Esraa Hussein Forum
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزي الزائر اهلا وسهلا بكم في منتدي اسراء حسين ، إذا كنت زائر يسعدنا ويشرفنا ان تسجل في المنتدي وتكون من ضمن اعضاؤه ، اما إذا كنت عضوا فتفضل بالدخول ، شكرا لزيارتكم لمنتدانا
دمتم برعاية الله وحفظه
مع تحياتي،
اسراء حسين
Esraa Hussein Forum
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزي الزائر اهلا وسهلا بكم في منتدي اسراء حسين ، إذا كنت زائر يسعدنا ويشرفنا ان تسجل في المنتدي وتكون من ضمن اعضاؤه ، اما إذا كنت عضوا فتفضل بالدخول ، شكرا لزيارتكم لمنتدانا
دمتم برعاية الله وحفظه
مع تحياتي،
اسراء حسين
Esraa Hussein Forum
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

Esraa Hussein Forum



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولدخول
المواضيع الأخيرة
» صناعة الخرائط عبر التاريخ
رؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  I_icon_minitimeالخميس 20 يوليو 2017, 10:04 pm من طرف محمدسعيدخير

» بطاقات القوانين الصفية للطلاب مهمة جدا جدا
رؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  I_icon_minitimeالأربعاء 19 أكتوبر 2016, 8:12 pm من طرف تلميذة سيبويه

» برنامج الأرشفة الإلكترونية/ مجانا 100% برنامج أرشيف التعاميم والوثائق
رؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  I_icon_minitimeالإثنين 10 أكتوبر 2016, 9:36 pm من طرف alialneamy

» المكتبة الألمانية النازية (مكتبة كتب عن تاريخ المانيا النازية) من تجميعى الشخصى حصريا على منتدانا
رؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  I_icon_minitimeالجمعة 24 يوليو 2015, 11:48 pm من طرف هشيم النار

» جامعة المدينة العالمية
رؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  I_icon_minitimeالثلاثاء 16 يونيو 2015, 4:42 pm من طرف BI744

» جامعة المدينة العالمية
رؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  I_icon_minitimeالثلاثاء 16 يونيو 2015, 4:41 pm من طرف BI744

» جامعة المدينة العالمية
رؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  I_icon_minitimeالثلاثاء 16 يونيو 2015, 4:40 pm من طرف BI744

» جامعة المدينة العالمية
رؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  I_icon_minitimeالثلاثاء 16 يونيو 2015, 4:40 pm من طرف BI744

» جامعة المدينة العالمية
رؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  I_icon_minitimeالثلاثاء 16 يونيو 2015, 4:40 pm من طرف BI744

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
Esraa Eman Hussein{Admin}
رؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  I_vote_rcapرؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  I_voting_barرؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  I_vote_lcap 
Dr.Emanis
رؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  I_vote_rcapرؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  I_voting_barرؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  I_vote_lcap 
أبلة حكمت
رؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  I_vote_rcapرؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  I_voting_barرؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  I_vote_lcap 
البروفوسور
رؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  I_vote_rcapرؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  I_voting_barرؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  I_vote_lcap 
mony moon
رؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  I_vote_rcapرؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  I_voting_barرؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  I_vote_lcap 
zinab abd elrahman
رؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  I_vote_rcapرؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  I_voting_barرؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  I_vote_lcap 
نهى
رؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  I_vote_rcapرؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  I_voting_barرؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  I_vote_lcap 
nihal noor eldin
رؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  I_vote_rcapرؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  I_voting_barرؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  I_vote_lcap 
heba mohammed fouad
رؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  I_vote_rcapرؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  I_voting_barرؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  I_vote_lcap 
super mada
رؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  I_vote_rcapرؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  I_voting_barرؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  I_vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
التوقيت
Free Clock
مواضيع مماثلة

 

 رؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
البروفوسور
supervisour مشرف
supervisour مشرف



رؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  115810
الابراج : الاسد
عدد المساهمات : 791
تاريخ التسجيل : 12/12/2010
العمر : 57
رؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  Jb12915568671

رؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  Empty
مُساهمةموضوع: رؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية    رؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  I_icon_minitimeالجمعة 17 ديسمبر 2010, 12:57 pm

رؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية

كتبها فضيلة الشيخ
أ.د ناصر بن ســليمان العمر


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله  وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا.
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءا واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدا، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً.
أمّا بعد :
يعيش إخواننا في فلسطين هذه الأيام مرحلة عصيبة من تاريخهم ، فالاستكبار اليهودي قد بلغ أوجه، وكشف شارون عن وجه بني صهيون الحقيقي، فالقتل ، والتشريد وهدم المنازل والحصار الاقتصادي الرهيب ، وخامسها الخذلان المخزي من لدن المسلمين عامة والعرب خاصة لإخوانهم في فلسطين ، كل هذه الأحوال تطرح سؤالاً مهماً : هل لهذا الأمر من نهاية ؟ وهل لهذه البلية من كاشفة ؟ ويتحدد السؤال أكثر : أين المخرج ؟ وما هو السبيل ؟ وبخاصة وقد بلغ اليأس مبلغه في نفوس كثير من المسلمين وبالأخص إخواننا في فلسطين وأصبح التشاؤم نظرية يروج لها البعض ، مما زاد النفوس إحباطاً، والهمم فتوراً .
وأقول : مع مرارة الواقع ، ووجهه الأسود الكالح ، وامتداد هذا الليل وتأخر بزوغ الفجر ، مع ما يحمله هذا الليل من فواجع ومواجع مصحوباً بالرعود والبروق والصواعق والرياح العاتية ، كل ذلك لا ينسينا سنن الله في الكون وأن الظلم مهما طال فلن يستمر ، وأن تقدم مدة الحمل مؤذن بالولادة ، وساعات الطلق الرهيبة تعلن نهاية المـعاناة  فإن مع العسر يسرا . إن مع العسر يسرا و ( لن يغلب عسر يسرين ) حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين .
وأقول بحق : إن تلك الأحداث المؤلمة التي يستخدمها المتشائمون واليائسون دليلاً على تشاؤمهم ويأسهم ؛ هي نفسها من أقوى البراهين لديّ على التفاؤل والنظرة إلى المستقبل بأمل مشرق ، وعزيمة صادقة ، وثقة بوعد الله وقرب تحقق وقوعه  أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون وهذا التفاؤل وتلك الثقة لم تبن على عاطفة جياشة مجردة من الدليل ، سرعان ما تهتز أمام ريح عاتية ، أو تذبل لطول الطريق وقلة الزاد وانفضاض المعين والرفيق بل هي قناعة مبنية على أسس عميقة الجذور ، من السنن الكونية التي لا تتخلف وآيات الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنـزيل من حكيم حميد ، وكلام الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ، ففي ظروف مشابهة من تسلط قريش وطغيانهم واستكبارهم مع ضعف المؤمنين وقلة المعين والناصر ، أتى الصحابة إلى رسول الله  يشكون حالهم ، ويطلبون منه الدعاء والاستنصار ، وتحس من كلامهم بمرارة المعاناة واستطالة الطريق ، فإذا رسول الله  ينقلهم نقلة أخرى ، نقلة الواثق بربه المؤمن بصدق وعده ( والله ليسيرن الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ، ولكنكم تستعجلون ) نعم لقد تحقق هذا الوعد وصدق الله ورسوله ، ولكن ذلك لم يكن بين عشية وضحاها ، بل احتاج إلى زمن طويل من الجهاد والبلاء ، فليست العبرة متى يتحقق النصر وإنما المهم كيف يتحقق ، وبأى وسيلة يستجلب ؟ سواء طال الزمن أو قصر ، فلله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهوالعزيز الرحيم .
وفي ظل تلك الأركان الصلبة ، سأقدم هذه الرؤية ، آملاً أن تكون مساهمة في رفع تلك المعاناة المعنوية ، المنبثقة عن المعاناة الحسية التي طال أمدها ، واسود ليلها.
إننا من أجل أن نعرف كيف يتحقق النصر ، لابد أن ندرك كيف وقعت الهزيمة، ومن أجل أن نرسم طريق الخلاص لابد أن نعرف كيف حدثت المعاناة، وما بني في عشرات السنين لا تنتظر زواله بين غمضة عين وانتباهتها ؛ لأن السنن الكونية تدل على غير ذلك ، فكما أن هناك أركاناً للهدم ، فهناك أسس للبناء ، وما شيدته الجاهليات المتعاقبة على مرور الأزمان ، اقتضى وقتاً ليس باليسير حتى هدمه الأنبياء والمصلحون وأقاموا مكانه بناء راسخاً لا تهزه الرياح فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إنّ نصر الله قريب وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً ومتى جاء الحق وزهق الباطل ؟ بعد جهاد وصبر ومصابرة وطول معاناة. وسأسوق هذه الرؤية مسلسلة بنقاط مستقلة ، تؤخذ النتيجة من مجموعها لا من آحادها ، حيث يكمل بعضها بعضاً، ويأخذ بعضها برقاب بعض، وأسأل الله التوفيق والسداد ، وأن يجعل لي فرقاناً ينير لي الطريق ويدلني على مكامن القوة والضعف فيه ، لأدلّ قومي إليه فإن الرائد لا يكذب أهله .
أرض فلسطين أرض أسلامية :
في الحديث الصحيح الذى رواه أبو ذر – رضى الله عنه – قال : قلت : يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول ؟ فقال  : ( المسجد الحرام ثم المسجد الأقصى ) قلت : كم كان بينهما ؟ قال : ( أربعون سنة ) . وهذا ولا شك قبل بعثة موسى عليه السلام ، وإبراهيم عليه السلام الذي رفع مع إسماعيل القواعد من البيت هو الذى عيّن بأمر الله مكان المسجد الأقصى وهو الذي قال الله فيه : ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين.
فالمسجد الأقصى على مرّ التاريخ كان مسجداً إسلامياً ومن قبل أن يوجد اليهود ، ومن بعد ما وجدوا  سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله وفلسطين أرض الأنبياء منهم إبراهيم وموسى وعيسى وزكريا ويحي وغيرهم – عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام- وكلهم مسلمون إن الدين عند الله الإسلام  لا نفرق بين أحدٍ منهم ونحن له مسلمون إذاً فلسطين أرض إسلامية ، لا حق لأحد غير المسـلمين فيها  إن الأرض لله يورثها من يشاء من عـباده والعاقبة للمتقين  .
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : بينما نحن في المسجد ، إذ خرج إلينا رسول الله  فقال : (انطلقوا إلى يهود) فخرجنا معه ، حتى جئناهم، فقام رسول الله  فناداهم ، فقال : (يا معشر اليهود أسْلموا تَسْلَموا) فقالوا : قد بلغت يا أبا القاسم، فقال لهم رسول الله  : (ذلك أريد ، أسْلِموا تسْلَموا) فقالوا : قد بلغت يا أبا القاسم ، فقال لهم  : (ذلك أريد) فقال لهم الثالثة : (اعلموا أنما الأرض لله ورسوله ، وإني أريد أن أجليكم من هذه الأرض ، فمن وجد منكم بما له شيئاً فليبعه ، وإلاّ فاعلموا أن الأرض لله ورسوله) رواه مسلم .
وهذا منطلق مهم ، وأرضية صلبة يبنى عليها ما بعدها من مواقف وتضحيات فليست قضية فلسطين خاصة بمن ولد على أرض فلسطين دون النظر إلى دينه وعقيدته ، بل هي قضية إسلامية تخص المسلمين أينما ولدوا ، وحيثما وجدوا ولا شك أن من ولد على أرض فلسطين من المسلمين تعنية القضية من باب أولى ومن لم يكن مسلماً فلا حق له في فلسطين ولو ولد فيها أباً عن جدّ .
فعندما لحق أحد المشركين – من أهل المدينة – برسول الله  يريد الدفاع عنها ، عندما جاءت قريش يوم بدر ، وكان صاحب نجدة وبأس ، قال له  :( ارجع فلن أستعين بمشرك ) وعندما أعلن إسلامه وإيمانه ، أذن له رسول الله  بالمشاركة قائلاً له : ( فانطلق ).
يهود الأمس ويهود اليوم :
بسبب قوة الصراع بين المسلمين واليهود وبخاصة على أرض فلسطين ، وما نراه صباح مساء من جرائم ترتكب في حق إخواننا في الداخل ، وما يدّعيه اليهود من الحق التاريخي في الأرض المباركة ، كل ذلك أفرز بعض الأخطاء التي وقع فيها كثير من المسلمين ، من الخلط بين يهود الأمس الذين آمنوا بموسى – عليه الصلاة والسلام – وبين يهود اليوم ، وهذا الخلط له سلبياته العقدية والعملية ومن هنا كان لابد من إيضاح بعض المسائل المهمة في هذا السياق ، أوجزها بما يلى :
1 ـ بنو إسرائيل الذين آمنوا بموسى - عليه الصلاة والسلام – غير يهود اليوم فأولئك كانوا مسلمين مؤمنين ، وهؤلاء كفار مشركون تبعاً لمن كفر بموسى وخرج عن شريعته ، وبنو إسرائيل هم نسل يعقوب – عليه الصلاة والسلام – الذي قال الله عنه وعنهم : ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون وانسجاماً مع هذه الحقيقة قال يوسف – عليه الصلاة والسلام - :  واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء والذين آمنوا بموسى – عليه الصلاة والسلام – قال الله فيهم : ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضّلناهم على العالمين وقال فيهم : ولقد اخترناهم على علم على العالمين وقال فيهم :  وجلعنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لماّ صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون وقال فيهم محمد  كما في حديث ابن عباس الصحيح : (عرضت عليَّ الأمم ، فرأيت النبي ومعه الرهيط ، والنبي ومعه الرجل والرجلان ، والنبي وليس معه أحد ، إذ رفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي ، فقيل لي : هذا موسى وقومه) الحديث. أمّا الذين خرجوا عن ملة موسى فقد وقعوا في الشرك كما قال سبحانه : وقالت اليهود عزير بن الله وقال فيهم : اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله ثم قال : وما أمروا إلاّ ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلاّ هو سبحانه عمّا يشركون وقال عنهم : وقالت اليهود يد الله مغلولة غلّت أيديهم ولعنوا بما قالوا إذاً فيهود اليوم لا علاقة لهم بالذين آمنوا بموسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ ومن كتب لهم الأرض المقدسة وإنما هم امتداد لمن كفر بموسى والأنبياء من بعده ممن حرّف التـوراة ، وخرج عن دين التوحيد وشـريعة موسى عليه الصلاة والسـلام.
2ـ أغلب يهود اليوم ليسوا من بني إسرائيل ، بمعنى أن الذين يحتلون فلسطين اليوم ليسوا من نسل بني إسرائيل الذين كانوا مع موسى عليه الصلاة والسلام أو سلالتهم حيث إن اليهود الذين يعتبرون من نسل بني إسرائيل وهم المعروفون بـ( السفاراديم ) لا يزيدون عن 20% من عدد اليهود في العالم ، مع ما داخل هذا العدد من امتزاج وتزاوج مع جنسيات وسلالات أخرى ، بمعنى أن هذه النسبة القليلة ليست نسبة خالصة من نسل بني إسرائيل ، أمّا النسبة الكبرى من يهود اليوم والبالغة 80% فليسوا من نسل اليهود الأصليين ، بل هم من أصول أوروبية وشرقية ومن مختلف بلدان العالم ، وهم المعروفون بـ (الاشكنازيم) حيث دخلوا اليهودية بالتحول من دياناتهم الوثنية وغيرها. ومن خلال هذه الحقيقة التاريخية تسقط دعوى المحتلين لفلسطين بـ (الحق التاريخي) ويتضح أنهم محتلون لا عائدون ، وأن بلادهم وبلاد آباءهم هي تلك البلاد التي قدموا منها لا التي جاؤا إليها ، أمّا النسبة القليلة التي تعتبر من نسل بني إسرائيل فلا حق لهم في فلسطين من وجهين :
أولاً : أنهم خرجوا عن دين موسى الصحيح وحرّفوا التوراة ، وفلسطين أرض إسلامية لا حق لغير المسلمين فيها .
ثانياً : أن فلسطين لم تكن لبني إسرائيل وإنما كانت للجبارين ، وهم أهلها قبل بني إسرائيل ، وكتبها الله لبني إسرائيل وأذن لهم بدخولها عندما كانوا على المنهج الصحيح ، فلما انحرفوا ، سقط حقهم فيها. ومن خلال ما سبق تسقط دعوى الحقّ التاريخي ، ويثبت بطلان هذه الدعوى جملة وتفصيلا.
3ـ أن صفات اليهود التي ذكرها الله في القرآن ، ممتدة عبر التاريخ يتوارثونها جيلاً بعد جيل ، وأمة بعد أمة ، وهي صفات الغدر والخيانة ، والجبن والبخل والدسائس والمؤامرات ، والعلو والاستكبار وغيرها من الصفات التي بينها الله سبحانه وتعالى في القرآن ، وقد تجلّت في اليهود الذين آذوا موسى – عليه الصلاة والسلام – وخرجوا عن شريعته ، وهي صفات جبليّة خلقية ترسخت مع مرور الزمن وابتعادهم عن المنهج الصحيح ، حتى أصبحت جزءاً من دينهم المحرّف وخصائصهم الثابتة ، يربّون عليها أبناءهم يشبّ عليها الصغير ، ويشيب عليها الكبير ، ويُعلّمُها من يدخل في هذا الدين من غيرهم ، ولم يسلم من تلك الصفات إلا القليل منهم وهم الذين آمنوا بموسى عليه الصلاة والسلام والتزموا بما جاء به ، قال سبحانه : منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون ولذلك نجد القرآن وهو يذكر صفات اليهود لا يعمم الحكم عليهم ، بل يفرّق بين المؤمنين وغيرهم وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لمّا صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون وترى كثيراً منهم يسارعون في الإثم والعدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منّا إلاّ أن آمنّا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل وأن أكثركم فاسقون .
