شخصيات فلسطينية تاريخية
إبراهيم أبو دية ( 1919 – 1951 م )
أحد قادة قوات الجهاد المقدس. ولد في قرية صوريف من قضاء الخليل. بدأ يناضل الاحتلال البريطاني والحركة الصهيونية في سن مبكرة، فقد عمل وهو في الثالثة عشرة من عمره حلقة وصل بين الثوار في منطقتي الخليل والقدس سنة 1932. وفي سنة 1934 انضم إلى قوات الجهاد المقدس، وشارك في معارك الثورة من 1936-1939. انضم إلى الحزب العربي الفلسطيني عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، وعمل مع القائد عبد القادر الحسيني في جمع الأسلحة ونقلها من مصر إلى فلسطين، وتوزيعها على المجاهدين، تمهيدا لمتابعة الثورة ضد أعداء الشعب الفلسطيني: البريطانيين والصهيونيين.
شارك مشاركة فعاله في الكثير من معارك 1947-1948، فقد تولى قيادة مجموعه من قوات الجهاد المقدس في معركة القسطل التي جرت في 7/ 4/ 1948، وكانت مجموعته أولى المجموعات التي دخلت قرية القسطل. وقد أصيب بجراح في هذه المعركة. وفي 1/ 5/ 1948 قاد قوات الجهاد المقدس في هجوم حي القطمون، في مدينة القدس، لاسترداده. لكن القوات البريطانية منعته من تحقيق ذلك.
كان له دور كبير في معارك كفار عصيون وصوريف، وقد لمع اسمه خلالها. وكانت معركة مستعمرة "رامات راحيل " جنوبي القدس آخر معاركه، فقد أصيب أثناءها بجراح أدت إلى شلل في جسمه، ثم نقل إلى بيروت حيث توفي.
إبراهيم طوقان ( 1905 – 1941 م )
شاعر وأديب فلسطيني ولد في نابلس وتلقى تعليمه الابتدائي فيها ثم انتقل إلى القدس حيث التحق بمدرسة المطران (سانت جورج) وفي عام 1923 انتقل إلى الجامعة الأمريكية في بيروت فكانت أخصب مراحله الدراسية. نال شهادة الجامعة سنة 1929 وعاد إلى نابلس حيث عمل مدرسا في مدرسة النجاح الوطنية بنابلس وبقى فيها عاما واحدا شهدت صرخات حافزة ونار مشتعلة.
درس لمدة عامين في الجامعة الأمريكية ببيروت، وعندما تأسست إذاعة القدس سنة 1936 أصبح مراقبا للقسم العربي فيها، فبقى فية أربع سنوات منح هذا القسم جهده ونشاطه وجعل البرامج العربية مرآة تنعكس فيها آماله وأمانيه، ذوق أهل البلاد وآراؤهم. وتصدى أثناء عمله في الإذاعة لفئة غير عربية كانت تسعى لتنشيط اللهجة العامية وجعلها الغالبة على الأحاديث المذاعة واستطاع أن يهزمها.
دبر له الصهاينة تهمة التحريض العربي على المستعمر، وأقيل من عمله في أواخر عام 1940. انتقل إلى العراق ليزاول مهنة التعليم في دار المعلمين الريفية في الرستمية لكنه وقع فريسة المرض فعاد إلى نابلس حيث مات. وقد خلف إبراهيم طوقان وراءه ديوان شعر رائع جمعه قبيل وفاته، وفاز رحمه الله بلقب شاعر الوطن، وشاعر فلسطين.
إبراهيم غوشة ( أبو عمر )
عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، من مواليد القدس في 26/ 11/ 1936م، متزوج وله خمسة أبناء.
التحق بالحركة الإسلامية في القدس عام 1950. وكان من الناشطين الإسلاميين في رابطة الطلاب الفلسطينيين في مصر.
تخرج في كلية الهندسة في جامعة القاهرة تخصص الهندسة المدنية عام 1961، وعمل مهندسا في قناة الغور الشرقية بالأردن في الفترة من 1961-1962، وذهب إلى الكويت حيث عمل في بلدية الكويت في الفترة 1962-1966 ثم عاد إلى الأردن ليعمل في مشروع سد خالد على اليرموك 1966-1971، وعاد مرة أخرى إلى الكويت حيث عمل في أبراج الكويت لمدة عام واحد فقط، وعمل بعد ذلك مديرا لمشروع سد الملك طلال في الأردن في الفترة من 1972-1978.
عمل في مكتبه الخاص في الفترة 1978-1989. وتفرغ للعمل في حركة حماس منذ عام 1989م. وأعلن ناطقا رسميا باسم حركة حماس في عام 1992م، ويشغل حاليا موقع عضو المكتب السياسي لحركة حماس.
أحمد الشقيري ( 1905 – 1941 م )
محام فلسطيني، وأول رئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية، ولد في بلدة تبنين جنوبي لبنان ثم انتقل إلى مدينة طولكرم وهو طفل للعيش مع والدته.
بعد تخرجه في معهد الحقوق بالقدس عمل وتمرن في مكتب المحامي عوني عبد الهادي، أحد مؤسسي حزب الاستقلال في فلسطين، وتعرف خلال هذه الفترة على عدد من رجالات الثورة السورية الكبرى الذين لجئوا إلى فلسطين ومنهم شكري القوتلي ورياض الصلح ونبيه العظمة وعادل أرسلان، شارك الشقيرى في الثورات الفلسطينية مناضلا بلسانه وقلمه مدافعا عن المعتقلين والثوار العرب الفلسطينيين أمام المحاكم البريطانية مما جعل السلطات البريطانية تطارده، فخرج إلى مصر ثم عاد مرة ثانية إلى فلسطين في أوائل الحرب العالمية الثانية ففتح مكتب محاماة كبير واختص بالدفاع عن الفلسطينيين، وقضايا الأراضي وعين الشقيري أول مدير لمكتب الأعلام العربي في واشنطن، ثم نقل مديرا لمكتب الإعلام العربي المركزي في القدس، وعندما وقعت النكسة انتقل مع أسرتة إلى لبنان، وعين في مناصب هامة في الدول العربية، وكان مدافعا عن قضية فلسطين في الأمم المتحدة، وشغل منصب ممثل فلسطين في جامعة الدول العربية بعد وفاة ممثلها أحمد حلمي عبد الباقي، وعندما أعلن قيام منظمة التحرير الفلسطينية انتخب رئيسا للجنة التنفيذية للمنظمة، في أثناء رئاسته للمنظمة أنشأ القوات العسكرية، والصندوق القومي، ودوائر المنظمة ومقرها العام في القدس.
