موقعة وادي لكة ـ فتح الأندلس
الزمان/ 28رمضان - 92 هـ
المكان / وادي لكة ـ الأندلس .
الموضوع / المسلمون بقيادة طارق بن زياد يفتحون أبواب الأندلس .
الأحداث /
مقدمات فتح الأندلس :
كان المسلمون في عهد الدولة الأموية قد فتحوا معظم بلاد أفريقيا من ناحية الغرب ودخل معظم البربر في دين الإسلام، ولم يبق في غرب أفريقيا من ينازع المسلمين غير منطقة ستبة الحصينة على الساحل وكان يحكمها حاكم أسباني اسمه [جوليان] من قبل ملك أسبانيا واسمه [غيطشة] فحدث أن قامت ثورة داخل أسبانيا ضد [غيطشة] أطاحت به وتولى مكانه رجل اسمه [لذريق] وكان من أفراد حاشية غيطشة، وأدى هذا الانقلاب لحدوث اضطرابات داخلية بين أنصار غيطشة وأنصار [لذريق] فتوجه أحد أبناء غيطشة لجوليان بمدينة ستبة وأقام عنده لبقاء جوليان على عهده مع غيطشة، وساءت أحوال أسبانيا في عهد لذريق وأرهق شعبه بالضرائب الفادحة، وتلك الأمور دفعت جوليان لأن يتصل بطارق بن زياد، والي مدينة طنجة ويعرض عليه تسليم مدينة ستبة، وفتح أسبانيا نظير أموال إقطاعات يأخذها أبناء غيطشة فرفع طارق الأمر لموسى بن نصير الذي رفعه بدوره إلى خليفة المسلمين الوليد بن عبد الملك الذي كتب لموسى يقول له [اختبرها بالسرايا ولا تغرر بالمسلمين].
دورية استطلاعية :
بعث موسى رجلاً من البربر يسمى طريف بن مالك المعافيري ويكنى بأبي زرعة في مائة فارس وأربعمائة راجل فجاز في أربعة مراكب حتى نزل ساحل البحر بالأندلس وهو المعروف اليوم بجزيرة طريف سميت باسمه لنزوله هناك فأغار منها على ما يليها إلى جهة الجزيرة الخضراء وأصاب مالاً وسبيًا كثيرًا ورجع سالمًا وهذه الدورية دفعت موسى بن نصير لإرسال جيش بقيادة مولاه طارق بن زياد لدخول الأندلس.
وصف حالة أسبانيا السياسية والاجتماعية قبل الفتح الإسلامي :
كانت أسبانيا مهدًأ لثورات إثر الثورات حتى استقر بها القوط الغربيون وأسسوا مملكتهم المشهورة في تاريخ أوروبا، وكانت هذه الأسرة متأثرة بالحكم دون غيرها وكان النبلاء ورجال الكنيسة، هم الطبقة التي تختار الملوك.
أما من الناحية الاجتماعية فقد كان المجتمع فاسدًا يقوم على البقية فانقسم أهل الأندلس إلى :
أ ـ النبلاء وهم سلالة القوط الفاتحين وقد استولوا على أكثر الأرض الخصبة مع إعفائها من الضرائب .
ب ـ رجال الدين وكانوا تمامًا مثل النبلاء في ملكية الأرض والنفوذ .
جـ ـ التجار وصغار الملوك وعلى عاتقهم يقع عبء دفع الضرائب وإشباع نهمة الحاكمين.
د ـ طبقة عبيد الأرض وهم الفلاحون في أرض كبار الملاك ويدخلون بأنفسهم وعائلاتهم في عداد ثروة المالك ولم تكن لهم حقوق وكانوا ينقلون مع ملكية الأرض من سيد لآخر.
هـ ـ طبقة اليهود الذين تسربوا مع القوط ولعبوا دورًا هامًا في حياة أسبانيا وتمكنوا من الاستحواذ على مرافق البلاد الاقتصادية وأحس الحكام بوطأتهم فراحوا يناصبونهم العداء وأرغموهم على ترك اليهودية والدخول في النصرانية.
حملة طارق بن زياد :
جهز موسى بن نصير جيشًا من العرب والبربر يبلغ سبعة آلاف مقاتل بقيادة طارق بن زياد فعبر البحر من ستبة في سفن [جوليان] ونزل بالبقعة الصخرية المقابلة التي لا تزال تحمل اسمه حتى اليوم وواصل سيره حتى وصل لمدينة قرطاجنة ثم زحف غربًا واستولى على المدن المحيطة بقرطاجنة ، وأقام قاعدة حربية لتكون نقطة انطلاق على باقي بلاد الأندلس.
واستعد ملك أسبانيا لذريق لصد المسلمين وحشد جيشًا جرارًا للحرب فكتب طارق بن زياد إلى موسى بأن لذريق زحف إلينا بما لا قبل له به فأرسل له موسى مددًا من خمسة آلاف على رأسهم طريف بن مالك فصار جيش المسلمين اثني عشر ألفًا .
وفي يوم الأحد 28 رمضان سنة 92 هـ التقى الجيشان عند وادي لكة جنوب أسبانيا ودارت معركة هائلة استمرت من قوتها ثمانية أيام متصلة وانتهت بهزيمة القوط الأسبان هزيمة منكرة ساحقة كانت حاسمة في فتح بلاد الأندلس للإسلام.