Esraa Eman Hussein{Admin} Admin المدير العام للمنتدى
الابراج : عدد المساهمات : 4049 تاريخ التسجيل : 15/06/2009 العمر : 35 الموقع : www.esraa-2009.ahlablog.com
| موضوع: صاعقةالاسلام بايزيد الاول الأحد 14 فبراير 2010, 10:30 am | |
| هو السلطان بايزيد الأول بن مرادبن أورخان بن عثمان بن أرطغرل
791-805 هـ/1389-1402م
بعد استشهاد السلطانمراد تولى الحكم أبنه بايزيد، وكان شجاعاً شهماً كريماً متحمساً للفتوحاتالإسلامية، ولذلك أهتم اهتماماً كبيراً بالشؤون العسكريةفاستهدف الإمارات المسيحية في الأناضول وخلال عام أصبحت تابعة للدولة العثمانية ،وكان بايزيد كمثل البرق في تحركاته بين الجبهتين البلقانية والأناضولية ولذلك أطلقعليه لقب"الصاعقة".
أولاً: سياسته مع الصرب:
شرع بايزيد في إقامة علاقات ودية مع الصرب مع أنهم كانواالسبب في قيام تحالف بلقاني ضد الدولة العثمانية وكان غرض بايزيد من هذه العلاقةاتخاذ دولة الصرب كحاجز بينه وبين المجر، وكان يشعر بضرورة اتخاذ حليف له في سياستهالعسكرية النشطة التي استهدفت الإمارات السلجوقية التركية الإسلامية في آسيا الصغرىولذلك وافق بايزيد على أن يحكم الصرب ابنا الملك (لازار) الذي قتل في معركة قوصوةوفرض عليهما أن يكونا حاكمين على صربيا، يحكمانها حسب قوانين بلاد الصرب وأعرافهاوتقاليدها وعاداتها، وأن يدينان له بالولاء ويقدمان له جزية وعدداً معيناً منالجنود يشتركون في فرقة خاصة بهم في حروية وتزوج ابنة الملكلازار.
ثانياً: اخضاع بلغاريا للسيادةالعثمانية:
بعد أنتم التفاهم مع الصرب وجه بايزيد ضربه خاطفة في عام (797هـ/1393م) إلى بلغاريا،فاستولى عليها وأخضع سكانها ، وبذلك فقدت البلاد استقلالها السياسي. وكان لسقوطبلغاريا في قبضة الدولة العثمانية صدى هائل في أوروبا وانتشر الرعب والفزع والخوفأنحاءها وتحركت القوى المسيحية الصليبية للقضاء على الوجود العثماني فيالبلقان.
ثالثاً: التكتل الدولي المسيحي الصليبي ضد الدولةالعثمانية:
قامسيجسموند ملك المجر والبابا بونيفاس التاسع بالدعوة لتكتل أوروبي صليبي مسيحي ضدالدولة العثمانية وكان ذلك التكتل من أكبر التكتلات التي واجهتها الدولة العثمانيةفي القرن الرابع عشر، من حيث عدد الدول التي اشتركت فيه، ثم أسهمت فيه بالسلاحوالعتاد والأموال والقوات وبلغ العدد الإجمالي لهذه الحملة الصليبية 120.000 مقاتلمن مختلف الجنسيات (ألمانيا وفرنسا إنجلترا واسكتلندا وسويسرا ولوكسمبرج والأراضيالمنخفضة الجنوبية وبعض الإمارات الإيطالية). وتحركت الحملة عام (800هـ/1396م) إلى المجر، ولكن زعمائهاوقادتها اختلفوا مع سيجسموند قبل بدء المعركة. فقد كان سيجسموند يؤثر الانتظار حتىيبدأ العثمانيون الهجوم، ولكن قواد الحملة شرعوا بالهجوم، وانحدروا مع نهر الدانوبحتى وصلوا إلى نيكوبوليس شمال البلقان وبدؤوا في حصارها وتغلبوا في أول الأمر علىالقوات العثمانية، إلا أن بايزيد ظهر فجأة ومعه حوالي مئة ألف جندي، وهو عدد يقلقليلاً عن التكتل الأوروبي الصليبي، ولكنه يتفوق عليهم نظاماً وسلاحاً ، فانهزممعظم النصارى ولاذوا بالفرار والهروب وقتل وأسر عدد من قادتهم. وخرج العثمانيون منمعركة نيكوبوليس بغنائم كثيرة وفيرة واستولوا على ذخائر العدو. وفي نشوة النصروالظفر قال السلطان بايزيد انه سيفتح ايطاليا ويطعم حصانه الشعير في مذبح القديسبطرس برومة. لقد وقع كثير من إشراففرنسا منهم الكونت دي نيفر نفسه في الأسر ، فقبل السلطان بايزيد دفع الفدية وأطلقسراح الأسرى والكونت دي ينفر