ضــــاهـــر العـــــــــــمـــــر 1689 - 1775م
هـو ظــــاهر بن عمر بن أبــى زيدان. وُلِد فــى صفد سنـة (1106هـ) ، وكــــان والده وجده وأعمــامه حكـامًا فـى صفد و عكـا. تولى إدارة عـكــا و صفد، وكــان له دور مهم فــى تــاريخ فـلسطين خـلال القرن الثــانــى عشر الهجرى، فــأقــام إمـارة قويـة فـى شمالى فلسطين ضمَّت صفد و طبريـة و الجـليـل الأعـلى و النـاصرة و نـابـلس و عكا، و أصـبحـت إمـــارته مصدر قــلق وتهديد دائمين للولاة العثمــانيين فــى دمشق عــلى مدى ربع قرن، فقــاتـله سـليمـان بـاشا - والى دمشق - سنــة (1150هـ)، فتحصن فــى طبريــة، إلاَّ أن موت ســليمــان بـاشـا أدَّى إلى ازديـــــاد نـفوذ ظــاهر العمر، فقــام بتحصين عكــا وبنــاء سورهــا، وضمهــا إلى إمــارته، واتخذهــا عــاصمــة لهـا، وانتعشت التـجــارة فــى عـهده، واستقَّر الأمن، ولكن طموح ظـاهر العمر دفعه إلى التــوقـف عـن دفع الضرائب للعثمــانيين، وتحــالف مع عــلى بك الكبير - حــاكم مصر - واتفقــا عــلى عصيــان العثمــانيين، فحــاربــا الوالى العثمــانــى فــى الشــام - عثمــان بــاشــا الصادق - واضطرت الآستــانـة إلى الاعتراف بولايـة ظـاهر العمر، ولكن سرعـان مـاضعف أمــره بــعد مـقتـــل عـــلى بـك الكبير، فــأصدرت الدولة العثمــانيــة أوامــرهــــا إلى حـسن بـــاشـــا الجزائرى - أمير البحر العثمــانــى - بــالقضــاء عــلى ظــاهر العمر واحتــلال عكــا فــاغتاله رجل مغربى وهو يستعد لمقاومة العثمانيين، فانهارت دولته بمقتله.
خليل محمد عيسى الكبير - 1979م
أحد أتباع الشيخ عز الدين القسام، وأحد قادة الثورة الفلسطينية الكبرى 1936-1939، كني أبا إبراهيم الكبير تمييزا له من القائد الآخر أبي إبراهيم الصغير، وهو توفيق إبراهيم.
انضم في حيفا إلى حلقة الشيخ عز الدين القسام، وشاركه في مراحل جهاده التنظيمي والتنفيذي، ثم أصبح من قادة التنظيم القسامي، وقد ألح على الشيخ القسام بضرورة تدريب أفراد التنظيم على السلاح وتسليحهم، وساهم هو نفسه بإحضار محمد أبو العيون الذي تولى في نهاية جلسة الدعوة تدريب المجاهدين الموجودين على البندقية الوحيدة المتوفرة آنذاك لديهم.
حين خرج الشيخ عز الدين القسام وصحبه للجهاد كان لأبي إبراهيم الكبير رأي مخالف يدعو إلى التريث حتى تستكمل الأسباب والظروف الموجبة للثورة وإعلان الجهاد، وبعد استشهاد القسام تولى قادة حركته قيادة قطاع الثورة الفلسطينية الكبرى الممتد من شمالي فلسطين حتى وسطها، واستلم أبو إبراهيم الكبير قيادة المنطقة الشمالية. وكان يوقع بياناته وبلاغاته باسم المتوكل على الله أبو إبراهيم. وقد رصدت سلطات الانتداب البريطانية مكافأة مالية مقدارها 500 جنيه فلسطيني لمن يرشدها إليه.
التقى عام 1937 بالمفتي محمد أمين الحسيني وأشار عليه بضرورة استمرار الثورة وعودة قادة الثوار إلى أرض فلسطين وبقائهم فيها لأن بعدهم عنها سيقضي على الثورة ويذهب تضحياتها هباء.
اشترك خليل محمد عيسى في ثورة رشيد عالي الكيلاني في العراق، وعندما فشلت الثورة غادر بغداد إلى حلب في سورية، ثم إلى اليونان فبرلين حيث أقام ما تبقى من سنوات الحرب. وعاد إلى فلسطين عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية وساهم في تعبئة القوى ضد الأطماع الصهيونية، ثم اشترك في القتال قائدا لبعض القطاعات في شمالي فلسطين. وحين وقعت النكبة عام 1948 انتقل إلى دمشق، ثم غادرها بعد بضع سنوات إلى عمان حيث أمضى سنواته الأخيرة.
أحمد باشا الجزار ( 1148 – 1219 م )
بدأ أحمد باشا الجزار حياته مملوكا في مصر. ثم علا شأنه بعد ما أظهر مهارة وقسوة متناهية في ذبح خصوم أسياده فكافأه هؤلاء بلقب الجزار. وفي وقت لاحق اضطرته مؤامرات أسياده المماليك إلى الرحيل إلى الشام حيث التحق بخدمة الدولة العثمانية. واستعان به العثمانيون في القضاء على الشيخ ظاهر العمر، وعرف ببطشه وتنكيله بخصومه.
حصل أحمد الجزار باشا عام (1780م) على باشوية الشام، وبحصوله عليها أصبح أقوى رجل في بلاد الشام.
استفاد العثمانيون من أحمد الجزار عام 1799حين أنيط به مواجهة زحف الفرنسيين على فلسطين، وإيقاف الحملة الفرنسية التي قادها نابليون بونابرت. ولم يخيب أحمد الجزار ظن أسياده فيه، فقد استجاب لنداء الباب العالي في مقاومة الفرنسيين، وألقى بإغراءات بونابرت جانبا، وحرص على البقاء في عكا، وتمكن أحمد الجزار بمساعدة الأسطول البريطاني في البحر المتوسط من إيقاف الزحف الفرنسي. وهكذا انهارت عند أسوار عكا قوى الفرنسيين ومني بونابرت بالخذلان وحاول أحمد باشا الجزار الذي دفعه دفاعه عن عكا إلى قمة المجد أن يستثمر نصره في فرض هيمنة مطلقة على بلاد الشام.
أحمد حلمي عبد الباقي ( 1882 – 1963م )
سياسي واقتصادي فلسطيني، ولد في مدينة صيدا وانتقل مع والده إلى نابلس وتعلم العربية أصول الدين على أيدي بعض الأساتذة. تولى قيادة فرقة متطوعين من أبناء العشائر في العراق حاربت إلى جانب الجيش العثماني أثناء الحرب العالمية الأولى، وحين تولى الأمير فيصل بن الحسين الحكم في سورية الشمالية عين أحمد حلمي مديرا عاما لوزارة المالية (1919-1920) وقد عرف عنه أنه من أركان حزب الاستقلال العربي الذي تأسس في عهد فيصل كمظهر علني من جمعية العربية الفتاة السرية.
في عام 1926 توجه إلى فلسطين بدعوة من رئيس المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى فيها، وعين مراقبا عاما للأوقاف الإسلامية واستقال من عمله في عام 1930 حين اشترك مع عبد الحميد شومان في تأسيس البنك العربي بفلسطين وتولى إدارته العامة، ثم أسس البنك الزراعي لإمداد الفلاحين بالقروض الزراعية، وشركة صندوق الأمة لإنقاذ الأراضي العربية المهددة بالاستيلاء عليها.
نفي عام 1936 مع بعض أعضاء اللجنة العربية العليا إلى سيشل بعد مقتل الجنرال أندرو حاكم لواء الجليل. ثم شغل عدة مناصب سياسية هامة قبل نكبة فلسطين وبعدها، ومات في لبنان في بلدة سوق الغرب في يونيو عام 1963، ونقل جثمانه ليدفن في القدس.
