هل رحب المشرق العربـي بالعثمانين
نعم
ان المشرق العربي رحب بالعثمانين كما فعل المغرب العربي وإن هذا الترحيب كان قبل قدوم العثمانيين الى الشام ومصر بكثير وظهر ذلك عندما اراد الشعب المصري الإنضمام لدولة اسلامية قوية ترعى ذمام الدين الإسلامي بعد ان هتك المماليك حرمت هذا الدين في اواخر عهدهم
ولكي لايكون فريسة للمستعمريين الذين عجز عن صدهم المماليك كالبرتغال في الخليج العربي وفرسان مالطة في لبيا والغزو الفارسي في العراق وغيرهم.
لقد ذكر عبد الله رضوان في كتاب ((تاريخ مصر))ــــ(مخطوطة رقم 4971 بمكتبة بايزيد في إستنبول):
إن علماء مصر – وهم نبض الشعب المصري وممثلوه ــ يلتقون سراً بكل سفير عثماني يأتي مصر, ويقصون علية شكواهم من جور الغوري ويقولون له بان الغوري يخالف الشرع الشريف , ويستنهضون عدالة السلطان العثماني لكي يأتي ويأخذ مصر .
وقال يانسكي في كتابه عن السلطان سليم الأول:
إن علماء مصر يراسلون السلطان سليم الأول منذ بدايات توليه الحكم لكي يحضر الى مصر على رأس جيشه, ليستولي عليها, ويطرد الشراكسة.
اما بالنسبة لبلاد الشام , فإننا نرى ترحيب الشعب السوري هناك بقدوم العثمانيين, ونرى ذلك ايضاً قبل قدومهم فعلى سبيل المثال عندما تحرك الغوري لملاقاة العثمانيين فقد فوجئ الغوري عند دخوله حلب أن الأهالي لقنوا اولادهم صيحة (ينصرك الله العظيم ياسلطان سليم).
وفي حلب ايضاً اجتمع العلماء والقضاة والأعيان والأشراف واهل الرأي مع الشعب وتباحثوا في حالهم , ثم قرروا ان يتولى قضاة المذاهب الربعة والأشراف كتابة عريضة نيابة عن الجميع يخاطبون بها السلطان سليم الأول ويشرحون وضعهم للسلطان وانهم ضاقوا من الظلم المملوكي ويعلنون ولاءهم للسلطان ويرحبون بقدومه وطلبوا منه ان يرسل لهم رسولً من عنده يعطيهم الأمان .
وإن هذه العريضة موجودة في الأرشيف العثماني في متحف طوب كابي في استنبول , ورقمها 11634(26). وإن الذين كتبوا هذه العريضة لم يكونوا متضلعين في اللغة العثمانية فجأة ركيكةً في الاسلوب والمعنى.
وتبدأ هذه الوثيقة باسماء العلماء والأعيان الذين كتبوا ووقعوا على هذه العريضة, وبعد استثناء هذه الأسماء نرى ان ترجمتها كالتالي:
(بسم الله الرحمن الرحيم ــ إلى مولانا السلطان سليم عز نصره.........
يقدم اهل حلب : علماء ووجهاء وأعيان اشراف وأهالي , بدون استثناء طاعتهم وولاءهم – طواعيةً- لمولانا السلطان عز نصره . وبإذنهم جميعاً,كتبنا هذه الورقة لترسل إلى الحضرة السلطانية العالية . إن جميع أهل حلب ,وهم الموالون لكم , يطلبون من حضرة السلطان عهد الأمان وإذا تفضلتم بالتصريح لنا بالاطمئنان في طلب الأمان لأرواحنا واموالنا وعيالنا , فإننا نقبض على الشراكسة , ونسلمهم لكم او نطردهم . وجميع أهل حلب مستعدون لمقابلتكم واستقبالكم , بمجرد أن تضع اقدامكم في ارض عينتاب خلصنا ايها السلطان من يد الحكم الشركسي , احمنا ايضاً من الكفار قبل حضور التركمان , وليعلم مولانا السلطان, أن الشريعة الاسلامية لاتأخذ مجراها هنا وهي معطلة . إن المماليك إذا أعجبهم أي شئ ليس لهم يستولون عليه , سواءً كان هذا الشئ مالاً او نساء اوعيالاً , فالرحمة لاتأخذهم بأحد وكلٌ منهم ظالم . وطلبوا منا رجلاً من ثلاث بيوت
فلم نستجب لطلبهم فاظهروا لنا العداء وتحكموا فينا ونريد قبل ان يذهب التركمان أن يقدم علينا وزير من عندكم أيها السلطان صاحب الدولة , مفوضٌ بمنح الأمان لنا ولأهلينا ولعيالنا ارسلوا لنا رجل حائز على ثقتكم يأتي سراً ويلتقي بنا ويعطينا عهد الأمان حتى تطمئن قلوب هؤلاء الفقراء, وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله اجمعين ).
وقد ذكر محمد راغب الطباخ في كتابه اعلام النبلاء في تاريخ حلب الشهباء خروج أهل حلب لملاقاة السلطان وجيشه والترحيب به.
المصادر:
- العثمانيين في التاريخ والحضارة- محمد حرب- طبعة دار القلم بدمشق .
-أعلام النبلاء في تاريخ حلب الشهباء محمد راغب الطباخ
المصدر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]