وكان قد ألزم بالقسم على أن لا يعود لمحاربته قال لهأني أجيز لك أن لاتحفظ هذا اليمين فأنت في حل من الرجوع لمحاربتي إذ لاشيء أحب إليّمن محاربة جميع مسيحي أوروبا والانتصار عليهم. أما سجسموند ملك المجر كان قد بلغ به الغرور والاعتداد بجيشه وقوته أنقال: لو انقضت السماء عليائها لأمسكناها بحرابنا - فقد ولى هارباً ومعه رئيس فرسانرودس ولما بلغا في فرارهما شاطئ البحر الأسود وجد هناك الأسطول النصراني فوثبا علىإحدى السفن وفرت بهما مسرعة لا تلوي على شيء وتضاءلت مكانة المجر في عيون المجتمعالأوروبي بعد معركة نيكويوليس وتبخر ما كان يحيط بها من هيبة ورهبة لقد كان ذلكالنصر المظفر له أثر على بايزيد والمجتمع الإسلامي، فقامبايزيد ببعث رسائل إلى كبار حكام الشرق الإسلامي يبشرهم بالانتصار العظيم علىالنصارى، واصطحب الرسل معهم إلى بلاطات ملوك المسلمين مجموعة منتقاة من الأسرىالمسيحين باعتبارهم هدايا من المنتصر ودليلاً مادياً على انتصاره. واتخذ بايزيد لقب (سلطان الروم) كدليل على وراثته لدولة السلاجقة وسيطرته على كل شبه جزيرة الأناضول. كما أرسل إلى الخليفة العباسي المقيم بالقاهرة يطلب منه أن يقر هذا اللقب حتى يتسنىله بذلك أن يسبغ على السلطة التي مارسها هو وأجداده من قبل طابعاً شرعياً رسمياًفتزداد هيبته في العالم الإسلامي، وبالطبع وافق السلطان المملوكي برقوق حاميالخليفة العباسي على هذا الطلب لأنه يرى بايزيد حليفه الوحيد ضد قوات تيمورلنك التيكانت تهدد الدولة المملوكية والعثمانية وهاجر إلى الأناضول آلاف المسلمين الذينقدموا لخدمة الدولة العثمانية ، وكانت الهجرة مليئة بالجنود وممن أسهموا في الحياةالاقتصادية والعلمية والحكومية في إيران والعراق وما وراء النهر- هذا بالإضافة إلىالجموع التي فرت من أمام الزحف التيمورلنكي على آسياالوسطى.
رابعاً: حصار القسطنطينية:
استطاع بايزيد قبل معركة نيكوبوليس أن يشدد النكير علىالإمبراطورية البيزنطية وأن يفرض على الإمبراطور أن يعين قاضياً في القسطنطينيةللفصل في شؤون المسلمين وما لبث أن حاصر العاصمة البيزنطية وقبل الإمبراطور إيجادمحكمة إسلامية وبناء مسجد وتخصيص 700 منزل داخل المدينة للجالية الإسلامية، كماتنازل لبا يزيد عن نصف حي غلطة الذي وضعت فيه حامية عثمانية قوامها 6.000 جندي وزيدالجزية المفروضة على الدولة البيزنطية، وفرضت الخزانة العثمانية رسوماً على الكرومومزارع الخضروات الواقعة خارج المدينة. وأخذت المآذن تنقل الآذان إلى العاصمةالبيزنطية. وبعد الانتصار العظيمالذي حققه العثمانيون في معركة نيكوبوليس ثبت العثمانيون أقدامهم في البلقان، حيثانتشر الخوف والرعب بين الشعوب البلقانية، وخضعت البوسنة وبلغاريا إلى الدولةالعثمانية واستمر الجنود العثمانيون يتتبعون فلول النصارى في ارتدادهم . وعاقبالسلطان بايزيد حكام شبه جزيرة المورة الذين قدموا مساعدة عسكرية للحلف الصليبيوعقاباً للإمبراطور البيزنطي على موقفه المعادي طلب بايزيد منه أن يسلم القسطنطينيةوإزاء ذلك استنجد الإمبراطور مانويل بأوروبا دون جدوى. والحق أن الاستيلاء علىالقسطنطينية كان هدفاً رئيسياً في البرنامج الجهادي للسلطان بايزيد الأول. ولذلكفقد تحرك على رأس جيوشه وضرب حصاراً محكماً حول العاصمة البيزنطية وضغط عليها ضغطاًلا هوادة فيه واستمر الحصار حتى أشرفت المدينة في نهايتها على السقوط- بينما كانتأوروبا تنظر سقوط العاصمة العتيدة بين يوم وآخر إذا السلطان ينصرف عن فتحالقسطنطينية لظهور خطر جديد على الدولة العثمانية.
