Esraa Hussein Forum
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزي الزائر اهلا وسهلا بكم في منتدي اسراء حسين ، إذا كنت زائر يسعدنا ويشرفنا ان تسجل في المنتدي وتكون من ضمن اعضاؤه ، اما إذا كنت عضوا فتفضل بالدخول ، شكرا لزيارتكم لمنتدانا
دمتم برعاية الله وحفظه
مع تحياتي،
اسراء حسين
Esraa Hussein Forum
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزي الزائر اهلا وسهلا بكم في منتدي اسراء حسين ، إذا كنت زائر يسعدنا ويشرفنا ان تسجل في المنتدي وتكون من ضمن اعضاؤه ، اما إذا كنت عضوا فتفضل بالدخول ، شكرا لزيارتكم لمنتدانا
دمتم برعاية الله وحفظه
مع تحياتي،
اسراء حسين
Esraa Hussein Forum
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

Esraa Hussein Forum



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولدخول
المواضيع الأخيرة
» صناعة الخرائط عبر التاريخ
مقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد I_icon_minitimeالخميس 20 يوليو 2017, 10:04 pm من طرف محمدسعيدخير

» بطاقات القوانين الصفية للطلاب مهمة جدا جدا
مقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد I_icon_minitimeالأربعاء 19 أكتوبر 2016, 8:12 pm من طرف تلميذة سيبويه

» برنامج الأرشفة الإلكترونية/ مجانا 100% برنامج أرشيف التعاميم والوثائق
مقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد I_icon_minitimeالإثنين 10 أكتوبر 2016, 9:36 pm من طرف alialneamy

» المكتبة الألمانية النازية (مكتبة كتب عن تاريخ المانيا النازية) من تجميعى الشخصى حصريا على منتدانا
مقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد I_icon_minitimeالجمعة 24 يوليو 2015, 11:48 pm من طرف هشيم النار

» جامعة المدينة العالمية
مقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد I_icon_minitimeالثلاثاء 16 يونيو 2015, 4:42 pm من طرف BI744

» جامعة المدينة العالمية
مقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد I_icon_minitimeالثلاثاء 16 يونيو 2015, 4:41 pm من طرف BI744

» جامعة المدينة العالمية
مقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد I_icon_minitimeالثلاثاء 16 يونيو 2015, 4:40 pm من طرف BI744

» جامعة المدينة العالمية
مقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد I_icon_minitimeالثلاثاء 16 يونيو 2015, 4:40 pm من طرف BI744

» جامعة المدينة العالمية
مقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد I_icon_minitimeالثلاثاء 16 يونيو 2015, 4:40 pm من طرف BI744

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
Esraa Eman Hussein{Admin}
مقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد I_vote_rcapمقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد I_voting_barمقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد I_vote_lcap 
Dr.Emanis
مقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد I_vote_rcapمقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد I_voting_barمقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد I_vote_lcap 
أبلة حكمت
مقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد I_vote_rcapمقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد I_voting_barمقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد I_vote_lcap 
البروفوسور
مقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد I_vote_rcapمقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد I_voting_barمقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد I_vote_lcap 
mony moon
مقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد I_vote_rcapمقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد I_voting_barمقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد I_vote_lcap 
zinab abd elrahman
مقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد I_vote_rcapمقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد I_voting_barمقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد I_vote_lcap 
نهى
مقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد I_vote_rcapمقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد I_voting_barمقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد I_vote_lcap 
nihal noor eldin
مقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد I_vote_rcapمقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد I_voting_barمقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد I_vote_lcap 
heba mohammed fouad
مقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد I_vote_rcapمقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد I_voting_barمقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد I_vote_lcap 
super mada
مقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد I_vote_rcapمقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد I_voting_barمقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد I_vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
التوقيت
Free Clock
مواضيع مماثلة

 

 مقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Esraa Eman Hussein{Admin}
Admin المدير العام للمنتدى
Admin المدير العام للمنتدى
Esraa Eman Hussein{Admin}


مقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد 115810
الابراج : الدلو
عدد المساهمات : 4049
تاريخ التسجيل : 15/06/2009
العمر : 35
الموقع : www.esraa-2009.ahlablog.com
مقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد Jb12915568671

مقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد 107601

مقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد Empty
مُساهمةموضوع: مقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد   مقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد I_icon_minitimeالسبت 07 مايو 2011, 11:41 pm


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

مقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة)
إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد
توطئــــــــــة:
مقولة ونهج حياة يضعه كثير من الناس نصب أعينهم ؛حيث يعيشون لحظات متعددة من حياتهم،وفى كل لحظة يعتقدون أن حياتهم سوف تستمر على هذا النهج ، فعندما يعطش الإنسان يشعر وكأنه لم يرتوي قط ، وعندما يجوع يشعر وكأنه لم يشبع قط ، وعندما يسقم يشعر وكأنه عليل طيلة حياة لم يذق طعم الصحة قط ، وعندما يحزن يشعر وكأنه لم يفرح في حياته يوما ، وعندما يصاب بفاقة يشعر كأنه لم يعرف الغنى قط .....،فليدرك هؤلاء الأفراد أن التقلب والتغيير المستمر من حال إلى حال هو سنة الحياة ، وأنه هذا طبيعتها ونهجها مع أهلها ، فدوام الحال من المحال ، فالإنسان يعيش حالات نفسية واجتماعية وجسدية متعددة ومتنوعة ومتغيرة من لحظة لأخرى ، وهنا يجب تفهم تلك الحقيقة والتعايش معها بصورة إيمانية عقلانية، وأن يحتاط جيدا للحظات التي ينبذها لحظات المرض والتعاسة والحزن والفقر ... ويكون ذلك بالادخار من اللحظات المضادة لتلك اللحظات والإيمان والرضي بقضاء الله تعالى
إن جميع الحالات التي يمر بها الإنسان جميعها خير وجميعها مقدرة له من رب غفور رحيم ، يجب أن يتقبلها بصدر رحب وقلب مطمئن ،ويستفيد منها في حياته بطريقة صحيحة ، ففي لحظات الحزن خير وفى لحظات الفرح خير ، فالحكمة والعظة يأخذها الفرد من لحظات حزنه وفى الفرح يشعر العجوز وكأنه شاب صغير السن .فما على الإنسان سوى الرضى بقضاء الله ولا يتمنى ما يقدره الله له ، فما يقدره الله لنا هو جل شأنه أعلم به وما خلقنا ليعذبنا فهو الرحمن الرحيم . وترد إلى ذهني في المقام مقولة قد سمعتها من أحد مشايخ الإسلام وهى : لو جمعت مصائب وأحزان وابتلاءات البشر ووضعت في إناء واحد وقيل لكل فرد اختر مصيبة لاختار مصيبته لأنها أهون المصائب له بالنظر إلى ابتلاءات الغير . كما أن الإنسان لو جلس قليلا مع نفسه ليقارن بين أنعم الله عليه وما ابتلاه لوجد أن نعمة واحدة أنعم الله بها عليه تفوق كل ما يعانيه طيلة حياته من آلام وأحزان وابتلاءات . قال الله تعالى:(مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (الحديد:22) . وقال الله تعالى:"( وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً ) (النساء: 32)
