مصراوية Effective Member عضو فعال
الابراج : عدد المساهمات : 71 تاريخ التسجيل : 21/06/2009 العمر : 36
| موضوع: البيت السعيد وخلاف الزوجين الإثنين 29 يونيو 2009, 2:57 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] البيت السعيد وخلاف الزوجين بسم الله الرحمن الرحيم الرسالة الأولى ((البيت السعيد ))
مقدمة الحمد للّه الذي هدانا للإسلام ، وجعلنا من أهله وما كنا لِنهتَدِي لولا أن هدانا اللّه ، أحمده سبحانه وأشكره على نعمه ، وأسأله المزيد من فضله وكرمه ، وأشهد ألا إله إلا اللّه وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، أرسَلَه بالهُدى ودين الحقِّ بشيرًا ونذيرًا دعا إلى الحق وهدى إلى الخير ، صلى اللّه وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين . أما بعد : فاتَّقوا اللّه أيها المسلمون وعَظِّموا أمر ربكم واحفظوا دينكم وأماناتكم ، وقوموا بمسؤولياتكم اتقوا اللّه في أنفسكم وأهليكم وأصلحوا ذات بينكم . فكثير من الناس يطلب السعادة ، ويلتمس الراحة وينشد الاستقرار وهدوء النفس والبال, كما يسعى في البعد عن أسباب الشقاء والاضطراب ، ومثيرات القلق ، ولا سيما في البيوتات والأسر . وليعلم أن كل ذلك لا يتحقق إلا : بالإيمان باللّه وحده ، والتوكل عليه ، وتفويض الأمور إليه ، مع الأخذ بما وضعه من سنن وشرعه من أسباب . أهمية بناء الأسرة والألفة في بيت الزوجية : وإن من أعظم ما يؤثر في ذلك على الفرد وعلى الجماعة : بناء الأسرة واستقامتها على الحق ؛ فاللّه سبحانه بحكمته جعلها المأوى الكريم الذي هيأه للبشر من ذكر وأنثى . . يستقر فيه ويسكن إليه ، يقول- جلَّ جلاله وتقدَّست أسماؤه- ممتنا على عباده : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] نعم ، ليسكن إليها ، ولم يقل ليسكن معها ، مما يؤكد معنى الاستقرار في السلوك والهدوء في الشعور ، ويحقق الراحة والطمأنينة بأسمى معانيها ؛ فكلّ من الزوجين يجد في صاحبه الهدوء عند القلق ، والبشاشة عند الضيق . إن أساس العلاقة الزوجية : الصحبة والاقتران القائمان على الودّ والأنس والتآلف . إنَّ هذه العلاقة عميقة الجذور بعيدة الآَماد ، إنها أشبه ما تكون صلة للمرء بنفسه ، بينها كتاب ربنِّا بقوله : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فضلًا عما تُهَيِّئه هذه العلاقة من تربية البنين والبنات وكفالة النشء . . التي لا تكون إلا في ظلِّ أمومة حانية وأبوُّةٍ كادحة . . وأيُّ بيئةٍ أزكى من هذا الجو الأسري الكريم ؟ .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][size=16] دعائم بناء الأسرة المسلمة أيها القارئ الكريم : هناك أمور كثيرة يقوم عليها بناء الأسرة المسلمة وتتوطَّد فيها العلاقة الزوجية ، وتبتعد فيها عن رياح التفكك ، وأعاصير الانفصام والتصرم : - (1) الإيمان باللّه وتقواه : وأول هذه الأمور وأهمها : التمسك بعروة الإيمان الوثقى . . الإيمان باللّه واليوم الآخر ، والخوف من المطَّلع على ما تكنُهّ الضمائر ، ولزوم التقوى والمراقبة ، والبعد عن الظلم والتعسُّف في طلب الحق . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ويقّوي هذا الإيمان : الاجتهاد في الطاعة والعبادة والحرص عليها والتواصي بها بين الزوجين ، تأمَّلوا قوله- صلى الله عليه وسلم : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] . إن العلاقة بين الزوجين ليست علاقة دنيوية مادية ، ولا شهوانية بهيمية ، إنها علاقة روحية كريمة ، وحينما تَصِحُّ هذه العلاقة وتَصْدُق هذه الصفة ، فإنها تمتد إلى الحياة الآخرة بعد الممات : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][size=12](2) المعاشرة بالمعروف : إن مما يحفظ هذه العلاقة ويحافظ عليها . . المعاشرة بالمعروف ، ولا يتحقق ذلك إلا بمعرفة كل طرف ما له وما عليه . وإنَّ نُشْدَان الكمال في البيت وأهل البيت أمر متعذر ، والأمل في استكمال كل الصفات فيهم أو في غيرهم شيء بعيد المنال في الطبع البشري . دور الزوج في الحفاظ على بيت الزوجية والمعاشرة بالمعروف : ومن رجاحة العقل ونضج التفكير توطين النفس على قبول بعض المضايقات ، والغض عن بعض المنغصات ، والرجل- وهو رب الأسرة- مطالب بتصبير نفسه أكثر من المرأة ، وقد علم أنها ضعيفة في خَلْقها وخُلُقها ، إذا حوسبت على كل شيء عجزت عن كل شيء ، والمبالغة في تقويمها يقود إلى كسرها وكسرها طلاقُها ، يقول المصطفى الذي لا ينطق عن الهوى- صلى الله عليه وسلم : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] فالاعوجاج في المرأة من أصل الخلْقة فلا بد من مسايرته والصبر عليه . فعلى الرجل ألا يسترسل مع ما قد يظهر من مشاعر الضيق من أهله وليصرف النظر عن بعض جوانب النقص فيهم ، وعليه أن يتذكَّر لجوانب الخير فيهم وإنه لواجد في ذلك شيئًا كثيرًا . وفي مثل هذا يقول الرسول ، صلى الله عليه وسلم : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وليتأنَّ في ذلك كثيرًا فلَئِن رأى بعض ما يكره فهو لا يدري أين أسباب الخير وموارد الصلاح . يقول- عَزَّ من قائل- : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وكيف تكون الراحة ؟ وأين السَّكَن والمودة ؟ إذا كان رَبُّ البيت ثقيل الطبع ، سيئ العشرة ضيّق الأفق ، يغلبه حمق ، ويعميه تعجُّل ، بطيء في الرضى ، سريع في الغضب ، إذا دخل فكثير المنّ ، وإذا خرج فسيئ الظن . وقد عُلم أنَّ حسن العشرة وأسباب السعادة لا تكون إلا في اللين والبعد عن الظنون والأوهام التي لا أساس لها ، إن الغيرة قد تذهب ببعض الناس إلى سوء ظنّ . . يحمله على تأويل الكلام والشك في التصرفات ، مما ينغص العيش ويقلق البال من غير مستند صحيح . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] كيف وقد قال ، صلى الله عليه وسلم : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|
مصراوية Effective Member عضو فعال
الابراج : عدد المساهمات : 71 تاريخ التسجيل : 21/06/2009 العمر : 36
| موضوع: رد: البيت السعيد وخلاف الزوجين الإثنين 29 يونيو 2009, 3:00 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]دور الزوجة في الحفاظ على بيت الزوجية والمعاشرة بالمعروف : أما المرأة المسلمة : فلتعلم أن السعادة والمودة والرحمة لا تتم إلا حين تكون ذاتَ عفةٍ ودين ، تعرف ما لها فلا تتجاوزه ولا تتعداه ، تستجيب لزوجها ؛ فهو الذي له القوامة عليها يصونها ويحفظها وينفق عليها ؟ فتجب طاعته وحفظه في نفسها وماله ، تتقن عملها وتقوم به وتعتني بنفسها وبيتها ، فهي زوجة صالحة وأم شفيقة ، راعيةٌ في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ، تعترف بجميل زوجها ولا تتنكر للفضل والعشرة الحسنة . يحذِّرُ النبي- صلى الله عليه وسلم - من هذا التنكر ويقول : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] فلا بد من دَمح الزلاَت والغض عن الهَفَوات . . لا تسيء إليه إذا حضر ولا تخونه إذا غاب .
بهذا يحصل التراضي وتدوم العُشرْة ويسود الإلف والمودة والرحمة . و [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] .
