sara 2009 Effective Member عضو فعال
عدد المساهمات : 60 تاريخ التسجيل : 28/07/2009
| موضوع: صناعة الطاقة داخل النفس البشرية والانسان الثلاثاء 25 أغسطس 2009, 4:04 pm | |
| صناعة الطاقة
محمد حسين جمعة
لعلَّ أكرم مخلوق وأكثر مخلوق إعجازًا هو الإنسان؛ قال تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} [التين: 4]، ومِمَّا لا شكَّ فيه أيضًا أنَّ أكثر الناس يجهلون أنفسهم، وما قد وهبهم الله من القُدرات والصِّفات، الأمر الذي أودى بهم إلى جهل خالِقِهم وبارئهم، وقد طلب الله منَّا أن نبحث عن نعمه التي لا تُعدُّ ولا تُحصى؛ {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الذاريات: 21].
ولعلَّ الشَّاعر قد أصاب حين قال:
أَتَحْسَبُ أَنَّكَ جِرْمٌ صَغِيرٌ وَفِيكَ انْطَوَى الْعَالَمُ الْأَكْبَرُ
والمقام هنا يطول في الحديث عن نعم الله؛ {وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} [النَّحل: 18]، ولننتبه إلى قوله - تعالى- نعمة الله؛ فهو لم يقل نِعَم الله؛ لأنَّ الإنسان ليس قادرًا على إحصاء فضل الله في نعمة واحدة أنعمها عليه، فكيف بنعمه؟!
ونخوض الآن في موضوعنا، ألا وهو الطَّاقة الكامنة لدى أيِّ إنسان؛ حيث اكتُشف مؤخرًا أنَّ في الإنسان طاقة لو حُلِّلت وفُصِّلت؛ فإنَّها قادرة على توليد طاقة تُعادل طاقة كهربائيَّة لمدة أسبوع كامل لمدينة من المدن.
وهل تعلم أيُّها الإنسان أن عضلاتك لو اجتمعت لكانت قادرة على شدِّ 25 طنًّا، وهذا ما يفسر لنا جرِّ البعض لأوزان كبيرة كالسيارات أو القطارات؟ وهل تعلم أن في الدماغ 150 مليار خلية عقلية؟ {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [المؤمنون: 14].
لكن أين هذه الطاقة؟ لماذا لا نستخدمها؟ كيف يُمكن توليدها؟ هل هناك ما يسلب منَّا هذه الطاقة؟
أسئلة يحق لكلِّ إنسان أنْ يسألها، ونقول: إنَّ هذه الطاقة موجودة، لكنَّها لا تُرى بالعين، وإنَّما تشعر وتحسُّ بها؛ فهي كالرُّوح لا تراها لكنَّك تشعر بها، ولا نستخدمها؛ لأنَّنا نجهلها ونجهل كيفيَّة توليدها.
وبالتأكيد بإمكان أيِّ إنسان توليدها، وهي أنواع، لكنَّها تتضافر معًا، منها: الطَّاقة الجسمانية، والعقلية، والعاطفيَّة، لكنْ هل يُوجد ما يسلب منَّا هذه الطَّاقة؟ والجواب: نعم، هناك ما يُسمَّى لُصُوص الطاقة، وسنعرضُها بالتفصيل فيما بعد:
توليد الطاقة الطاقة الجسمانية: يُمكن توليدُها بالأمُور التالية: 1- التنفس: هل تعلمُ أنَّ التنفُّس يزيد الاستيعاب 18 مرَّة؟ هل تعلم أنَّ خمس دقائق من دون تنفس تُميت الإنسان؟ هل تعلم أنَّ إدمان المُدخِّن التَّدخينَ سببه هذا التَّنفس الذي سنتحدث عنه؟ والتنفُّس الذي نقصد ليس التَّنفس الطبيعي الذي يُمارسه أيُّ مخلوق، بل نقصد ما يلي:
- التَّنفس التَّفريغي: وهو لتنقية الدَّم وصحَّة الجسم، أمَّا كيفيته فهو أن تأخذ نفسًا عميقًا طويلاً من الأنف، ثُم تفرِّغه من الفم بشكل مُتدرج، وليس دفعة واحدة، وليكُن ثلاث مرَّات متتالية.
