المؤرخ المسلم على باشا مبارك
يتردد أسم على باشا مبارك كثرا فى التاريخ القبطى لأنه ذكر أسماء المدن وكنائسها فى موسوعته العظيمة " الخطط التوفيقية الجديدة " وتتألف من عشرين جزءا أفرد فيها المؤلف الأجزاء الستة الأولي للقاهرة الجزء السابع لمدينة الإسكندرية أما الأجزاء الأخرى فلباقي مدن مصر
وله أيضاً عدة كتب أخرى هى : -
" تنوير الأفهام فى تغذى الأجسام " طبع سنة 1872م
" نخبة الفكر فى تدبير نيل مصر ،
" علم الدين "
كتاب " آثار الإسلام فى المدينة والعمران "
وقد ولد على مبارك فى عام 1824م فى قرية برنبال الجديدة مركز دكرنس بمحافظة الدقهلية ، والده هو الشيخ مبارك بن سليمان بن إبراهيم الروجي , وتلقى تعليمه الابتدائي فى كتاب القرية فلم يكن من ابناء الطبقة الحاكمة (طبقة الباشاوات) ، وعندما تفوق فى التعليم الإبتدائى أعطى منحه للتعلم فى مدرسة القصر العيني التجهيزية ،
وفى سنة 1839م قبل فى مدرسة المهندسخانة الذى كان يديرها فى ذلك الوقت محمود باشا الفلكي ، وتلقى فيها على مبارك دراسات فى الميكانيكا والديناميكا والهيدروليكا والطبوغرافيا والفلك والكيمياء والجيولوجيا ،
وفى سنة 1844م ذهب مع أنجال محمد على باشا فى بعثة تعليمية إلى فرنسا فقضي هناك حمس سنوات دارسا للعلوم العسكرية
وعندما توفي محمد على باشا سنة 1849م رجعت البعثة كلها إلى مصر , وحكم مصر عباس باشا فعينه على مبارك معلما بمدرسة المدفعية بطره ورقي إلى وظيفة مراقب على امتحانات الهندسة بالأقاليم ،
وعندما حكم مصر سعيد باشا الحكم عام 1854م أرسله مع الجيش المصري إلى حرب القرم ثم عين كوكيل فى نظارة الجهادية وأخيرا كمهندس مقيم فى جزئ من مصر العليا .
وعندما حكم مصر الخديوي إسماعيل باشا سنة 1863م عين مشرفا على القناطر الخيرية وأصبح مسئولا عن مشروع إعادة توجيه مياه النيل من فرع رشيد ،
وفى سنة 1868م عين ناظرا للمعارف سنة وناظرا للأشغال ثم عهد إليه بنظارة عموم الأوقاف ، وقام على مبارك بإنشاء مدرسة دار العلوم التى أسسها سنة 1872م لتخريج أساتذة للغة العربية والآداب للمدارس الابتدائية كما أسس دار الكتب سنة 1870م كما قام بإنشاء مجلة " روضة المدارس " على نفقة وزارة المعارف .
وقد توفي على باشا مبارك فى 14 نوفمبر سنة 1893م فى منزله بالحلمية الجديدة .
****************************************
جمال الدين أبو المحاسن بن تغري بردي صاحب كتاب النجوم الزاهرة فى ملوك مصر القاهرة
من الكتب الهامة التى تتكلم عن مصر كتاب كتبه جمال الدين أبو المحاسن بن تغري بردي أسمه النجوم الزاهرة فى ملوك مصر القاهرة , تحقيق محمد رمزي - مطبعة دار الكتب المصرية - القاهرة - سنة 1938م
ولد جمال الدين فى القاهرة فى حي الأمراء بقرب من القلعة فى أواخر سنة 812 هـ / 1408م فى عهد الملك الظاهر برقوق ، وكان أبوه مملوكا رومي الأصل اشتراه الملك الظاهر وأعتقه وقربه إليه لذكائه ورفعه تباعا إلى أن وصل إلى منصب أتابكا للعساكر – أميرا للسلاح – أى قائدا من قواد الجيشفى ذلك الوقت ثم اختاره مع مماليك آخرين لوصاية المملكة بعد وفاته .
وقد توفي المملوك الرومى تغري بردي وكان له طفلا فرباه زوج أخته قاضى القضاة ناصر الدين بن محمد العديم
وتوفي قاضى القضاة سنة 815هـ فقام بتربيته زوج أخته الثاني قاضى القضاة جلال الدين البلقيني
وقد قام أبو المحاسن بحفظ القرآن فى صغره ودرس الفقه والكلام والنحو والبيان على يد جماعة من أعلام هذا العصر منهم ابن حجر العسقلاني ، وبدر الدين العيني ، وشهاب الدين بن عربشاه مؤرخ تيمور لنك .