فاتَّقوا اللّه يا أمّة الإسلام- واعلموا أنه بحصول الوئام تتوفَّر السعادة ، ويتهيأ الجو الصالح للتربية ، وتنشأ الناشئة في بيتٍ كريمٍ مليء بالمودة عامر بالتفاهم . . بين حنان الأمومة وحدب الأبوة . . بعيدًا عن صخب المنازعات والاختلاف ، وتطاول كل واحد على الآخر ، فلا شقاق ولا نزاع ولا إساءة إلى قريب أو بعيد . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][size=16] خاتمة وختامًا- أخي المسلم ، أختي المسلمة- وفقكما اللّه : إن صلاح الأسرة طريق أمان الجماعة كلها ، وهيهات أن يصلح مجتمع وَهَنتْ فيه حبال الأسرة . كيف وقد امتنَّ اللّه سبحانه بهذه النعمة . . نعمة اجتماع الأسرة وتآلفها وترابطها فقال سبحانه : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] إن الزوجين وما بينهما من وطيد العلاقة ، وإن الوالدين وما يترعرع في أحضانهما من بنين وبنات يمثلّان حاضر أمة ومستقبلها ، ومن ثم فإن الشيطان حين يفلح في فَكِّ روابط أسرة فهو لا يهدم بيتًا واحدًا ، ولا يحدث شرا محدودًا ، وإنما يوقع الأمة جمعاء في أذى مُسْتعر وشرٍّ مستطير . والواقع المعاصر خيرُ شاهد . فرَحِمَ اللّه رجلًا محمود السَيرة ، طيِّب السريرة ، سهلًا رفيقًا ، ليِّنًا رؤوفًا ، رحيمًا بأهله حازمًا في أمره ، لا يكلف شططا ولا يرهق عُسرًا ، ولا يهمل في مسؤولية . ورَحِمَ اللّه امرأة لا تطلب غلطًا ولا تكثر لغطًا صالحةً قانتةً حافظةً للغيب بما حفظ اللّه . فاتقوا اللّه أيها الأزواج ، واتقوا اللّه أيها المسلمون فإنه من يتق اللّه يجعل له من أمره يسرًا . وصلى اللّه وسلم على خير خلقه نبينا محمد ، وعلى آله وأزواجه الطيبين الطاهرين ، وعلى صحبه الغرّ الميامين ، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين . سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الرسالة الثانية خلاف الزوجين
مقدمة الحمد لله الذي خلق فسوَّى وقَدَّر فهدى ، أحمده سبحانه وهو أهل الحمد في الآخرة والأولى ، وأشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له ، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله النبيُّ المصطفى والعبد المجتبى ، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ، ومن دعا بدعوته ومن سار على نهجه واقتفى . أما بعد : فاعلم - وفقك اللّه - أن مِن أعظم نعم اللّه وآياته أن البيت هو المأوى والسَّكَن ؛ في ظله تلتقي النفوس على المودة والرحمة ، والحصانة والطهر ، وكريم العيش والستر . . في كَنَفه تنشأ الطفولة ، ويترعرع الأحداث وتمتد وشائج القربى ، وتتقوَّى أواصر التكافل . ترتبط النفوس بالنفوس . . وتتعانق القلوب بالقلوب : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] في هذه الروابط المتماسكة ، والبيوتات العامرة ، تنمو الخصال الكريمة ، وينشأ الرجال الذين يُؤتمنون على أعظم الأمانات ، ويُرَبَّى النساء اللاتي يقمن على أعرق الأصول . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] من أسباب الخلاف بين الزوجين غير أن واقع الحياة وطبيعة البشر- كما خلقهم اللّه سبحانه ، وهو أعلم بمن خلق- قد يكون فيها حالات لا تؤثِّر فيها التوجيهات ، ولا تتأصَّل فيها المودَّة والسَّكَن ، مما قد يصبح معه التمسُّك برباط الزوجية عَنَتًا ومشقةً ، فلا يتحقق فيه المقصود ولا يحصل به صلاح النشء ؟ وهذه الحالات من الاضطراب ، وعدم التوافق ، وقد تكون بواعثها داخلية أو خارجية . فقد ينبعثُ من : تَدخُّل غيرِ حكيم من أولياء الزوجين أو أقاربهما ، أو تَتبع للصغير والكبير من أمورهما ، وقد يصل الحال من بعض الأولياء وكُبرَاءِ الأسرة إلى فرض السَّيطرة على من يَلُونَ أمرهم ، مما قد يقود إلى الترافع إلى المحاكم ؛ فتفشو الأسرار وتنكشف الأستار ، وما كان ذلك إلا لأمرٍ صغيرٍ أو شيء حقير ؛ قاد إليه التدخُل غير المناسب ، والبعد عن الحكمة ، والتعجل والتسرُّع ، وتصديق الشائعات وقالة السوء . وقد يكون منبع المشكلة : قلة البصيرة في الدين والجهل بأحكام الشريعة السمحة ، وتراكم العادات السيئة والتمسك بالآراء الكليلة . فيظن بعض الأزواج- مثلًا- أن التهديد بالطلاق أو التلفظ به هو الحل الصحيح للخلافات الزوجية والمشكلات الأسرية ، فلا يعرف في المخاطبات سوَى ألفاظ الطلاق ، في مدخله ومخرجه ، وفي أمره ونهيه ، بل في شأنه كله ، وما درى أنه بهذا قد اتَّخَذ آيات اللّه هزوًا ؛ يأثم في فعله ويهدم بيته ويخسر أهله . هل هذا هو الفقه في الدِّين أيها المسلمون؟! . إن طلاق السُّنة الذي أباحته الشريعة لا يقصد منه قطع حبال الزوجية ، بل قد يقال إنه إيقاف لهذه العلاقة . ومرحلة تريُّثٍ وتدبر ومعالجة : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] هذا هو التشريع . بل إن الأمر ليس مقتصرًا على هذا ، إن طلاق السُّنة هو الوسيلة الأخيرة في المعالجة وتسبق ذلك وسائل كثيرة . [/size] | |
|
مصراوية Effective Member عضو فعال
الابراج : عدد المساهمات : 71 تاريخ التسجيل : 21/06/2009 العمر : 36
| موضوع: رد: البيت السعيد وخلاف الزوجين الإثنين 29 يونيو 2009, 3:04 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] من وسائل علاج الاختلاف بين الزوجين أخي المسلم ، أختي المسلمة :
حينما تظهر أمارات الخلاف وبوادر النشوز أو الشقاق فليس الطلاق أو التهديد به هو العلاج .
إن أهم ما يُطلب في المعالجة : الصبر والتحمُّل ، ومعرفة الاختلاف في المدارك والعقول ، والتفاوت في الطباع . مع ضرورة التسامح والتغاضي عن كثير من الأمور ، ولا تكون المصلحة والخير دائمًا فيما يحب ويشتهي ، بل قد يكون الخير فيما لا يحب ولا يشتهي : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ولكن حينما يبدو الخلل ويظهر في الأواصر تحلل ، ويبدو من المرأة نشوز وتَعَالٍ على طبيعتها وتوجهٍ إلى الخروج عن وظيفتها ؛ حيث تَظْهر مبادئ النفرة ، ويتكشَّف التقصير في حقوق الزوج والتنكر لفضائل البعل ، فعلاج هذا في الإسلام صريح ، ليس فيه ذكر للطلاق لا بالتصريح ولا بالتلميح . يقول اللّه - سبحانه- في محُكَم التنزيل : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يكون العلاج : بالوعظ والتوجيه وبيان الخطأ ، والتذكير بالحقوق ، والتخويف من غضب اللّه ومَقْتِه ، مع سلوك مسلك الكَياسة والأناة ترغيبًا وترهيبًا .
وقد يكون الهجر في المضجع والصدود ، مقابلًا للتعالي والنشوز ، ولاحظوا أنه هَجر في المضجع وليس هجرًا عن المضجع . . إنه هَجْر في المضجع وليس هجرًا في البيت . . ليس أمام الأسرة أو الأبناء أو أمام الغرباء .
الغرض هو المعالجة وليس التشهير أو الإذلال أو كشف الأسرار والأستار ، ولكنه مقابلة للنشوز والتعالي بهجر وصدود يقود إلى التضامن والتساوي . وقد تكون المعالجة بالقصد إلى شيء من القسوة والخشونة فهناك أجناس من الناس لا تغني في تقويمهم العشرة الحسنة والمناصحة اللطيفة ، إنهم أجناس قد يبطرهم التلطف والحلم . . فإذا لاحت القسوة سكن الجامح وهدأ المهتاج .
نعم ، قد يكون اللجوء إلى شيء من العنف دواءً ناجعًا ، ولماذا لا يلجأ إليه وقد حصل التنكُّر للوظيفة والخروج عن الطبيعة ؟
ومن المعلوم لدى كل عاقلٍ أن القسوة إذا كانت تعيد للبيت نظامه وتماسُكه ، وتردُّ للعائلة ألفتها ومودَّتها فهو خير من الطلاق والفراق بلا مِراء ؛ إنه علاج إيجابي تأديبي معنوي , ليس للتشفي ولا للانتقام ؛ وإنما يستزل به ما نشز ، ويقوم به ما اضطرب .