- تنفس الطاقة: وهو لتوليد الطَّاقة، أمَّا كيفيته فهو أنْ تأخذ نَفَسًا عميقًا من الأنف، ثُمَّ تفرغه مرة واحدة من الفم، وليكن سبع مرَّات مُتتالية.
2- شرب الماء: هل تعلم أن 70 % من الأرض هي نسبة الماء؟ هل تعلم أنَّ 80 % من جسمك هو ماء؟ وشرب الماء الذي نقصده ليس شُرب الماء الذي يقوم به أي مخلوق ليعيش، والذي يكون عند شعورنا بالعَطَش الشديد، وهو علامة على الجفاف، ونقول: إنَّ شرب الماء يجب أن يكون بشكل دوري مُستمر طيلة اليوم، سواء كنت عطِشًا أم لا.
3- تناول التمر: وليس المقام للحديث عن فوائده الكثيرة، لكن يكفي أن تعلم أنَّه يحوي الكلوكوز غذاء الدِّماغ الرئيس مع الماء.
4- التمارين الرياضية: كالمشي أو أيِّ نوع من أنواع الرِّياضة المُفيدة، ولعلَّ من كرم الله علينا - نحن المسلمين - أنْ فرض علينا الصلاة التي تُعدُّ عبادة فَرَضها الله علينا، وهي كذلك تمدُّ الإنسان بالطَّاقة والحركة؛ حيث إنَّ كل أجزاء الجسم تتحرك في الصلاة، وهذا الذي لفت نظرَ أحد العلماء الألمان، الذي كان يبحث عن مَجموعة من التَّمارين التي تُحرك كافة أجزاء ومفاصل الجسم، ولما توصَّل إليها اكتشف أنَّها مُكلفة، وتأخذ وقتًا وجهدًا وأدوات رياضية، وحين دَرَسَ الحركات التي يقوم بها المسلمون في صلاتهم اكتشف أنَّ هذه الحركات تُحرِّك كافة المفاصل الموجودة في جسم الإنسان؛ {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [المؤمنون: 14].
5- الضحك والابتسام: مِما اكتشفه العلماء أيضًا أنَّ الضحك يزيد استيعاب الإنسان 14 مرة.
- الطاقة العقلية: وتكون بتحديد الهدف الذي تسعى إليه، والعمل على تحقيقه، وتكتب هذه الأهداف، وتُؤكِّد لنفسك أنَّك قادرٌ على تحقيقها من خلالِ ترديد العبارات التالية: "أنا في صحة جيدة"، "أنا قوي وواثق من نفسي"، "أنا أُقدِّر نفسي وراضٍ عنها".
- الطاقة العاطفية: وهي مبنية على التَّخيل؛ حيثُ تتخيل نفسك أنك دائمًا في حالة جيِّدة، وليكن ذلك مع شخص تُحبُّه، وتسرحُ في خيالك كأنك تسبح في الهواء، وتحقق أهدافك المستقبلية.
لصوص الطاقة: هناك مجموعة من الأمور تسلبُ منك طاقتك دون أن تشعر أهمها: 1 – التخمة وسوء الهضم. 2 – القلق والإحباط. 3 – التَّعب والإجهاد. 4 – تأثُّرك بنقد الآخرين لك. 5 – مقارنتك بمن هو أفضل منك. 6 – لوم النَّفس.
إذًا على كلِّ إنسان بعد أنْ سمع هذا الكلام أنْ يشكر الله أولاً على ما قد مَنَحَنا من نعم لا تُعدُّ ولا تحصى، وأن يستغل هذه الطَّاقة، ويولدها لمرضاة الله، وخدمه دينه وعباده.
اللهم اجعلنا ممن يشكرون ولا يكفرون.
| |
|