إن فقه هذه الحقائق والتعامل معها جزء من استراتيجية التعامل مع اليهود والغفلة عن ذلك ستؤدي إلى خلل في التصور والاعتقاد والعمل ، مما يؤخر حسم المعركة ويطيل أمدها ؛ لأن ما بُنِيَ على خطأ فمآله إلى بوار .
الصراع في فلسطين صراع قديم :
الصراع هناك لم يكن وليد اليوم ، وإنما له جذوره في التاريخ ، ولم يكن ذلك الصراع صراعاً عرقياً أو قومياً ، وإنما هو صراع بين الحق والباطل ، بين صاحب الحق وبين الدخيل ، بين الكفر والإسلام ، وبيت المقدس كان على مرّ التاريخ ملكاً للمسلمين ، وهم الأنبياء وأتباعهم الموحدون ، وعندما تزيغ طائفة عن هذا الطريق يبعث الله من المؤمنين من يعيد الحق إلى نصابه والبيت إلى أهله ، بل قد يبعث الله من يؤدب أولئك الذين خرجوا عن دينه وانحرفوا عن سبيله وطغوا واستكبروا وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علواً كبيرا . فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولا وهكذا كان عندما خرج بنو إسرائيل عن دينهم وبغوا وطغوا بعث الله عليهم بختنصر ، فقتلهم شرّ قتلة فكانوا عبرة في التاريخ .
وبعدما خرج الروم عن دينهم ، وحرّفوا الإنجيل أذن الله للمسلمين بفتح بيت المقدس ، فأصبحت ولاية من ولايات المسلمين لا حق للروم فيها سوى الإقامة التي شرعها الله لأهل الذمة بعقود وعهود .
ولما ضعفت الخلافة الإسلامية نقض النصارى العهود واستنجدوا ببني جلدتهم في الغرب ، فكان الصراع الذي طال أمده حتى قيض الله لهذه الأمة نور الدين الذي وضع الأسس لعودة بيت المقدس إلى أهله ، ثم جاء صلاح الدين فكان الفتح على يديه ، بعد معركة حطّين ، فدخل بيت المقدس صلحاً كما دخلـه عمر – رضي الله عنه - فارتفعت رايات التوحيد على رايات الصليب والنواقيس ، واستمر المسلمون يسيطرون على تلك الأرض المباركة حتى ضعفوا مرة أخرى وابتعدوا عن دينهم ، ودبّ الخلاف بينهم ، فجرت عليهم سنة الله في الأمم ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون فتحالفت قوى الكفر في أقطار الأرض وجاؤوا بهذه الشرذمة ، عقوبة من الله للمسلمين على فعلهم ولعلهم يرجعون .
إن المتأمل لهذا الصراع في جميع فتراته يدرك طبيعة المعركة ، وأنها بين الحق والباطل ، بين التوحيد والشرك ، بين الكفر والإيمان ، لم تكن المعركة – أبداً – عرقية ، أو قومية ، أو وطنية ، لم تكن بين جنس وجنس ، وقبيلة وقبيلة من أجل أرض أو تراب ، إن إدراك هذه الحقيقة يبين لنا كيف حدثت الهزيمة ولماذا تأخر النصر ، وكيف يتحقق الانتصار إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد أولمّا أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم .
إننا إنْ لم ندرك هذا الأمر ، ونعرف سرّه ، سنكون كمن يبحث عن الماء في أعالي الرمال ، بل أصدق من ذلك  أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً .
إن فقه هذه الحقيقة التي لا جدال فيها ولا ريب ، يجعلنا نضع الأمور في نصابها ونعيدها إلى جذورها ، ومن ذلك أننا عندما ندعم إخواننا في فلسطين إنما ندعمهم لأننا وهم مسلمون ، كلنا في خندق واحد ، ديننا واحد ، وقضيتنا واحدة ، أما من عداهم فهم واليهود سواء ، سواء أكانوا عرباً أم عجماً ؟ ولدوا في أرض فلسطين أو كانوا دخلاء غرباء ؟
ومن ذلك أننا بسبب قوة الصراع واختلاط الحق بالباطل ، وكثرة اللبس والتزييف قد ننكر حقائق ثابته ، خوفاً من أن الاعتراف بها يسلب الحق من أيدينا ، وليس هذا هو الطريق ، فما كان إنكار الحقائق وسيلة لإعادة الحق وردّ الباطل في يوم من الأيام .
فنجد أن اليهود يتمسكون لإثبات أن لهم حق في فلسطين بما أحدثه بعض الأنبياء في القدس- عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام – فنأتي فننكر حدوث هذا الأمر ، خوفاً من ضياع الحق من أيدينا ، وهذا مسلك وعر وطريق لا يوصل إلى الحق ، وكان الأجدر والأولى ، أن نبين أن ما أحدثه الأنبياء من بناء أو إصلاح في بيت المقدس أو المسجد الأقصى أيّا كان نوعه أو تاريخه فهو حجة لنا ، ودليل إثبات لقضيتنا ، لأن الأنبياء مسلمون ، لا علاقة ليهود اليوم بهم ، ولا حجة لهم فيما فعلوه ، ولا نقف عند اختلاف الاسم ، فما بني في المسجد فهو من المسجد ، ما دام من بناه نبياً أو رسولاً قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحدٍ منهم ونحن له مسلمون ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين. إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين .
وأشير هنا إلى مسألة وقع فيها اللبس والخطأ عند كثير من المسلمين ، وهو اعتقادهم بأن مسجد قبة الصخرة ليس من المسجد الأقصى ، وإنما مسجد عمر هو الأقصى ، وحقيقة الأمر أن كلا المسجدين من الأقصى حيث إن المسجد الأقصى شامل للمسجدين ولما بينهما ، وهو بناء سليمان عليه السلام- وكل ذلك ملك للمسلمين ، لا حق لأحد غيرهم فيه .
فكرة الدولة اليهودية :
عندما انحرف اليهود عن الدين الصحيح الذي جاء به موسى – عليه الصلاة والسلام – لم يستقروا في أرض ، ولم يملكوا وطناً ملكاً شرعياً ، وإنما كانوا يتنقلون في أصقاع الأرض ، فالتشرد من طبيعتهم والتفرق من خصائصهم .
وكانوا يستغلون ما معهم من بقية دين ونصوص توراة يستفتحون بها على الذين كفروا ، وبهذا دخلوا يثرب ، وتمكنوا من السيادة عند الأوس والخزرجفلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين وهكذا ديدنهم فالمكر والخديعة سفينتهم ، واستغفال الشعوب مطيتهم ، وعندما تم إجلاؤهم من المدينة أولاً ، ثم من جزيرة العرب ثانياً ، لم يستقروا في أرض ولم يجتمعوا في بلد، بل تفرقوا أيادي سبأ وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزّقناهم كل ممزّق إن في ذلك لآية لكل صبار شكور .
لقد عاش اليهود أقليات مستضعفة في أرجاء المعمورة لم يدخلوا بلداً إلا أحدثوا فيه فساداً ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحبّ المفسدين ولم يستوطنوا بلداً إلا كانوا مصدراً للقلاقل والفتن ، يستمدون أمنهم من خوف الآخرين ولذلك كرهتهم الشعوب ، لكن لديهم قدرة عجيبة مبنية على الخداع والدسائس والمؤامرات في إقناع الآخرين بحاجتهم إليهم ، ولذلك سيطروا على كثير من مقدرات الأمم ، وبخاصة الاقتصادية منها ، لما جبلوا عليه من حبِّ المال وعدم التورع عن أي وسيلة تحقق أهدافهم ومآربهم ، والذي يتأمل في تاريخ اليهود منذ قديم الزمان يصل إلى حقيقة لا مراء فيها بأنهم : إما أن يكونوا مستعلين جبارين ظالمين ، أو أقلية محتقرين مستضعفين ، والأخيرة هي السمة السائدة في تأريخهم إلا عندما كانوا أهل ذمة في حمى الإسلام ، فقد كفل لهم حقوقهم ، ومنع الآخرين من ظلمهم ، ولكنهم يخربون بيوتهم بأيديهم فاعتبروا يا أولي الأبصار.
ولقد وطن اليهود أنفسهم على هذا الأمر ، ولم يكونوا يحلمون بأن يعودوا أمة لها شأن ، أو دولة لها كيان ، ولذا فإن فكرة الدولة اليهودية فكرة طارئة ، لم يجتمع اليهود على الإيمان بها ، بل هناك معارضة قوية لدى كثير منهم ؛ لإقامة الدولة اليهودية ، وكان على رأس المعارضين اليهودي الألماني إنشتاين صاحب نظرية النسبية المشهور ، ويصل الذي يعارضون فكرة الوطن القومي لليهود إلى أكثر من ثلاثة ملايين يهودي ، حيث يرون أنها وسيلة لاجتماعهم ليقتلوا ، كما يعرفون من نصوص التوراة ، ويرون أن بقاءهم أقليات تسيطر على مراكز النفوذ وأصحاب القرار ، دون أن يكونوا هم البارزين والظاهرين للناس أولى وآمن ، مما يمكنهم من اللعب على المتناقضات ، دون أن يضعوا بيض الثعبان في سلة واحدة .
إذاً صاحب فكرة الوطن القومي هم الملاحدة من اليهود ، وعلى رأسهم الصهيوني المعروف "هرتزل" ولم تكن فلسطين هي الخيار الأول لهم وإنما كانت هناك عدة دول منها أوغندا ، ولكن بعد دراسات دعمها الغرب النصراني وجدوا أن أرض فلسطين هي الأرض المناسبة لإقامة دولتهم ، وبخاصة أن هناك نصوصاً من التوراة تخدمهم ، كالنصوص الواردة في يهودا والسامرة ، وأرض الميعاد ، وهيكل سليمان وهلم جرّا .
ويكفي أن نعلم أن نسبة اليهود الذين في فلسطين بعد الهجرات المتوالية التي نظمتها الوكالة اليهودية وتعاونت معها الدول الكبرى لم تتجاوز 20% من عدد اليهود في العالم ، ولولا التعاون الدولي والاعتماد على النصوص التوراتية لترغيب الهجرة إلى فلسطين لما تحقق نصف هذا العدد ، ومما هو جدير بالذكر أنه إلى قبيل نهاية القرن التاسع عشر – أي قبل المؤتمر اليهودي الذي قرر إقامة الدولة اليهودية في فلسطين – لم يكن يوجد في فلسطين من اليهود ســوى (24) ألف يهودي فقط .
وهنا سؤال مهم :
هل إسرائيل دولة دينية أو علمانية ؟
والجواب باختصار : إن إسرائيل دولة علمانية عنصرية قامت على فكرة دينية أي أن حكومات إسرائيل حكومات علمانية استغلت الدين اليهودي لتحقيق أهدافها ، وهذا الأمر ليس بدعاً في التاريخ ، فكم من دولة قامت معتمدة على الدين ، وهي عن الدين بمعزل ، ولذلك نجد كثيراً من الدول العلمانية المعاصرة إذا واجهتها الأزمات وخافت أن ينفضّ من حولها الناس ، استغلت الدين ولوّحت بنصوصه  فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلمّا نجاهم إلى البر إذا هم يشركون .
والتاريخ يكرر نفسه ، ولكن أكثر الناس لا يعقلون .
مراحل قيـــام إســرائيل :
كان عدد اليهود في فلسطين في نهاية القرن التاسع عشر لا يزيد عن خمسين ألفاً، بل كانوا قبل عشرين سنة من هذا التاريخ لا يزيدون عن 24 ألف يهودي مما يؤكد أن اليهود زرعوا في فلسطين شوكاً وليسوا من نبتها ، ولقد قامت إسرائيل على ثلاث دعائم : -
1. التخطيط اليهودي الماكر .
2. التآمر الدولي .
3. الخيانات العربية الضالعة بالولاء للشرق والغرب .
وهيأ لنجاح هذا الثالوث ضعف المسلمين وتفرقهم ، بل وتناحرهم وبخاصة بعد سقوط الدولة العثمانية ، بل إن القوميين العرب ضالعون في مؤامرة إسقاط الدولة العثمانية .
ويُمكن أن تختصر مراحل قيام إسرائيل بما يلي : -
1. المؤتمر اليهودي في سويسرا عام 1897م الذي أقرّ قيام وإنشاء وطن قومي لليهود .
2. وعد بلفور – وزير خارجية بريطانيا – عام 1917م الذي وعد اليهود بإنشاء وطن قومي لهم في فلسطين .
3. قرار عصبة الأمم عام 1922م بوضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني مما ساعد بريطانيا – بدعم دولي – على الوفاء بوعدها بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين .
4. مؤتمر سايكس بيكو وتقسيم الدول إلى مناطق استعمارية للدول الكبرى بعد الحرب العالمية .
5. قيام دولة إسرائيل عام 1948م .
وبين تلك المراحل أحداث كبرى لا تخفى على من يعنى بتلك القضية.
هل كان هناك جهاد في فلسطين ؟ ونظرية الدولة التي لا تقهر
منذ دخل اليهود إلى فلسطين وبدأوا في تنفيذ مخططهم لإقامة دولتهم ، بدأ الجهاد هناك ، واتخذ اشكالاً عدة ، وعلى رأسها القتال المسلح وغالباً بصورة ما يسمى حرب العصابات وكان يقوى حيناً ويضعف أحايين أخرى ، كل هذا من داخل فلسطين ، أما من خارجها فلم يكن هناك أي مواجهة مع اليهود إلا الجهاد الذي قام به المسلمون بعد قيام إسرائيل وهو ما يسمى بكتائب الإخوان وهي مواجهة محدودة أحبطها القوميون قبل اليهود ، وكذلك كانت هناك معارك خاطفة كما حدث في الكرامة ونحوها ، أما ما عدا ذلك فلم تدخل إسرائيل في أي حرب حقيقية مع العرب – سوى عام 1973م – وهي حرب ذات أهداف محددة ، ولذلك لم يسمح بتجاوزها عندما تحققت تلك الأهداف وأهمها :
1. تحريك الوضع الذي كان يسيطر عليه الجمود آنذاك .
2. إعادة سيناء إلى مصر عربوناً لأن تتزعم مصر محادثات السلام .
3. تهيئة المنطقة لمرحلة السلام مع اليهود .
أما ما عدا ذلك فلم تكن هناك مواجهات حقيقية مع اليهود، يقول أمين الحافظ وهو رجل علماني كان رئيساً لسوريا في الخمسينات : "لم يدخل جيش من الجيوش العربية الحرب مع إسرائيل عام 1948م إلا كتائب الإخوان" .