وبتدبر هذه الآيات الكريمة يطمئن القلب ويسعد بقضاء الله تعالى ، وأنه كله خير فما أصابك ما كان ليخطئك وما أخطئك ما كان ليصيبك ، فما على الإنسان إلا الرضي والانشغال بما هو أهل له من أعمال في الدنيا،قال الإمام الحسن البصري :( علمت أن رزقي لن يأخذه غيري فاطمئن قلبي وعلمت أن عملي لن يقوم به غيري فانشغلت به) يا لها من قولة رائعة خرجت من قلب مطمئن عرفت الله حق معرفة فسعدت في الدنيا وفازت في الآخرة . ويقول الإمام الشافعي رضي الله عنه:
دع الأيام تفعل ما تشـــاء
وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجـــزع لحادثة الليالي
فمـــا لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلا على الأهوال جلدا
وشيمتك السماحة والوفــاء
وإن كثرت عيوبك في البرايا
وسرك أن يكون لهـا غطاء
تستر بالسخــاء فكل عيب
يغطيه كمــا قيل السخـاء
ولا تر للأعـــادي قط ذلا
فإن شماتة الأعــداء بـلاء
ولا ترج السماحة من بخيـل
فمــا في النار للظمآن ماء
ورزقك ليس ينقصـه التأني
وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يدوم ولا سـرور
ولا بؤس عليك ولا رخــاء
إذا مــا كنت ذا قلب قنوع
فأنت ومالك الدنيا ســـواء
ومن نزلت بساحته المنايــا
فلا أرض تقيه ولا سمـــاء
وأرض الله واسعــة ولكن
إذا نزل القضا ضاق الفضـاء
وسوف نتناول في الجزء التالي حالتين من حالات النفس البشرية، وكيف يمكن لها أن تستفيد منهما وتسعد بهما رغم التضاد الواضح بينهما ، وهاتان الحالتان هما ؛ حالة الفرح وحالة الحزن:
الحالة الأولى : الحزن :
الحزن تعرفه العرب فيقولون : حزن الرجل حُزناً و حَزَنَا بمعنى اغتم .
و الحزن ضد الفرح وهو أحد صور العاطفة والمشاعر الإنسانية الفطرية ، فالحزن و الفرح موجودان في الإنسان وهما فطريان ،قال الله تعالى :( وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى (النجم:43) . فالحزن شيء فطري ينتاب كل البشر عندما تقابلهم متاعب الحياة . و لا أحد يستثنى من ذلك و الأمثلة في القران كثيرة كحزن أم موسى و حزن يعقوب على يوسف و حزن الرسول على قومه عندما لم يستجيبوا له وحزن أبي بكر في حادثة الهجرة ، قال الله تعالى :(إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (التوبة : 40) ،فالحزن قضية وقتية و إذا ما استمر و طال وقته صار اكتئابا. فكل إنسان من الممكن أن يشعر بالحزن في مواقف معينه، إلا أن الحزن غير المناسب يكون بشكل شعور زائد عن ما يتطلبه الموقف، أو متكرر بشكل كبير خلال فترة قصيرة، أو أنه يستغرق فترة أطول مما يجب، ويؤثر في تفاعل الشخص مع الآخرين والحياة والنظرة للمستقبل.
أنواع الحزن :
هناك نوعان من الحزن يمر بهما الإنسان ويجب أن ينتبه لكل منهما جيدا ، وهما :
النوع الأول : الحزن على فوات أمر دنيوي و هذا أمر يجب أن نحرص على أن لا يحدث لأن هذه الدنيا لا تساوي شيئا بالنسبة للآخرة فيجب على الإنسان أن يتغلب على هذا الحزن ، قال الله تعالى :(مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ) (الحديد 22 ، 23 (