أحمد سامح الخالدي
مربٍّ فلسطيني، ولد في مدينة القدس، وتلقى علومه في الكولونية الأمريكية، وتابعها في مدرسة المطران بالقدس ثم أنهى دراسته الجامعية في كلية الصيدلة بالجامعة الأمريكية في بيروت سنة 1917، ونال درجة أستاذ في العلوم.
عين عام 1920 مفتشا في إدارة المعارف بلوائي يافا وغزة، ونال درجة أستاذ في التربية. ثم عين بعد ذلك مساعدا لمدير المعارف العام.
أولى الخالدي اهتمامه لأبناء الشهداء، فأنشأ لجنة اليتيم العربية وتولى رئاستها، كما أنشأ معهد الأبناء الشهداء في دير عمرو بالقدس.
غادر فلسطين إلى لبنان بعد إعلان قيام الكيان الصهيوني في مايو 1948حيث وجه نشاطه لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين وتعليم أبنائهم. وللخالدي الكثير من التصانيف منها:
1- أنظمة التعليم.
2- أهل العلم بين مصر وفلسطين.
3- تاريخ بيت المقدس.
كما قام بنشر عدد من المخطوطات.
الشيخ أحمد ياسين 1938- 2004
ولد الشيخ أحمد ياسين عام 1938 في قرية الجورة قضاء المجدل جنوبي قطاع غزة، ولجأ مع أسرته إلى قطاع غزة بعد حرب عام 1948. وتعرض لحادث في شبابه أثناء ممارسته الرياضة نتج عنه شلل جميع أطرافه شللا تاما.
عمل مدرسا للغة العربية والتربية الإسلامية، ثم عمل خطيبا ومدرسا في مساجد غزة، أصبح في ظل الاحتلال أشهر خطيب عرفه قطاع غزة لقوة حجته وجسارته في الحق. كما عمل رئيسا للمجمع الإسلامي في غزة.
اعتقل الشيخ أحمد ياسين عام 1982 بتهمة حيازة أسلحة، وتشكيل تنظيم عسكري والتحريض على إزالة الدولة العبرية من الوجود، وقد حوكم الشيخ أمام محكمة عسكرية صهيونية أصدرت عليه حكما بالسجن لمدة 13 سنة.
أفرج عنه عام 1985 في إطار عملية تبادل للأسرى بين سلطات الاحتلال والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة، بعد أن أمضى 11 شهرا في السجن.
أسس الشيخ أحمد ياسين مع مجموعة من النشطاء الإسلاميين تنظيما لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة في عام 1987. داهمت قوات الاحتلال الصهيوني منزله أواخر شهر أغسطس 1988، وقامت بتفتيشه وهددته بدفعه في مقعده المتحرك عبر الحدود ونفيه إلى لبنان.
وفي ليلة الخامس من مايو 1989 قامت سلطات الاحتلال باعتقال الشيخ أحمد ياسين مع المئات من أبناء حركة حماس في محاولة لوقف المقاومة المسلحة التي أخذت آنذاك طابع الهجمات بالسلاح الأبيض على جنود الاحتلال ومستوطنيه، واغتيال العملاء.
وفي السادس عشر من أكتوبر 1991 أصدرت محكمة عسكرية صهيونية حكما بالسجن مدى الحياة مضاف إليه خمسة عشر عاما، بعد أن وجهت للشيخ لائحة اتهام تتضمن 9 بنود منها التحريض على اختطاف وقتل جنود صهاينة وتأسيس حركة حماس وجهازيها العسكري والأمني.
بالإضافة إلى إصابة الشيخ بالشلل التام فإنه يعاني من أمراض عدة منها فقدان البصر في العين اليمنى بعد ضربه عليها أثناء التحقيق معه، وضعف شديد في قدرة الإبصار في العين اليسرى، والتهاب مزمن بالأذن، حساسية في الرئتين، أمراض والتهابات باطنية ومعوية، وقد أدى سوء ظروف اعتقال الشيخ أحمد ياسين إلى تدهور صحته مما استدعى نقله إلى المستشفى مرات عديدة.
في الثالث عشر من ديسمبر 1992 قامت مجموعة فدائية من مقاتلي كتائب الشهيد عز الدين القسام بخطف جندي صهيوني وعرضت المجموعة الإفراج عن الجندي مقابل الإفراج عن الشيخ أحمد ياسين ومجموعة من المعتقلين في السجون الإسرائيلية بينهم مرضى ومسنين ومعتقلون عرب اختطفتهم قوات صهيونية من لبنان إلا أن الحكومة الصهيونية رفضت العرض وداهمت مكان احتجاز الجندي مما أدى إلى مصرعه ومصرع قائد الوحدة المهاجمة قبل استشهاد أبطال المجموعة الفدائية في منزل في قرية بير نبالا قرب القدس.
أفرج عنه فجر يوم الأربعاء الأول من أكتوبر 1997 بموجب اتفاق جرى التوصل إليه بين الأردن وإسرائيل للإفراج عن الشيخ مقابل تسليم عميلين صهيونيين اعتقلا في الأردن عقب محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في عمان خالد مشعل.
استشهاد الشيخ أحمد ياسين :
تم اغتيال أحمد ياسين من قبل جيش الاحتلال الصهيوني وهو يبلغ الخامسة والستين من عمره، بعد مغادرته مسجد المجمّع الإسلامي الكائن في حي الصّبرة في قطاع غزة، وادائه صلاة الفجر في يوم الأول من شهر صفر من عام 1425 هجرية الموافق 22 مارس من عام 2004 ميلادية بعملية أشرف عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ارئيل شارون. قامت مروحيات الأباتشي الإسرائيلية التابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي بإطلاق 3 صواريخ تجاهه وهو في طريقه إلى سيارته كرسيه المتحرّك من قِبل مساعديه، اغتيل ياسين في لحظتها وجُرح اثنان من أبناءه في العملية، واغتيل معه 7 من مرافقيه.
أديب أبو ضبة ( 1896 – 1922 م )
ولد بيافا وأتم تحصيله الابتدائي والثانوي في مدارسها. ثم انتمى إلى الجامعة الأمريكية ببيروت، وأتم الدراسة التمهيدية للطب فيها. وحال اشتداد الحركة الوطنية بيافا واندماجه فيها دون مواصلته الدراسة، وقد كان له دوره الفعال في ثورة يافا سنة 1921 وانتخب عضوا وسكرتيرا للوفد الفلسطيني إلى مكة في موسم الحج سنة 1922 زميلا لرئيس الوفد الشيخ عبد القادر المظفر ولرفيق التميمي. وعاد الوفد من الحجاز إلى نابلس رأسا لحضور المؤتمر الفلسطيني الخامس سنة 1922. وقد قرر المؤتمر المذكور مقاطعة الانتخابات الذي اقترحت تأليفه السلطة البريطانية، بسبب الإجحاف الذي يصيب العرب من جرائه. واختير وفد للطواف في المدن والقرى الفلسطينية للدعوة إلى مقاطعة الانتخاب والتبشير بقرارات المؤتمر. وكان مؤلفا من الشيخ عبد القادر المظفر وخليل السكاكيني وأديب أبو ضبة. وحدث أن انقلبت السيارة بهم وهم في طريقهم إلى طولكرم ونابلس، ونهض أديب أبو ضبة يحاول أن يساعد رفيقه لإنقاذهما فتحولت السيارة عن موضعها فقضت عليه، وجرح زميله المظفر. وقد احتفلت نابلس بتشييع جثمانه حين مر بها احتفالا كبيرا. وخرجت يافا لاستقبال جثمان الشهيد.
