مصر والأحتلال الفارسى
مصر والغزو الفارسى
الفتره ما بين 603م-644م
نبؤه الأنبا شنوده:
كان هناك قديساً أسمه الأنبا شنودة تنيح الأنبا شنوده فى 451م {أى أنه مات قبل غزو الفرس بحوالى 150 سنه} وقد تنبأ هذا القديس قائلا: (سيأتى الفرس الى مصر يسفكون فيها الدماء ويسلبون أموال المصريين ويسبون أبنائهم ويبيعونهم بالذهب ، فإنهم قوم ظالمون معتدون، ويشربون الخمر فى المقدسات ولا يبالون ، يهتكون أعراض النساء ، وسيبلغ الشر أعظمه والشقاء منتهاه ، وسيبقى الفرس حينا ثم يخرجون( .. فهل تحققت هذه النبؤه ام لا ؟ قال إبن المقفع (1) عما حدث من هجوم الفرس (كان بأرض الإسكندريه 600 دير وهذه الأديره كان لها حصون وأبراج وقعت كلها فى أيدى الفرس ، وقتلوا فيها من الرجال ونهبوا ما فيها من النذور ( العطايا النقديه وغيرها) والذخائر(أجساد القديسين المحفوظه) وإستولوا على الكنوز العلميه التى كانت تملأ خزانتها ) 0 وفى الصورة المقابلة كنيسة فى برج العرب غرب الأسكندرية واحدة من الكنائس التى هدمت وتقع آثار الكنيسة قرب مقام سيدى محمود بالمنطقة فى طريق برج العرب / الحمام والآثار المكتشفة حتى الآن هى كنيسة وعدة مبانى رهبانية .. والكنيسة فريدة فى شكلها حيث يوجد أجزاء منحنية كبيرة فى الشرق وفى الغرب .. وغرب الجزء المبنى المنحنى يوجد مزار له سلمان واحد للنزول والآخر للصعود وهو تحت الأرض بحوالى 2,50 متر عن مستوى أرضية الكنيسة وبعتقد أنه كان مزار لأجساد القديسين .. فى الصورة السفلى آثار منطقة شاسعة لآثار منطقى برج العرب المسيحية التى دمرها الفرس ( المرجع الكنائس والأدبرة القديمة بالوجه البحرى والقاهرة وسيناء - أعداد نيافة الأنبا صمؤيل - المهندس بديع حبيب سنة 1995)
من هو البابا القبطى الذى عاصر الغزو الفارسى ؟ :
عندما تنيح البابا أناسطاسيوس إختار الشعب إنسانا عالما شماسا بتولا من كنيسه الإنجيليون (2) بالأسكندريه إسمه أندريقيوس وكان غنيا جدا يحب الصدقه والرحمه لا يكل عن العطاء وتولى ابن عمه الديوان فلهذا لم يقدر الملكيون ان يخرجوه من الإسكندريه الى الأديره بل ظل مقيما بقلايته فى كنيسه الإنجيليين 0
إستيلاء الفرس على مصر:
هاجم جيش كسرى (خسرو بن هرمز) ملك الفرس مصر سنه 627م، وقاد شاهين الجيش الفارسى فتجنب حصون سيناء ، وسار فى نفس الطريق الذى سلكه غزاه مصر السابقين الذين قدموا من الشرق وهم ، قمبيز ، والإسكندر وغيرهم وهاجموا الفرما أول مدينه مصريه، وإحتلوها ، فدخلوها وقتلوا من قتلوا ودمروا الكنائس والأديره ، وتقدموا داخل البلاد وقصدوا قلعه بابليون وإستسلم البيزنطيين لهم بسهوله ، وقصدوا الإسكندريه متتبعين فرع النيل الغربى
وكانت نقيوس فى طريقهم وكانت مدينه لها أهميتها فهاجموها ولم يستطيعوا الإستيلاء عليها بسهوله نظرا لقوه تحصينها ولكنها سقطت فى أيديهم بعد حصار دام عده شهور