النوع الثاني: الحزن على أمر من أمور الدين لكن حزن يدفع إلى العمل و لا يثبط و هو الحزن المطلوب و يمتدحه الله سبحانه و تعالى مثل حزن الفقراء في غزوة تبوك، قال الله تعالى :( وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنْ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ)( التوبة :92 ) ، وهذه الأحزان لا ينبغي أن تستمر بل نعتبرها طارئة و نتجاوزها إلى حياة العمل و الإنتاج ، وذلك لما لها من آثار ضارة كثيرة على حياة الإنسان ، وهذه الآثار هى :
الآثار المترتبة على الحزن:
للتمادي في الحزن واستغراق الإنسان فيه جملة من الأعراض الخطيرة التي قد تشل حركة حياته كاملة ، ويمكن إجمال هذه الأعراض فيما يلي :
- هبوط في همة الشخص وانخفاض في طاقته على العمل.
- النظرة السوداوية للحياة، والآخرين، والمستقبل.
- النظرة الدونية للذات، ونقص الثقة بالذات.
- الشعور بأنه لم يعد فائدة من أي شيء، أو فقدان معنى الحياة.
- الميل للعزلة والانسحاب من أنشطة الحياة اليومية.
- في حالة استمرار الأمر لفترة أطول من أسبوعين بشكل شديد قد يتحول الأمر
للاضطراب والاكتئاب.
ومن والآثار المترتبة على التمادي في الحزن يقول الدكتور ألكيس كاريل الحائز على جائزة نوبل في الطب (إن رجال الأعمال الذين لا يعرفون مجابهة القلق والحزن يموتون باكرا).ويقول الدكتور جوزيف مونتاغيو (أنت لا تصاب بالقرحة بسبب ما تتناول من طعام بل بسبب ما يأكلك)..!!ويقصد بما يأكلك الحزن والقلق .وطبقا لمجلة (لايف) تأتي القرحة في الدرجة العاشرة من الأمراض الفتاكة التي تودي بحياة العديد من الأشخاص. واليكم بعض آثار الحزن على جسم الإنسان:
* أمراض القلب.
* رفع ضغط الدم.
* الروماتيزم.
* قرحة المعدة.
* الإصابة بالبرد.
* تلف الغدة الدرقية.
* مرض السكري.
* التهاب المفاصل.
* التأثير على توزيع الكالسيوم في الجسم وبالتالي تلف الأسنان.
* الانهيار العصبي.
* أما الخطر الكبير للحزن والقلق هو الانتحار...
كيف يكون التخلص من الحزن؟
بما أن الحزن انفعال وشعور طبيعي فالهدف من علاج الحزن ليس التخلص من هذا الشعور تمامًا، إنما الهدف هو:
- تخفيف درجة الشعور بالحزن.
- تقليل عدد تكرار مشاعر الحزن في الفترات الزمنية.
- تقليص مدة الفترة المستغرقة للشعور بالحزن.
- تنظيم نمط حياة الشخص من جديد بشكل يعيده لأنشطة الحياة.
- تعديل طريقة تفكيره بالحياة بشكل يساعده على تجاوز الصعوبات الحياتية.
معتقدات خاطئة حول الحزن:
- يعتقد البعض أن طريقة التفكير الايجابي بشكل مبالغ به قد تساعده في واقع
الحياة، لكن قد تسبب التوقعات الأعلى من قدرة الفرد بكثير الإحباط للفرد والشعور بالعجز.
- التفكير الإيجابي الصحيح يكون بالتفكير في وسائل تحقيق الهدف، وليس بالحلم
بالهدف فقط.
- يعتقد البعض أنه بطريقة سلبية وعدم توقع أي ايجابيات يساعدهم بأن لا يحبطوا إذا لم تأتي النتائج بشكل جيد، لكن من المعروف أن طريقة تفكير الشخص تصبح
عادة، ومع المدة يعتاد الشخص أن لا يرى الجوانب الإيجابية ويرى الأمور السلبية فقط.


