- العوامل التي كونت الحضارة الأوربية في العصور الوسطى :
1- الموروث الإغريقي :
هو كل ما ورثته الحضارة الأوربية عن الحضارة الإغريقية ( اليونانية ) .
2- الموروث الروماني :
كل ما ورثته الحضارة الأوربية عن الحضارة الرومانية وقد تجلت عبقرية الرومان في إيجاد القانون الروماني حيث أخذه الأوربيون و اقتبسوا بعض النظم السياسية و العسكرية التي أوجدها الرومان .
3- التراث الجرماني :
على الرغم من تخلف الجرمان كان عندهم حضارة ولهم عاداتهم و تقاليدهم .
ولكن عندما سيطر الجرمان على الحضارة الرومانية و اطلعوا على هذه الحضارة العريقة و القانون الروماني وقعوا ففي مشكلة وهي كيف يتخلون عن حضارتهم وكيف يستفيدون من الحضارة الرومانية ، وقد حاول بعضهم إصدار قوانين مشركة جرمانية رومانية لكن هذه المحاولة باءت بالفشل ، ولذلك كان عليهم إما إن يعيشوا حياة مستقلة عن الرومان وإما أن يمتزجوا مع السكان ولكنهم اتخذوا الخيار الثاني حيث تعلموا اللغة الرومانية بدلاً من الجرمانية وأخذوا يقلدون الرومان في الملبس وفي كل شيء .
والسمة الأساسية هنا هي أن الجرمان الغازين انصهروا في حضارة الشعوب المغلوبة ( الرومان ) على عكس الفتوح العربية الإسلامية ، حيث نرى جميع الشعوب التي فتحت بلادها انصهروا في بوتقة الدولة العربي الإسلامية ، وإن السبب في ذلك هو الجرمان شعب متخلف وحضارته بسيطة على عكس الحضارة الرومانية القوية و المزدهرة هنا بالنسبة للجرمان .
أما بالنسبة للبلاد العربية الإسلامية فإن أغلب البلاد المفتوحة هي عربية الأصل .
4- المسيحية :
وقف الأباطرة الرومان ضد المسيحية في بداية ظهورها لأنهم رأوا أن المسيحية تحمل مفاهيم تناقض الحضارة الرومانية وتطرح حلول لحل المشكلات في الإمبراطورية وتنادي بتحرير العبيد ، لذلك وقفوا ضد المسيحية وقد خيل لهم أن المسيحية هي بديل للإمبراطورية الرومانية ، لذلك ساد عصر الإضطهادات التي عاناها المسيحيين وتم الأمر على ذلك إلى أن اعترف " قسطنطين" بالديانة المسيحية بموجب مرسوم " ميلان" ( سنة 313 م ) . و استهل العصر الوسيط بانتشار المسيحية التي أصبح لها مكانة كبيرة في الولايات الشرقية من الإمبراطورية ( سورية – مصر – آسيا الصغرى ) .
- الكنائس الرسولية :
هناك أربع كنائس هي " كنيسة إنطاكية" والتي وضع حجر أساسها القديسان " بطرس" و" بولس" ،
و"كنيسة روما" التي أسسها " القديس " بطرس" ، و"كنيسة بيت المقدس" التي أسسها " يعقوب" ،
و "كنيسة الاسكندرية " و التي أسسها القديس " مرقص" .
وبما أن القديس " بطرس" أعطي منصب أمير وكلمة أمير لا تعني أنه أمير عليهم وإنما أولهم ، وقد مات في " روما" فهو لذلك شهيد ، وقد مات في عهد " نيرون" وقد انتقلت العاصمة فيما بعد من " روما" إلى " القسطنطينية" ( سنة 330 م ) ، وقد أسست في العاصمة الجديدة كنيسة ، ولكنها لم تكن مساوية للكنائس الأخرى في ( روما – إنطاكية – القدس – الإسكندرية ) لأنها لم تؤسس من قبل الرسل وإنما من قبل الإمبراطور ، ولقد لقب الموظف المسؤول عنها " بطريارك" و أصبح خاضع لأوامر الإمبراطور البيزنطي .
أولاً- البابوية :
إن البابوية وليدة العصور الوسطى ويعتبر القديس " بطرس" المؤسس الحقيقي للبابوية التي تحولت في العصور الوسطى إلى قوة روحية واقتصادية و سياسية كبيرة في الغرب الأوربي وأن المعلومات عن البابوات في القرنيين الأول و الثاني للميلاد ضئيلة ، وإن المعلومات ظهرت منذ عهد " قسطنطين"
( 305 – 337 م ) أو ما بعده .