أما كسرى قال عنه ابن المقفع (3) انه جمع امه وجاء بقوه عظيمه على جيش الروم فأهلكهم وداس الأمم كما تدوس البقر القمح وجمع اموالهم وكل ما كان فى خزائنهم وكان لكثره محبته للمال يقتل إنسانا لأجل دينارا واحدا او ثلاثه دنانير لا يعرف الله بل يعبد الشمس 0
وكان بالقرب من الإسكندريه ستمائه دير عامره بهناطون مثل ابراج الحمام كانوا مستغنيين (اغنياء ) بطرين لايخافون من كثره نعمتهم يفعلون افعال مشينه فأحاط بهم جيش الفرس وقتلوهم جميعا بالسيف ونهبوا ما هناك من المال والأوانى
وذكر أبو المكارم المؤرخ (4) قولا آخر أن كسرى هاجم القسطنطينيه وأخرب القدس وأخذ عود الصليب وقتل النصارى الأروام فكاتبه هرقل الإمبراطور يقول أننى أقدم لك بمهما ألزمتنى من مال وأنصرف عنى وعن بلادى وعد الى بلادك , فكتب إليه كسرى قائلا : إن اردت ذلك فإحمل الى فديه عنك وعن بلادك , ألف قنطار ذهب والف قنطار فضه والف جاريه بكر والف فرس والف ثوب ديباج فى كل سنه وكان كسرى قد تنصر وتزوج من مريم إبنه موريق (موريس) الذى قتل بإنقلاب فوقا الذى أفسد بنات الإمبراطور موريس 602م Maurice-602 ( أصبح فوقا إمبراطورا وهو المتسبب فى هذه الحرب الدمويه ) وفى الغالب كان (كسرى) يطالب بالثأر وهذا يفسر معاملتهم للبابا القبطى الجيده فى نهايه حكمهم لمصر قبل عوده الحكم البيزنطى ) 0
سقوط الإسكندريه:
وقال ابو المكارم فى موضع آخر(5) يتضمن تاريخ الطبرى عن سبب الحروب : أن موريس ملك الروم قتلوه الروم وأن ولده إلتجأ الى كسرى ملك الفرس وأن إبن موريس طالب بالعرش وطلب المساعده من كسرى فمده بثلاثه جيوش مع ثلاثه من القواد من أصحابه ليسلموا إليه مملكه الروم فسار أحدهم إلى الشام وإستولى عليها ثم إسرائيل ثم أورشليم وإستولى على خشبه الصليب فوجدها فى تابوت مرصع بالذهب فطمر التابوت فى بستان وزرع فوقه ثم كشف الأرض ثانيه وبعث به إلى كسرى فى السنه الرابعه والعشرين من حكمه وعندما ملكت بوران إبنه كسرى أنوشروان ابن هرمز ابن كسرى انوشروان رد بها على ملك الروم وصحبه جاثليق من أصحابها ( يعتقد أنه زكريا أسقف اورشليم )
وحاصر الفرس الإسكندريه ، وذكر بعض المؤرخين ان طالبا من إقليم البحرين إسمه بطرس جاء ليدرس العلم فى مدرسه الإسكندريه العالميه الشهيره أرشد الفرس الى مواطن الضعف فى سور المدينه0ولم يوضح المؤرخين الدافع وراء تسهيل بطرس للغزاه بإقتحام المدينه0 إلا انه يمكن القول أن بلاده كانت تحت الحكم الفارسى0 ومن المعروف ان كثير من المواطنين هناك هم من الفرس واليهود0 ولا زال عدد كبير من الأصل الإيرانى(الفرس) يقيم حتى الآن فى البحرين0 وعندما بدأ الفرس يدخلون المدينه0 هرب معظم الجيش البيزنطى عن طريق البحر0 ففر نسطاس قائد الأروام من مصر ومعه الحاكم البيزنطى نيتكتياس فى السفن وإتجهوا الى القسطنطينيه0