علاج الحزن في ضوء الكتاب والسنة :
إن في القرآن والسنة الوقاية والعلاج لما يصيب الإنسان من أحزان وهموم قال الله تعالى :( مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ) (الأنعام :38) ، وخاصة ما كان منها لأسباب خارجية ، وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده ؛ إذ أنه – سبحانه – جعل القرآن شفاءً ورحمة للمؤمنين ، وما عليهم سوى العودة إليه وإلى سنة المصطفى ليفوزوا بالسعادة والراحة في الدارين
أولاً: الإيمان بالقضاء والقدر :
من شروط إيمان المسلم بالله تعالى الإيمان والرضي بقضاء الله وقدره ، ويعلم جيدا أن الضار والنافع هو الله تعالى ، فقد قال جل شأنه :( وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (البقرة:102) ، وهذا الإيمان يمنع الإنسان من الحزن الشديد ؛ ففي الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي عن ابن عباس – رضي الله عنهما – جاء فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ).
فعندما يعلم الإنسان أن الأمور مفروغ منها ومكتوبة ، فإنه لا يحزن ، وكيف يحزن وهو يعلم بأن هؤلاء البشر الذين حوله لا يستطيعون أن يضروه ولا أن ينفعوه إلا بقدر الله ؟ فلم القلق إذن ، ولم الحزن الشديد .
ثانياً: الإيمان باليوم الآخر :
إن إيمان الفرد باليوم الآخر يجعله على يقين أن هذه الدنيا لا تساوي شيئًا ؛ فهي قصيرة جداً .. وعندما يفقد عزيزًا يعرف أنه سيلتقي به في الآخرة – إن شاء الله - ، والذي يؤمن بالآخرة يتصور أن كل هذه الدنيا لا تساوي عند الله شيئاً بالنسبة للآخرة ، فعندما يفقد جزءاً صغيراً من هذه الدنيا فإنه لا يحزن الحزن الشديد ، ويتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء ) [رواه الترمذي]
ثالثاً: الإيمان بأسماء الله الحسنى :
والحق أن الإيمان بها ليس مجردًا ، إنما له تأثير في واقع الإنسان ؛ فالمسلم الذي يؤمن بأن الله هو الملك ، يؤمن بأنه له – سبحانه – الحق في المنع والعطاء ، فلا يعترض عليه والذي يؤمن بأن الله حكيم لا يقدر شيئًا إلا لحكمة – سواء أدركها الإنسان ذو العقل القاصر أم لم يدركها – هذا يتقبل الأحداث ويعلم أن فيها خيرًا له ، وقد تخفى الحكمة أو بعضها على الناس وقد يكتشفونها أو يكتشفون بعضها في وقت لاحق
رابعاً: الفهم الصحيح لمفهوم الأحزان والمصائب :
إن المسلم الحقيقي هو الذي يدرك جيدا أن المصائب قد تكون علامة على محبة الله للعبد ، ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم ).
[ رواه أحمد . انظر : صحيح الجامع الصغير ، رقم الحديث 1702 ] . كما أنه يؤمن بأن الابتلاء يكون على قدر الإيمان ، ويذكر الحديث رسول الله : ( أشد الناس بلاءاً: الأنبياء ، ثم الصالحون ، ثم الأمثل فالأمثل ). [ رواه الطبراني . انظر : صحيح الجامع الصغير ، رقم الحديث 1003 ]
خامساً: ومن أساليب العلاج الواقية من الهموم والأحزان :
1- التقوى والعمل الصالح : قال الله تعالى : (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) (النحل: 97)
2- الدعاء والتسبيح والصلاة : ففيه الشفاء والعلاج وهو لب العبادة ، قال الله تعالى :( وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) (غافر:60) وقال تعالى : (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً (نوح: 10- 12)
3- تقدير أسوا الاحتمالات والنظر إلى من هو أسوأ حالاً :
4- الواقعية في النظر إلى الحياة والشمولية ، والبعد عن نظرة الكمال الخالية :
5- تقديم حسن الظن: قال جل شأنه : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) (الحجرات: 12)
