9/23/2009 3:18:00 PM
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] في محاولتهم المستميتة لإنقاذ حياة مريضة تُعاني من السرطان بعد تعرضها للإصابة بإنفلونزا الخنازير، لجأ مجموعة من الأطباء البريطانيين إلى طريقة علاجية غير مألوفة، وغير مسموح بها طبيا، بإعطاء عقار «رينيلزا» Renelza في الوريد.
ووفق ما ورد لعرض هذه الحالة، ضمن عدد 4 سبتمبر الحالي لمجلة «لانست» Lancet الطبية البريطانية، فإن إصابتها بفيروس إتش ـ 1 إن ـ 1 كانت قد أدت إلى وصولها لحالة صحية تهدد سلامة حياتها، جراء حصول التهاب تنفسي حاد في الرئة لديها.
ومن المعلوم أن الإرشادات العلاجية تُحدد إعطاء عقار «رينيلزا» عبر الاستنشاق بالفم، لتوصيل «مسحوق» الدواء إلى أنسجة الرئة مباشرة.
وأدى اتباع الأطباء البريطانيين لتلك التوصيات التقليدية في بدايات معالجتهم للمريضة، إلى عدم تحقيق أي تحسن، مما اضطرهم للجوء إلى إعطاء هذا الدواء في الوريد، كسلاح أخير لإنقاذ المريضة التي شارفت على الموت.
وأثار هذا السلوك العلاجي المُخالف لما هو منصوح به، ردود فعل متباينة في الأوساط الطبية، خاصة أن المريضة تحسنت بشكل لافت للنظر.
وفي غضون بضعة أيام من تلقيها هذا الدواء في الوريد، تجاوزت المريضة مرحلة الخطر، وغادرت غرفة العناية الفائقة.
ومن جانب آخر، أصدرت منظمة الصحة العالمية، في العشرين من أغسطس الماضي، المذكرة الإعلامية الثامنة بخصوص إنفلونزا الخنازير.
وهي التي تضمنت إرشادات سجلت على 90 صفحة حول استخدام الأدوية المضادة للفيروسات في التدبير العلاجي للمصابين بفيروس الجائحة الحالية لإنفلونزا إتش ـ 1 إن ـ 1.
ومن المعلومات المهمة في المذكرة: 40 في المائة من حالات إنفلونزا الخنازير التي تتدهور بسرعة وتهدد سلامة الحياة، وفي جميع أنحاء العالم حاليا، إنما تحصل لدى أطفال وبالغين (لا تتجاوز أعمارهم 50 عاما في الغالب) كانوا يتمتعون بصحة جيدة قبل الإصابة بالفيروس.
دور الأطباء والجمهور
ومع كل «الغم» الذي ينتاب المرء عند سماع الإعلان عن مزيد من الأعداد الجديدة لضحايا إنفلونزا الخنازير في مناطق العالم المختلفة، لا يزال السؤال البسيط التالي من أكثر الأسئلة إلحاحا في الأوساط الطبية والشعبية:
لماذا يموت الناس بإنفلونزا الخنازير؟
وهو ما يستتبع تلقائيا سؤالا آخر: هل من الممكن تقليل أعداد المتوفين بهذا المرض، وما هو السبيل لذلك؟
صحيح أن الوفيات بإنفلونزا الخنازير مشكلة لا تتوفر لها حتى اليوم حلول سحرية، ولكننا نملك الكثير من الوسائل الفاعلة للحد من حصول هذه الوفيات، أو منعها.
و«نون الجمع» لا تعني الأطباء والعاملين في الوسط الطبي والسلطات الصحية فقط، بل أيضا جميع أفراد الجمهور أو الناس، وخصوصا منْ لديهم أعراض مرضية أو الأشخاص المحيطين بهم.
وإذا ما توفرت «أرضية» القدرة والرغبة والمعرفة بالتعامل الصحيح والسريع مع حالات إنفلونزا الخنازير، يكون «التنفيذ» ممكنا من قبل الوسط الطبي ومن قبل أوساط الناس لجهود مكافحة الوباء والوفيات الناجمة عنه.
وعلى الأطباء والعاملين بالوسط الطبي، القيام بثلاثة أمور:
1ـ بذل الجهد لاستمرار تحديث إطلاعهم على مجمل ما هو متوفر من معلومات طبية صادرة عن الهيئات الطبية العالمية ذات العلاقة المباشرة بمكافحة هذا الوباء الجديد على العالم.
2ـ بذل الجهد في الاهتمام بشكوى المرضى وفحصهم ومعالجتهم ومتابعة حالتهم الصحية لاحقا.
3ـ تأمين ما يحتاجه الناس من التثقيف الصحي بإنفلونزا الخنازير. وهنا على جهود التثقيف الصحي أن تكون فاعلة في توصيل المعلومات السليمة، وباستمرار، وبأكثر من طريقة، وبمستويات متنوعة في العمق.
ولأسباب عدة، على الأطباء تذكر أنه حتى غير المتخصصين في المجال الطبي يملكون قدرات عالية على استيعاب الكثير من المعلومات الطبية المفيدة والضرورية، وهم منْ سيُساعد الأطباء في جهودهم لمقاومة هذا الوباء العالمي.
وبالنسبة لدور عموم الناس، وهو الدور الذي لا يستغني عنه الوسط الطبي بحال، فإن الاستقراء الطبي لمجمل المعلومات المتوفرة حول المرض يُشير إلى أن هناك عدة ثغرات ونقاط مفصلية يُمكن للناس الاستفادة منها واستغلالها، والتعامل الصحيح والسريع معها، في جهود تقليل أعداد الوفيات.
وأن إهمالها قد لا يكون ذا عواقب حميدة .. وهي:
- إدراك أن زيادة أعداد المُصابين بالمرض تعني مزيدا من الوفيات.
- المبادرة إلى طلب المعونة الطبية عند بدء الأعراض، وتناول الأدوية إن وُصفت، واتباع الإرشادات