:بسم الله زرقاء
فرع من فروع الطب .. تماماً مثل أمراض القلب و أمراض الجهاز الهضمي .. أمراض لها أسبابها و أعراضها و أساليب علاجها المختلفة .. و المؤلم أن مفهوم الطب النفسي لا يزال مشوشاً عند الغالبية من المثقفين ، و يكاد يكون معدوماً عند بقية أفراد الشعب .. و المظلوم في هذه الحالة هو المريض .. و المنتصر هو المرض الذي يستشري و يتفاقم .
و زيارة الطبيب النفسي تأتي متأخرة لأسباب متعددة :
السبب الأول : عدم المعرفة أساساً بأن هناك شيئاً اسمه الطب النفسي .. فالاكتئاب معناه : " زعل " .. و الوسواس القهري معناه : " سيطرة الشيطان " .. و الهستيريا " دلع " .. و القلق النفسي " ضعف الإيمان " .. و العلاج في نظرهم هو " تغيير الجو " و الفرفشة و محاولة نسيان المشاكل و الهموم ، و تقوية الإرادة .
السبب الثاني : هو أننا نخجل أحياناً من الظهور في العيادة النفسية .. نخجل أن أحد أفراد الأسرة مريض نفسياً .. و لعل السبب يرجع إلى أن المرض النفسي ما زال معناه الجنون ..
زيارة الطبيب النفسي تأتي متأخرة لعدم المعرفة و للإحساس بالخجل .
و الغريب في الأمر ، أن الزيارة الأولى تتم في حجرات الدجالين و المشعوذين و علماء الأرواح ، و في حفلات الزار
إن الطب النفسي فرعٌ من فروع الطب .. و أن المرض النفسي مثل أي مرض عضوي له أسبابه و أعراضه و علاجه .. و كما أننا جميعاً معرضون لأي مرض عضوي ، فأننا جميعاً ، و بدون استثناء ، معرضون لأي مرضٍ نفسي أو عقلي .. لا يوجد إنسان لديه مناعة مطلقة تحميه من المرض النفسي أو العقلي .. أنا و أنت و أفقر الناس و أغنى الناس ، و أجهل الناس و أعلم الناس .. إنها أمراض مثل الأنفلونزا و التيفويئد .. فلماذا الخجل .. ؟ لماذا دفن الرؤوس في الرمال . ؟
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]