Esraa Eman Hussein{Admin} Admin المدير العام للمنتدى
الابراج : عدد المساهمات : 4049 تاريخ التسجيل : 15/06/2009 العمر : 35 الموقع : www.esraa-2009.ahlablog.com
| موضوع: بوابة المتولى الثلاثاء 09 أغسطس 2011, 1:26 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] بسم الله الرحمن الرحيم بوابة المتولى باب زويلة بوابة خلدها التاريخ بوابة المتولى من البوابات التي خلدها التاريخ تحفظ لها مكانا فى سجله الحافل بالاحداث ويرجع تاريخ هذه البوابة الى العصر الفاطمي وبالتحديد الى عام 358 هـ حيث شيد جوهر الصقلى القاهرة لتكون عاصمة للفاطميين واحيطت العاصمة الجديدة بالاسوار العالية التي كان يتخللها عددا من الابواب الكبيرة المخصصة للدخول والخروج وقد بلغ عدد هذه الابواب ثمانية كان اشهرها بوابتي النصر والفتوح فى الجهة الشمالية وبوابة المتولى فى الناحية الجنوبية وعرفت هذه البوابة بباب زويلة وذلك نسبة الى قبيلة زويلة وهي إحدى القبائل المغربية بالقرب من البوابة فعرفت البوابة بهم ونسبت اليهم وان كانت تسمية زويلة ليست معروفة الا بين الاريين اما العامة من أهخل مصر فيطلقون على هذه البوابة اسم بوابة المتولى ويرجع سبب هذه التسمية الى جلوس متولى الحسبة على هذه البوابة لجمع المكوس ومن الناحية المعمارية تعتبر هذه البوابة نموذجا فريداً لعمارة القاهرة الحربية فى العصر الفاطمي حيث تتكون البوابة من يرجين كبيرين يحصران بينهما دهليز مكشوف يؤدي الى باب ندخل منه الى دركاة مربعة. والجدير بالذكر ان البوابة شيدت فى عهد جوهر الصقلي مؤسس القاهرة من الطوب اللبن وعندما جاء الى مصر الوزير الارمني بدر الدين الجمالى هدم البوابة واعاد بنائها من الحجر. ولقد اشار المؤرخ المقريزي فى خططه الى هذه البوابة وذكر انها كانت تتكون من قنطرتين اي بابين يعلوهما عقدين وعندما جاء المعز لدين الله الفاطمي الى مصر دخل من الباب الايمن فتفائل الناس بذلك وصاروا يدخلون ويخرجون من الباب الذي دخل منه المعز اما الباب الثاني فقد سد بالحجارة ـ والدليل على صحة ذلك انه يرد الحديث عن هذا الباب فى المصادر بصيغة بابي زويلة. ولقد ظهرت هذه البوابة بشكل جمالى رائع عندما استغل السلطان المؤيد شيخ ارتفاعها واقام عليها مئذنتي مسجده فاصبحت هاتان المئذنتان علما ودليلا يلفت الانظار الى البوابة الضخمة فضلا عما اعطاه وجود المئذنتين من شكل جمالى رائع للبوابة. وارتبطت بوابة زويلة فى التاريخ بحادثة شهيرة وقعت احداثها عند ما ارسل هولاكو رسل التتار يهددوا سيف الدين قطز ويطلبون منه تسليم مصر وتحدثوا اليه بعبارات قوية متبجحة ذكرها القلقشندي فى كتابه صبح الاعشى حيث قال "يعلم الملك المظفر قطز وسائر امراء دولته واهل مملكته بالديار المصرية انا نحن جند الله فى ارضه خلقنا من سخطه وسلطنا على من حل به غضبه فاتعظوا بغيركم فنحن لا نرحم من بكي ولا نرق لمن شكا ... " ولكن قطز لم يضعف امام هذا التهديد وانما امر بضرب رقاب رسل هو لاكو جميعهم كما ذكر ذلك ابن ايبك فى كتابه "كنز الدرر الجزء الثامن حيث قال ان رسل التتار كانوا اربعة وسط واحد بسوق الخيل تحت قلعة الجبل ، ووسط اخر بظاهر باب زويلة ، ووسط الثالث بظاهر باب النصر، ووسط الرابع بالريدانية ، وعلقت رؤسهم على باب زويلة " وكانت هذه الرؤوس اول ما علق على هذا الباب . وكما كان باب زويلة شاهداً على ثبات المصريين وشجاعتهم فى مواجهة التتار حيث لم يخشوا باسهم وعلقوا على البوابة رقابهم فقد كان هذا الباب شاهدا على زوال دولة المماليك من مصر وذلك عندما قبض السلطان العثماني سليم الاول على غريمة السلطان طومان باي اخر سلاطين المماليك فى مصر والذ قاوم العثمانيون بشدة حتى تم القبض عليه وعندما وقف امام سليم الاول أراد سليم ان يؤنبه ويعاتبه على مقاومته له فقال اننى لم افعل الا الواجب ورد على سليم بعبارات قوية كلها شجاعة وقوة وعزة حيث قال له " ان النفس التي تربت فى العز لا تقبل الذل ، وهل سمعت ان الاسد يخضع للذئب لا انتم افرس منا ولا اشجع منا وليس فى عسكرك من يقايسني فى حومة الميدان" وبعد ذلك سيق طومان باي الى باب زويلة ليشنق ولقد وصف ذلك المشهد المؤثر المؤرخ ابن اياس فى كتابه بدائع الزهور فى وقائع الدهور حيث قال "أن طومان باي سيق من بولاق الى باب زويلة وهو لا يدرى ما يصنع به وجعل يسلم على الناس بطول الطريق فلما اتى الى باب زويلة انزلوه وقال للناس اقرأو لى الفاتحة ثلاث مرات فببسط يده وقرأ سورة الفاتحة ثلاث مرات ثم قال للمشاعلى اعمل شغلك فلما وضعوا الخية فى رقبته ورفعوا الحبل فأنقطع به فسقط على باب زويلة وقيل انقطع به الحبل مرتين وهو يقع على الارض ثم شنقوه وهو مكشوف الراس فلما شنق صرخت عليه صرخة عظيمة وكزثر عليه الحزن والاسف..." وهكذا كان باب زويلة او بوابة المتولى كان شاهد عيان سجل لحظات حاسمة فى تاريخ مصر وما زال يقف شامخا يرصد ويسجل ما يقع من أحداث.
| |
|