أسعد قدورة ( 1880 – 1959 م )
مفتي صفد والقاضي الشرعي في شمال فلسطين. ولد في مدينة صفد، وتلقى دراسته الأولى في دمشق، ثم انتقل إلى الأزهر حيث تابع دراسته الدينية وتتلمذ على يد الشيخ محمد عبده في آخر أيامه. عاد إلى مدينته بعد أن أنهى دراسته وأنشأ مدرسة وطنية في الجامع الأحمر عني فيها بتعليم اللغة العربية.
في العهد العثماني شغل وظائف كثيرة في سلك القضاء، ثم عين مفتيا لصفد أثناء الحرب العالمية الأولى. وفي فترة الانتداب البريطاني شارك أسعد قدوره في الحركة الوطنية، وبخاصة في الثلاثينات. عينه المجلس الإسلامي الأعلى قاضيا شرعيا في الناصرة وعكا وصفد.
قاوم عمليات بيع الأراضي للصهاينة، وكان أحد الموقعين على الفتوى الصادرة في 26/ 1/ 1935 عن مؤتمر علماء فلسطين المنعقد في القدس بشأن بيع الأرض للصهاينة، وجاء فيها أن بائع الأرض لليهود في فلسطين، سواء كان ذلك مباشرة أو بالواسطة، والسمسار والوسيط في هذا البيع، والمسهل له، والمساعد عليه.. كل أولئك ينبغي ألا يصلى عليهم ولا يدفنوا في مقابر المسلمين، ويجب نبذهم ومقاطعتهم واحتقار شأنهم وعدم التودد إليهم والتقرب منهم ولو كانوا آباءاً أو أبناءاً أو أزواجاً.
شارك في عدد من المؤتمرات، ومنها المؤتمر العربي الفلسطيني السابع سنة 1928، ومؤتمر علماء فلسطين. وبعد نكبة سنة 1948 نزح إلى دمشق وفيها توفى ودفن.
الفرد بطرس روك ( 1885- 1956م )
عضو اللجنه العربية العليا. ولد في مدينة يافا حيث تلقى دراسته الابتدائية والثانوية في مدرسة الفرير، وزاول بعد تخرجه الأعمال الحرة من تجارة وزراعة. شغلته هموم وطنه، ولا سيما تدفق المهاجرين الصهاينة على مدينته يافا، وشارك في اشتباك مع بعضهم سنة 1905 أدى إلى مقتل واحد منهم. فترك يافا ولجأ إلى اليونان. ولكنه عاد إلى فلسطين عام 1910 وأخذ على عاتقه شرح القضية الفلسطينية عن طريق المحاضرات والندوات والمؤتمرات، وقد شهد له معاصروه بحبه الكبير لوطنه وإخلاصه العظيم له.
في شهر أبريل عام 1936 انتخب عضوا في اللجنة المشرفة على تنفيذ الإضراب الكبير في مدينة يافا. كما اختير عضوا في اللجنة العربية العليا لفلسطين، التي ترأسها الحاج محمد أمين الحسيني. وفي 20/8/1936 كان أحد الموقعين على بيان زعماء المسيحيين في فلسطين، فيه ناشدوا العالم المسيحي إنقاذ الأماكن المقدسة من الخطر الصهيوني، ولفتوا أنظار مسيحيي العالم إلى ما تجره السياسة البريطانية وراءها. وحين حلت سلطات الانتداب البريطاني اللجنة العربية العليا في 1/10/1937، ونفت بعض أعضائها إلى جزر سيشل كان ألفريد روك في جنيف ضمن وفد فلسطيني يدعو للقضية الفلسطينية، فأفلت من النفي، ولكنه حظر عليه دخول فلسطين، ثم سمح له بذلك بعد أن عاد منفيو سيشل.
أمين عادل التميمي ( 1892 – 1944 م )
مجاهد فلسطيني، ولد في مدينة نابلس وتلقى تعليمه الابتدائي فيها، ثم توجه نحو إستانبول لتكملة دراسته العليا، وهناك تعرف على عدد كبير من أحرار العرب، وخاصة أعضاء المنتدى الأدبي، وجمعية العربية الفتاة.
وحينما دخل الجيش العربي دمشق بقيادة الأمير فيصل، توجه أمين التميمي نحو سورية ليشترك مع أعضاء جمعية العربية الفتاة في تدعيم هذا الحكم.
انتخب أمين التميمي في الهيئة الإدراية الجديدة لجمعية العربية الفتاة في 20/12/1918، ثم أصبح السكرتير العام للجمعية وفي 13/5/1920 انتخب عضوا مؤسسا في الجمعية.
وبعد انتهاء الحكم العربي في سورية عاد أمين التميمي إلى فلسطين مع أعضاء حزب الاستقلال، وهو الواجهة العلنية لجمعية العربية الفتاة، وانخرط في الحركة الوطنية الفلسطينية فكان من أبرز قادتها وأعلامها. كما تولى عدة مناصب رسمية في هذه الحركة، فكان أحد أعضاء الوفد العربي الفلسطيني الذي سافر إلى لندن سنة 1921، كما كان أحد أعضاء الوفد الفلسطيني إلى سويسرا عام 1923 لحضور مؤتمر الحلفاء في مونتريه. وفي عام 1925 أصبح عضوا في المجلس الإسلامي الأعلى برئاسة الحاج محمد أمين الحسيني ثم انتخب لمركز نائب الرئيس فانتقل إلى القدس وأقام هناك. وفي أواخر سنة 1937 غادر أمين التميمي القدس إلى لبنان ليلتحق بالحاج محمد أمين الحسيني وبقى فيه حتى بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية، ولكنه اضطر إلى مغادرة لبنان سرا في أواخر سنة 1939 متجها إلى بغداد بعد المحاولة التي قام بها الفرنسيون للقبض على زعماء الحركة الفلسطينية.
وفي العراق اشترك في حركة رشيد عالي الكيلاني سنة 1941. وبعد فشل الحركة اتجه نحو إيران برفقة الحاج محمد أمين الحسيني وعدد من أبناء الأقطار العربية الأخرى، ولكن الإنجليز تمكنوا من القبض عليه بعد إخفاق الحركة نهائيا، واعتقل مع عدد من رفاقه في سجن الأحواز أولا، ثم نفي إلى معتقل بريطاني في سالسبري (روديسيا) بجنوب أفريقيا فتردت صحته نتيجة سوء المعاملة، ورفض الإنجليز نقله إلى لبنان أو مصر للمعالجة، وتوفي في معتقله.
انطون داود ( 1909 – 1969 م )
شاب فلسطيني من أسرة عربية فلسطينية هاجرت من مدينة بيت لحم واستقرت في بوغوتا عاصمة جمهورية كولومبيا في أمريكا اللاتينية وفيها ولد ونشأ وتعلم. عاد إلى فلسطين سنة 1936 ليشارك في ثورة شعبه (1936-1939). وبعد أن توقفت هذه الثوره اشتغل سائقا للقنصل الأمريكي العام في القدس، وكان هذا القنصل يتردد دائما على دار الوكالة اليهودية للاتصال بالمسؤولين فيها، ولذا كان حرس الوكالة يعرفون أنطون داود.