وقد شهد مثل هذه الشهادة بهجت أبو غربية وهو من المعاصرين للأحداث المتخصصين في قضية فلسطين ، والذي يرجع إلى مراكز البحوث المتخصصة يدرك هذه الحقيقة بالأدلة والبراهين .
أما عام 1967م فلم تكن هناك أي مواجهه بل ضُربت الطائرات العربية وهي جاثمة على الأرض وكثير من قادتها في الملاهي والحانات ، وتم احتلال سيناء والجولان والضفة الغربية في ساعات معدودة ، ومراجع التاريخ خير شاهد على ذلك .
إذاً فنظرية الدولة التي لا تقهر حدثت مع الهزيمة النفسية التي حلّت بالعرب وهي من صنع الإعلام العَربي قبل غيره ، وكانت جزءاً من الاستراتيجية اليهودية في حرب المسلمين ، وإشاعة الرعب في قلوبهم ، نمّاها وقوّاها الخيانات العربية المتوالية التي تزعمها القوميون والعلمانيون وحلفاء اليهود من المنافقين ، انسجاماً مع ولائهم للشرق والغرب ، حيث كانوا ينفذون ما يمليه عليهم أسيادهم حماة دولة إسرائيل وصنّاعها.
وإلاّ فاليهود أذل وأحقر من أن تكون لهم دولتهم التي لا تقهر ، والقرآن الكريم وصف نفسية اليهود وجبنهم وصفاً لم يصف به أحداً من البشر ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباؤا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة  لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى  والآيات في هذا السياق كثيرة واضحة ، فكيف يكون لليهود كيان لا يقهر ، ولو أتيح للمسلمين أن يدخلوا حرباً حقيقية مع اليهود لما ثبتوا ساعة من نهار لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون هذا كلام الحق سبحانه ، ومن أصدق من الله قيلا ، ومن أصدق من الله حديثا ، وتأمل قوله سبحانه : لأنتم أشدُّ رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون لتعلم خرافة دولة إسرائيل التي لا تقهر ، ولتعلم أن واقعها الآن مصداق لقوله تعالى : وحبل من الناس فلولا هذا الحبل من الناس لكان للمسلمين معها شأن آخر.
وما فعله ويفعله أطفال الحجارة مع اليهود ، من أقوى البراهين المعاصرة على تعرية تلك المزاعم وسقوط دعوى إسرائيل التي لا تقهر.
استراتيجية حماية إسرائيل :
إسرائيل دولة عنصرية غريبة غير مندمجة مع من حولها ، فهي خليط من شعوب يهودية غير متجانسة ، متفاوتة في بيئتها الاجتماعية ، متعددة الأعراق والديانات والمذاهب ، تنخر فيها الطبقية والحزبية مجتمعة الأجسام مختلفة القلوب تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ومع ذلك فهي أقلية في وسط بيئة غير بيئتها وأرض غير أرضها ، مع ما يحمله ذلك الشعب – صاحب الأرض – من عداء تاريخي لها ، له أسبابه ودواعيه ، وتلك الدولة واقعة بين دول تتوجس منهم ويتوجسون منها ، وهي تعلم أن شعوب تلك الدول تنتظر اللحظة التاريخية للانقضاض عليها ، وإعادة الحق إلى نصابه ، وإسرائيل تفقه هذه الحقيقة مهما حاول بعض حكام المنطقة أن يشعروها بالحماية والأمان .
وهي مع ذلك لا تملك مقومات الدولة المستقرة الآمنة ، وإنما تعتمد على الدعم الخارجي اللامحدود ، عسكرياً واقتصادياً وسياسياً من الشرق والغرب .
وتعاملاً مع هذه الحقيقة ، وإدراكاً لهذا الواقع من قبل إسرائيل وحلفائها طرحت عدة مشاريع استراتيجية لحماية إسرائيل وترسيخ أقدامها ، وتجنيبها المخاطر والمفاجآت أهمها : -
1. إســرائيل الكبرى .
2. تفتيت المنطقة (الدويلات والطائفية).
3. مرحلة الســــلام .
4. الشرق أوسطية .
أما النظرية الأولى فقد ثبت فشلها واستحالتها ، وذلك أنها لم تستطع أن تحافظ على أمنها واستقرارها وسيطرتها على رقعة صغيرة ، لا تعادل إلا نسبة صغيرة من مخطط إسرائيل الكبرى ، فكيف تستطيع أن تحافظ على أضعاف ذلك ، وقد أدرك زعماء إسرائيل فشل تلك الاستراتيجية قبل حلفائها وخصومها.
أما النظرية الثانية فمع ما تحقق فيها من نجاح محدود فقد أدرك الجميع صعوبة الاعتماد عليها ، وبخاصة بعد حرب لبنان التي كانت منطلقاً لتحقيق تلك الاستراتيجية ، ثم جاءت الحرب العراقية الإيرانية ، ثم حرب الخليج، ومحاولة تفكيك العراق، كل تلك الأحداث ونتائجها أثبتت فشل هذه الاستراتيجية وصعوبة تحقيقها ، وأنها لم تكن بالسهولة التي رسمها المخططون لها ، ولذلك فلا يمكن الاعتماد عليها لحماية أمن إسرائيل واستقرارها ، وأن ما تحقق من تلك النظرية كان له سلبياته على إسرائيل نفسها ، حيث إن إحاطتها بدول صغيرة ضعيفة يسهل اختراقها ويشكل هماً لإسرائيل نفسها ، وإسرائيل تدرك قبل غيرها أن مصلحتها أن تحاط بدول قوية حليفة تسهر على حمايتها وردع من يريد بها سوءاً .
أما مرحلة الســلام ، فسيأتي الحديث عنها لاحقاً .
بقيت النظرية الرابعة (الشرق أوسطية) وهي نظرية سياسية حديثة ، جاءت من قبل حلفاء إسرائيل عندما أدركوا صعوبة نجاح الاستراتيجيات الأخرى ، وقد تزعمها "شمعون بيريز" رئيس وزراء إسرائيل سابقاً ، ووزير خارجيتها حالياً زعيم حزب العمل ، والمرشح للعودة لرئاسة حكومة إسرائيل مستقبلاً إذ إن شارون جاء لمهمة محدودة سيرحل بعد تنفيذها ، كما رحل سلفه (نتن ياهو) حيث إن هؤلاء يشكلون حرجاً لحلفاء إسرائيل المدعين للديموقراطية وحرية الشعوب.
وقد بدأت هذه النظرية قبل عدة سنوات ، وكان من أبرز ميادينها – المؤتمر الاقتصادي – الذي عقد في المغرب والقاهرة والدوحة ، مع عقد تحالفات اقتصادية مع عدد من دول المنطقة .
والعولمة القادمة ، وبالأخص منظمة التجارة العالمية قد تساهم في دفع هذه الاسترايتجية إلى الأمام .
وهي تقوم على أن تندمج دول المنطقة على استراتيجية اقتصادية وسياسية لا ترتكز على القومية أو الدين ، بل على رقعة جغرافية محدودة (الشرق الأوسط).
وهذه النظرية ترعاها أمريكا وتدعمها دول الغرب ، ويصعب الجزم بمستقبلها حيث إن المؤتمرات السابقة لم تحقق النجاح المنشود ، ونجاحها يعتمد على شكل ما ستكون عليه المنطقة بعد إعادة ترتيبها في ظل المتغيرات الدولية الجديدة والأيام القادمة حبلى بكل جديد ، نسأل الله أن يكفينا شرها .
هل اليهود والنصارى حلفاء ؟
الدارس للتاريخ يدرك شدة العداء بين اليهود والنصارى ، فمنذ محاولة قتل عيسى – عليه الصلاة والسلام – ثم رفعه بعد ذلك ، والعداء مستحكم بين الطرفين ، والتهم تتوالى بينهما ، واستمر الأمر على ذلك منطلقاً من عقيدة صلبة ذكرها القرآن وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب.
وقد شهد التاريخ صوراً مروعة من بطش النصارى باليهود ، لأن اليهود أقلية والنصارى أكثرية ، وبخاصة العداء مع الكاثوليك ، وعندما دخل الرومان بيت المقدس جعلوه مقبرة لليهود ، وعندما سقطت الأندلس – وكان اليهود يعيشون بأمان في ظل الحكم الإسلامي - بطش بهم النصارى حتى فروا إلى تركيا ، وهم المعروفون بيهود الدونمة ، الذين ساهموا مساهمة فعالة في سقوط الدولة العثمانية وليس خبر مصطفى كمال عنا ببعيد ، وجزوا الأتراك جزاء سنمار ، وفي أوروبا بطش بهم كثير من حكام الغرب ، وخاصة هتلر ، وهذه حقيقة يجب الاعتراف بها ، لكن اليهود بالغوا فيها وفي وصفها ، من أجل استغلال الغرب واستجلاب عطف العالم ، ودفع الإتاوات وبخاصة من ألمانيا ، وإنكار هذه الحقيقة ليس منهجاً علمياً ، والاعتدال هو الصحيح .
هذه صورة موجزة عن علاقة اليهود بالنصارى ، ولكن قد يسأل سائل فيقول : بماذا نفسر قوله تعالى في سورة المائدة :  يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض...  الآية
فالجواب من وجهين ذكرهما المفسرون:
الوجه الأول :
ذكره البغوي وابن أبي حاتم وغيرهما ، ومعناه أنهم أولياء بعض في العون والنصرة إذا كان الأمر يتعلق بالمسلمين فهم يد واحدة ضدهم وفي حربهم وخلافهم .
الوجه الثاني :
وهو أقوى - مع أنه لا يخالف الوجه الأول – وقد ذكره صاحب المنار فقال : ومعناه : أن اليهود بعضهم أولياء وأنصار بعض ، والنصارى بعضهم أولياء وأنصار بعض ، لا أن اليهود أولياء وحلفاء النصارى ، والنصارى أولياء وحلفاء اليهود .
وبهذا يستقيم تفسير آية البقرة وآية المائدة ، وأحداث التاريخ .
إذاً العداء متأصل بين الفريقين وهذا لا يمنع من اتحادهم ضد المسلمين ماضياً وحاضراً .
وقد حدث التغيُّر الكبير في العلاقة بين اليهود والنصارى بعد ظهور حركة الإصلاح الديني التي قام بها "مارتن لوثر" و "كالفن" وأضرابهما ضد الكنيسة الكاثوليكية البابوية التي كانت تفرض هيمنتها على الدين والحياة ، ومن ذلك احتكار تفسير النصوص الدينية ، فقد طالبت الحركة الإصلاحية البروتستانتية بالرجوع المباشر إلى النصوص وترجمة التوراة والإنجيل إلى اللغات الحية كالألمانية والفرنسية والإنجليزية. وهنا اعتقد البروتستانت حرفية تلك النصوص ومنها ما يتعلق بوعد الله لإبراهيم عليه السلام وذريته بأن يعطيهم الأرض الواقعة بين الفرات والنيل ، وغير ذلك من النصوص التي تفضِّل اليهود على غيرهم وتعطيهم الحق في العودة إلى فلسطين حسب ما هو في التوراة المحرفة ، ومن هنا نشأت الحركة الصهيونية في أول أمرها نصرانية لا يهودية . وقد تفاقم خطر الصهيونية الإنجيلية في العقدين الأخيرين من القرن العشرين وأصبحت من أكبر قوى الضغط في أمريكا وأصبح لزعمائها مكانة متميزة لا سيما في الحزب الجمهوري . ولا يزال اليهود غير الصهاينة ومعهم الكاثوليك وغيرهم يعادون هذه الحركة كما أن الاتجاه الليبرالي يعاديها بشدة لأسباب أخرى ، لكن كثيراً من الزعماء يداهنونها لمآرب سياسية وغيرها. وعلى كل حال لا يستطيع أي باحث أن يتجاهل البعد الديني في المواقف السياسية للدول البروتستانتية مثل أمريكا وبريطانيا وألمانيا ، وقد ساعد على ذلك اختراق الصهيونية للفاتيكان نفسه الذي وصل إلى إعلان المجمع المسكوني الشهير عن تبرئة اليهود من دم المسيح عليه السلام أي تكذيب نصوص أناجيلهم وإبطال عقيدتهم التى اعتقدوها نحو ألفي سنة ، هذا مع أن الدول الصليبية في الجملة تعتبر الإسلام هو العدو التاريخي الدائم لها وترى في الحضارة الإسلامية الند والمقابل للحضارة الغربية عامة بوجهيها الديني والعلماني .
لماذا لم ننتصر ؟ :
والانتصار الذى نتحدث عنه ، ونسعى إليه هو إخراج اليهود من فلسطين وتخليص بيت المقدس من قبضتهم ، وإقامة دولة الإسلام التي تحكم بشريعة محمد  في الأرض المباركة .
والانتصار بهذا المفهوم لم يتحقق بعد ، جرياناً مع سنة الله في الأمم، حيث إن عوامل النصر قد تخلفت فتخلفت آثارها  أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم   وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير  .
إنه من السهل جداً أن نعيد عوامل الهزيمة إلى عدونا ، ولكن ليس هذا هو الطريق الذي يوصل إلى تحقيق أهدافنا ، وإنما هو تسلية للذات وتبرير للهزيمة .
لا يستطيع أحدٌ أن ينكر دور أعدائنا فيما حل بنا ، ولكن هل ينتظر من الأعداء والخصوم إلاّ ذاك ، هل نتوقع من خصمنا أن يسلّم لنا فلسطين على طبق من ذهب ، أو يمكننا من رقابه نتصرف بها كيف شئنا ؟
إننا من أجل أن نحقق النصر الذي ننتظر لابد أن نكون صرحاء مع أنفسنا صادقين مع بعضنا ، نشخّص الداء دون مجاملة أو مواربة أو تبعيض ، فعندما وقعت بعض الهزائم – وهي محدودة – في عهد النبي  نزل الوحي يحدد مكامن الهزيمة الداخلية التي أحدثت الهزيمة الخارجية ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين وفي أحد  إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم  .
أرأيتم هذا البيان وهذا التحديد لعوامل الهزيمة ليس فيه إشارة واحدة إلى قوة الأعداء ومخططاتهم وتربصهم بالمؤمنين لأن هذا من الأمر المسلم به الذى جرى تقريره في مواضع أخرى ودّ الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة وأولئك هم المعتدون عضوا عليكم الأنامل من الغيظ.
وخلاصة الأمر ، أننا أضعنا فلسطين لإضاعتنا لأمر الله ، فما وقع بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة وما أصـابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير أو يوبقهن بما كسبوا ويعف عن كثير .
وقال  : ( إذا تبايعتم بالعينة ، ورضيتم بالزرع ، وأخذتم أذناب البقر وتركتم الجهاد ، سلّط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم) الحديث.

