني، الأمالي الصغرى.
عبد الله بن حمزة، الشافي.
المحلى حميد بن أحمد، الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية.
المنهج المتبع في الدراسة والتحقيق:
لقد اتبعنا في الدراسة والتحقيق المنهج التاريخي المتبع في الدراسات التاريخية وهو المنهج القائم على الاستقراء والاستدلال والتحليل العلمي التاريخي، وتبسيط المادة العلمية حتى يسهل على القارئ فهمها بسهولة ويسر وقد حاولنا قدر الاستطاعة الاعتماد على المصادر التي كانت معاصرة لكل حدث أو قريبة منه والاستدلال بها وتحليل معلومات المتن اعتماداً على تلك المصادر وبالنسبة للقسم الخاص بالدراسة فقد اتبعنا نفس المنهج وحاولنا قدر الاستطاعة تقديم صورة واضحة وشاملة عن حياة المؤلف الاجتماعية والعلمية والسياسية وجمع معلومات وافية عن حياة المؤلف من المصادر المعاصرة للمؤلف أو القريبة من حياة المؤلف، آملين تغطية معظم جوانب حياة المؤلف.
محتوى الدراسة والتحقيق:
يتكون موضوع البحث من قسمين هما:
القسم الأول الدراسة وتتضمن ثلاثة فصول هي:
الفصل الأول: حياة المؤلف ويشمل مولده ونشأته، وأسرته، ومشائخه، وتلاميذه.
ومؤلفاته ثم مماته.
الفصل الثاني: ويشتمل على حياة المؤلف السياسية مبايعته بالإمامة، ثم حروبه مع الإمام المنصور علي بن صلاح، المعارض له في الإمامة ثم هزيمة المهدي وأسره ثم سجنه لمدة سبع سنوات ثم خروجه من السجن وتنقله في عدة مناطق ثم تخليه عن السياسة وتفرغه للعلم والتدريس والتأليف حتى وفاته سنة 840هـ.
الفصل الثالث وصف المخطوط ويشمل نسخ المخطوط وأهمية المخطوط ومنهج المؤلف في المخطوط ومصادر المخطوط والمنهج المتبع في تحقيق المخطوط.
القسم الثاني: متن المخطوط محققاً.