بعد قرار تقسيم فلسطين أخذ يعمل سراً مع المجاهدين العرب. وفي 11/3/1948 عبأ سيارة القنصل بالمتفجرات الموقوتة ودخل بها الوكالة وتركها هناك فانفجرت، ودمرت الجناح الشمالي لدار الوكالة تدميرا كاملا، وصدعت باقي الأقسام وشب حريق هائل أتى على أكثر الملفات والسجلات، كما دمرت في الانفجار عمارة صحيفة الجيروزاليم بوست، وأصيبت بنايات أخرى بأضرار جسيمه، وقتل نحو 36 صهيونيا كان من بينهم عدد من المسؤولين في الوكاله اليهودية، وجرح 40 آخرون.
بولس شحادة ( 1882 – 1942 م )
ولد في رام الله وتلقى تعليمه الثانوي في مدرسة صهيون في القدس، ثم واصل تعليمه العالي في كلية الشباب الإنجليزية. وأتقن اللغتين العربية والإنجليزية وأجاد الكتابة بهما. عمل أيام العثمانيين في التعليم في غزة وحيفا. وفي عام 1907 حكم عليه بالإعدام لمناوأته السلطات العثمانية فلجأ للقاهرة هربا من عقاب السلطات التي طاردت الأدباء والمربين الوطنيين. وعاد إلى فلسطين، كغيره من المثقفين العرب، بعد إصدار الدستور العثماني عام 1908 ونشط في حقل الصحافة والتعليم وكتب للصحف الوطنية التي صدرت في تلك السنة، بالإضافة إلى المجلات السياسية والأدبية في القاهرة.
وفي عام 1919 كان من أوائل الصحافيين الذين أسسوا صحفا في زمن الانتداب البريطاني، فأصدر مرآة الشرق في القدس، وكانت جريدة أسبوعية سياسية صدرت في أول عهدها باللغتين العربية والإنجليزية. حرر القسم الإنجليزي فيها شقيقه الدكتور سليم. وشارك في التحرير أحمد الشقيري وأكرم زعيتر. واستمرت المرآة في الصدور حتى سنة 1939 حين عطلتها حكومة الانتداب بعد أن اشتركت في تسجيل أحداث ثورة 1936-1939.
وفي العشرينات نشط في الحركة السياسية فساهم في تأسيس الأحزاب السياسية المعتدلة بين 1923 و1925، وكان من مؤيدي كتلة "المعارضين". وحارب فكرة إقامة الوطن القومي لليهود في فلسطين. وفي عام 1934 اشترك في تأسيس حزب الدفاع الوطني وأصبحت سياسته أكثر جرأة في مهاجمة البريطانيين والصهيونيين معا.
توفيق ابراهيم ( ؟ - 1966 م )
أحد القساميين، ومن قادة الثورة العربية الفلسطينية الكبرى. وقد كني بأبي إبراهيم الصغير تمييزا له عن خليل محمد عيسى القائد القسامي الذي يكنى بأبي إبراهيم الكبير.
التحق بحركة الشيخ المجاهد عز الدين القسام وخاض معه معركة أحراش يعبد في تشرين الثاني سنة 1935 التي استشهد فيها القسام مع نفر من أصحابه.
وفي الثورة الفلسطينية الكبرى أسندت إليه قيادة بعض المناطق في لواء الجليل فقام بأعمال باهرة، ومنها مهاجمة الدوريات البريطانية والمستعمرات الصهيونية، كما هاجم مقر حاكم طبرية الإنجليزي فاستولى على ما فيه من أوراق وملفات. وحين انتهت هذه الثورة لجأ إلى فلسطين بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.
وفي سنة 1948 أسندت إلى توفيق إبراهيم قيادة قوة تابعة للهيئة العربية العليا قوامها 200 مجاهد مسلح اتخذت مدينة الناصرة مركز لها، وشاركت في الدفاع عن المدينة، وفي رد القوات الصهيونية عن القرى القريبة منها. ومن أبرز المعارك التي خاضها معركة عين ماهل فقاد عددا من رجال الجهاد المقدس واستطاع أن يلحقوا بالقوات الصهيونية خسائر كبيرة، ويستردوا منها أراضي عشائر الصبيح. كما أبلى بلاء حسنا في معارك الشجرة التي استمرت طويلا قبل أن تسقط القرية بأيدي القوات الصهيونية في 1/ 7/ 1948.
لجأ بعد النكبة إلى دمشق، وفيها استقر، وتوفي، ودفن.
جمال الحسيني ( 1892 – 1982 م )
سياسي فلسطيني، ولد في القدس حيث تلقى دراسته الابتدائية وتابع دراسته الثانوية في مدرسة المطران غوبات المعروفة بصهيون.
التحق سنة 1912 بالجامعة الأمريكية في بيروت، ولكنه لم يقض فيها سوى عامين بعدهما إلى القدس لأن الجامعة أغلقت أبوابها عند الحرب العالمية الأولى. كانت معرفته الجيدة باللغة الإنجليزية سببا دعا إدارة الاحتلال العسكري البريطاني إلى تعيينه في وظيفة حكومية عالية، ولكنه سرعان ما استقال وأنشأ في القدس مكتبا للترجمة.
انضم إلى الحركة الوطنية الفلسطينية، وأخذ يساهم في مقاومتها للانتداب البريطاني وللغزو الصهيوني. فاختير أمينا عاما للجان التنفيذية التي كانت تنبثق من المؤتمرات العربية الفلسطينية وأمينا عاما للمجلس الإسلامي الأعلى الذي ترأسه الحاج محمد أمين الحسيني. وكان عضوا في الوفد الفلسطيني الذي قام بجولة في البلاد الإسلامية لشرح القضية الفلسطينية. كما اختير عضوا في الوفد الفلسطيني برئاسة الحاج محمد أمين الحسيني إلى لندن سنة 1930، بعد ثورة البراق في أغسطس 1929. واشترك في مظاهرة القدس الشهيرة التي عادها موسى كاظم الحسيني في 13/ 10/ 1933، وسجن على أثرها مع آخرين في سجن عكا. ولكن سلطات الانتداب أفرجت عنهم بعد أن أضربت فلسطين أسبوعا كاملا احتجاجا على اعتقالهم.
اختير جمال الحسيني رئيسا للحزب العربي الفلسطيني (آذار 1935)، وعضوا في اللجنة العربية العليا. وترأس الوفد الفلسطيني إلى لندن سنة 1936.