ولقد ألف أبو المحاسن بن تغري بردي عدة كتب منها كتاب المنهل الصافي ، والستوفي بعد الوافي
وتوفي جمال الدين أبو المحاسن بن تغري بردي سنة 874 هـ / 1469م
********************************************************
سناء منصور وكتابين الذى صدرا في القاهرة عام 1999م ،
بعنوان: هوامش الفتح العربي لمصر، حكايات الدخول
السيدة سناء منصور هى كاتبة قديرة وأعلامية مشهورة على قدر كبير من الذكاء تظهر من ملامحها اللطيفة متزوجة من "الدكتور نبيل سالم": وهو دكتور مشهور معروف وناجح في عمله ورئيس الاتحاد الأفريقي لكرة اليد ونائب رئيس الاتحاد الدولي سابقًا ورئيس اتحاد المعاقين بجانب مناصب دولية عديدة طبية ورياضية،
وقد أحدث كتابها حكايات الدخول عن دار سينا للنشر ضجة فى أوساط مسلمى مصر المتعاطفين مع التيار الوهابى الإسلامى مفضلين إسلامهم قبل مصريتهم وهذا فى الواقع خيانة لمصر وأثار الكتاب ما أثاره من جدل, وقد هاجمها فهمى هويدى قائلاً :
*** أن مؤلفته ليست من المؤرخين أو دارسي التاريخ الأمر الذي أوقعها في خطأين جوهرين :
أولها المسؤولية في الكتاب
*** والثاني العجز عن تحقيق الوقائع والتثبت من صحتها ، لأننا نعرف أن الواقعة الواحدة يمكن أن تروى بأكثر من صيغة طبقا لهوى الراوي . كما أن هناك وقائع قد تكون مختلفة من الأساس ، ووحده دارس التاريخ هو الذي يستطيع أن يحر تلك الوقائع ويرجح واحدة على الأخرى، ومن ثم يعرف كيف يعتمد على واقعة أو يستبعدها وينفيها .
- أن اعتمادها الأساسي كان على مراجع أهمها بعض متعصبي القبط ، وهم قلة استثنائية ، الذين كرهوا الإسلام والعرب والصقوا بالاثنين نقيصة.
- أنها أيضا كانت لها مواقف مسبقة حرصت على أن تؤكدها ، عبر تصيد الشواهد وانتقائها وهو الخطأ الكبير الذي يقع فيه بعض الباحثين في شأن التاريخ، الأمر الذي يمس نزاهة الباحث وحياديته ، وسوء القصد واضح حتى في اللغة التي استخدمتها الكاتبة، وجاءت مسكونة بقدر ظاهر من التحامل وعدم الاحترام، فهي حين تتحدث مثلاً عن جيش الفتح تذكر أنه انضم إليه ((عدد من الصعاليك، قطاع الطرق، الذي أسلموا وعلى رأسهم أبو ذر الغفاري، أحد أصحاب النبي ) )!.
هذا الهجوم دفعها إلى متابعة هوامش الفتح العربى لمصر, لكن توفت قبل أن تدقق وتحقق ما جمعته من أمهات الكتب التاريخية علي مدي أعوام عقب من صدور كتابها الأول . وإحياء لذكري الراحلة سناء المصري صدر الجزء الثاني من هوامش الفتح العربي لمصر تحت عنوان رحلة الانصهار عن دار سينا للنشر
وأدى الهجوم على سناء فى كتابها الأول فراحت تجمع معلومات كثيرة فرجعت إلى أمهات الكتب لثلاثة من كبار المؤرخين : " الكندي - والمقريزي - وساويرس بن المقفع ", أثنين من المسلمين المؤرخين والثالث قبطي , وقد أتفقت أقوال المؤرخين على أن العرب المسلمين كمحتلين أحدثوا مجازر لا مثيل لها فى التاريخ ضد الأقباط هذا غير الإضطهادات الدينية التى صاحبها إضطهادات عنصرية لهم من قبل العرب كجنس والإسلام كدين .
وقد أستعرضت الكاتبة سناء منصور صنوف القهر والتعذيب التي كان يحكم بها آل أمية الرهبان وعامة الشعب القبطى , وعن الثورات القبطية المتتالية
وأبشعها ما جسده آخر الخلفاء الأمويين مروان بن محمد الذى أطلق عليه العرب المسلمين أسم الحمار , تجاه القبط, بل إنه قبل رحيله أشعل الحرائق في مصر , ولما آل الأمر إلي العباسيين أظهروا سياسة اجتذاب القبط, وكانوا إذا وجدوا قوما عليهم علامة الصليب يخففون عنهم الخراج ويرفقون بهم .
ولم تدم فرحة القبط كثيرا, فبعد أن دانت مصر وخضعت للعباسيين بعد أن ساعدهم الأقباط أداروا ظهورهم لهم كما فعل عمرو بن العاص , كشفوا عن بغضهم للنصاري ومحبتهم للذهب , فضاعفواالخراج علي الأقباط فى السنة الثالثة , ورأي كثير من الأقباط التحول إلي الإسلام حلا وحيدا للتخلص من عبء الخراج وقسوة العباسيين وغيرهم , وإشتعلت الثورات , التي كانت تزداد تنظيما أكثر مما قبل , ولأسباب تقتصر علي الغلاء والموت جوعا, لكن الجديد في الأمر أن هذه الثورات تطورت لتصبح قائمة علي التحالف بين قبط مصر وعربها