الإصلاح الديني3
ساند لوثر في حربه مع البابوية رجال دين مفكرون وطلاب الجامعات وعى رأسهم ميلانكتون
وعالم الانسانيات وكارلتشادت وهو أيضا مدرس في الجامعة ,الذين شكلوا درعا" واقي
أمن حول لوثر ينشرون أفكاره ويردون
الحملات بالحملات .
في ينيو1519انطلق الأصدقاء
الثلاثة بمعية200 طالب إلى ليبستج للدخول في مناظرة عقائدية مع (أيك) الذي تحداهم
في مقالة أورد فيها ثلاثة عشرة قضية طلب الإجابة عليها في عربات ويحملون السيوف
والحراب ولابسين الدروع ,خوفا من قتلهم في الطريق
بدأت المناظرة في قاعة برايسنبورغ وسط جمهور غفير وتحت رعاية الدوق جورج صاحب
البرتين ساكسونيا ,
كان أيك ابرع من كارلتشادت مما أدى أن
يدخل لوثر في المناظرة بعنفوان شديد وغير هيّاب من القول متخطيا" الخطوط
الحمر فأنكر رئاسة أسقف روما في القرون الثلاثة الأولى وذكّر أن الكنيسة الشرقية
ليست تحت سيادة روما والمجالس المسكونية قد تخطأ
ودافع عن جون هس واظهر صوابية معظم
أفكاره وهنا أدرك أيك انه وصل إلى ما
يريد وهو أن لوثر وضع نفسه في نفس مكان هس فهو هرطقي ,
بعد انتهاء المناظرة طلب أيك من
البابا إعلان لوثر خارجا" عن الكنيسة لكن ليو الذي لم يكن يدرك حقيقة الوضع
آثر الانتظار وفي في هذه الأثناء كثر أعوان لوثر وآخذو في الطعن في البابوية منهم
فون هوتن الشاعر الذي تحول بقصائده يطعن في البابا ونشر وثيقة تعود إلى عهد
هنري الرابع تؤيد الإمبراطورية ضد روما
واخذ بشحن نفوس الألمان بالروح القومية.
بعد وصول الأمور إلى هذا المستوى انذر
ليو العاشر وأدان كتابات لوثر وطلب منه المجيء إلى روما خلال 60 يوما" أو
الحرمان الكنسي وذالك في يونيو1520
رفض لوثر الإنذار واصدر الكتيب الأول
من ثلاث كتيبات تعتبر البرنامج الفكري لثورته وطبع الكتيبات باللغة الألمانية
ليفهمها عامة الشعب وهاجم في الكتيب
الأول ما سماه الجدران الثلاثة التي شيدتها روما
وأفتى بقدرة أي مسيحي في تفسير الإنجيل وضرب على الوتر الاجتماعي والاقتصادي
للألمان وقارن حياتهم التعسة بحياة البابا,وصدر بعده الحرمان الكنسي في سبتمبر
1520 ونزل الحرمان الكنسي كما الصاعقة على لوثر وأتباعه حتى انه فكر أن يتنازل عن
راية الثورة للمفكر الهولندي وعالم الانسانيات ايراسموسس ولكن الأخير رفض بشدة ,
اصدر لوثر الكتيب الثاني ردا"
على الحرمان واسم الكتيب (الأسر البابلي للكنيسة) كتبه باللاتينية لأنه كتب لرجال
الدين وملخص الفكرة أن الكنيسة من إلف عام هي في اسر الباباوات وان تعاليم جون هس حول تناول القربان
المقدس هي صادقة وكتب أيضا"عن السماح
بتزوج غير المسيحيين ذكرا" أم أنثى.
كارلشتادت لم يقف لم يقف متفرجا" ليصدر كتيب ينفي فيه صفة
القداسة عن البابا وجعل الإنجيل
فوق المجامع المقدسة وفوق الرسائل وأخ
يتطرف في أفكاره أكثر من لوثر , واشتدت حمى الحرب الفكرية لتصل إلى حرق متبادل
للكتب ومعارك بين أنصار الطرفين مما أدى
لتدل الإمبراطور شارل الخامس وطلب عقد
محاكمة للوثر لأنه كان قد تعهد أن لا يحاكم ألماني خارج ألمانيا ,
عقدت المحاكمة في ورمس في 17 ابريل 1520 ووقف لوثر إماما لمحكمة
في مجلس النواب بحضور الإمبراطور بهبة
شديدة وبدأت التهم تنهال عليه وكاد
أن يفقد رباطة جأشه إلا أن رسائل التأييد وصلته من كل مكان في ألمانيا ومن الأمراء
في الدييت الألماني ,فدافع بشراسة عن أفكاره ولم يتنازل للبابا ,
فحكمت عليه المحكمة تحت ضغط
الإمبراطور الذي كان يحتاج إلى دعم البابوية في نزاعه مع فرنسا وهو الذي حصل بعد
تجريم لوثر واعتباره هرطقيا" ولكن لم يسلم شارل لوثر إلى روما بسبب الجواز
الإمبراطوري الذي كان قد منحه للوثر.