Dr.Emanis Admin المدير العام للمنتدى
الابراج : عدد المساهمات : 1485 تاريخ التسجيل : 25/06/2009 العمر : 39
| موضوع: الغيره.......الحياه........المجتمع الأحد 16 أغسطس 2009, 10:12 am | |
| لله رب العالمين ، وصلي الله وسلم وبارك علي نبينا محمد وعلي آله وصحبه ... وبعــد : فإن من محاسن ديننا الإهتمام بمكارم الأخـلاق ، يقول النبي صلي الله عليه وسلم : (( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخـــلاق )) . رواة أحمد وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " برقم ( 45 )
ولما بعث النبي صلي الله عليه وسلم أقر ما كان عليه الجاهليون من أخلاق حسنة ، وألغي ما كانوا عليه من أخلاق رديئة ، وهذب ما كان يحتاج إلي تهذيب .
* ومن مكارم الأخلاق التي كان الجاهليون يتحلون بها : غيرة الرجل علي محارمه ، بل كان بعضهم يشتط في هذا الأمر ويبالغ فيه ، حتي وصل الحال ببعضهم إلي أن يئد ( يقتل ) بنته خوفا من أن تقع في الفاحشة إذا كبرت ، فحرم المشرع ذلك ، وهذب جانب الغيرة وحسنه .
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (( لا أحد أغير من الله ، ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن )) متفق عليه . وقال أيضا : (( إن الله يغار. وإن المؤمن يغار. وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حـرم الله عليه )) . رواة مسلم وقال أيضا في خطبته لما خسفت الشمس : (( يا أمة محمد ، والله ما من أحد أغير من الله ، أن يزني عبده أو تزني أمته )) متفق عليه. ولما قال سعد بن عباده : لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مُصفح ، قال النبي صلي الله عليه وسلم :" أتعجبون من غير سعد ؟ فوالله ! لأنا أغير منه. والله أغير مني " متفق عليه
ومعني غير مُصفح : أي يضربه بحد السيف لا بعرضه ، فالذي يضرب بالحد يقصد القتل بخلاف الذي يضرب بعرض السيف فإنه يقصد التأديب .
** والحياء في الإســـلام فضيلة عظيمة ، وهي من الفطرة ، ولقد حثنا الله عز وجل علي ذلك في قوله – حكاية عن آدم وحواء – حين أكلا من الشجرة في الجنة فبدت لهما سوءاتهما : ( فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ) [ الأعراف : 22 ] . وقد فعـلا – عليهما السلام – ذلك بالفطرة لستر العورة التي انكشفت بالأكل من الشجرة المُحرمة . وهــذا الفعل يدل علي حيائهما ، والحياء شعبة من الإيمان ، لقول النبي صلي الله عليه وسلم : (( الإيمان بضع وستون شعبة. فأفضلها قول لا إله إلا الله. وأدناها إماطة الأذى عن الطريق. والحياء شعبة من الإيمان )) . رواة مسلم
*** فإلي كل مؤمنة رضيت بالله ربا وبمحمد صلي الله عليه وسلم نبيا ورسولا وبالاسلام دينا ، إلي كل الصالحات القانتات ، يقول الله عز وجل في الحكمة مما نلبس : ( يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا ُيواري سوآتكم وريشا ولباس التقوي ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون ) [ الأعراف : 26 ] وشرفهن الله عز وجل بقوله تعالي: ( وقل للمؤمنات ) وذلك في قوله : ( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن علي جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن .... إلي قوله تعالي : وتوبوا إلي الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ) [ النور : 30 ، 31 ] .
فواجب علي كل أخت مسلمة مؤمنة أن ترتدي الجلباب عند خروجها من البيت – كعباءة ونحوها – وان يكون الثوب سابغ ساتر ، لا يصف ما تحته ، ولا يشف عن شئ ، ولا يشبه ثوب الرجال – كالبنطلون ونحوه – ولا يحاكي الموضة الضالة ، فإن مرضاة الله تعالي وابتغاء الدار الآخرة هي حياة الإيمان والفضيلة .
إن الدين الإسلامي صيانة وحفظ وستر للمرأة العفيفة التي تأبي أن تمتهن ، فلا تكون سلعة رخيصة للإعلان ، وفتنه للأهواء والإعجاب ، بل تحرم أن يتبعها الرجال بالنظرات الخائنة الآثمة ، إن المرأة المسلمة المؤمنة تخشي الله عز و جل وترجوا النجاة في الآخرة من عذاب النار . قال صلي الله عليه وسلم : (( صنفان من أهل النار لم أرهما. قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس. ونساء كاسيات عاريات ، مميلات مائلات ، رؤسهن كأسنمة البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ، ولا يجدن ريحها. وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا )) . رواة مسلم .
كلمة إلي الرجال من آباء وأزواج ؟ يا من ولاكم الله أمانة ومسئولية الأسرة والقوامة عليها ، هل قرأتم ؟ هل سمعتم قول الله : ( ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ) [ التحريم : 6 ] . هل عرفتم أنكم مسئولين من خبر النبي صلي الله عليه وسلم الصادق الأمين : (( كلكم راع. وكلكم مسئول عن رعيته. فالأمير الذي على الناس راع، وهو مسئول عن رعيته. والرجل راع على أهل بيته، وهو مسئول عنهم )) رواة مسلم .
| |
|