وإذا خافت الزوجة الجفوة والإعراض من زوجها فإن القرآن الكريم يرشد إلى العلاج بقوله : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] العلاج : بالصلح والمصالحة ، وليس بالطلاق ولا بالفسخ . وقد يكون بالتنازل عن بعض الحقوق المالية أو الشخصية محافظة على عقدة النكاح .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وَالصُّلْحُ خَيْرٌ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الصلح خير من الشقاق والجفوة والنشوز والطلاق .
أخي المسلم ، أختي المسلمة :
هذا عرض سريع ، وتذكير موجز , بجانب من جوانب ، الفقه في دين اللّه والسير على أحكامه ، فأين منه المسلمون ؟
أين تحكيم الحكمين في الشقاق بين الزوجين ؟ لماذا ينصرف المصلحون عن هذا العلاج ؟ هل هو زهد في إصلاح ذات ، أو هو رغبة في تشتيت الأسرة وتفريق الأولاد ؟ .
إنك لا ترى إلا سفها وجورا ، وبعدا عن الخوف من الله ومراقبته ، وهجرا لكثير من أحكامه وتلاعبا في حدوده . .
أخرج ابن ماجه وابن حبان وغيرهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][size=16] الوسيلة الأخيرة في معالجة الاختلاف عندما تفشل جميع الوسائل في علاج الاختلاف ، ويصبح الإبقاء على رباط الزوجية شاقًا وعسيرًا بحيث لا تحقَّق معه الأهداف والحكم الجليلة التي أرادها اللّه- تعالى- فمن سماحة التشريع وتمام أحكامه أن جعل مخرجًا من هذه الضائقة ، غير أن كثيرًا من المسلمين يجهلون طلاق السُنةَ الذي أباحته الشريعة ، وصاروا يتلفَّظون بالطلاق من غير مراعاة لحِدِود اللّه وشرعه . إن الطلاق في الحيض محرم ، وطلاق الثلاث محرم والطلاق في الطهر الذي حصل فيه وطء محرم ، فكل هذه الأنواع طلاق بدعي محرم يأثم صاحبه ، ولكنه يقع طلاقا في أصح أقوال أهل العلم . أما طلاق السنة الذي يجب أن يفقهه المسلمون فهو : الطلاق طلقةً واحدة ، في طُهر لم يحصل فيه وطء ، أو الطلاق أثناء الحمل . إنَّ الطلاق على هذه الصفة علاج ؛ حيث تحصل فترات يكون فيها التريُّث والمراجعة . المطلِّق على هذه الصفة يحتاج إلى فترة ينتظر فيها مجيء الطُّهر ، ومَن يدري . . فقد تتغير النفوس ، وتستيقظ القلوب ، ويحدث اللّه من أمره ما شاء . وفترة العِدَّة - سواءً كانت عِدة بالحيض أو الأشهر أو وضع الحمل - فرصة للمعاودة والمحاسبة قد يوصل معها ما انقطع من حبل المودة ورباط الزوجية . ومما يجهله المسلمون : أن المرأة إذا طلقت رجعيا فعليها أن تبقى في بيت الزوج ، لا تخرج ولا تُخرج . بل إن الله جعله بيتا لها : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] تأكيدا لحقهن في الإقامة . فإقامتها في بيت زوجها سبيل لمراجعتها ، وفتح أملٍ في استثارة عواطف المودة ، وتذكير بالحياة المشتركة . فالزوجة في هذه الحالة تبدو بعيدة في حكم الطلاق ، لكنها قريبة من مرأى العين . وهل يراد بهذا إلا تهدئة العاصفة ، وتحريك الضمائر ، ومراجعة المواقف ، والتأني في دراسة أحوال البيت والأطفال وشؤون الأسرة : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فاتقوا الله أيها المسلمون . . وحافظوا على بيوتكم ، وتعرفوا على أحكام دينكم ، وأقيموا حدود الله ولا تتجاوزوها ، وأصلحوا ذات بينكم . اللهم ارزقنا الفقه في الدين والبصيرة في الشريعة وانفعنا - اللهم - بهدي كتابك ، وارزقنا السير على سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم . ارجو ان تكونوا استفادتم من هذا الموضوع
:اسعدتنا: [/size] | |
|