البداية....
شعر الملك الفرنسي "فيليب أوغست"
أن باريس قد تكون عرضة للهجوم المفاجئ أثناء غيابه ، فقرر بناء قلعة ضخمة على الضفة الشمالية لنهر السين في باريس في عام 1190م لحماية المدينة من أي خطر مفاجئ ، و أخذت القلعة اسم المكان التي شيدت عليه و هو لوفر .
هذه القلعة التاريخية هي التي تحولت إلى متحف اللوفر أحد أشهر المتاحف في العالم.
فكرة إنشاء المتحف تعود إلى الملك الفرنسي "فرانسوا الأول"
و هو أحد ملوك فرنسا الذي جمع 12 لوحة فنية إيطالية لمجموعة من أهم الفنانين و زين بها قلعة اللوفر .
مع مرور الأشهر و السنوات أخذت المجموعة في الازدياد و تابع عدد من حكام فرنسا عملية إثراء المتحف بأعمال فنية مميزة إلى أن وصل عددها إلى نحو 2500 قطعة و تحفة فنية عام 1715م و لكنهم احتفظوا بها لمتعتهم الخاصة ، و عرضوها في البلاط الملكي ، كما اتخذ بعض هـؤلاء الملوك من قلعة اللوفر مكانا خاصاً لإقامتهم الدائمة مثل "فرانسوا الثاني" و "شارل التاسع" و "هنري الثالث" و راح كل منهم يعدل شكل قصر اللوفر وفقاً لذوقه الخاص مهملين جميع اللوحات و القطع الفنية إلى أن قامت الثورة الفرنسية عام 1789م و تحولت قلعة اللوفر إلى متحف الجمهورية و ذلك في العاشر من أغسطس 1793م و فتح أبوابه للجمهور الذي تمكن لأول مرة بمشاهدة مجموعة ضخمة من الأعمال الفنية الشهيرة .
نابليون يوزع اللوحات
بعد مرور ثلاث سنوات على افتتاح متحف الجمهورية او المتحف الفرنسي تقرر اغلاقه لأعمال الصيانة ثم أعيد فتحه مرة أخرى عام 1799م باسم المتحف المركزي للفنون ثم تغير إلى متحف نابليون .
كان لـ"نابليون بونابرت" دور كبير في زيادة أعداد القطع الفنية النادرة المعروضة بين جدران المتحف ، كان يأخذها كنوع من أنواع الضريبة من الدول التي يستعمرها ، كما اهتم بتعديل قاعاته ، و ركز على صيانته و أمر بنحت واجهة المتحف التي تطل على نهر السين .
كان نابليون ينوي ربط المتحف بقصر "التويلري" الذي لا يبعد عن المتحف كثيراً ليكونا قصراً واحداً .
إلا أن خسارة" نابليون" في معركة "ووتر لو" و دخول أعدائه إل فرنسا و استيلائهم على أكبر قدر من الكنوز ..دفع نابليون إلى توزيع عدد من اللوحات و القطع الفنية في جميع أنحاء فرنسا و إهدائها إلى متاحف المقاطعات الفرنسية المختلفة و الكنائس .
حريق مدمر
مع تولي "شارل العاشر" حكم فرنسا أضيفت الآثار الفرعونية المصرية و التحف اليونانية إلى معروضات المتحف ، أما القاعة التي تضم آثار الحضارة الآشورية فقد افتتحت في عهد الملك "لويس فيليب" الذي أخذ على عاتقه إطلاق مشروع ربط اللوفر بقصر "التويلري"..إلا أن المشروع لم يبدأ تنفيذه إلا أيام "نابليون الثالث" ، واستغرق العمل فيه خمس سنوات .
و بعد مضي 13 عاماً على ربط القصرين ببعضهما البعض أحرِق قصر التويلري و دُمر معه نحو نحو 70 ألف كتاب و مخطوطة نادرة ، و كادت نيران الحرائق أن تبتلع اللوفر لولا تدخل البحارة الفرنسيين لإنقاذه .
بقيت آثار الحريق ظاهرة على المتحف حتى عام 1822م إلى أن تم إزالة آثار الركام المحترق و رممت قاعات المتحف المتضررة .
7 ملايين زائر ...سنويا
بمرور السنوات توالت الترميمات و التعديلات ، و تدفقت المقتنيات التي تنوعت بين لوحات فنية و قطع أثرية و منحوتات نادرة إلى أن أصبح أحد أشهر و أضخم متاحف فرنسا و العالم ، إلا أنهلم يكن يتسع لعرض كنوزه في الماضي ، فاتخذ الرئيس الفرنسي عام 1981م قراراً بترميم المتحف و إعادته إلى هيئته الأصلية تحت مسمى "جراند لوفر" و لهذا بدأت مراحل توسعته عام 1984م و استمرت إلى 1998م ليأخذ الشكل النهائي الذي هو عليه حتى يومنا هذا .
يستقبل متحف اللوفر سنويا 7 ملايين زائر سنوياً يأتونه من مختلف بقاع العالم لمشاهدة مقتنياته التي بلغ عددها 35 ألف تحفة وُزِّعت على مساحة تصل إلى 60 ألف كيلومتر مربع .
"هرم اللوفر" هو المدخل الرئيسي للمتحف و هو مبنى زجاجي هرمي تم افتتاحه في عام 1989م يقع تحته بهو الإستقبال المسمى "رواق نابليون"، و يضم تحفا شرقية و منحوتات مصرية قديمة و فنوناً إسلامية بالإضافة إلى التحف الإغريقية و الرومانية و قاعات تروي تاريخ اللوفر في القون الوسطى.
9 مجموعات رئيسية
يضم اللوفر تسع مجموعات رئيسية هي :
1-قسم يضم الآثار الإغريقية و الأتروية و الرومانية
2-قسم الآثار الشرقية القديمة الذي يضم حضارات الشرق الأدنى القديمة التي تعود إلى 7 آلاف عام قبل الميلاد
3- قسم فن الرسم الذي يتناول تاريخ الرسم في اوروبا من منتصف القرن الثالث حتى منتصف القرن التاسع عشر
4-قسم الفنون المصرية القديمة الذي أنشأه عالم الآثار المصرية "جان فرانسوا شامبليون"
5-قسم المنحوتات الذي يضم منحوتات أوروبية منذ مطلع القرون الوسطى حتى منتصف القرن التاسع عشر
6-قسم التحف الفنية الذي يضم أعمالاً من مختلف العصور
7-قسم الفنون الإسلامية
8-قسم الفنون التخطيطية
9-قسم تاريخ اللوفر ولوفر القرون الوسطى