- ما هي العوامل التي أدت إلى بروز البابوية في العصور الوسطى ؟
1- عامل النظرية البطرسية :
تعني النظرية أن السيد المسيح كان له عدد من التلاميذ ( الحواريين) وكان " بطرس" أميراً ( أولهم ) وكان أول من بشر بالمسيحية في " روما" ومات في سبيل نشر المسيحية ، لذلك أخذ أساقفة " روما"
يتمسكون بحقهم بأن يكونوا ورثة القديس " بطرس " على كنيسة " روما" وأن يصبح لهم الإمتيازات التي كان يتمتع بها " بطرس" .
2- انتقال العاصمة من روما إلى القسطنطينية ( سنة 330 م ) :
إن نقل العاصمة من " روما" إلى "القسطنطينية" على يد " قسطنطين" أدى إلى بروز أسقف " روما" كقوة سياسية و دينية ، لأن البابا أصبح يتصرف تصرفاً مطلقاً في " روما" بعد أن كانت سلطته محدودة عندما كان الإمبراطور في " روما" وقد أسس " قسطنطين" كنيسة " القسطنطينية" ، ولم يقبل أن يكون لها مكانة أقل من مكانة كنيسة " روما" ولكن كنيسة " القسطنطينية" كانت تفتقر إلى شيء أساسي هو أنها أسست على يد رجل علماني ، أما كنائس " روما" أسست على يد الرسل .
3- الغزوات الجرمانية :
كانت من العوامل التي أدت إلى بروز البابوية ، وذلك لأن الجرمان قد احتلوا القسم الغربي من الإمبراطورية الرومانية ، فذلك يعني زوال سلطة الإمبراطورية في الغرب ولم يبقى إلا البابا متمسكاً أمام عوامل الاضطراب والفوضى وقام بالتفاوض مع الغزاة المنتصرين وعمل على إدارة شؤون المدن. وإن الجرمان عملوا على تحطيم مراكز العلم و الثقافة في الغرب ولم يقتربوا من الكنائس و الأديرة ، لذلك ظل البابوات هم وحدهم الذين يعرفون القراءة و الكتابة في الغرب .
4- التنافس بين الكنائس المسيحية :
حيث حدث التنافس والخلاف بين كنيسة " إنطاكية" و" الإسكندرية" حول طبيعة السيد المسيح ، وحاول كل طرف جذب كنيسة " روما" إلى جانبه ، حيث أن " آريوس" قال أن السيد المسيح بشر ، ولكن
" أثناسيوس" رد عليه ، وقال أنه أبن الإله ، وقد أثرت المشكلة في الإسكندرية ، لأنها كانت مركزاً فكرياً كبيراً ومعقلاً للحضارة الإغريقية ، وقد عقد " قسطنطين" مجمع في " نيقية" ( سنة 325 م ) لحل المشكلة الآريوسية ، فنفى "آريوس" وثبت الحق لـ" أثناسيوس" ، لكن"الآريوسية" لم تنتهي بين الشعب.
لذلك أصبحت كل الكنائس تتطلع إلى البابا لحل المشكلة ، لذلك فإن هذا الأمر أعطى البابا زعامة كبيرة .
5- ظهور بعض البابوات الكبار منهم :
1ً- ليو الأول ( 440 – 461 م ) :
عمل على تحقيق عدة أمور هي :
1- ركز على تعلم رجال الدين .
2- تدعيم النظرية البطرسية .
3- إنقاذ " روما" من " الهون" .
2ً- جيلاسيوس ( 492 – 496 م ) :
وقد منع الأباطرة من التدخل في شؤون الكنيسة .
3ً- جريجوري الأول ( 590 – 604 م ) : و أهم أعماله :
1- دعم الحركة الديرية وجعل الرهبان مبشرين بالمسيحية .
2- اهتم بأوقاف كنيسة روما حيث أن ثلث ممتلكات روما كانت للكنيسة .
6- الفتوحات الإسلامية :
حيث أن ثلاث كنائس مسيحية هي " كنيسة بيت المقدس" و" كنيسة إنطاكية" و" كنيسة الإسكندرية" أصبحت تابعة للخلافة الإسلامية ، لذلك لم يعد أحد هناك ينافس البابا .
7- التحالف البابوي الفرنجي :
إن الشعوب الجرمانية الفاندال و الغوط الشرقيين والغربيين ، أصبحوا يهددون البابا ، لذلك تحالف البابا مع الفرنجة نتيجة تتويجه لـ" شارلمان" إمبراطوراً ، لذلك أصبح البابا يستطيع أن ينتزع التاج الإمبراطوري متى يريد ، وبذلك أصبح الفرنجة هم حماة البابوية حيث حارب "شارلمان" اللومبارديين و انتصر عليهم بسبب اعتدائهم على البابوية .
ثانياً – الرهبنة :