اختفى جمال الحسيني بعض الوقت عندما حلت السلطات البريطانية اللجنة العربية العليا ونفت بعض أعضائها إلى جزيرة سيشل. ثم التحق سرا بالحاج محمد أمين الحسيني في بيروت، وترأس الوفد الفلسطيني إلى مؤتمر المائدة المستديرة في لندن في مطلع سنة 1939 نيابة عن الحاج محمد أمين الحسيني. وعقب اندلاع الحرب العالمية الثانية كان جمال الحسيني في عداد الزعماء الفلسطينيين الذين ذهبوا إلى العراق، ثم انتقلوا إلى إيران بعد إخفاق ثورة رشيد عالي الكيلاني. وهناك ألقت السلطات البريطانية القبض عليه مع عدد من الزعماء الفلسطينيين والعرب الذين لم يتمكنوا من الهرب إلى ألمانيا. وقد زج الجميع في معتقل الأحواز، ثم نقلوا إلى معتقل في رودسيا، حيث أمضوا أربعة أعوام.
عاد جمال الحسيني في مطلع سنة 1946 إلى فلسطين، واستأنف نشاطه السياسي في رئاسة الحزب العربي الفلسطيني، واختير عضوا في اللجنة العربية العليا. وبعد نكبة 1948 غادر جمال الحسيني فلسطين إلى القاهرة حيث اشترك في حكومة عموم فلسطين، وفي المؤتمر الفلسطيني الذي عقد في غزة عام 1948. ثم انتقل إلى السعودية حيث عمل مستشارا للملك سعود، وعمل في التجارة حتى توفي في بيروت في الخامس من يوليو عام 1982 ودفن فيها.
حسن حماد ( 1870 – 1942م )
أحد رجالات فلسطين، عين رئيسا لبلدية نابلس سنة 1913 وانتخب عضوا في مجلس عموم الولاية في بيروت ممثلا مدينة نابلس. وانتمى إلى حزب اللامركزية الإدارية، واختاره الحزب ممثلا له في نابلس. وحكم عليه بالإعدام في عهد جمال باشا حاكم سورية وقائد الجيش الرابع العثماني، ثم صدر قرار العفو عنه بعد سحب جمال باشا من سورية وتعيين جمال باشا الصغير مكانه. وقضى بقية حياته في نابلس وتوفي فيها.
حسن سلامة ( 1913- 1948م )
أحد القادة في الثورة في الثورة الفلسطينية الكبرى سنة 1936 وفي حرب 1948. ولد في قرية قولة في قضاء اللد وفيها نشأ ودرس.
بدأ كفاحه الوطني في تشرين الأول سنة 1933حين شارك في مظاهرات يافا الدامية، وفي مطلع مايو عام 1936 أسندت إليه قيادة منطقة اللد-الرملة، ثم أضيفت إليها منطقة يافا، فأبلى مع قواته بلاء حسنا ضد القوات البريطانية والمستعمرات الصهيونية ودوائر الحكومة، ومن ذلك إتلاف قضبان السكك الحديدية وأعمدة الكهرباء وخطوط المواصلات، وإحراق البيارات الصهيونية والاشتباك مع قوات الانتداب والصهاينة. وكان يشارك في قيادة العمليات وتنفيذها. ومنها نسف قطار اللد-حيفا سنة 1938 مع رفيقه محمد سمحان وآخرين. وقد لاحقتهم القوات البريطانية واشتبكت معهم، فقتل رفيقه، وأصيب هو بجراح بالغة في عنقه ولكنه تمكن من النجاة وأطلق لحيته كي يتخفى فدعاه الناس بالشيخ، ولزمه هذا اللقب طوال حياته.
تلقى تدريبات في العراق، واشترك في ثورة رشيد عالي الكيلاني، ثم أتم تدريبه في ألمانيا حيث تدرب على القتال وبث الألغام. وعاد الشيخ سلامة إلى فلسطين حين أعلن قرار التقسيم سنة 1947 وأسندت إليه قيادة المجاهدين العرب في القطاع الغربي من المنطقة الوسطى من فلسطين، ويمتد من يافا إلى وادي الصرار. وقد أضيفت منطقة القدس إلى قيادته بعد استشهاد القائد عبد القادر الحسيني في معركة القسطل يوم 7/ 4/ 1948 فخاض عددا من المعارك كان النصر حليفه في معظمها. وفي معركة رأس العين أصيب بجراح بالغة في رئته اليسرى، وتوفي في الثاني من يونيو عام 1948 بعد أن علم أن الصهيونيين اندحروا في هذه المعركة.
حسن صدقي الدجاني ( 1890 – 1938 م )
صحفي وسياسي من القدس، أصدر جريدة القدس الشريف أول جريدة رسمية صدرت في فلسطين إثر العهد العثماني، وكانت من الجرائد التي نددت بوعد بلفور، وكان من البارزين في حزب الدفاع الوطني، تعاون مع اللجنة الملكية الإنجليزية وانسحب من اللجنة العربية العليا وعارضها، ولم يكافح قرار التقسيم كما لم يؤيد ثورة 1936-1939. ولذلك أصبح عرضة لنقمة الثوار، ولا سيما بعد نشر بيان يحمل اسمه وأسماء سائر الأعضاء اليهود والعرب في بلدية القدس، ويدعو إلى الهدوء، واغتيل سنة 1938.
حسين فخري الخالدي
سياسي فلسطيني ولد في القدس وتلقى دراسته الابتدائية والثانوية فيها، ثم انتقل إلى الكلية الإنجيلية السورية (الجامعة الأمريكية) في بيروت حيث درس الطب لمدة سنتين. ولم يتمكن من متابعة دراسته لأنه التحق بالجيش العثماني. ودرس الطب في الجامعة اليسوعية ببيروت وتخرج منها عام 1916.
التحق بحكومة الملك فيصل الأول في دمشق وعين طبيبا في حلب وقد عاد إلى القدس بعد أن أطاح الفرنسيون بحكم فيصل سنة 1920، فعين نائبا لمدير الصحة العام في فلسطين، وظل في هذا المنصب حتى سنة 1934 حين عين رئيسا لبلدية القدس إثر فوز قائمته في الانتخابات البلدية.
أسس الخالدي في سنة 1935 حزب الإصلاح واختير عضوا في اللجنة العربية العليا التي تألفت في 25/ 4/ 1936 برئاسة الحاج محمد الحسيني، وكان واحدا من القادة الفلسطينيين الذين اعتقلتهم السلطات البريطانية سنة 1937 ونفتهم إلى جزيرة سيشل وقد بقي فيها حتى سنة 1938 ثم ضمه الوفد العربي الفلسطيني إلى مؤتمر المائدة المستديرة الذي عقد في لندن، وصدر على أثره الكتاب الأبيض سنة 1939.
تولى الخالدي أمانة سر الهيئة العربية العليا ودعا إلى تأسيس بيت المال العربي لتمويل النشاط الوطني الفلسطيني ولما اقترف الصهيونيون مذبحة دير ياسين صحب الخالدي وفد منظمة الصليب الأحمر الدولي إلى القرية لانتشال جثث الشهداء العرب من الآبار وعقد مؤتمرا صحفيا كشف فيه عن بشاعة هذه الجريمة النكراء.
كان حسين فخري الخالدي المسئول الكبير الوحيد الذي بقي في فلسطين عام 1948 وتولى قيادة العمل الفلسطيني في حرب فلسطين من داخل فلسطين، ثم عين سنة 1950 حرسا للأماكن المقدسة إلى أن تولى وزارة الخارجية الأردنية في حكومة فوزي الملقي سنة 1953 كما اختير عضوا في مجلس الأعيان الأردني ثم تولى ثانية وزارة الخارجية في حكومة سمير الرافعي وأسندت إليه رئاسة الوزارة بعد استقالة حكومة سليمان النابلسي في 15/ 4/ 1957 ولكن وزارته لم تعمر إلا أسبوعا واحدا فقط.