يتبع باقي الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
البروفوسور
supervisour مشرف
supervisour مشرف



رؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  115810
الابراج : الاسد
عدد المساهمات : 791
تاريخ التسجيل : 12/12/2010
العمر : 57
رؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  Jb12915568671

رؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: رؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية    رؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  I_icon_minitimeالجمعة 17 ديسمبر 2010, 12:59 pm

أمّا لماذا تأخر النصر فأسبابه كثيرة أهمها ما يلي : -
1. أننا لم نتلاف أسباب ضياع فلسطين ، وبقينا على بعدنا عن الله وتفريطنا في أوامره ونواهيه ، سواء في داخل أنفسنا وبيوتنا وأسرنا ، أو في عموم حياتنا ومجتمعنا ، ومشركو الأمس أحسن حالاً من كفار زماننا ، فأولئك كانوا إذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين أمّا هؤلاء فزاد بلاؤهم وطغيانهم وحربهم لله ورسوله ، وتعقبهم للمجاهدين في سبيله ، وركنوا إلى الذين ظلموا.
2. تفرق المسلمين ، وبالأخص الجماعات الجهادية ، وهذا الخلاف والتفرق أذهب ريحـها وأوهن من عزيمتها ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم .
3. عدم وجود خطة استراتيجية شاملة لمواجهة اليهود ، وإنما هي ردود أفعال، أو استجابة لظروف معينة ، أو استثمار لفرص محدودة ، تنتهى بانتهاء أسبابها ، ودواعيها .
4. ضعف المنهج وعدم خلوصه من الشوائب لدى كثير من الدعاة والجماعات الإسلامية والجهادية منها بالأخص ، وتفاوتها بالإلتزام بمنهج أهل السنّة والجماعة ، ولذلك تورط بعضها بتحالفات واتفاقات مشبوهة ، مع بعض المنظمات العلمانية وغيرها كالروافض والنصيريين .
5. عدم إدراكنا لطبيعة المعركة مع اليهود ، وأنها معركة عقيدة ودين والانخداع ببعض الاستراتيجيات الغربية ، والمساهمة في تنفيذها كالسلام والتطبيع والتعايش السلمي ، مما أضاع علينا زمناً طويلاً .
6. انشغال الشعوب المسلمة بقضايا أخرى صرفتها عن القضية الأساس واشغلتها بنفسها عن عدوها ، مما زاد في ضعفها وتفرقها وهوانها وتناحرها فيما بينها .
7. عدم الأخذ بأسباب القوة الحقيقية ، والتخبط في هذا الأمر ، مما مكن العدو من أن يحقق أهدافه بيسر وسهولة .
8. الهزيمة النفسية ، والاستجابة لما يبثه الإعلام الغربي والعربي من أن دولة إسرائيل دولة لا تقهر ، ساهم في ذلك الخيانات العربية في دخولها معارك مع إسرائيل ثم الإنسحاب أمامها دون حرب حقيقية ، وإلا لو صدقت العزائم لعرفنا وأدركنا خرافة الدولة التي لا تقهر ، وما تحطيم خط بارليف عنا ببعيد ، مع ما نسج حوله من خيالات وأوهام ، وإذا هو يتهاوى في ساعات معدودة ، مما يثبت أن مفاتيح النصر بأيدينا لو أردنا ذلك وأخذنا بأسبابه  وليـنصرنّ الله من ينصره إن الله لقوى عزيز.
في الإتجـــاه الصحيــح [انتصارات على الطريق] :
ومع كل ما ذكر من مآس وجراحات وآلالام ، ومع ما نعيشه ويعيشه إخواننا في فلسطين – اليوم – من مصائب تدع الحليم حيرانا ، فإن هناك بشائراً أصبحت تلوح في الأفق ، تبشر بأن الأمة بدأت تسير في الإتجاه الصحيح وتحققت انتصارات لا يستهان بها هي من أهم الخطوات نحو الانتصار الحقيقي بل لا يمكن أن يتحقق ذلك الانتصار بدونها ، وقد لحظت أن الكثير ممن يتطرق لقضية فلسطين لم ينتبه أو ينبه لها مع أهميتها وآثارها على المدى القريب والبعيد وهذه الحقائق التي سأذكرها ، مما يساهم في إبعاد اليأس والقنوط ، ويشيع الأمل والتفاؤل في النفوس ، حيث إن النفوس اليائسة والمتشائمة لا يمكن أن تنتصر على غيرها ، فإذا كانت عاجزة عن الانتصار على ذاتها فهي عن الانتصار على عدوّها أعجز. . وأهم هذه المكاسب ما يلي : -
أولاً : كانت المنظمات الفلسطينية قبل ثلاثين سنة تملأ الساحة ضجيجاً وصراخاً بأنها ستحرر فلسطين ، وهذه المنظمات خليط عجيب من المنظمات المنحرفة عن الصراط المستقيم فمنها القومية والبعثية والشيوعية والوطنية ، وقليل منها الإسلامية ، وكان كثير من الناس يحسن الظن بهذه المنظمات ويرى أنها قد تساهم في تحرير فلسطين ، ولذلك وجدت الدعم والتأييد البشري والمالي والسياسي من قبل بعض المسلمين ، وظلوا ينتظرون تحرير بيت المقدس على أيدى تلك المنظمات ، وقد وقع هؤلاء الذين أحسنوا الظن بها في الخطأ .
إن هذه المنظمات منظمات عميلة للشرق والغرب وليس لديها أي برنامج جاد للحرب مع إسرائيل ، بل ليس لديها أي برنامج صادق لتحرير فلسطين ، وإنما هي منظمات ذات مصالح خاصة ، ومن ثم فإنه لا يمكن لمثل هذه المنظمات أن تحرر فلسطين ، ولا ينتظر منها ذلك ، ومع ذلك فكان هناك من يحسن الظن بها وينتظر أن يكون الفرج على يديها ، فضاع علينا زمن طويل ، وأهدرت أنفس وأموال ، وجعلت الثقة في غير أهلها .
والانتصار الذي تحقق هو سقوط تلك المنظمات ، وسقوط برامجها الكاذبة ومن ثم سقوط الثقة بها وانكشافها على حقيقتها ، ولم يبق إلا المنظمات الجهادية التي تعلن قديماً وحديثاً أن الجهاد في سبيل الله هو الطريق الصحيح لتحرير فلسطين وما بقي من منظمات غير إسلامية فهي في طريقها إلى الزوال وسبب بقائها يعود لأسباب سياسية والناس يفقدون ثقتهم بها يوماً بعد يوم ، وكل يوم تقدم دليلاً على فشلها وضلوعها في الخيانة .
ويتبع هذا الانتصار – حيث هو قريب منه – سقوط دعوى الحكومات العربية – وبخاصة الثورية منها – التي كانت تزعم أنها ستحرر فلسطين ، بل وترمي إسرائيل في البحر ، والمؤسف أن الناس قد صدقوا ذلك حينها ، وما علموا أنها شعارات كاذبة ، ومزايدات مكشوفة ثم تكشفت الأيام عن مؤامرات هؤلاء ومحادثاتهم السرية مع اليهود ، وولاءهم للشرق والغرب ، وأن مؤتمراتهم ليست إلا لإسكات الشعوب ، وامتصاص غضبها ، وهي بهذا تتواطأ مع العدو في تحقيق أهدافه ، وثبت أن أكثرهم صراخاً ، وأعلاهم صوتاً أشدهم عمالة وأعمقهم ولاء ، وإلاّ فأين نتائج وثمار تلك المؤتمرات على مدى خمسين سنة .
إن الوصول إلى هذه الحقيقة فيما يتعلق بتلك المنظمات وهذه الحكومات يعد انتصاراً باهراً ، مما يجعل الأمة تسير في الاتجاه الصحيح ، وتبحث عن طوق النجاة عند غير هؤلاء ، وهذه مرحلة مهمة من مراحل الطريق الطويل المؤدي إلى النصر بإذن الله .
ثانياً : بعد سنوات طويلة من المعارك الوهمية والهزائم المتوالية أمام إسرائيل وبعد الصراخ وبيانات الشجب والاستنكار التي تصدرها القمم العربية ترسخت ، بل رسخت لدى الشعوب قناعة بأن إسرائيل دول لا تقهر ، تولى كبرها الإعلام العربي الذي أوصل الأمة إلى هذه الهزيمة النفسية ، ومن هنا كثر الحديث بأنه يستحيل إخراج إسرائيل من فلسطين ، وأن استمرارنا بهذا الطريق يعني مزيداً من الخسائر والهزائم ، ولذلك بدأت مرحلة خطيرة ، حيث طرحت استراتيجيات كبرى تطالب بالسلام والتعايش مع العدو ، وتطبيع العلاقات مع الصهاينة ، وما كان أحد يستطيع أو يجرؤ على الحديث عنها قبل 30 سنة تقريباً ، ولو فعل لاتهم بالخيانة وبيع القضية ، وإن ننس فلا ننسى مؤتمر الخرطوم المسمى بمؤتمر اللاءات الثلاث "لا صلح ، لا اعتراف ، لا مفاوضات" .
وبعد حرب رمضان بدأت مرحلة السلام (سلام الأقوياء) - زعموا – وكان السادات عراب هذه المرحلة ، والعجيب كيف كان موقف العرب من رحلة السادات ثم كيف أصبح ، فما هي إلا سنوات وإذا العرب يسيرون بالطريق نفسه الذي سار به السادات ، وأن موقفهم بعد رحلته المشؤمة لم يكن إلا مشهداً ضمن المسرحية الطويلة ، من أجل ترويض الشعوب وامتصاص غضبها ثم تهيئتها للمرحلة المقبلة ، وهكذا كان ، فبدأت تلك المرحلة العصيبة من تاريخ الأمة ، وتسابق العرب وفي مقدمتهم قادة فلسطين من العلمانيين وأشباههم لبيع فلسطين وإنهاء القضية إلى الأبد –زعموا – وإذا المؤتمرات تعقد مع زعماء اليهود ، والمفاوضات على قدم وساق ، ثم تلاها توقيع المعاهدات ، وفتح السفارات في بعض الدول العربية ، وبدأت الزيارات الثنائية ، والعقود التجارية ، وأصبحت مصطلحات السلام ، والتطبيع ، والتعايش مع اليهود مصطلحات تتكرر على مسامعنا ، ويشدو بها الإعلام صباح مساء ، وتعقد لها المؤتمرات – ولا تزال – وكانت هناك أصوات أخرى تبين أن هذا ليس هو الطريق لتحرير فلسطين ، وإنهاء القضية ، ولم يسمع لتلك الأصوات في حينها وما هي إلا سنوات محدودة ، فإذا أركان السلام تتهاوى ، والعهود تنقض – من قبل اليهود أنفسهم - ، ولا عجب في ذلك فالذين نقضوا عهودهم مع ربهم وأنبيائهم ، أينتظر منهم أن يفوا بعهودهم مع أعدائهم ؟ أو كلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم ولكن العرب لا يعقلون ولا يتعلمون ، وما ذاك إلا لبعدهم عن كتاب ربهم وسنة نبيهم ، وإلا فالقرآن قد كشف عن هذه الحقيقة وركز عليها في مواضع عدة .
وفي السنّة قصة أسلاف هؤلاء من بني قريظة والنضير وبني قينقاع ومعاهدتهم لرسول الله  ثم نقضهم لتلك العهود والمواثيق ، وخياناتهم المتكررة في التاريخ ماضياً وحاضراً من أقوى الدلائل على طبيعة هؤلاء وسجيتهم ولكن قومي لا يفقهون .
والانتصار الذي بدأ يتحقق ، هو الفشل المبكر لتلك الاستراتيجيات ، حيث لم يعد لها تلك القوة والزخم الذي طرحت به ، وتراجع منظّروها إلى الخلف بعد أن أوقعتهم إسرائيل في حرج شديد أمام شعوبهم ، ومع أن العرب لم يعلنوا هزيمتهم بعد ، ولا يزالون يلهثون خلف سراب السلام ، فإن هذه المرحلة وتلك الاستراتيجيات قد أعلنت مبكراً عن فشلها ، والأمر يسير في هذا الاتجاه ، ولو كابر المكابرون ، وأصر المعاندون ، فإن ذلك لن يغير من الحقيقة شيئاً ، وقد تأسف أمين جامعة الدول العربية لفشل مرحلة السلام ، وطالب بعض النواب في الأردن بوضع خطة للانسحاب من معاهدة السلام التي سبق أن وقعها الأردن مع إسـرائيل.
إن الوصول إلى هذه الحقيقة على مستوى الأمة أمر مهم ، وانتصار حقيقي حيث يصعب الوصول إلى الانتصار الأكبر دون تحقيق هذه النتيجة ، وذلك أن إفلاس جميع النظريات والاستراتيجيات التي لا تسير في الاتجاه الصحيح يختصر الطريق ويوحّد الجهود ، ويقربنا من الوصول إلى الغاية المنشودة ] والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
ثالثاً :
من الإنجازات المهمة التي تحققت في معركتنا الطويلة مع اليهود تهاوي دعوى "إسرائيل التي لا تقهر" على أيدي أطفال الحجارة ، وتحقيقهم لما عجز عنه الجنرالات وأصحاب الأوسمة والنياشين ، بل هدم ما بناه أولئك الزعماء والقادة الذين على أكتافهم قامت نظرية "الدولة التي لا تقهر" إن سقوط تلك الدعوى في غاية الأهمية ، وذلك لأن قيامها والترويج لها أدخل الأمة في هزيمة نفسية حرجة ، استغلها المتآمرون مع اليهود لتقديم تنازلات ضخمة ، بدعوى المحافظة على ما يمكن الحفاظ عليه ، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه لأننا أمام دولة لا تقهر فمن العبث استمرار الصراع معها ، فجاء هؤلاء الأطفال يحملون بأيديهم الحجارة وعلى ألسنتهم كلمة (الله أكبر) تدوي في الآفاق وتهتز لها قلوب الظالمين خوفاً ورعباً ] وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى [.
وأعجب من ذلك وأقوى أثراً هذا الصمود العجيب من قبل أولئك الأطفال بالرغم من البطش والتنكيل والعذاب الذى يصبّه اليهود صباً على هؤلاء الفتية وأسرهم وبيوتهم ولم يكن الأقربون فضلاً عن الأعداء يتصورون استمرار تلك المواجهة أكثر من أيام أو بضعة أسابيع ، وإذا هي وقد مرّ عليها بضعة أشهر تزداد اشتعالاً وقوة ، علماً أن المواجهة الأولى لم يمض عليها إلا عدة سنوات مع ما حدث فيها من مآس وآلام وجراحات توقع المراقبون ألاّ تعود إلا بعد سنوات طويلة لقسوة بطش العدو وخذلان الصديق ، ولكن على قدر أهل العزم تأتي العزائم .
إن في تلك المعركة التي خاضـها ويخوضها أولئك الأبطال من الدروس والعبر ما نحن بأمس الحاجة إليه من أجل بناء رؤية شرعية متفائلة لمواجهتنا الطويلة مع اليهود ] لقد كان في قصصهم عبرة لأولى الألباب ] [فاعتـبروا يا أولي الأبصار [.
رابعاً :
وأهم تلك الانتصارات ، وأبعدها أثراً هو الوصول إلى أن الطريق الوحيد لتحرير بيت المقدس وتخليص فلسطين من اليهود هو الجهاد في سبيل الله ، نعم الجهاد لا غير ، وهذه القناعة لم تكن تحدث عند كثير من المسلمين إلا بعد فشل جميع النظريات والاستراتيجيات الأخرى ، ولأن الأمر لم يصل إلى نهايته في فشل مرحلة السلام ، حيث لا يزال هناك فئات من الناس ترى في السلام مخرجاً وعلاجاً ، لذلك فهناك من لا يرى الجهاد طريقاً وسبيلاً . ولكنني أتحدث عن المبشرات والإنجازات ، حيث إن البدايات توصل إلى النهايات ، وفرق كبير بين الذين كانوا لا يرون الجهاد سبيلاً قبل عشر سنوات ، وبين من يطالب به الآن. لقد كثر من يطالب بالجهاد ، وأنه هو السبيل لتحرير فلسطين حتى رأينا ذلك من بعض الكتاب الذين لم يعرف عنهم الحديث في مثل هذه الأمور ، بل بعض الكتاب المنحرفين ، والذين كانوا قبل فترة يسيرة ينظّرون لمرحلة السلام والتعايش مع اليهود فإذا هم اليوم يطالبون بقتال اليهود ، حيث لا يصلح معهم إلا ذاك .
إنني أدرك أن الوصول إلى هذه القناعة ليس بالأمر السهل ، حيث يقف ضدها الشرق والغرب ، وتبعاً لذلك يوحون إلى أوليائهم بمحاربة هذه النظرية والوقوف ضدها بكل سبيل ، وذلك أنهم يدركون خطورتها وأثرها على مسار القضية ، ومن هنا فإنني أرى أن أي تجاوب مع تلك القناعة – بأن الجهاد هو الحل – على مستوى الأمة يعدّ انتصاراً ولو كان يسيراً ، كيف وهو أكبر من ذلك ، ويزداد يوماً بعد يوم ، ولو وجد المسلمون طريقاً لتحقيق تلك القناعة لرأيت العجب العجاب.
الطريق إلى بيت المقدس :
وبعد تلك الجولة الشاملة التي غاصت في أعماق التاريخ والدراسة المتأنية للماضي والحاضر يأتي السؤال الذي بدأنا به هذه الدراسة : أين المخرج ؟ وما الطريق ؟
ومع أنني أرى أن كل مبحث في هذه الدراسة له علاقة وثيقة بالإجابة على هذا السؤال ، فإنني سأضع معالم رئيسة مهمة تحت عناوين محددة تجيب على هذا السؤال إجابة مباشرة ، وتحدد الطريق – بإذن الله – للسالكين .
يومان مشتبهان :
ذلك اليوم الذي احتل فيه الصليبيون بيت المقدس وعاثوا في أرض فلسطين فساداً ، وهذا اليوم الذي يحتل فيه اليهود فلسطين ودنسوا بيت المقدس ، يومان يتشابهان من عدة وجوه أهمها : -
1. هناك احتلال صليبي ، وهنا احتلال يهودي.
2. أمة مشرذمة متفرقة ، وإمارات متناحرة بالأمس حيث كان في الشام وحده (15 إمارة) واليوم وما أدراك ما اليوم ، فجامعة الدول العربية فيها أكثر من عشرين دولة ، ومنظمة المؤتمر الإسلامي أكثر من أربعين دولة .
3. الدويلات الباطنية بالأمس كالعبيديين وأشباههم ، واليوم هنا رافضة ونصيريون وبعث ودروز ، فما أشبه الليلة بالبارحة .
4. ونتيجة لكل ما سبق تـفرق المسلمين وضعفهم ، وتناحرهم فيما بينهم.
هكذا كان الأمس ، وهو كذلك اليوم .