خامساً: الصدام بين تيمورلنكوبايزيد:
ينتميتيمورلنك إلى الأسر النبيلة في بلاد ما وراء النهر ، وفي عام 1369م جلس على عرشخراسان وقاعدته سمرقند. واستطاع أن يتوسع بجيوشه الرهيبة وأن يهيمن على القسمالأكبر من العالم الإسلامي؛ فقد انتشرت قواته الضخمة في آسيا من دلهي إلى دمشق، ومنبحر آرال إلى الخليج العربي وأحتل فارس وأرمينيا وأعالي الفرات ودجلة والمناطقالواقعة بين بحر قزوين إلى البحر الأسود وفي روسيا سيطر على المناطق الممتدة بينأنهار الفولجا والدون والدنيبر وأعلن بأنه سيسيطر على الأرض المسكونة ويجعلها ملكاًله وكان يردد: "أنه يجب ألا يوجد سوى سيد واحد على الأرض طالما أنه لا يوجد إلا إلهواحد في السماء" وقد اتصف تيمورلنك بالشجاعة والعبقرية الحربية والمهارة السياسيةوكان قبل أن يقرر أمر أن يجمع المعلومات ويرسل الجواسيس ثم يصدر أوامره بعد ترويوتأني بعيدة عن العجلة وكان من الهيبة بحيث أن جنوده كانوا يطيعون أوامره أياكانت. وكان تيمور باعتباره مسلماًيرعى العلماء ورجال الدين وبخاصة إتباع الطريقةالنقشبندية.
وكانتهناك عوامل وأسباب ساهمت في إيجاد صراع بين تيمورلنك وبايزيدمنها:
1.لجأ أمراء العراق الذين استولى تيمورعلى بلادهم إلى بايزيد، كما لجأ إلى تيمور بعض أمراء آسيا الصغرى - وفي كلاالجانبين كان اللاجئون يحرضون من استجاروا به على شن الحرب ضد الطرف الآخر . 2.تشجيع النصارى لتيمورلنك ودفعه للقضاءعلى بايزيد . 3.الرسائل النارية بين الطرفين ، ففيإحدى الرسائل التي بعث بها تيمور إلى بايزيد أهانه ضمنياً حين ذكّره بغموض أصلأسرته ، وعرض عليه العفو على اعتبار أن آل عثمان قد قدموا خدمات جليلة إلى الإسلام،ولو أنه اختتم رسالته -بصفته زعيماً للترك- باستصغار شأن بايزيد الذي قبل التحديوصرح بأنه سيتعقب تيمور إلى تبريز وسلطانية. وكان الزعيمان تيمور لنك وبايزيد يسعى كل منهما لتوسيعدولته .
سادساً: انهيار الدولة العثمانية:
تقدم تيمورلنك بجيوشه واحتل سيواس، وأباد حاميتها التي كانيقودها الأمير أرطغرل بن بايزيد والتقى الجيشان قرب أنقرة في عام 804هـ/1402م وكانت قوات بايزيد تبلغ 120.000 مجاهدلملاقاة خصمه وزحف تيمورلنك على رأس قوات جرارة في 20 يوليو 1402 (804هـ) وانتصرالمغول ووقع بايزيد في الأسر وظل يرسف في أغلاله حتى وافاه الأجل في السنةالتالية. وكانت الهزيمة بسبباندفاع وعجلة بايزيد فلم يحسن اختيار المكان الذي نزل فيه بجيشه الذي لم يكن يزيدعن مئة وعشرين ألف مقاتل بينما كان جيش خصمه لا يقل عن ثمانمائة ألف، ومات كثير منجنود بايزيد عطشاً لقلة الماء وكان الوقت صيفاً شديد القيظ. ولم يكد يلتقي الجيشانفي أنقرة حتى فر الجنود التتار الذين كانوا في جيش يزيد وجنود الأمارات الآسيويةالتي فتحها منذ عهد قريب وانضموا إلى جيش تيمورلنك ولم يجد السلطان العثماني بعدذلك ما أظهره هو وبقية جيشه من الشجاعة والاستماتة فيالقتال. لقد فرحت الدول النصرانيةفي الغرب بنصر تيمورلنك وهزها الطرب لمصرع بايزيد وماآلت إليه دولته من التفككوالانحلال وبعث ملوك انجلترا وفرنسا وقشتالة وإمبراطور القسطنطينية إلى تيمورلنكيهنئونه على ما أحرزه من النصر العظيم والظفر المجيد واعتقدت أوروبا أنها قد تخلصتإلى الأبد من الخطر العثماني الذي طالما روعها وهددها. واستولى تيمورلنك بعد هزيمة بايزيد على ازنيق وبروسةوغيرها من المدن والحصون ثم دك أسوار أزمير وخلصها من قبضة فرسان رودس (فرسانالقديس يوحنا) ، محاولاً بذلك أن يبرر موقفه أمام الرأي العام الإسلامي الذي أتهمهبأنه وجه ضربة شديدة إلى الإسلام بقضائه على الدولة العثمانية وحاول تيمورلنكبقتاله لفرسان القديس يوحنا أن يضفي على معارك الأناضول طابعالجهاد. كما أعاد تيمورلنك أمراءآسيا الصغرى إلى أملاكهم السابقة، ومن ثم استرجاع الإمارات التي ضمها بايزيدلاستقلالها كما بذر تيمور بذور الشقاق بين أبناء بايزيد المتنازعين علىالعرش.
| |
|