6- كيف التصرف حيال أذى الناس : قال الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم : ( لأن النبي عليه السلام يقول : أتدرون من المفلس ؟ إن المفلس من أمتي : من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي وقد شتم هذا ، وقذف هذا ، واكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا فيعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته ، فإذا فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم يطرح في النار .[رواه مسلم ]
7-الأمل : قال الله تعالى:( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) (الشرح 5-6).
الحالة الثانية : السعادة :
يعد مفهوم السعادة من أهم المفاهيم التي يبحث فيها علم الصحة النفسية ،بل إن هذا العلم عادة ما يعرف على أساس أنه يهدف إلى تحقيق السعادة للإنسان ، فتعرف الصحة النفسية مثلاً بأنها تستهدف معونة كل فرد وتدريبه على العيش السعيد المنتج في بيئة اجتماعية، وكذلك تعتبر السعادة مقياساً للصحة النفسية. وهذا المفهوم يبحث عنه كل إنسان ، ويتمناه،ولكن يجب عليه أولا أن يتعرف ما هى السعادة من منظور إسلامي ،وكيف يحققها بطريقة مشروعة .
فالسعادة تعرف بأنها " شعور داخلي يحسه الإنسان بين جوانبه يتمثل في سكينة النفس ، وطمأنينة القلب ، وانشراح الصدر ، وراحة الضمير والبال نتيجة لاستقامة السلوك الظاهر والباطن – المدفوع بقوة الإيمان" والشواهد على ذلك من الكتاب والسنة. قال الله تعالى : (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النحل: 97). وقال تعالى : (فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى) (طه:123) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم): ليس الغنى عن كثرة المال ولكن الغني غني
النفس(
السعادة من المنظور الإسلامي :
إن السعادة في المنظور الإسلامي ليست قاصرة على الجانب المادي فقط ، وإن كانت الأسباب المادية من عناصر السعادة ؛ وذلك لأن الجانب المادي وسيلة وليس غاية في ذاته لذا كان التركيز في تحصيل السعادة على الجانب المعنوي كأثر مترتب على السلوك القويم.
وقد تناولت النصوص الشرعية ما يفيد ذلك ومنها :
-قال الله تعالى: (وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ) (النحل : 5)
-وقال الله تعالى : (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (الأعراف: 32)
-وقال صلى الله عليه وسلم: ( من سعادة ابن آدم : المرأة الصالحة والمسكن الصالح والمركب الصالح)
وتشمل السعادة مرحلتين هما :
-السعادة الدنيوية : فقد شرع الإسلام من الأحكام ووضح من الضوابط ما يكفل للإنسان سعادته الدنيوية في حياته الأولى, إلا أنه يؤكد بأن الحياة الدنيا ليست سوي سبيل إلى الآخرة،، وأن الحياة الحقيقية التي يجب أن يسعى لها الإنسان هي حياة الآخرة قال الله تعالى:( وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) (القصص:77) وقال تعالى: فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ (التوبة:38)
2- السعادة الأخروية : وهذه هي السعادة الدائمة الخالدة ، وهي مرتبة على صلاح المرء في حياته الدنيا قال الله تعالى: (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوْا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )(28النحل: 28) وقال تعالى : ((لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ )(النحل:30)
والحياة الدنيا التي يعيشها الإنسان ، قد حدد الإسلام له وظيفته ، بأنه خليفة فيها يسعى لأعمارها وتحقيق خير البشرية ومصالحها التي ارتبطت بالأرض إلا أن هذا الإعمار وتحصيل المصالح تكتنفه كثير من الصعاب ويتطلب من الإنسان بذل الجهد وتحمل المشاق في سبيل ذلك ، كما أن الحياة ليست مذللة سهلة دائما كما يريدها الإنسان ويتمناها بل هي متقلبة من يسر إلى عسر ومن صحة إلى مرض ومن فقر إلى غنى أو عكس ذلك وهذه ابتلاءات دائمة يتمرس عليها الإنسان في معيشته فيحقق عن طريقها المعاني السامية التي أمر بها من الصبر وقوة الإرادة والعزم والتوكل والشجاعة والبذل وحسن الخلق وغير ذلك وهذه من أقوى أسباب الطمأنينة والسعادة والرضا قال الله تعالى : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ (البقرة:155) وقال صلى الله عليه وسلم : ( عجبا لأمر المؤمن فإن أمره كله خير فإن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له)
مقومات السعادة وأسبابها :
الحياة الاقتصادية : وتتمثل في تحقيق الضروريات والحاجات والكماليات بالأكل والشرب والملبس والمسكن وسبل التنقل والعلاج والتعليم ووسائل الترفيه وقضاء وقت الفراغ . وفي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم إشارة إلى هذا النوع من مقومات السعادة "أربعة من السعادة : المرأة الصالحة والمسكن الواسع والجار الصالح والمركب الهنيء "
الصحة : إن من أهم مقومات السعادة الصحة فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو الله أن يسلمه من عوائق السعادة والأمور السلبية كالمرض والفقر ، فكان من دعائه (اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في سمعي ، اللهم عافني في بصري ، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ، لا إله إلا أنت)
العلاقة الزوجية : خاصة القائمة على المودة والرحمة كما قال الله تعالى : (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الروم:21) ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم "الزواج من سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني" "هلا بكراً تلاعبها وتلاعبك" "تزوجوا الولود الودود"
الصداقة والإخاء: الإخاء ضروري لحياة الفرد ولبناء المجتمع ومؤسساته ، وضروري للبناء الحضاري للأمة الإسلامية ، وعليه تعتمد سعادة الفرد والمجتمع.فالإنسان لا يمكن أن يحقق ذاته ورغباته إلا في جماعة ولا يستطيع تحقيق القيم الخلقية إلا في جماعة ، وقد قيل الإنسان كثير وقوي بإخوانه وأصدقائه . وإن كل شخص محتاج إلى صديق عند حسن الحال وسوء الحال .
السيرة الحسنة بين الناس : إن من الأمور التي تدخل السعادة والرضا في نفس الإنسان؛ السمعة الحسن والسيرة الطيبة بين الناس، لكن المؤمن لا يبتغي ابتداء من أعماله ثناء الناس عليه، ولكن ثناء الناس عليه قد يلزم من أفعاله دون قصد منه لذلك ،وواجب على أفراد المجتمع الثناء على المحسنين منهم .
العمل: يعتمد الرضا عن العمل على العلاقات الإنسانية داخل التدرج الوظيفي ، فالمرؤوسون يكونون أكثر سعادة في ظل أساليب معينة من الإشراف ، وخاصة تلك التي تتصف بالتقدير من جانب المشرف والتشجيع على المشاركة في اتخاذ القرار ، ومما يسبب عدم الارتياح في العمل ممارسة المشرفين على العمل ضغوطاً من أجل مزيد من العمل أو عندما يعطون أوامر تلقائية دون استشارة العاملين . ومن أسباب الرضا عن العمل الأجر المجزي والمقدرة والكفاءة على أدائه والرغبة فيه
وهنالك المقومات الروحية التي تشمل العبادات الظاهرة كالصلاة والصوم والحج والزكاة والعبادات الباطنية كالإيمان وإخلاص النيه والتوجه بالعمل لله سبحانه وتعالى وما يتبع تلك العبادات والطاعات من أحوال وتجارب ولذات وما يشعر به المؤمن من متعة وطمأنينة وأنس ورضا نتيجة لذلك .
ولا ينبغي أن يركز الإنسان على الجانب الروحي دون المادي ولا المادي دون الروحي ولا العقلي أو الذوقي دون الجوانب الأخرى ، لأن الإنسان يحتاج إلى تلبية كل الجوانب الأخرى ، لأن الإنسان يحتاج إلى تلبية كل الجوانب
وسائل السعادة :
إن مقدرة الفرد على تحقيق رغباته وأهدافه ومقاصده لا تعتمد فقط على سعيه وجهده ؛ ولكنها تعتمد أيضاً على قدراته وعلى الظروف المحيطة به . من ناحية أخرى فإنه السعي يتطلب.
-اكتساب العلم بما يسعد
-محبة الإنسان لما علم
-معرفة الأسباب التي تحقق ما علم وأحب
-السعي لتحقيق هذه الأسباب
-الصبر ومجاهدة النفس في السعي لتحقيق هذه الأسباب.
قال ابن القيم "ومعلوم أن كمال العبد هو بأن يكون عارفاً بالنعيم الذي يطلبه والعمل الذي يوصل إليه ، وأن يكون مع ذلك فيه إدارة جازمة لذلك العمل ومحبة صادقة لذلك النعيم ، وإلا فالعلم بالمطلوب وطريقه لا يحصل إن لم يقترن بذلك العمل ، والإرادة الجازمة لا توجب وجود المراد إلا إذا لازمها الصبر "
نصائح للراحة النفسية والشعور بالسعادة:
- كن واثقا من نفسك ومن قدرتك على معالجة الأمور وما تواجهه من آلام ومشكلات
- عالج أمورك ومشاكلك ولا تتهرب منها.
- اجلس إلى نفسك كل يوم ولو وقت قصير.
- رسخ إيمانك بعدم وجود المستحيل في الحياة واجعل أملك في الله كبير.
- لا تضع عقبات في تفكيرك .
- لا تقلد أحدا في الأمور التشاؤمية .
- غير مجرى تفكيرك يتغير مجرى حياتك .
- لو أرغمت على عمل شيء لا ترغب فيه حاول أن تغير شعورك ونفسيتك تجاهه . - نظم وقتك وعملك فالفوضى تخلق النكد والقلق والكراهية .
- لا تحمل في رأسك فكرة صعوبة الأشياء فتصبح كذلك.
- كن متأكدا بأن الصحة والنجاح بيدك .
-لا تخاف ولا تخشى المجهول والغامض والمبهم ، فالمستقبل كله بيد الله تعالى.
- لا تكن مفرطا في الحساسية خاصة نحو بعض الناس .
- لا تسئ فهم نفسك.
- لا تستعجل الأمور فالأمور مرهونة بأوقاتها .
- توقع الخير والأمل والتفاؤل تجدهم ولا تتوقع الشر فيسري إليك.
- لا تجعل حياتك عبئا لا يطاق.
- لا تنسى أن التفكير بالنجاح هو النجاح نفسه والعكس صحيح.
- اكبر في عين نفسك .
- لا تفعل إلا ما هو لائق بالإنسان الكامل والشخصية المتزنة .
- لا تهتم بآراء الناس ولا تكترث بنقدهم لك ….. إلا إذ كان مفيدااااا …!
- احرص على الكمال في جميع ما تقوم به من أعمال مهما كانت .
- قدم المديح للآخرين وابحث عن نقاط الجمال عند الآخرين .
- الطريقة الوحيدة للتأثير في الناس هي التكلم فيما يرغبون فيه ويحبونه .
- ليس هناك جميل ولا قبيح وإنما تفكير الإنسان هو الذي يصور أحدهما للإنسان - الطريق إلى قلب الإنسان هو أن تكلمه فيما يسره …
- كل شخص تتلقاه يفوقك في ناحية واحده على الأقل وفي هذه الناحية يمكن أن تتعلم منه .
-حدث الآخرين عن أنفسهم تكتسب حبهم.
-توكل على الله واشكره على كل حال.
-كن ايجابيا دائما.
-لا تتصور انك أنت الوحيد الذي يعاني من المشكلات والهموم.
المراجـــــــــــــع :
- ابن مسكويه، تهذيب الأخلاق ، حققه ابن الخطيب ، القاهرة : المطبعة المصرية ومكتبتها .
- " السعادة في الإسلام" ، متاح على
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
- عبد السلام عبد الغفار ، مقدمة في الصحة النفسية ، عمان ( الأردن ) : دار الفكر ، 2007
- عبد الله الخاطر ، الحزن و الاكتئاب على ضوء الكتاب و السنة،مجلة البيان ، متاح على
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
عبد الله حسن زروق ،" مفهوم السعادة من منظور إسلامي، 2004، متاح على
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
- فرج محمد ،" تعريف الحزن والاكتئاب "، متاح على
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
- يوسف مسلم ،" ما هو الحزن "، متاح على
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

مع تحيات الدكتور وحيد حامد عبد الرشيد
مدرس المناهج وطرق تدريس اللغة العربية والدراسات الإسلامية
كلية التربية بالوادي الجديد – جامعة أسيوط
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://esraa-2009.ahlamountada.com
 
مقال بعنوان (الإنسان وليد اللحظة) إعداد الدكتور /وحيد حامد عبد الرشيد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الكفايات المهنية مقال مرسل من الدكتور وحيد حامد عبد الرشيد
» التلوث غير المادي ( المعنوي) مقال مرسل من الدكتور وحيد حامد عبد الرشيد
» مقال تربوي بعنوان (المعلم وخلق الصبر ) ( دكتور وحيد حامد عبد الرشيد)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
Esraa Hussein Forum :: اسلاميات :: المنتدى الإسلامى العام-
انتقل الى: