:بسم الله زرقاء
سكان المدن وكثافة السكان
سكان المدن :
مر نمو سكان المدن في الجزائر بمراحل مختلفة تعكس كثيرا من الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية وهو نتاج تظافر عدة عوامل منها التزايد السكاني الطبيعي والتدفق الهجري من الارياف الذي تعرضت له معظم المدن الجزائري .
فعند الاحتلال الفرنسي للجزائر العام 1830 كان عدد سكان المدن يمثل نحو 5% من جملة سكان البلاد حيث كان غالبيتهم تقيم في الارياف وفي العام 1954 أي بعد نحو قرن من الزمن ، ارتفعت نسبة سكان المدن الى 25 % لتصل الى 31 % عام 66 ، والى 41% عام 77 والى 49 % عام 87 ولتبلغ نحو 53 % عام 1996 حيث اصبح اكثر من نصف الجزائريين يقيمون في المدن وذلك كنتيجة حتمية لعوامل الطرد من الارياف اضافة الى عوامل الجذب الكامنة بالمدن التي عرفت تنمية سريعة ومطردة في الصناعة والخدمات والبنية التحتية ، مما ادى الى استقطاب تيارات الهجرة نحوها ، بدافع التطلع لحياة افضل ومستوى اقتصادي ومعيشة احسن ، وكان ينتظر ان تصل نسبة سكان المدن الجزائرية العام 2000 الى نحو 60% من جملة السكان .
ويمكن تلمس اهم ملامح توزيع سكان المدن ونموهم في الجزائر من خلال المعطيات التالية :
- عرف عدد سكان المدن تزايدا مطردا من 150 الف نسمة عام 1830 الى نحو 1.45 مليون نسمة عام 1996 ، حيث تضاعف عددهم نحو 100 مرة خلال قرن ونصف تقريبا وهذه الطفرة الهائلة تشير الى التحولات الجذرية التي مرت بها المدن الجزائرية والى مدى الخلل الذي حدث قي التوازن بين الارياف والمناطق الحضرية .
تمثل الفترة 1954- 1987 طفرة كمية هائلة في نمو سكان المدن حيث تزايد عددهم من 1.6 مليون نسمة عام 1954 الى 11 مليون نسمة عام 87 بنمو زيادة يعادل 677% خلال ثلث قرن فقط . في الوقت الذي لم تحقق فيه الزيادة العامة لاجمالي السكان سوى مؤشر زيادة يعادل 216 % وهذا معناه ان معدل نمو الحضر كان يفوق بكثير معدل التزايد الطبيعي لاجمالي السكان .
تتميز اهم ملامح توزيع سكان المدن بالتفاوت الحاد في انتشارهم بين الاقاليم الجغرافية فوسط الجزائر اعلى المناطق تحضرا بنحو 44% تليه المنطقة الغربية بنحو 37% واخيرا المنطقة الشرقية بنحو 31 % كما ان اكثر الولايات تحضرا الولايات الساحلية ، حيث ان ولايات العاصمة ووهران وعنابة سجلت ارقاما قياسية في درجة التحضر وهي تضم مجتمعة نحو 25% من جلة حضر الجزائر .
ويكمن السر هذا التباين في تاثير الظروف التاريخية والتوجهات الاقتصادية المختلفة التي عملت عل تعميق الفوارق بين المناطق الساحلية والداخلية في البلاد ، وما ترتب عليه من انعدام التكافؤ في توزيع السكان والمدن والموارد الاقتصادية
اما بالنسبة الى تطور عدد المدن والمراكز الحضرية فان عددها العام 1830 لم يكن لم يكن يزيد عن 5 مدن لا يزيد عدد سكان اكبرها عن 30 الف نسمة واصبح عددها عام 1998 حوالي 597 مركزا حضريا ، من بينها 32 مدينة يزيد عدد سكانها عن 100 الف نسمة .
كما ارتفع عدد المدن المتوسطة ( من 20 الى 100 الف نسمة ) الى 115 مدينة عام 87 مقابل 18 مدينة فقط عام 54 ، وهو مؤشر لنجاح جهود الدولة في التصدي للنمو المفرط للمدن الكبرى وتحجيم دورها. عن طريق نقل قواعد التنمية والخدمات والمرافق الى هذه الفئة من المدن بفضل ترقية العديد منها الى رتبة عاصمة ولاية او دائرة في السلم الاداري .
كما يمتاز توزيع المدن الجزائرية بالانتشار الواسع للمدن الصغرى ، نحو 326 مدينة صغيرة بفضل استئثارها بنصيب مهم من العمليات التصنيع والخدمات وهذه الظاهرة مؤشر لتوازن التنمية الحضرية في الجزائر التي استهدفت التقليل من المناطق الطاردة للسكان ونشر التنمية على كامل انحاء التراب الوطني .
- كثافة السكان :
وتعبر عن العلاقة الاستغلالية بين الانسان والارض ، وتقدر الكثافة الحسابية العامة في الجزائر بـ 12.2 نسمة/كم2 عان 1998 وهي لاتعطي صورة حقيقية عن الواقع السكاني وذلك لان اجزاء شاسعة من البلاد غير صالحة للاستيطان ، ولان معظم السكان يتمركزون في مساحات محدودة من الاراضي الصالحة للاسقرار .
وتتحكم العوامل الطبيعية والاقتصادية والادارية والتاريخية بصورة اساسية وحاسمة في رسم صورة الكثافة السكانية في الجزائر ، التي تعطي الحقائق التالية:
- تتناقص كثافة السكان كلما اتجهنا منالساحل نحو الجنوب ومن الشرق نحو الغرب .
يتفق التدرج النطاقي للكثافة الى حد بعيد مع الاقاليم الطبيعية للجزائر ، فالتل به اعلى الكثافات حيث تتراوح بين 50 و 200 نسمة في الكم 2 . وقد تزيد عن 400 نسمة /كم 2 في بعض المناطق الساحلية وحول المدن الكبرى ، ويضم هذا الاقليم 65% من جملة سكان الجزائر رغم انه يمثل سوى 4% من جملة مساحة البلاد .
والسبب في ارتفاع الكثافة بهذا الاقليم ، توفر الظروف الطبيعية الملائمة ، من امطار ومياه واعتدال مناخ إضافة الى تجمع مختلف الأنشطة الصناعية والتجارية والخدماتية ، ووجود المدن الكبرى والبنية التحتية المتطورة .
اما الهضاب العليا فتتناقض الكثافة فيها الى ما بين 10 و 50 نسمة /كم2 ، وهي تاوي 25 % من السكان على نحو 9 % من جملة مساحة البلاد ، والظروف الطبيعية هنا ملائمة نسبيا للاستقرار ، وتبذل الدولة جهودا معتبرة لإعادة اعمار هذا الاقليم الذي كان يشكل تاريخيا العمود الفقري للمعمور الجزائري وذلك من خلال استراتيجية التهيئة العمرانية التي أعطت الاولوية لهذا الاقليم في تطوير البنية التحتية والتصنيع والمرافق .
اما الصحراء فتقل فيها الكثافة السكانية حيث تتدنى حصة الكلم المربع عن شخص واحد بسبب قساوة المناخ ويقيم هنا 10% من سكان الجزائر فوق 87 % من مساحة البلاد .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]