يتبع باقي الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
البروفوسور
supervisour مشرف
supervisour مشرف



رؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  115810
الابراج : الاسد
عدد المساهمات : 791
تاريخ التسجيل : 12/12/2010
العمر : 57
رؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  Jb12915568671

رؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: رؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية    رؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية  I_icon_minitimeالجمعة 17 ديسمبر 2010, 1:00 pm

إنني عندما أذكر التشابه بين العصرين ، فإنني أريد أن يذهب اليأس من قلوب القانطين ، وذلك أنهم عندما يرون واقعنا اليوم وما تعيشه الأمة من تفرق وتشرذم ، مع تسلط الأعداء ، وخذلان الأصدقاء يستبعدون أن يتحقق الانتصار أو يتحرر بيت المقدس ، ولذا فإننى أقول لهم :كانت الحال أيام الصليبيين مثل حالنا أو أسوأ ، ومع ذلك فما هي إلا سنوات معدودة ، فإذا صلاح الدين يدخل إلى بيت المقدس فاتحاً منتصراً ، بعد أن أخذ بأسباب النصر الحقيقية فهلا أخذنا بتلك الأسباب لنحصل على تلك النتائج ]إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم[.
الجهاد هو الطريق :
الجهاد في سبيل الله هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين وتخليص بيت المقدس وهذه هي الحقيقة على مرّ التاريخ ، فما خرج الجبارون ودخل المؤمنون إلى الأرض المقدسة إلا بالجهاد ، وما فتح المسلمون بيت المقدس إلا بالجهاد ، وما أخرج الصليبيون من فلسطين إلا بالجهاد ، ولن يخلص بيت المقدس من اليهود إلا بالجهاد في سبيل الله ، وما سوى ذلك فهو طريق مسدود ، وضياع للأنفس والأموال والأوقات .
والجهاد الذي أعنيه هو الجهاد في سبيل الله ، إيماناً بالله وتصديقاً برسله ، من أجل إعلاء كلمة الله ، وليس هو القتال تحت راية عميّة من أجل أرض أو تراب أو حميّة أو عصبيّة ، وهذه رايات جاهلية لن يحقق أصحابها إلا مزيداً من الخسائر والدمار والعار والشنار.
قد يقول قائل : وكيف يكون الجهاد وأنت تعلم الوضع الذي نعيش فيه والظروف الدولية التي تحيط بنا ؟
فأقول : الجهاد يتحقق بطرق من أهمها :
1. الجهاد من الداخل ، وذلك بإعداد المجاهدين من أهل فلسطين وتربيتهم التربية الإسلامية الصافية ، ودعمهم بالمال والعدة والعتاد ، ونواة هذا الأمر موجودة الآن عبر ما يقوم به إخواننا المجاهدون من داخل فلسطين.
2. تربية الأمة على الجهاد الشامل للإعداد العلمي والتربوي والمادي وإبعاد شباب الأمة عن سفاسف الأمور ومهلكات الأمم ، وانتظار اللحظة الحاسمة ، واستثمار الفرص ، ومحاولة فتح جبهة مع العدو ، وما فعله الرافضة في جنوب لبنان يدل على أن الأمر ليس بمستحيل ، فإذا علم الله صدقنا وجهادنا فتح لنا من الأبواب مالا نحتسب ]قال أصحاب موسى إنا لمدركون . قال كلا إن معي ربى سيهدين . فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم[ .
والمهم أن تبقى جذوة الجهاد حيّة ، تتوارثها الأجيال ، جيلاً بعد جيل حتى يأتي الله بالفتح أو أمر من عنده ، فيصبح هؤلاء المنهزمون على ما أسرّوا في أنفسهم نادمين.
دعم المجاهدين في داخل فلسطين :
إنّ أهم بنود معاهدة الذل والخنوع ـ والمسماة ظلماً وجوراً بالسلام وهي معاهدة ذل واستسلام ، والتي وقعها اليهود مع حلفائهم من المنافقين المتاجرين بقضية فلسطين ـ ضرب قواعد المجاهدين في الداخل ، وتعقبهم أينما كانوا وتقليم أظافرهم على يد أبناء جلدتهم ، عندما فشل اليهود في ذلك ، وهذا يؤكد لنا أهمية الجهاد من داخل أرض فلسطين ، وهي نظرية صحيحة نادى بها بعض السياسيين من قادة العرب قبل أكثر من خمسين عاماً .
ولذلك فإنني أرى أن من أهم الخيارات الاستراتيجية المتاحة دعم المجاهدين في الداخل بكل وسيلة ممكنة ، ومن أهمها :
1. الدعم البشري إن أمكن وبخاصة من يستطيع من المسلمين دخول أرض فلسطين ، بعد تهيئة الأسباب لذلك ، وعلى إخواننا الفلسطينين الذين يقيمون خارج فلسطين مسؤولية عظمى ، أكبر من غيرهم تجاه هذه القضية ، وليحذروا من الركون إلى الدنيا ونسيان قضيتهم الأولى .
2. الدعم المادي – وهو أهم الوسائل المتاحة – وذلك بدعم المجاهدين في أنفسهم وأسرهم ، وذلك أن سياسة التجويع وهدم المنازل وتفريق الأسر قد أوهنت من عزائمهم وهدت من قوتهم ، والدعم المادي له صوره التي لا تخفى ، وهو من أهم ركائز الانطلاق لإعداد القوة ومواجهة العدو ، وأشير هنا إلى أن دعمنا لإخواننا في الداخل ليس هبة أو تبرعاً فضلاً عن أن يكون منّة نمنّ بها عليهم ، بل هو واجب علينا وجزء من الجهاد الذي أمر الله به في مواضع عدة في القرآن الكريم وعلى لسان رسوله  ، والمهم أن يصل المال إلى أهله ويعطى من يستحقه .
3. الدعم الإعلامي ، وهو سلاح العصر الفتاك ، ومع كل أسف فإن المسلمين متأخرون في ذلك كثيراً ، علماً أن الإعلام اليوم هو الذي يقود الشعوب ، ويوجهها حيث شاء ، ويكفي للدلالة على هذا الأمر أن نشير إلى قضيّة محمد الدرّة ، حيث هزت العالم أجمع ، وخدمت قضية فلسطين بما لم يخدمه الإعلام منذ عشرات السنين ، وهي لقطة من مصور استثمرها أيما استثمار ، فكانت آثارها الباهرة التي شاهدناها ولا تزال إلى اليوم .
إن من الخطأ أن نتصور أن العالم كله مع اليهود ، وذلك أن البشرية فطرت على كره الظلم والوقوف مع المظلوم ، ولذلك برع اليهود في استثمار هذا الأمر في قصتهم مع هتلر ، فبالغوا في تصوير ما حدث لهم ليستجلبوا عطف العالم وتأييده وكان ما أرادوا ، فلو استطعنا أن نستثمر الإعلام بوسائله المتعددة ونقدم للعالم صورة عما يفعله اليهود في فلسطين ، لتغيرت المعادلة ، ولكن خلا الجو لليهود ، فاستثمروه ، واليوم الفرصة متاحة لنا ، فهل نفعل؟؟
4. ومن أهم وسائل الدعم ، هو ترشيد الانتفاضة ، وتوجييها إلى الطريق الصحيح ، حيث يكون قتالهم خالصاً لله ، لا من أجل عصبية أو حمية أو أرض ، حيث إن عدداً من الذين يواجهون اليهود في الداخل ينقصهم الوعي الصحيح بأن المعركة معركة إسلامية ، وأنها معركة عقيدة وولاء وبراء ، وقد تأثر بعضهم ببعض المدارس الوطنية والعلمانية التي كانت موجودة في فلسطين ولم تنته بعد ، وإن كانت ضعفت والحمد لله ، ويتطلب هذا إشاعة العلم الشرعي ، ونشر التوحيد الخالص ، وبيان المنهج الصحيح الذي كان عليه الرسول  وصحابته وهو منهج أهل السنة والجماعة ، الذي بدونه لن يتحقق للأمة مجدها وعزها وسؤددها ، فلن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها .
5. وأخيراً من الوسائل العظيمة المؤثرة ؛ الدعاء ، وحسبك به سلاحاً وقوة وكان رسول الله  يعنى بهذا الأمر قبل المعركة وأثناءها ، فقد ثبت عنه في الصحيح أنه كان يدعو قبل دخوله المعركة ، وكان من دعائه (اللهم منزل الكتاب وهازم الأحزاب ، اهزمهم ، وانصرنا عليهم) وموقفه يوم بدر ، وقصة أبي بكر معه ، معروفة مشهورة .
وقد أدرك المسلمون هذا الأمر من لدن الصحابة ومن بعدهم ، وأولوه عناية خاصة ، حتى ذكر بعض الفقهاء أنه يستحب أن يبدأ القتال بعد صلاة الجمعة بعد أن يكون المسلمون قد دعوا لهم فيها .
وممن اشتهر بالعناية بهذا الأمر محمد بن واسع ـ رحمه الله ـ وعندما التقى القائد قطز بالمغول ومعهم أكبر جيش وقوة آنذاك ، وكان ذلك في معركة عين جالوت عام 658هـ التجأ إلى ربه وتضرّع إليه ، ففتح الله عليه وهزم المغول ، وقصته مشهورة معروفة .
إن الدعاء سلاح المؤمن ، وبخاصة المضطر والمجاهد في سبيل الله ] أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء [ وسهام الليل لا تخطي ، عندما ينادي جلّ وعلا ( أنا الملك أنا الملك ، من ذا الذي يدعوني فأستجيب له ، من ذا الذي يسألني فأعطيه ، من ذا الذي يستغفرني فأغفر له).
ومن أحسن ما سمعت تعليقاً على سقوط إحدى صالات الأفراح على مجموعة من اليهود فهلك عدد كبير منهم وجرح آخرون ، فقال أحد الإخوة : لعل هذا استجابة لدعاء مسلم بظهر الغيب .
فالدعاء الدعاء ] ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين [ .
إن الوقوف مع إخواننا في الداخل ودعمهم بوسائل الدعم المتعددة له ثمرات عظيمة ، من أهمها : -
1. القيام بالواجب الشرعي تجاه هؤلاء المجاهدين )وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحبّ إليَّ مما افترضته عليه) حديث قدسى . وبيان أننا أمة واحدة كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.
2. إحياء فريضة الجهاد ، وحسبك بهذه الفريضة شرفاً وعزة ورفعة ومنعة ( لغدوة في سبيل الله أو روحه خير من الدنيا وما فيها ) .
3. إضعاف إسرائيل وتعميق مشكلاتها ، مما يوهن من عزيمتها ويسهل القضاء عليها ، ويوقف الهجرة إليها .
4. ترسيخ مفهوم أن القضية إسلامية ، ولن تحلّ بغير الإسلام ، والجهاد ذروة سنامة .
5. إيقاف المهرولين والمتـنازلين عند حدهم ، وليس كمثل الجهاد لهم ردعاً وسلاحاً ، وإثبات أنهم لا يملكون القرار، ولكنهم يملكون الفرار وأن الأمة لم تفوضهم بالتوقيع نيابة عنها ، فالسيف أصدق أنباء من الكتب .
6. استمرار جذوة القضية حيّة ، فخمودها مما تقرّ به أعين الظالمين والمنافقين ، فلا نامت أعين الجبناء .
7. بيان أن هذه الأمة أمة معطاء ، لا ينضب معينها ، ولا يتوقف سلسبيلها وأن الضربات المتلاحقة لا توهن من عزيمتها ، ولا تفتّ في عضدها وإن سكنت حيناً ، فما هي إلاّ استراحة المحارب ، سرعان ما تنفض الغبار عنها ، وتعيد الكرة تلو الأخرى .
وإنني أقترح لتحقيق هذا الدعم وإخراجه إلى حيز الواقع مفصَّلاً أن تتعاون الجهات ذات العلاقة في الأرض المحتلة وخارجها على وضع برامج تنفيذية تفصيلية يجري تعميمها ونشرها بين فئات المجتمع الإسلامي كله ، وتُهيأ لها الطاقات البشرية المتخصصة والمتفرغة قدر الإمكان ، يبيّن فيها واجب المجاهدين في الداخل ، وما يجب على إخوانهم في الخارج ، من الدعم المادي ، وكفالة المجاهدين ، وإعالة الأسر ، وإقامة المشاريع التي تضمن استمرار الجهاد وقوته بالإضافة إلى المشاريع الدعوية والتعليميّة ، مع العناية بإقامة المؤسسات الإعلامية المستقلة التي تعطي الصورة الحقيقية عما يجري في داخل أرض فلسطين ، وتربط المسلمين بقضيتهم الكبرى في مشارق الأرض ومغاربها .
