:بسم الله زرقاء
التطابق التوبولوجي بين إنتاجية القمح وابرز العوامل الطبيعية
________________________________________
تهتم الدراسات الجغرافية بالعلاقات المكانية بين الظواهر الجغرافية ضمن الحيز المكاني. فالجغرافية لاتهتم بالظاهرات إلا من خلال علاقاتها مع بعضها .للوصول إلى التفسير العلمي لمجموعة الظاهرات وهو ما يؤكد المنهج البنيوي الذي يعالج العناصر بناءا على علاقاتها أو الانطلاق من مبدأ العلاقة بين الأشياء.
وتعد عمليات التحليل المكاني الوسيلة الممكنة للكشف عن العلاقات المتبادلة بين الظاهرات المختلفة والارتباط المكاني لها. إلا أن هذه التطبيقات الجغرافية لم تعد كفوءة بدون استخدام نظم المعلومات الجغرافية (GIS) التقنية الحديثة والمتطورة في معالجة وتحليل وتمثيل المعلومات الجغرافية معتمدة على الإمكانيات الفائقة للبرمجيات في التعامل مع الكم الهائل والمتنوع من البيانات في عمليات التحليل والمعالجة والإخراج للظاهرات الجغرافية بصورة آلية بعيدا عن الاسلوب التقليدي.
ومن الوظائف المهمة التي تقوم بها أنظمة المعلومات الجغرافية, هي عمليات التطابق التوبولوجي (Topological overlay) للخرائط لتحليل العلاقات المكانية بين الظواهر الجغرافية المتنوعة باسلوب علمي ومنطقي, وهي وظيفة تنفرد بها أنظمة المعلومات الجغرافية عن غيرها من أنظمة الحواسيب, تساعد في الوصول إلى القرارات والحلول الصحيحة للمشكلات الجغرافية والكشف عن المواقع المثلى للظواهر الجغرافية.
وفي البحث الحالي تم تطبيق مفهوم التطابق التوبولوجي لتفسير طبيعة العلاقات المكانية بين الظواهر الجغرافية متخذين من التوزيع المكاني لمحصول القمح والعوامل المؤثرة فيها في محافظة نينوى مجالا للدراسة لاعداد خارطة التطابق البيئي, بإعداد مجموعة خرائط على شكل (طبقات) تمثل كل طبقة منها إحدى العوامل المؤثرة في طبيعة التباين المكاني للمحصول( وهي طبقات أنواع الترب والقابلية الإنتاجية للتربة وطبقة الأمطار وطبقة التظاريس وطبقة إنتاجية القمح للدونم) ليصار بعد ذلك إلى أجراء عمليات التطابق التوبولوجي لتحليل العلاقات المكانية, حيث ان توافق توزيع أي عامل كطبقة مع توزيع المحصول دل ذلك على وجود صلة ربط وعلاقة مكانية وتطابق بيئي يساعد في كشف التباين المكاني لتوزيع الظاهرة وهي ما تسعى إليه الجغرافية كعلم لكشف وتفسير التباينات المكانية للظواهر الجغرافية.
أهمية البحث:
تبرز أهمية البحث في عدة مجالات لعل أبرزها توضيح اهمية (التحليل المكاني ) في أنظمة المعلومات الجغرافية (GIS) والذي يعرف بأنه (استخدام الأساليب الكمية المختلفة سواء كانت تحليل إحصائي, هندسي, تحليل مكاني) من اجل الوصول الى نتائج يعتمد عليها في تفسيرا لظاهرات الجغرافية ومعرفة العلاقات والارتباطات المكانية التي تربط بينها ومنها البناء التوبولوجي للخرائط Topological overlay الذي يستخدم الاسلوب الرياضي لتوضيح العلاقات باستخدام عمليات التغطية للخرائط(overlaying) . وصولا الى اعداد خارطة التطابق البيئي لمحصول القمح في المحافظة.
وتكمن أهمية البحث أيضا في بيان القدرات الكبيرة لبرمجيات أنظمة المعلومات الجغرافية في التعامل مع قاعدة البيانات الجغرافية في أجراء عمليات التحليل المكاني للظواهر الجغرافية .
وفي بحثنا الحالي تم الاعتماد على بيانات انتاج القمح لسنة 2005 من مديرية زراعة نينوى وعلى مجموعة من الخرائط الأساسية الخاصة بمحافظة نينوى وهي خرائط (الوحدات الادارية,الكنتورية,انواع التربة , القابلية الإنتاجية للتربة,خطوط الأمطار المتساوية, التوزيع المكاني لإنتاجية محصول القمح كلغم/دونم ) وقد تم استبعاد قضاء عقرة عن الدراسة لعدم توفر البيانات عنها. والخارطة (1) توضح منطقة الدراسة وموقعها الجغرافي من العراق.
الموقع والمساحة:
تحتل محافظة نينوى الجزء الشمالي والشمال الغربي من العراق وتنحصر بين دائرتي عرض (-34015 و- 3 370) شمالا وبين خطي طول( - 25 410 و- 15 440 ) شرقا. يحدها من الشمال محافظة دهوك وجمهورية تركيا ومن الشرق محافظتا اربيل وكركوك ومن الجنوب كل من محافظتي صلاح الدين والانبار ومن الغرب الجمهورية العربية السورية.
وتبلغ مساحة المحافظة بحدود( 41454 ) كم2
الخارطة(1)
موقع محافظة نينوى من العراق
-البرامج المستخدمة:
وهي البرامج التي تم التعامل من خلالها داخل أجهزة الحاسوب مع نظم المعلومات الجغرافية والتي تقوم باستقبال البيانات والمعلومات والاوامر والتحكم في البيانات وادارتها وتحليلها ومعالجتها وتحويلها الى خرائط واشكال ومن هذه البرامج. برنامج ArcGIS(1) والتي تنتجها شركة أزري ESRI بكاليفورنيا في الولايات المتحدة الامريكية.وتعد من اهم البرامج التطبيقية المستخدمة في نظم المعلومات الجغرافية ,في مجال انتاج الخرائط وعمليات التحليل المكاني للظاهرات الجغرافية .
ان اهمية هذا البرنامج في البحث الحالي , تأتي من كونه من البرامج القادرة على انتاج خرائط موضوعية (Thematic maps) والقيام بعمليات التطابق للخرائط ذات الإحداثيات الموحدة من خلال وظيفة Geoprocessing لتكوين خرائط جديدة تتكون من مجموعة من الطبقات وإجراء عمليات التحليل المكاني (التطابق الطوبولوجي) Topological overlay لإنشاء وتكوين خرائط جديدة والقيام بعمليات التحليل المكاني لها. اضافة الى تكوين قاعدة بيانات .لاستخلاص النتائج وتفسير الارتباطات المكانية للظاهرة الجغرافية نتيجة عمليات التطابق للخرائط الموضوعية.
التحليل المكاني:spatial analysis
يقصد بالتحليل المكاني في أنظمة المعلومات الجغرافية, عمليات الربط المكاني لعناصر البيانات الجغرافية الرقمية والذي يعرف باسم التوبولوجي(Topology).يتم بواسطتها تحويل البيانات الخام الى بيانات مفيدة
ويمكن تعريف التوبولوجي او التراكيب البنيوية لعناصر البيانات الجغرافية الرقمية بصيغ عديدة تقود جميعها الى نفس المعنى والوظيفة التحليلية.
فهي عبارة عن نموذج رياضي يمكن من خلاله ربط العلاقات القائمة بين عناصركل طبقة من جهة ,وكذلك ربط كافة طبقات الموضوعات من جهة أخرى(2) وفي تعريف أخر لبرجورن(Bergeron (
تأكيد على ان التوبولوجي فرع من الرياضيات يعالج علاقات الجوار المتواجدة بين الأشكال الهندسية (3) . اما الصالح(4) فيذكران التوبولوجي أسلوب رياضي (mathematical procedure) لتوضيح العلاقات المكانية( spatial relation ships) وعن طريق العلاقات التوبولوجية يمكن أجراء العديد من التحليلات الضرورية في الخرائط.
وأفضل تعريف للتوبولوجية في نظام المعلومات الجغرافية ذلك الذي صاغه كينجking (5):
بأنه فرع من الرياضيات يستخدم في تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية ليضمن اضهار العلاقات المكانية القائمة بين الظواهر والأشكال الهندسية. ومن هذه التعاريف يمكن ان نستنتج ان التوبولوجي عبارة عن مجموعة من علاقات الربط المكاني بين عناصر الظاهرات الجغرافية الرقمية المرسومة على طبقات من جهة وبياناتها الوصفية من جهة اخرى ,وهي الأساس في عمليات التحليل المكاني والمحاكاة المكانية وبفضلها تتميز أنظمة المعلومات الجغرافية عن الأنظمة المحوسبة الأخرى بأنها تستطيع الوصول الى أفضل القرارات والحلول الناجعة كالتفتيش عن بقعة ذات خواص محددة مسبقا ضمن منطقة معينة .
التطابق التوبولوجي:(Topological overlay)
تعد عملية التطابق التوبولوجي احدى اهم وظائف نظم المعلومات الجغرافية والتي تستخدم لدراسة العلاقات المكانية التي تربط بين الظاهرات الجغرافية.وعملية التطابق هذه تستدعي وضع مجموعة من الملفات (الخرائط) المتفرقة ذات التعريف الاحداثي الموحد بعضها فوق بعض لاجراء عمليات التحليل , وتشمل العملية على مطابقة عدة بيانات (خرائط) على شكل Layers بعضها فوق بعض حيث تختص كل طبقة بسمة او خاصية معينة مثل (طبقة التربة,طبقة التضاريس,طبقة النبات الطبيعي,الموارد المائية)ثم القيام ببعض العمليات الرياضية العلاقية عليها والربط بينها وبعد تحويلها رقميا بواسطة القدرة الحاسوبية لتسهيل التعامل معها , ومن ثم تسهيل عمليات المطابقة من دمج وتوحيد للبيانات المتنوعة والخروج بمركب جديد من الخرائط والمعلومات الوصفية تحتوي على كافة الظواهر المراد تشخيصها وترتيب النتائج بشكل تلقائي(6) .
ان القدرة على ادماج توحيد وتكامل المعلومات من مصدرين مختلفين توضع في خارطة ,هو مفتاح عمل تحليل نظم المعلومات الجغرافية .ان تقنيات نظم المعلومات الجغرافية الرئيسية يمكن تشبيهها (بالمنخل ألخرائطي)(7).حيث تكون الخرائط المتوافقة هندسيا مع بعضها واضحة على الشاشة كالورق الشفاف بوضع الطبقات بصورة مرئية فوق بعضها على الشاشة باستخدام امر Geoprocessing في برنامج ArcGIS وعند اجراء عمليات التطابق يتم اخراج ملف جديد للبيانات الوصفية يحمل خصائص الجدولين السابقين ترتبط بالطبقة الجديدة من الخرائط الناتجة عن عملية التطابق(8)..ومن الفوائد المهمة لعملية التطابق التوبولوجي ايجاد العلاقة بين الظواهر المختلفة كالعلاقة بين الزراعة والتربة والامطاراو تحديد افضل منطقة لاقامة مشروع معين(9). اوافضل منطقة لانتاج محصول محدد, وهذا يتطلب اجراء عمليات التحليل المكاني للوصول الى الاختيار الافضل اعتمادا على المعايير المستخدمة للظاهرة الجغرافية وباستخدام او طرح العديد من الاسئلة مثل ماهي خصائص المناطق ذات الانتاجية العالية من محصول معين , ان مثل هذه المعلومات المشتقة من التحليل من الممكن ان تكون مهمة في التعرف على درجة التباين المكاني لتوزيع محصول معين مثلا, وتفسيرها وتحليل هذه البيانات والتعرف على المناطق ذات الإنتاجية الأقل لتشمل ببرامج التنمية مثلا.
ان عملية المطابقة التوبولوجية هذه غالبا ما تكون على مساحات ثنائية الابعاد باستخدام الرياضيات الجغرافية في النظام الخطي vector overlay, ويمكن ان تطبق على مساحات ذات ابعاد متعددة(10)
في ضوء هذا التصور البسيط.فان فكرة التطابق المستخدمة في برامج الحاسوب الخاصة بنظم المعلومات الجغرافية تقوم على إدخال البيانات الخاصة بظاهرة الدراسة على هيئة طبقات بحيث تتضمن كل طبقة موضوعا محددا وتشكل مجموعة الملفات كقاعدة معلوماتData Base.
أسلوب العمـــل:
مرت عمليات التحليل المكاني بعدة مراحل هي:
1- مرحلة جمع البيانات:
تعد عملية جمع البيانات Data Collection من اهم مراحل نظم المعلومات الجغرافية لان بناء قواعد المعلومات الجغرافية ومعالجتها تتطلب جهدا كبيرا لتجهيز وتصنيف البيانات الجغرافية والوصفية تمهيدا لعملية ادخالها ومعالجتها بالحاسوب وفيما يلي عرض لكلا النوعين من البيانات في منطقة الدراسة:
أ- البيانات المكانية: Spatial Data
تعد الخرائط اشهر وافضل مصادر البيانات المكانية في مركب نظم المعلومات الجغرافية لاحتوائها على تركيب مرجعي قوامه الاحداثيات الفلكية والتي من خلالها يمكن التعرف على احداثيات أي ظاهرة كما ان الخرائط تضم تفاصيل كثيرة لايمكن الحصول عليها من المصادر الاخرى وتضمنت البيانات المكانية في منطقة الدراسة كافة الخرائط الخاصة بمحافظة نينوى والتي تشمل خرائط (الوحدات الإدارية أنواع الترب,القابلية الإنتاجية للتربة,التوزيع المكاني للقمح , خطوط المطر المتساوي ,خطوط الارتفاعات المتساوية)
ب-البيانات الوصفية: Attribute Data
تمثل البيانات الوصفية كافة البيانات المرتبطة بالظواهر الجغرافية الممثلة على الخرائط كمواضيع مستقلة وفي بحثنا الحالي تضمنت معلومات وبيانات عن (انواع الترب والقابلية الانتجاية لها وبيانات عن الامطار وعن انتاجية القمح على مستوى الوحدات الادارية.)وهذه البيانات الوصفية هي التي حددت قاعدة البيانات الجغرافية للمنطقة حيث يفرد لكل ظاهرة جغرافية جدول خاص مرتبط بالخارطة في طبقة مستقلة.
2- مرحلة إدخال البيانات المكانية والوصفية وبناء قاعدة البيانات الجغرافية:
يقوم مبدأ ادخال المعلومات الى الحاسوب على اساس تحويل كافة المعلومات من الشكل الورقي الى الشكل الرقمي Digital format أي الشكل الذي يستطيع الحاسوب ان يتعامل معه باستخدام ARC GIS ا- ادخال البيانات الجغرافية (الخرائط):
1- ادخال الخرائط الى الماسح الضوئي Scanner وبقدرة تمييزية مقدارها (300) تحت مادة text
ثم خزنها وفق نظام JPEG من خلال برنامج معالج الصور Photoshop .
2- فتح برنامج ArcGIS ومن خلال امر Add Theme يتم عرض الخرائط تباعا.
3- اجراء عملية التعريف الاحداثي للخرائط أي جعل الخريطة مناظرة لوضعها الطبيعي وبنفس وحدات القياس(عملية تصحيح إحداثي)Registration من خلال الامر Georeferencing, .
4- البدأ بعمليات الرسم على الشاشة لكل خارطة على شكل طبقة layerمن خلال الامر New Theme .وخزنها في ملف خاص.وهي خرائط(انتاجية محصول القمح كلغم/دونم,انواع التربة, القابلية الانتاجية للتربة, انطقة الامطار , خطوط الارتفاعات المتساوية)
جدول(1) البيانات الوصفيةلانتاجية القمح
خارطة(2)
انتاجية محصول القمح كلغم /دونم حسب الاقضية
في محافظة نينوىلعام2005
المصدر: مديرية زراعة نينوى,شعبة التخطيط,2005 (11) .
الخارطة(3)
جدول(2) البيانات الوصفية لانواع التربة
أنواع التربة في محافظة نينوى
Soils and Soils Condition in Iraq,Baghdad,H.Veenman&Zonen N.V.Wagenigen,1960(12) Buring P.
جدول(3) بيانات اصناف التربة
المصدر: فليح حسن الطائي,خارطة القابلية الانتاجية للتربة في العراق (13) .
جدول(4) البيانات الوصفية لانطقة المطر
المصدر:اطلس العراق التعليمي,مركز دراسات علم الخرائط(14)
كلية التربية,1987.
خارطة (6) جدول(5)بيانات خطوط الارتفاع المتساوية
خطوط الارتفاعات المتساوية
المصدر:مديرية المساحة العسكرية,خارطة محافظة نينوى الطوبوغرافية,1987(15) .
ب- ادخال البيانات الوصفية :Attribute Data
تتميز برمجيات نظم المعلومات الجغرافية بقدرتها على فتح جدوال خفية لكل ظاهرة جغرافية يتم
رسمها وبصورة آلية . وللتأكد من ذلك يمكن التحول من مشهد العرضview للخارطة الى مشهد الجدول الخاص بالظاهرة باستخدام الامر open theme table وإدخال كافة البيانات الوصفية الى الجداول ,وتكوين قاعدة البيانات الخاصة بالموضوع.
3- مرحلة المعالجة والتحليل المكاني وإعداد خارطة التطابق البيئي لمحصول القمح :
تعد دراسة العلاقات المكانية بين الظاهرات الجغرافية والربط بينها من جملة ما تهدف اليه الجغرافية حتى يمكن فهمها والانتفاع بها في التطبيقات الجغرافية العملية , خاصة وان الجغرافية المعاصرة تؤكد على القدرة على الاستخدام الكفء لرياضيات العلاقات المكانية بغرض التوصل الى معرفة العلاقات الارتباطية المكانية بين الظواهر (16) .
تتميز أنظمة المعلومات الجغرافية بتحقيق هذه الأهداف وتحديد العلاقات المكانية بين الظاهرات باستخدام وظيفة التراكب او التطابق Overlay في التحليل المكاني والتي تسمح بتأسيس روابط بنيوية بين عناصر مكانية لتحديد مناطق التوافق وعدم التوافق بين الظاهرات الجغرافية
ولإدراك مفهوم عملية المعالجة يمكن القول بانها كافة العمليات التي يمكن من خلالها ادارة قاعدة البيانات بهدف الحصول على فائدة معينة بصورة آلية وبسرعة خلافا للأسلوب التقليدي .فعملية تركيب البيانات (مطابقتها فوق بعضها البعض) وايجاد العلاقات بين الظواهر في الحيز المكاني تعد افضل وظيفة عرفت بها انظمة المعلومات الجغرافية كما في الشكل(1).الذي يوضح جميع الخرائط الداخلة في عمليات المعالجة والتحليل
الشكل(1)
العوامل المؤثرة على إنتاجية القمح على شكل طبقات
والهدف من عمليات المعالجة في هذا البحث هو استخدام عمليات التطابق التوبولوجي للبيانات المكانية spatial topological overlay ذات الاحداثيات الموحدة للكشف عن العلاقات المكانية التي تربط بين طبيعة التوزيع المكاني لمحصول القمح كطبقة والعوامل المؤثرة كطبقات. ان احد الأساليب البديهية لتقصي الحقيقة هي اعداد خرائط تمثل كل واحدة منها احد العوامل المؤثرة ليصار بعد ذلك الى اجراء عمليات التطابق التوبولوجي وان توافق توزيع أي عامل مع توزيع محصول القمح وتباينها المكاني دل ذلك على وجود صلة ربط والعكس صحيح.وان قاعدة البيانات تقوم بتمثيل هذا الارتباط بجداول خاصة مرفقة.
ولتنفيذ عمليات المطابقة التوبولوجية تم استخدام نافذة Geoprocessing في برنامج ArcGIS
الخطوة الاولى:
اجراء عمليات التطابق التوبولوجي للبيانات بمطابقة ملف يحتوي على خارطة(2) (انتاجية القمح) مع ملف يمثل خارطة(3) (انواع التربة) union two themes وكانت النتيجة الحصول على خارطة جديدة وقاعدة بيانات جديدة خارطة(7) للمحافظة وتظهر عملية التطابق ان هناك ارتباط بين محصول القمح وبين انواع التربة فالأجزاء الشمالية من المحافظة ذات تربة بنية سمراء , وهي تربة عميقة تغطيها تربة اللويس المنقولة بواسطة الرياح , ونسجتها ناعمة وذات نفاذية جيدة وتعد من الترب الملائمة لانتاج محصول القمح. مما تؤكد هذا التوافق هو ان انتاجية هذه التربة من محصول القمح بين( 400ـــــ800)كلغم/دونم.اما الاجزاء الوسطى من المنطقة فتربتها بنية حمراء وهي متشكلة من تكوينات الجبس ومن صخور الانهدريت مع تكوينات من الصلصال والصخور الطينية والكلسية حيث ان غطائها رقيق ونسجتها اكثر خشونة من التربة البنية السمراء , وهي يشكل عام من الترب الاقل ملائمة من الترب البنية السمراء للإنتاج الزراعي ويتوافق مع الإنتاجية الاقل والذي يترواح بين(200ــــ300)كلغم/دونم , اما الأجزاء الجنوبية فتربتها رملية صحراوية وهي مشتقة من الصخور الرملية والصلصالية التي تبدو ظاهرة فوق السطح وهي من ترب المناطق شبه الجافة تتميز بقلة سمكها وعدم ملاءمتها للإنتاج الزراعي وتتوافق المنطقة مع الإنتاجية الأقل في المحافظة والتي تصل الى اقل من (200)كلغم/دونم.
الخارطة(7)
تطابق خارطتي إنتاجية محصول القمح مع أنواع التربة
الخطوة الثانية:
أجراء عمليات التطابق لخارطة انتاجية القمح وانواع التربة مع خارطة أصناف التربة(4) وكانت النتيجة الحصول على خارطة جديدة(8) تمثل تراكب ثلاثة خرائط تمثل التوافق والربط بين انتاجية القمح ونوع التربة وأصنافها
الخطوة الثالثة:مطابقة الخارطة الجديدة(8) مع خارطة الأمطار( 5 ) وخارطة الارتفاعات المتساوية(6) ومنها تم الحصول على الخارطة (9) , والجدول (6) ومن الخارطة نستنتج العلاقات الارتباطية التالية
1-وجود منطقة مضمونة الامطار تحتل الاجزاء الشمالية الشرقية من المحافظة معدل سقوط الامطار فيها اكثر من 500 ملم وترتبط بالمناطق المرتفعة من المحافظة حيث هناك تباين واضح في سطح المحافظة والتي لها دور في جعل التربة اكثر ملائمة لزراعة القمح وذات خصوبة ممتازة للزراعة .
خارطة(8)
تطابق خارطتي انتاجية القمح وانواع الترب مع اصناف الترب
الخارطة(9)
التطابق البيئي النهائي الناتجة من تطابق خرائط انتاجية القمح وانواع التربة واصناف التربة والامطاروخطوط الارتفاعات المتساوية.
2- منطقة شبه المضمونة الامطار(300ـــ500 )ملم وتشمل جزء الاكبر من المحافظة ويشمل الجزء الشمالي من منطقة الجزيرة ومعظم المنطقة شبه الجبلية بما في ذلك هضبة الموصل و السهول الغربية والشرقية من المحافظة و ترتبط بها التربة البنية الحمراء الاقل ملائمة للزراعة ولقلة الأمطار تأثير على القابلية الإنتاجية للتربة حيث تزداد العوامل المحددة للزراعة .
3- منطقة غير مضمونة الامطار اقل من(300)ملم والتي ترتبط بتربة صحراوية رملية ضعيفة لا تصلح للانتاج الزراعي بسبب كثرة العوامل المحددة للزراعة من قلة في الامطار وضعف نسج التربة وانتشار التربة الجبسية.
واخيرا من خلال جميع عمليات المطابقة تم التوصل الى مجموعة من العلاقات المكانية الجديدة والحصول على خارطة( التطابق البيئي) التي نتجت من تطابق جميع الخرائط ومنها تم استنتاج :
1- وجود منطقة ذات صنف جيد جدا لزراعة القمح بإنتاجية اكثر من (700كلغم/دونم)تحتل الأجزاء الشمالية الشرقية من المحافظة لكونها منطقة مضمونة الامطار وتربها جيدة للزراعة وعواملها المحددة للزراعة قليلة .
2- منطقة ذات صنف جيد للزراعة تحتل الأجزاء الوسطى من المحافظة إنتاجيتها(490كلغم/دونم) أمطارها بين(300ــ500 )ملم محددات الزراعة فيها ذات تأثير على الزراعة منها قلة الامطار وضعف نسج التربة والتعرية الهوائية وانتشار مادة الجبس.
3- منطقة ذات صنف غير جيدة للزراعة امطارها اقل من (300) ملم لاتصلح للانتاج الزراعي بل تصلح للمراعي البرية لضعف تربتها وقلة امطارها وكثرة محددات الزراعة.
4- امكانية تحديد المناطق ذات الانتاجية العالية والتعرف على المواصفات التفصيلية من جدول السمات الخاصة والمرفقة باستخدام صيغة التساؤلquery وكما موضح في الشكل(4) والجدول(7)
جدول(6)
البيانات الوصفية الناتجة عن عملية التطابق النهائية
شكل(4)
صيغة التساؤل عن اكثر المناطق انتاجية لمحصول القمح
جدول(7)
البيانات الوصفية للتطابق البيئي يكشف عن اكثر المناطق انتاجية لمحصول القمح
الاستنتاجات:
1- توفر امكانيات وقدرات كبيرة لبرامجيات انظمة المعلومات الجغرافية في عمليات المعالجة وكشف العلاقات المكانية بين الظاهرات الجغرافية باستخدام وظيفة التطابق التوبولوجي.
2- ان وجود قاعدة توبولوجية جيدة تدعم بشكل كبير فعالية نظم المعلومات الجغرافية كاداة مساعدة في اتخاذ القرارات.
3- المعالجة التوبولوجية تؤمن الحصول على خرائط عالية الجودة والدقة تضمن العلاقات المكانية بين الظواهر.
4- تميز انظمة المعلومات الجغرافية على القيام بعمليات التحليل للمعلومات وامكانية طرح انواع مختلفة من التساؤلات quries والحصول على اجابات دقيقة على شكل خرائط وقاعدة بيانات.
5- التوصل الى خارطة التطابق البيئي لمحصول القمح في محافظة نينوى , باستخدام عمليات التراكب للخرائط (الطبقات).
قائمة المصادر
1- ESRI.Getting to know Arc GIS. Redland. California: ESRI Inc.USA. 2001 p.231
2-سميح احمد محمود عودة, اساسيات نظم المعلومات الجغرافية وتطبيقاتها في رؤية جغرافية, ط1, عمان ,دار المسيرة للنشر والتوزيع, 2005.ص106.
3– سامح جزماتي ,سامي مقدسي, انظمة المعلومات الجغرافية(GIS) بيروت,دار الشرق العربي,2002.ص109.
4- احمد سالم صالح, مقدمة في نظم المعلومات الجغرافية, القاهرة,دار الكتاب الحديث,2000 .ص104.
5- Chang,K.,T., Introduction to Geographic Information Systems, McGraw Hill ,Inc ,2002 .P.13.
6- محمد عبد الجواد محمد علي, نظم المعلومات الجغرافية والجغرافية العربية وعصر المعلوماتو ط1,عمان ,دار صفاء للنشر والتوزيع,2001 .ص134.
7- Heywood,I.Corelius S.and Carver S.An Introduction to Geographical Information System. Harlow:Longman.2000.P.110
8- ESRI. Getting Started with Arc GIS.9. Redland California: 2004.P.231.
9- قاسم محمد الدويكات, نظم المعلومات الجغرافية, النظرية والتطبيق, ط1, اربد, 2003.ص139
10- ESRI.Insid Arcview GIS . 3ed. Scott Hntchinson and Larry Danial .USA .2000.P.300.
11- : مديرية زراعة نينوى,شعبة التخطيط , 2005
12-Buring p.s0ilsand soils Condition in Iraq,Baghdad,H.Veenman&Zonen N.V.Wagenigen,1960.
13- فليح حسن الطائي,خارطة القابلية الانتاجية للتربة في العراق.
14-:اطلس العراق التعليمي,مركز دراسات علم الخرائط , كلية التربية,1987.
15- مديرية المساحة العسكرية,خارطة محافظة نينوى الطوبوغرافية,1987
16ـ صفوح خير, الجغرافية موضوعها ومناهجها واهدافها, ط1, دمشق, دار الفكر,2000,ص292.
المصدر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]