ولام المؤرخين البطريرك الملكى يوحنا الرحيم لفراره خارج مصر وتركه لرعيته وقيل أنه مات سنه فراره0إحتل الفرس مصر عام620م ومكثوا بها 10 سنين0 قال المؤرخين عن الفرس ( يحل الخراب والموت حيث يحلون)
مذبحه الإسكندريه :
قال ابن المقفع (6) أن مقدم الحرب الفارسى النائب عن الملك كسرى حلم فى منامه ان شخصا فى الليل يقول له سلمت هذه المدينه لك وأبنيتها فإياك ان تؤذيها بل لا تبق أهلها فيها لإنهم قوم منافقوا الدين 0
وحدث انهم عندما دخلوا الإسكندريه أغلقوا أبوابها وأعلن قائد الفرس على الأهالى انه سوف يعطى كل فرد من أبن 18-50 سنه دينارا0فخرج الالوف من منازلهم0 فأمر جنوده بذبحهم فى الميادين0 فقتل فى ذلك اليوم 80000 من خيره شباب مصر وعلمائها0وكان الهدف من وراء عمله هو قتل كل من يستطيع حمل سلاحا لقتل المقاومه الشعبيه0كما أخذ الفرس الكثير من أهل البلاد أسرى0
ولما بدأ الفرس بالإستيلاء على مدينه الإسكندريه سنة 627 م خاف الكهنه ان يستولى الفرس على الآنيه الذهب والفضه التى صنعت من الكنز الذى وجده البابا ثاؤفيلوس وعمر بالباقى سبع كنائس فدفنوه فى الأرض وقيل انهم غفلوا عنها(أو قتلوا من الفرس) ثم هدمت الكنائس وخربت فى أيام المسلمين
وفى سنه 532 هجريه 1138م أى بعد 511سنة أثناء الحكم الإسلامى وإشترى الأرض رجل يهودى إسمه أبوالفرج صيرنيا وكان فقير فظفر بمعظم الآنيه فحسنت حالته وعرف البعض بأمر هذا الكنز فأعطاه بعض المال وعرف مسلم يبيض الغزل فأعطاه بعض المال إلا أنه بعد أن أخذ المال وشى به الى الوالى فقبض عليه وتسلم ما بقى عنده من الكنز وسجنه وطالبه باكثر وعذبه فلم يعطه شيئا فمات من التعذيب (7)
مذبحه الرهبان
وذكر الأنبا ساويرس إبن المقفع المؤرخ انه لما بلغ جيش الفرس مدينه نقيوس (بشاتى) أوشى أليهم عدو للقبط بنميمه ان الرهبان الذين يعيشون فى مغاير الجبال عندهم أموالا وكنوز0 فتسلل الفرس ليلا وحاصر ديرهم وفى الصباح بدأ هجومهم على الرهبان الأقباط0 وكان جميع الذين فى المغاير والكهوف نزلوا الى الدير للإحتفال بأحد الأعياد0 فقتل الفرس كل الرهبان الذين وجدوهم يصلون , ثم فتشوا الدير وعندما لم يجدوا شيئا دمروه0وقال المؤرخين ان عدد الرهبان الذين قتلوا فى زمن إحتلال الفرس بلغ حسب قول ابن المقفع 700 راهب ودمروا 620 ديرا بما فيها أديره وادي النطرون وذكر كتاب تاريخ أبو مكاره أنهم قتلوا نفس العدد من الرهبان فى أحد أديره الصعيد ونهبوا جميع ما كان لهم 0
وبنى السلار ( الأمير بلغه الفرس) الأبوان (طراوس) وكان يسمى فى ذلك العصر القصر الفارسى ويعنى بيت الملك
ومن العجيب أن المؤرخين قالوا أنهم أحسنوا بعد ذلك معامله البابا أندرنيكوس القبطى رقم (37) ومدته ما بين 616م-623م ويذكر ابن المقفع : أن مده هذا البابا كانت سته سنين, انه قاسى من أمه الفرس فى بدايه حكمهم ثم تنيح بسلام