وأشير هنا إلى أن هناك بعض السلبيات التي حدثت وتحدث من جراء استمرار الانتفاضة واشتعالها ، فلابد من دراستها وتلافيها ، واتخاذ الأسباب المانعة من تكرارها ، وليس الخلل في الانتفاضة ذاتها ، وإنما هي أمور قد تحفّ بها ، مما يتيح الفرصة للمتاجرين والمنافقين لاستثمارها ، وتشويه القضية من خلالها ، فلابد من الوعي والحذر ] ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين [.
معالم على الطريق :
من أجل تحرير فلسطين ، وعودة بيت المقدس لابد من توافر عوامل عدة ، أخذاً بالأسباب الشرعية ، وانسجاماً مع السنن الكونية ، فما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ، وما ضاع في عشرات السنين لا يسترد بأيام أو شهور ، ولذلك لابد من تضافر الجهود ، والأخذ بأسباب النصر ، والتوكل على الله (إعقلها وتوكل) ومساهمة في بيان القوة التي أمرنا الله أن نأخذ بها ] وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة [. فسأذكر عدداً من المنطلقات التي أرى أنها تساهم مساهمة مباشرة في تحقيق الانتصار ، ولأن بعضها قد سبق بيانه والتفصيل فيه ، فسأشير إليه إشارة عابرة من أجل ترابط الموضوع وانتظام حلقاته ، وإلا فإن كل ما سبق من فصول ومباحث له ارتباط بهذا السياق ، ومعلم من معالم الطريق ، وأهم تلك المعالم :
1. العودة الصادقة إلى الله والرجوع إليه ، فما نزل بلاء إلا بذنب ، ولا رفع إلا بتوبة ]وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كـثير[ ] أويوبقهن بما كسبوا ويعف عن كثير[ ]وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا[ فما ضاعت فلسطين إلا لبعد الأمة عن الله ، وتنكبها للطريق المستقيم ، فحلّت عليها سنة الله في الأمم ، ولذلك فأول خطوة في الطريق الطويل لإعادة الحق إلى نصابه أن نعود إلى الله ، وأن نستغفره من ذنوبنا وخطايانا ، وأن نكثر التضرع والإنابة إليه ، وأن نحكم شريعة الله في أنفسنا وبيوتنا ومجتمعنا وفي شأننا كله ]ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون[ ]فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما[.
2. تربية الأمة على الإسلام ، وتنشئتها على المنهج الصحيح ، وتخليصها من البدع والانحراف ، وترسيخ المفاهيم الصحيحة في نفوسها ، كمفهوم الحب والبغض في الله ، ومبدأ الولاء والبراء ، وحقيقة التوحيد ، وماهي الفرقة الناجية والطائفة المنصورة ، وبيان منهج أهل السنة والجماعة وتنقية الأمة من المناهج المنحرفة كالقومية ، والوطنية ، وغيرها من المناهج الأرضية ، والتركيز على العلم الشرعي ، فتربية العقل أهم من تربية الجسد ، ومن الخطأ تقديم المهم على الأهم .
3. الإيمان المطلق بأن الإسلام هو المنطلق الوحيد لتعاملنا مع قضية فلسطين ومنه تستمد جميع الأحكام المتعلقة بتلك القضية ، وفي ضوئه تعالج جميع المستجدات ، وأن الرجوع إلى أي مصدر أو جهة أو هيئة سواه يعني مزيدا من الخسائر والتأخر والبعد عن تحقيق النصر ] ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين [ .
4. توعية الأمة بأن الجهاد هو الوسيلة الوحيدة لتحرير فلسطين وإخراج اليهود منها ، وأن أي وسيلة سواه مآلها إلى الضياع وبعثرة الجهود وتمكين الأعداء ، وإضعاف الأمة ، والفشل الذريع ] قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون [ وأن يكون الجهاد لإعلاء كلمة الله ، لا من أجل عصبية أو مال أو أرض ، بل ليكون الدين كله لله ] وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله [ .
5. وحدة الكلمة واجتماع الصفوف على كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم- ] واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا [ ونبذ التفرق والاختلاف والتنازع ]ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم[ . فالخلاف شرّ كما قال ابن مسعود - رضي الله عنه - مع سعة الأفق وعدم حصر المواجهة وتحمل أعباء المعركة بفئة من المسلمين دون غيرهم فكل مسلم له حق المساهمة والمدافعة عن حقوق المسلمين ، بعيداً عن أي تعصب أو حزبية ، والقاعدة هنا قوله صلى الله عليه وسلم : ( ارجع فلن أستعين بمشرك ) فمن كان داخل دائرة الاسلام فله حق الولاء والنصرة ، ومن عداه فلا .
وهنا مسألة مهمة ولها ارتباط وثيق في موضوعنا ، وهي : هل القتال خاص بالصالحين والأخيار ، ولا يجوز أن يشارك فيه العصاة والفساق من المسلمين ؟ وسبب هذا السؤال ما نسمعه بين فينة وأخرى من القدح في المجاهدين في كثير من بلاد المسلمين ، ووصمهم بالفسق والفجور ونحو ذلك ، وتبرير عدم مساعدتهم بمثل هذه التهم .
والجواب على ذلك من شقين :
الأول : خطورة تعميم الأحكام ، مع ما يترتب على ذلك من مفاسد لا تحصى ، والواجب على المسلم التـزام العدل والقسط ]يا أيها الذين آمنوا كونوا قوّامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألاّ تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى[ وقال سبحانه : ]وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا[ وقال سبحانه : ]إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكّرون[ وعندما ذكر الله بني إسـرائيل وما وقعوا فيه من انحراف قال : ]منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون[ فلم يعمم الحكم على الجميع ، وجاء مثل ذلك في آيات كثيرة في القرآن ، فتعميم الحكم بأن أهل ذاك البلد فسّاق أو مبتدعة أو نحو ذلك من البغي والظلم الذي نهى الله عنه إلا إذا كانوا كلهم كذلك بعد التثبت والتحقق ، وهذا بعيد ، حيث لا يخلو بلد من الصالحين والأخيار ، ولو كانوا قليلاً ]منهم أمة مقتصدة وكثيرٌ منهم ساء ما يعملون[ .
الثاني : أن وجود الفسق والفجور ليس مبرراً لترك الجهاد ، حتى لو كان القائد فاسقاً أو فاجراً ، فضلاً عن أن يكون فرداً من أفراد المسلمين ولذلك بوّب العلماء في كتبهم لهذه المسألة "ويغزى مع كل برّ وفاجر" قال الإمام أحمد ، وسئل عن الغزو مع بعض الظلمة وأئمة الجور ، فقال عن هؤلاء الذين يعتذرون عن الجهاد بسبب ذلك : سبحان الله ، هؤلاء قوم سوء هؤلاء القعدة مثبطون جُهّال ، فيقال : أرأيتم لو أن الناس كلهم قعدوا كما قعدتم ، من كان يغزو ؟ أليس كان قد ذهب الإسلام ، ما كانت تصنع الروم ؟ فلله درُّ هذا الإمام ما أعلمه وأبعد نظره !! .
وقال ابن قدامة : ولأن ترك الجهاد مع الفاجر يفضي إلى قطع الجهاد وظهور الكفار على المسلمين واستئصالهم ، وظهور كلمة الكفر ، وفيه فساد عظيم ، قال سبحانه: ]ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض[ وما زال المسلمون منذ عهد الصحابة يقاتل معهم البر والفاجر وقضية أبي محجن في القادسية مشهورة معروفة حتى قال ابن قدامة معقباً عليها : وهذا اتفاق لم يظهر خلافه ، بل كانوا يقاتلون مع البـر والفاجر قال علقمة : كنا في جيش في أرض الروم ، ومعنا حذيفة بن اليمان ، وعلينا الوليد بن عقبة ، فشرب الخمر ، فأردنا أن نحدّه فقال حذيفة : أتحدون أميركم وقد دنوتم من عدوكم فيطمعوا فيكم ؟! ولم ينقل عنهم أنهم عزلوه أو تركوا الجهاد معه ، وقد ثبت عنه  أنه قال : (إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر ) متفق عليه .
أمّا صاحب البدعة ، فقد ذكر العلماء قاعدة جيدة في حكم القتال معه ملخصها :
1. أن من قاتل من أجل بدعته لنشرها أو الدفاع عنها فلا يجوز القتال معه.
2. أمّا من يقاتل الكفار لا من أجل بدعته ولكنه متلبس بالبدعة ، فيجوز القتال معه .
ومن الواجب أن نسعى لإصلاح إخواننا في كل مكان ، وألاّ نرضى بالواقع السيء ولا نقره ، فإن من الجهاد تربية الأمة على المنهج الصحيح ، وأن يتولّى عليها خيارها ، ولكن هذه مسألة وتلك مسألة أخرى ، فالسعي إلى الكمال مطلوب وهو من أعظم وسائل النصر ، ولكن الكمال عزيز ومراعاة قاعدة المصالح والمفاسد من أهم ما يجب أن نعنى به وبخاصة في هذا الباب فمن الحكمة أن نعرف خير الخيرين ، وشرّ الشرين ، ]ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً وما يذّكّر إلاّ أولوا الألباب[.
ومن المسائل التي أكتفي بالإشارة إليها هنا ، هي أن العلماء وهم يتحدثون عن الجهاد وشروطه وآدابه يفرقون بين جهاد الطلب وجهاد الدفع فيتوسعون في الثاني ، ويسقطون كثيراً من الشروط التي يجب توافرها في جهاد الطلب ، فلابد من مراعاة ذلك في قتالنا مع اليهود لأنه من جهاد الدفع لا من جهاد الطلب .
6. وجود خطة محكمة ، واستراتيجية واضحة ، تراعى فيها الظروف والإمكانات ، وتدرس فيها العوائق ، ويراعى فيها التدرج ، بحيث تكون خطة عملية واقعية ، بعيدة عن الفوضى والاستعجال ، والإفراط أو التفريط ، مع تجنب الصدام والمعارك مع غير العدو الحقيقي ، وألاّ يستدرج المجاهدون إلى معارك جانبية تخدم العدو وتؤخر النصر.
7. هزيمة الأمة ليست في الميدان العسكري فقط وإنما هي هزيمة شاملة في أغلب الميادين : الإعلامية ، والتقنية ، والعلمية ، والإدارية ، وغيرها وإسـرائيل لديها من التفوق في هذه الميادين ما يفوق الخيال ، وهناك جامعات تقنيّة في إسرائيل تُعدّ من أرقى الجامعات في العالم كجامعة "وايزمان" وانطلاقاً من قوله تعالى : ]وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة[ وتحقيقاً لهذه الاستراتيجية لابد من الأخذ بأسباب القوة الحقيقية المتنوعة سواء أكانت بشرية أو اقتصادية ، أو تقنيّة ، أو إعلامية ، أو إدارية ، أو غيرها ، والقوة لا تتجزأ ، والأخذ بسبب منها دون الآخر خطأ فادح وهزيمة محققة ، ومخالفة لأمر الله سبحانه ]وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم[.
8. إيجاد مدرسة لإعداد القادة ، وتربية الرواد الذين يقودون الأمة إلى سبيل النجاة ، فإن من أشد ما تحتاجه الأمة اليوم وجود القادة الصادقين والأئمة الربانيين ، الذين يأخذون بيدها إلى شاطئ السلامة ، ويخرجونها من الظلمات إلى النور ، وما خرج الصليبيون إلا على يد قادة أفذاذ من أمثال : نور الدين وشيركوه وصلاح الدين وغيرهم من القادة الأبطال الذين جـمعوا بين الصـبر واليقين ، حيث بهما تنال الإمـامة في الدين ]وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون[ فجعل الله الفتح على أيديهم ، كما جعل الفتح على أيدي أسلافهم من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان .
9. نحن نؤمن بأن الانتصار على اليهود قضاء قدري كوني وشرعي ، حيث ثبت عن المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ( لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود ، فيقتلهم المسلمون ، حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر ، فيقول الحجر أوالشجر : يا مسلم يا عبد الله ، هذا يهودي خلفي ، فتعال فاقتله) والانتصار النهائي والمعركة الفاصلة ستكون آخر الزمان حين يكون المسلمون تحت راية المسيح عليه السلام وأميرهم المهدي ويكون اليهود تحت راية المسيح الدجال . ومقتضى الإيمان بهذا النصر أن نعمل بجد ويقين لا أن نتكل ونتخاذل فترك القتال والاستعداد له بحجة أن تلك المعركة الفاصلة لم يحن وقتها خطأ لأمور : -
1. أن النصوص المبشرة بانتصار المسلمين جاء بعضها مطلقاً لا تقييد فيه بكون المعركة بين جيش الإسلام بقيادة المسيح عليه السلام والمهدي وجيش اليهود بقيادة الدجال ، فحمل بعض هذه النصوص على بعض ليس متعيناً وليس من شرط حدوث الخارق (تكليم الحجر والشجر ) أن يكون في آخر الزمان فليس على الله بعزيز أن يكون في جولة قبل ذلك بل في هذه الجولة .
2. أننا لا نعلم متى تقع المعركة الفاصلة ولا ما مقدماتها ولم نُتعبَّد بانتظارها وإنما تعبدنا الله بالجهاد والإعداد لليهود وغيرهم .
3. أن عموم الأدلة يدل على أن المعركة مع الكفر مستمرة دائمة وليس هناك من دليل شرعي أو تاريخي يمنع وقوع معارك أخرى بيننا وبين اليهود قبل المعركة الفاصلة فإن الحرب سجال حتى يأتي الفتح الأعظم ، وهكذا كان بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين قريش حتى جاء نصر الله والفتح ودخل الناس في دين الله أفواجاً .
وقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله: (لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ، قال: فينـزل عيسى ابن مريم ـ عليه السلام - فيقول أميرهم: تعال صَلِّ لنا ، فيقول: لا . إن بعضكم على بعض أمراء ، تكرمة الله هذه الأمة) .
10. من المهم أن نركز على ما ورد في القرآن حول اليهود ، فلن نجد مَنْ وَصَفَ اليهود ، وعَرّف بنفسياتهم ثم حكم عليهم بما هم أهل له مثل القرآن ، وحيث إن منطلقنا في التعامل معهم هو كتاب الله ، فلابد من دراسة القرآن ، وما ورد فيه من آيات عن بني إسرائيل دراسة معمّقة حيث نبني على ذلك رسم خطط المستقبل وقواعد التعامل في الحرب والهدنة.
فمن صفاتهم: الذل والمسكنة ]ضربت عليهم الذلة والمسكنة[
وكذلك الغدر والخيانة ]أو كلما عاهدوا عهداً نبذه فريقٌ منهم[
ومن صفاتهم الجُبن والضعف ]لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله[ ]لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرى محصنةٍ أو من وراء جُدر[.
ومن صفاتهم عدم اتحاد كلمتهم وتفرقهم واختلاف قلوبهم بل وشدّة تناحرهم ]بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى[.
فمن كانت هذه بعض صفاته ، كيف يُنـزَّل فوق منـزلته ، أو يُوثق في عهده ، أو يخاف من قوته .
وما تخبطت الأمة في تعاملها مع اليهود إلا عندما لم تجعل القرآن الكريم نبراس حياتها ، ومنطلقها في صراعها ، فما نالت إلا الهوان والخسران لأنها جعلت الغرب والشرق وأمم الكفر ملاذها وحجّتها ومنطلقها في خططها واستراتيجياتها ، ومفزعها عند المحن "لمجلس الأمن لا إلى الله اشتكوا " .
ولنأخذ لذلك مثلاً يبين هذا البرهان ، فمنذ بدأ العرب في عقد معاهداتهم مع اليهود ، كلما عقدوا عقداً مع حكومة سقطت تلك الحكومة ، وجاءت أخرى فنقضت العهد وعقدت معاهدة أخرى ، فما تعقده حكومة الليكود تنقضه حكومة العمال ، وما تعقده حكومة العمال تنقضه حكومة الليكود ، وهكذا دواليك ، وهذا مصداق قوله تعالى : ] أوَ كلما عاهدوا عهداً نبذه فريقٌ منهم[. ولكن العرب لا يتعظون ولا يتعلمون ولا يعقلون .
11. لابد من التفاؤل والبعد عن اليأس والتشاؤم ، حيث لا مكان لذلك في حياة المسلم ، ولا ينبغي أن تكون الظروف المحيطة ومرارة الواقع وبطش الأعداء وخذلان الأصدقاء مبرراً لليأس والقنوط ، ولقد كان - صلى الله عليه وسلم - في أحلك الظروف وأشدّ الأيام معاناة أكثر الناس تفاؤلاً وحسن ظن بالله ، نجد ذلك عندما ذهب إلى الطائف وما لقيه هناك من أذى ، ثم يوم هجرته عندما لحقه سراقة ، وقبل ذلك عندما اشتكى له صحابته ما يجدونه من أذى قريش ، وكذلك يوم الخندق في كل تلك المواقف وغيرها كان متفائلاً موقناً بتحقق وعد الله ، وقرب مجيئه ، وهناك أمور تساهم في تفاؤلنا وحسن ظننا بالله ، من أهمها:
أ- النصوص الواردة في الانتصار على اليهود ، وسبق الحديث عنها ، وبيان مدلولها .
ب- حديث القرآن عن اليهود ، وأن الله ضرب عليهم الذلة والمسكنة وباؤا بغضب من الله ] ضربت عليهم الذلة أينما ثُقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباؤا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة [.
ومن ضربت عليه الذلة أينما ثُقف كيف لا نفرح ونتفائل بالانتصار عليه.
ج - إن إسرائيل تعاني من مشكلات مستعصية ، وتزداد مع الأيام عمقاً وأثراً فهي دولة غير مندمجة غريبة قائمة على دعم الغير ، مع التناقض والطبقية في المجتمع اليهودي نفسه ، حيث التناحر على أشده ]تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى [ ومن كانت هذه حاله فإن الانتصار عليه قريب - بإذن الله - إذا أخذنا بالأسباب ونادى منادي الإيمان : حيّ على الجهاد .
د- فشل جميع الحلول التي طرحت لإنهاء القضية ، وإفلاس جميع المنظمات الأرضية التي كانت تزايد على قضية فلسطين وتتاجر بها ، كل ذلك يزيدنا تفاؤلاً باجتماع الأمـة على كلمة واحدة ، والسـير على طريق واحد .
هـ- ما فعله ويفعله الأبطال في داخل فلسطين من المجاهدين وأطفال الحجارة وأسرهم يجعلنا نزداد تفاؤلاً ، وثقة بوعد الله ، وتحقق وقوعه ، وأن هذه الأمة - أمة الاسلام - لا تنضب أبداً ، ولا يتوقف معينها وخيرها.
12. الصبر والمصابرة وعدم الاستعجال هو منهج الأنبياء والرسل والمصلحين على مدار التاريخ ، وقضية فلسطين من أصعب القضايا التي واجهتها الأمة منذ قرون طويلة ، وهي متشابكة الأطراف ، متعددة الجوانب كثيرة العقد ، تحتاج إلى صبر وأناة ، بعيداً عن الاستـعجال واستـباق النتائج ]يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون[ ]فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم[ ]والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون[ ولقد ورد الصبر في القرآن في أكثر من تسعين موضعاً ، مما يدل على أهميته وأثره في تحقيق المراد ، وما يجري في فلسطين ابتلاء وامتحان للأمة ليعلم الله صدقها وصبرها ، وتميزها ]ماكان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء فآمنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجرٌ عظيم[ ]ولو شاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم[ ]الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا[ .
وتسلية للمجاهدين الصابرين ، وبثاً لروح التفاؤل في نفوس المؤمنين أسوق هذه الأحاديث تثبيتاً وبشرى للمسلمين ، وكبتاً للمنافقين والعلمانيين ، وأعداء هذا الدين : عن ثوبان – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله  : ( لا تزال طائفة من أمتى ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك ) .
وعن عقبة بن عامر - رضي الله عنه – سمعت رسول الله  يقول : (لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله قاهرين لعدوهم لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك) .
وعن سعد بن أبي وقاص – رضي الله عنه – قال قال رسول الله  : (لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة) وعن جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما – قال : سمعت رسول الله  يقول : ( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ، قال فينزل عيسى بن مريم – عليه السلام – فيقول أميرهم : تعال صل لنا فيقول: لا . إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة) .
وبعد :
فمن خير ما أختم به هذه الورقات حديثان عظيمان ، وهما رسالة لكل مسلم ، وتأمل آخر كل حديث فالحر تكفية الإشارة.
فقد ثبت عن أبي ذر – رضي الله عنه – قال : قلت يا رسول الله : أي الأعمال أفضل؟ قال : ( الإيمان بالله ، والجهاد في سبيله) قال : قلت : أي الرقاب أفضل ؟ قال : ( أنفسها عند أهلها وأكثرها ثمناً ) قال : قلت : فإن لم أفعل؟ قال : ( تعين صانعاً أو تصنع لأخرق) قال : قلت : يا رسول الله : أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل؟ قال : ( تكف شرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك ).
وعن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – أن رجلاً أتى النبي  فقال: أي الناس أفضل ؟ فقال : ( رجلٌ يجاهد في سبيل الله بماله ونفسه) قال : ثم من ؟ قال : (مؤمن في شعب من الشعاب يعبد الله ربه ، ويدع الناس من شرّه ) .
اللهم عالم الغيب والشهادة ، فاطر السماوات والأرض ، رب كل شيء ومليكه اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك فإنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم .
اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين ، وأذلّ الشرك والمشركين ، ودمّر أعداءك أعداء الدين ، وانصر عبادك المجاهدين في سبيلك في كل مكان ، وطهر بيت المقدس وجميع بلاد المسلمين من اليهود والنصارى والمشركين .
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يُعزّ فيه أهل الطاعة ، ويُذلُّ فيه أهل المعصية ، ويؤمر فيه بالمعروف ، وينهى فيه عن المنكر.
اللهم منزل الكتاب ، ومجرى السحاب ، وهازم الأحزاب ، اهزم اليهود وانصرنا عليهم .
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام علىالمرسلين والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .

انتهى عرض الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ببليوجرافيا القضية الفلسطينية
» الاعلان عن افتتاح منتدى القضية الفلسطينية ( والقوانين الواجب اتباعها قبل بدء المشاركة فيه)
» الفكاهة والضحك .... رؤية جديدة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
Esraa Hussein Forum :: المنتدى الفلسطينى :: منتدى القضية الفلسطينية-
انتقل الى: