الإصلاح الديني
بسقوط روما على يدالفيزيغوط عام410 م بدأت حقبة جديدة في تاريخ الغرب الأوربي اصطلح علي تسميته بالعصر الوسيط واستمر حتى الثورة الفرنسية,بقيت فيها البلاد تحت حكم الأمراء الجرمان , وحاول عدة أباطرة بيزنطيين إعادة اللحمة بين شطري الإمبراطورية واخر المحاولات كانت على يد يوستنيان الذي صرف الكثير من العرق والدم لتنتهي فتوحاته في الغرب بموته,فأستسلم الغرب لمصيره(الفوضى)
انتشرت الفوضى الأمنية وانتشر قطاع الطرق وخربت الطرق الرومانية وخرّبت المدن ولجأ السادة إلى الريف حيث شيدوا قصورهم على شكل قلاع ولاذ بهم الفلاحين وتنازلوا عن أراضيهم لينشئ النظام الإقطاعي,
الذي تجذر مع انقسام إمبراطورية شارلمان بين ابناه فأصبحت أوربا الغربية مجموعة من الإقطاعيات يحكم كل منها لكونت اوالالماركيز أما الملوك فليسوا أكثر من كبار ملاك الأرض.
في هذه الأوضاع لم تكن هناك قوة غير الكنيسة الكاثوليكية لتكون الناظم والحاكم عن طريق القانون الأخلاقي للدين فأصبح الغرب شبه جمهورية يقودها الباباوات و روما في أفضل و ازهي عصورها ,
ولكن بتحول البابا من رئس كنيسة إلى ملك بدء الفساد المالي والأخلاقي وجميع مساوئ البلاط الملكي حتى قال احد الرهبان أن الذئاب تعيش في كنيسة الله.وفقدت الكنيسة بريقها وزاد الطين بله سلوك رهبان الأديرة من ترك الواجبات الدينية ومعاقرة الخمر وحب النساء وظاهرة الأبناء الغير شرعيين لرجال الدين من كافة الدرجات,وهناك سبب ليتجرأ بعدها الملوك على عصيان اوامرالكنيسة و محاربة الباباوات والاستيلاء على أملاك الكنيسة ,خصوصا بعد الانتقال إلى أفنون في فرنسا حيث النفوذ الفرنسي القوي ودخلت في حرب المائة عام بمنحها فرنسا قروضا مما اغضب الانكليز .
في عام13077 نقل غريغوري الحادي العشر المقر إلى روما للخلاص من نفوذ فرنسا الذي كان يهدد وحدة الكنيسة ولكن بموته وقع المحظور فأنتخب أربان السادس في روما وكليمنت السادس بدعم فرنسة ليستمر الانقسام من13078-
واخر الصدمات وأقواها سقوط القصطنتينية بيد الأتراك ليتساءل الناس كيف تسقط مدينة القديسة هيلانة بيد الكفار!
كل هذه الأسباب أدت لابتعاد الناس عن الدين واكتشاف الناس لذاتهم الوطنية فكان التساؤل الأول لما يجب أن ندفع الأموال لروما التي تعيش في بحبوحة ونحرم مقاطعاتنا من أموالنا وخاصة شمال أوربا وألمانيا تحديدا.
جرت عدة ثورات اجتماعية تدعو إلى العدالة في ألمانيا منها ثورة راعي البقر1476م وثورات التي تسمى رباط الحذاء, لاتخاذ حذاء الفلاح بيرقا!
في كل هذه الثورات كانت الأديرة وملاك الكنيسة هي الأهداف واستنكف الفلاحين من دفع ضرائب الكنيسة,ووقف مع هذه المطالب الأمراء الألمان وأدعو أن البابا يطلب الموال لتنظيم الحروب الصليبية ضد التراك
لتنتهي الموال في حدائق ونافورات روما وتماثيل مايكل أنجلو ,وخاصة في عهد ليو العاشر سليل آل ميدي تشي وهو ابن المصرفي السابق والأموال تجري في يديه كما الماء بالرغم من طيبة ليو وخلقه ونزاهته
ولكن ما كان يحفل بجمع المال حتى غدت مخازنه فارغة,ليضطر إلى بيع المناصب الحقيقية من ترشيح13 كردينالا لينال منهم نصف مليون دوقية,ومناصب أخرى صورية يبيعها و,أخر عمليات البيع كانت صكوك الغفران لتجديد كنيسة بطرس وهنا كانت الطامة الكبرى.
ما هي صكوك الغفران؟إنها باختصار ودون الدخول المعمق في العقيدة المسيحية هي أن يعترف المسيحي بالخطايا التي ارتكبها أمام قس ومن ثم يدخل المطهر ليتعذب دنيويا لفترة لينجوا في الاخرة,في العصور اللاحقة جرى استبدال المطهر بعمل خيري أو تبرع بمبلغ من المال وهذا لا غبار عليه ولكن تفتحت قريحة البعض من رجال الدين ليحولوها إلى تجارة رابحة للطرفين الكنيسة والمؤمنين حتى قال احدهم (لست أبالي كم ارتكب من الذنوب أمام الله لان من السهل أن أتخلص من كل ذنوبي ومما يترتب عليها من عقاب بالمغفرة وصكوك غفران يمنحها لي الباب!!)
نعود إلى ليو العاشر الذي كي يكسب المال من دون أن يثير حفيظة الملوك من هنري الثامن وفرانسيس الأول وشارل الأول دفع مبالغ من صكوك الغفران كلا حسب نفوذه وبما أن الألمان غير موحدين فلم يبالي بهم كثيرا,
احد الرهبان الموكل إليهم الأمر اخذ يشط كثيرا في عملية البيع وذالك بادعائه انه حتى الأموات يستفيدون منها والأحياء يستطيعون أن يدفعوا لأعمال لم يقوما بها بعد وهذا الراهب هو تيتزل,
أن مكان عمل تيتزل كان قريبا من سكسونيا التي أميرها فريدريك الحكيم ,لم يكن يسمح بأن تجبى الضريبة من إمارته لذا كان المؤمنين يذهبون إلى حدود الإمارة وعند رجوع احد هؤلاء إلى سكسونيا
سأل احد رجال الدين عن فائدة الصكوك وهل تنفع أم لا ليكون الجواب لا و مزق الصك وهذا الراهب هو مارتن لوثر
يتبع