اهمية بالغة لتدريس التأريخ في الكليات العلمية

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

عدي يوسف مخلص

يبدو ان هذا المقترح غريب لاول وهلة الا ان المتمعن في مضمونه يجده رافدا من روافد الثقافة الذي يغذي مختلف حقول المعرفة ويزيد من ثقافة طلبة العلم في مختلف اختصاصاتهم العلمية وعلى اساس(وقل رب زدني علما).

ومادة التاريخ التي اقترح تدريسها في الجامعات العلمية تكون بعيدة كل البعد عن الحوادث السياسية التي اعتدنا ان ندرسها في مادة التاريخ التي تعودنا دراستها كتاريخ الحروب واسبابها ونتائجها واخبار الملوك والسلاطين او قيام الدول والامبراطوريات واسباب سقوطها وغيرها الكثير من المواضيع سواء اكانت مادة تاريخية قديمة او وسيطة او معاصرة،انما اقترح تدريس التاريخ العلمي اي تاريخ نشأة العلوم وانتشارها وتطورها بمختلف انواعها كالطب والصيدلة والتكنولوجيا والهندسية الخ..ان تدرس هذه المادة في الصفوف الاولى من كل كلية كل حسب اختصاصه فالطالب في الكلية الطبية حبذا تضاف له حصة في التاريخ يدرس فيها تاريخ الطب ابتداء من الطب عند العرب والعرب المسلمين وما عند اليونان والرومان .وما انتجته الحضارات الاخرى وكيف وصلت الينا تلك المعلومات وهكذا ممكن دراسة تاريخ علم الهندسة في كليات الهندسة وهكذا يمكن تدريس تاريخ كل مادة علمية حسب اختصاص الكليات العلمية كل ذلك يصب في بودقة الثقافة العامة فيزيد من غزارة المعلومات المفيدة ويشحن نفوس الطلاب ويدفعهم ربما للتشبه بالعلماء الذين ساهموا في بناء الحضارة الانسانية ففي تشبههم هذا قد يدفعهم الى المزيد من المثابرة لابتكارات جديدة.

ان هذا الاقتراح يبدو من المقترحات الجديدة فاقول لا عجب من ذلك اذا ما ادركنا ان اول القوانين في العالم سنت في العراق.واول بعض الاختراعات اخترعت في العراق وان اصبحت في الوقت الحاضر بسيطة الا ان اكتشافها قبل الاف السنين كانت له اهمية وبقيت الى الوقت الحاضر ومثلنا على ذلك اختراع العجلة فقد اخترع الاشوريون العجلة فكانت من العوامل المهمة في كيان دولتهم وما عجلة السيارات اليوم الا نتيجة لذلك الاختراع.

وبهذا الصدد الذي اعتقد ان دراسة التاريخ العلمي في الجامعات العلمية يزيد من الثقافة العامة ما القته الدكتورة صباح الشيخلي(عضو الجمعية التاريخية العراقية) بمحاضرتها بنادي الصيد ضمن نشاط الجمعية التاريخية العراقية بتاريخ الجمعة 2006/1 الذي تطرقت فيها الى الاجازة في الطب في تراثنا العربي الاسلامي اي كيف تعطى الشهادة لطالب الطب ويصبح له الحق ان يمارس مهنة الطب اذ كانت محاضرة لطيفة جدا جاءت وفقا لما اقترحته كتدريسي لمادة التاريخ مثلا في كلية الطب،شرحت الدكتور صباح كيف يجتمع اهل الصعنة يوم الجمعة عادة وبعد قراءة سورة الفاتحة يتلق العهد(عهد الوصايا) وكيف تتم مراسيم منح الاجازة للطبيب فهناك مراسيم خاصة فضلا عن ان لمنح الاجازة شروطاً يجب ان يتمتع بها المتقدم لنيل الاجازة منها الادب وان يكون عالماً وبعد ان يقدم استاذه خلاصة بعلم وادب تلميذه التي يذكر بها اجتهاده واخلاصه لخدمة مرضاه وادبه ثم يعرض على الخبراء والكلمة الاولى لاستاذه ويطول الكلام عن منح الاجازة اتحفتنا بها الدكتورة صباح فكانت امسية ممتعة بذكر تاريخ احد جوانب علم الطب والاطباء وفي تلك المحاضرة تطرق استاذنا شيخ المؤرخين الدكتور حسين امين رئيس الجمعية التاريخية العراقية الى ان كتاب القانون لابن سينا يدرس في جامعة باريس فلماذا لاندرسه في كليات الطب في عراقنا العزيز.
قد يعترص البعض على هذا الاقتراح لعدم تدريس مادة التاريخ العلمية في كليات الطب او الهندسة او الكليات العلمية الاخرى في جامعة اكسفورد او باريس او واشنطن ارد عليهم ان مباردتنا نابعة من بلدنا بلد الحضارات الاولى.

ان اقتراحي هذا جاء نتيجة لعدم معرفة اغلب الاطباء والمهندسين والتكنولوجيين والصيادلة للمعومات التاريخية العلمية سواء اكانت نابعة من تراثنا العربي الاسلامي او من الامم الاخرى فاقرار حصتين لمادة التاريخ العلمي في الصفوف الاولى من الكليات العلمية يزيد من ثقافة طلابنا وبالاجماع فتراكم وتجمع الثقافة التاريخية العلمية كحصيلة لهذا الاقتراح سيخلق مجتمعاً في قمة الثقافة ويساهم بدرجة اكبر في بناء الحضارة الانسانية.

كما ان نتيجة لهذه الدراسة سيتغير الكثير من مفهوم التاريخ وسيدرك طلابنا ان التاريخ لايقتصر على مواد التاريخ التي اعتدنا عليها ودرسناها في مدارسنا الابتدائية والثانوية ان فتح باب تدريس التاريخ العلمي في جامعاتنا العلمية يعد مشاركة في النهوض العلمي والفكري لطلبتنا الاعزاء متمنين لهم كل التوفيق والنجاح والله ولي التوفيق .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]