عاد الخالدي بعد ذلك إلى منزله في أريحا حيث انكب على المطالعة، ووضع كتابا يرد فيه على رواية الخروج للكاتب الأمريكي الصهيوني ليون أوريس، وجعل عنوانه الخروج العربي، كما كتب مقالات في صحيفة الجهاد المقدسية هاجم فيها حلف بغداد.
وتوفي في مستشفى السلط في شباط 1962 ودفن بالقدس تاركا مذكرات غنية وكتابين وعدد وافرا من المقالات.
خالد مشعل
مواليد سلودان قضاء رام الله عام 1956م. هاجر في عام 1967 إلى الكويت، وبقى هناك حتى اندلاع أزمة الخليج عام 1990.
حصل على البكالوريوس في الفيزياء من جامعة الكويت، وعمل مدرسا للفيزياء طيلة وجوده في الكويت بالإضافة إلى اشتغاله بالعمل في خدمة القضية الفلسطينية. تفرغ للعمل السياسي بعد قدومه إلى الأردن، ويعد من مؤسسي حركة المقاومة الإسلامية "حماس".
كان عضوا في المكتب السياسي لحماس منذ تأسيسه. وانتخب رئيسا له في عام 1996م.
تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة يوم 25/ 9/ 1997 في العاصمة الأردنية عمان على أيدي عملاء الموساد الصهيوني، حيث قاما برش مادة سامة قرب أذنيه، كادت تؤدي إلى قتله، إلا أن فشل المحاولة بعد تمكن الحارس الشخصي لمشعل من ملاحقة عملاء الموساد والقبض عليهم، اضطر الإرهابي نتنياهو إلى أن يحضر الدواء المضاد لهذه المادة السامة لإنقاذ حياة مشعل، بالإضافة إلى الإفراج عن الشيخ المجاهد أحمد ياسين، مقابل إطلاق الأردن لسراح عميلي الموساد.
راغب النشاشيبي ( 1883 – 1951م )
سياسي فلسطيني ولد في القدس، تلقى تعليمه الأولي فيها ثم غادرها إلى الأستانة حيث تخرج من كلية الهندسة العثمانية، وعين بعد ذلك في قسم الأشغال العامة في متصرفية القدس.
اختير نائبا عن القدس في مجلس المبعوثان العثماني عام 1908 وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى عاد من إستانبول إلى حلب حيث أقام فيها.
استدعته سلطات الانتداب البريطاني عام 1920 وعينته رئيسا لبلدية القدس بعد أن أقالت المجاهد موسى كاظم الحسيني، فاعتبر النشاشيبي من ذلك الحين خائنا وعميلا للاحتلال، وحينما رشح نفسه في انتخابات 1934 هزم أمام الدكتور حسين فخري الخالدي، فقام بتأسيس حزب الدفاع الوطني لمناوأة المجلس الإسلامي الأعلى برئاسة محمد أمين الحسيني.
اشترك في الوفد الفلسطيني إلى مؤتمر المائدة المستديرة بلندن عام 1939.
بعد نكبة 1948 وضم ما تبقى من فلسطين إلى شرقي الأردن عين وزيرا في الحكومة الأردنية ثم حاكما عاما للضفة الغربية، فعضوا في مجلس الأعيان حتى هلك.
راغب نعمان الخالدي 1858 – 1951م
فقيه وقاضي درس في القدس، ثم عين في العهد العثماني عضوا في مجلس المعارف وعضوا في محكمة البداية، وفي عام 1900 أنشأ مع أسرته المكتبة الخالدية في القدس ووقف عليها بعض ماله وهي من أغنى مكتبات فلسطين بالمخطوطات والمطبوعات.
سعد صايل 1932- 1982م
عسكري فلسطيني ولد في قرية كفر قليل (قضاء نابلس) والتحق بالكلية العسكرية الأردنية سنة 1951 وأرسل في دورات عسكرية إلى بريطانيا سنة 1954 ومصر سنة 1956، والعراق سنة 1958، والولايات المتحدة سنة 1960، و1966.
تدرج في عدة مناصب عسكرية إلى أن أسندت إليه قيادة اللواء حسين بن علي وهو برتبة عقيد.
وانتسب إلى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، وأسندت له عدة مناصب هامة وعين مديرا لهيئة العمليات المركزية لقوات الثورة الفلسطينية، وعضوا في القيادة العامة لقوات العاصفة، وعضوا في قيادة جهاز الأرض المحتلة بعد أن رقي لرتبة عميد. كما اختير عضوا في المجلس الوطني الفلسطيني. وشارك في مؤتمرات وزراء الدفاع ورؤساء الأركان العرب.
وانتخب عضوا في اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح في مؤتمرها الذي عقد في دمشق خلال أغسطس 1980. وقتل في عملية اغتيال تعرض لها بعد انتهائه من جولة على قوات الثورة الفلسطينية في سهل البقاع بلبنان.
سعيد حمامي 1941 – 1978 م
أول ممثل لمنظمة التحرير الفلسطينية في بريطانيا. ولد في يافا وانتقل بعد النكبة مع أسرته إلى عمان.
عمل بعد تخرجه في الصحافة والتدريس ثم التحق بحركة التحرير الوطني الفلسطيني وتفرغ للعمل في الثورة الفلسطينية واختير عضوا في المجلس الوطني الفلسطيني منذ دورته الخامسة التي عقدت في القاهرة بين 1و4/ 2/ 1969 وعين سنة 1972 في مكتب الجامعة العربية في لندن وممثلا لمنظمة التحرير الفلسطينية فيها. اغتيل في مكتبه بلندن يوم 4/ 1/ 1978 ونقل جثمانه إلى عمان ودفن فيها. وكان موته خسارة للعمل الفلسطيني ولا سيما الدبلوماسي.
سلامة بن جماعة
أبو الخير المقدسي. ولد في بيت المقدس أيام كانت بلاد الشام تابعة للخليفة الفاطمي في مصر وكانت القوى البدوية هي المسيطرة على البلاد جميعها.
عاش الفقيه أبو الخير سلامة بن جماعة هذا العصر بكل ما فيه من مرارة وكان أحد الأعمدة التي وطدت ودعمت المذهب السني الشافعي في القدس خاصة، وفي فلسطين عامة، وأصبحت مؤلفاته من تراث الشافعية خاصة كتابه "شرح المفتاح" وكتاب "الوسائل في فروق المسائل".
أقام في مصر فترة ثم عاد بعد عودة الاستقرار في جنوبي الشام مع ظهور مملكة تاج الدين تتش بن ألب أرسلان السلجوقي في دمشق سنة 471هـ ومعاودة بناء ما تخرب من أبنية القدس وأرباضها بعد ذلك.
سليم الاحمد عبد الهادي 1870 – 1915 م
واحد من الشهداء الذين أعدمهم جمال باشا. حرص على تثقيف نفسه فأتقن العربية وآدابها وصار يجيد الإنشاء بها. انتمى إلى جمعية تأسست في نابلس لمقاومة الرشوة والفساد والاستبداد الإقطاعي تحت اسم "الجمعية".
وقد اتسع نفوذها رغم مقاومة بعض المتصرفين الأتراك وأنجحت اثنين من مرشحيها في انتخابات مجلس المبعوثان العثماني عن لواء نابلس.
اختارته اللجنة العليا لحزب اللامركزية التي كان مركزها في القاهرة معتمدا لها في جنين وحيفا. فأسس لها فرعا في جنين وأسس نواة لفرع في حيفا داعيا إلى إدارة البلاد على قاعدة اللامركزية. وفي 30/ 7/ 1915 وردت برقية إلى قائم مقام جنين من والي بيروت تقضي بإرسال سليم محفوظ إلى الديوان الحربي العرفي بعاليه. ولكن سليما لم يتردد في تسليم نفسه ثقة ببراءته. ولأن حزب اللامركزية لم يكن سريا، وكانت المطالبة باللامركزية مشروعة. وقضى في سجن عليه عشرين يوما كان فيها مثالا لرباطة الجأش، وفي العشرين من أغسطس 1915 اقتيد هو ورفاقه إلى دائرة الشرطة في بيروت حيث أبلغوا قرار الحكم عليهم بالإعدام شنقا، وأقيم الحكم في اليوم نفسه، ودفنوا في الرملة في مقبرة عرفت بعد ذلك بمقبرة الشهداء.
سليم اليعقوبي 1880- 1946م
شاعر لغوي وصحفي وخطيب، اختار لنفسه لقب حسان فلسطين، عين عام 1904 مفتيا لمدينة يافا ثم سافر في البعثة إلى الآستانة سنة 1916.
كان غزير الإنتاج الأدبي، ولاقى شعره رواجا واسعا بين الجماهير الشعبية التي التصق بها. وبلغ من شعبيته وحبه لنشر العلم بين بني قومه أن كان يدرس اللغة العربية لمن أراد في جامع حسن بك في يافا، ولليعقوبي عدة مؤلفات من بينها مجموعتاه الشعريتان "حسنات اليراع"، و"النظرات السبع".
وقد حرض في قصائده التي نشرت في الصحف الفلسطينية على مقاومة إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. كما هاجم الثورة العربية والقائمين عليها وفي طليعتهم الشريف حسين بن علي.
شادية ابو غزالة 1949 – 1968م
مجاهدة فلسطينية ولدت في مدينة نابلس، والتحقت بالجامعة في مصر عام 1966، وانتسبت إلى التنظيم الفلسطيني لحركة القوميين العرب منذ سنة 1962 ومارست نضالها من خلاله مؤمنة بحتمية انتصار الشعوب المكافحة في سبيل حريتها، ومؤكدة دور المرأة في حسم الصراع ضد العدو.
التحقت شادية أبو غزالة بصفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين منذ تأسيسها، وتلقت تدريبها العسكرية فيها، وساهمت مساهمة فعالة في تنظيم المقاومة الفلسطينية داخل الوطن المحتل، وشاركت في تنفيذ عدد من عمليات التفجير والإغارة على مراكز العدو العسكرية الحيوية. ورفضت أن تترك أرض الوطن رغم المخاطر التي أحاطت بها في أيامها الأخيرة وقد استشهدت في 21/ 11/ 1968 في مدينة نابلس إثر إحدى العمليات.
صبحي ابو غريبة 1921 – 1967م
مجاهد فلسطيني، ولد في مدينة الخليل، وتلفى تعليمه الابتدائي في المدرسة العمرية بالقدس، ولكنه لم يتابع تعليمه الثانوي بسبب اشتراكه في ثورة 1936، وكان رفيق القائد عبد القادر الحسيني في جميع مراحل نضاله، وقد أصيب بجراح خطيرة في معركة بني نعيم في قضاء الخليل سنة 1938.
وعند نشوب الحرب العالمية الثانية غادر فلسطين إلى سورية، ثم إلى العراق، حيث شارك مع رفاقه في ثورة رشيد عالي الكيلاني سنة 1941. وقد نفته السلطات البريطانية بسبب ذلك إلى قرية زاخو في أقصى شمال العراق، لكنه تمكن من الهرب مع نفر من المجاهدين المنفيين إلى مدينة حلب، حيث ألقت السلطات الفرنسية القبض عليهم، وسلمت الفلسطينيين منهم إلى السلطات البريطانية في فلسطين فزجته في سجن القدس، ثم سجن المزرعة في عكا حتى أواخر الحرب العالمية الثانية.
اشترك صبحي أبو غربية في معارك 1948، وأبلى فيها بلاء حسنا. وقد أصيب في معركة الحي اليهودي في القدس القديمة بجراح خطيرة في رأسه، أدت إلى فقدانه الذاكرة مدة سنتين، وإلى شلل جزئي. ولم يمنعه وضعه الصحي من متابعة نشاه الوطني فيما بعد.
استشهد عام 1967 في السادس من يونيو أثناء تصديه لقوات الاحتلال الصهيوني في حي باب الساهرة في القدس.
صبحي الخضراء 1895 – 1954م
محام من رجالات الرعيل الوطني الأول في فلسطين، ولد في مدينة صفد وفيها أتم دراسته الابتدائية والإعدادية ن ثم أنهى دراسته الثانوية في مدرسة سلطاني بيروت، والتحق بالكلية العسكرية في الآستانة، وتخرج ضابطا فيها. شارك في الحرب العالمية الأولى ضمن القوات التركية في جنوب فلسطين، ووقع في الأسر، ثم التحق بالثورة العربية في الحجاز، وشارك في عدد من المعارك، ومنها معركتا أبو اللسن وأم الجرادين في جنوب الأردن، وجرح أكثر من مرة.
أختير عضوا في اللجنة التنفيذية العربية التي كان يرأسها موسى كاظم الحسيني، فمديرا لمكتبها إثر ثورة 1929 وفي سنة 1932 شارك في تأسيس حزب الاستقلال العربي في فلسطين. ولم يترك صبحي الخضراء مناسبة أو عملا وطنيا إلا كان من أوائل المشاركين فيه، فقد شارك في تشييع جثمان الشهيد عز الدين القسام في حيفا عام 1935، ثم في تأبينه عام 1936.
لجأ صبحي الخضراء إلى دمشق بعد نكبة 1948، وعين مديرا عاما لمؤسسة اللاجئين الفلسطينيين في سوريا. ولكنه لم يلبث أن ترك العمل الرسمي، وانصرف إلى المحاماة. وفي 4/ 7/ 1954 مات صبحي الخضراء ودفن في مقبرة الدحداح في دمشق.
وقد كان صبحي الخضراء واسع الثقافة، قوي اللغة والبيان، لذلك كان يتولى صياغة البيانات الوطنية. كما كان من أوائل الذين أدركوا خطر تسرب الأرض العربية إلى اليد الصهيونية، فكان في طليعة المدافعين عن الملكية العربية للأرض أمام المحاكم، والداعين في كل مناسبة إلى التشبث بها. وقد رأى في بريطانيا العدو اللدود للقضية الفلسطينية والعربية، لأنها هي التي ساعدت الصهيونية وتآمرت على العرب، فكان يردد عبارته المأثورة "بريطانيا أصل الداء وأساس كل بلاء".
يتبع باقي الموضوع