mostafa_eltablawy New Member عضو جديد
الابراج : عدد المساهمات : 39 تاريخ التسجيل : 10/07/2009 العمر : 49
| موضوع: العسكرية المصرية في عهد الدولة الحديثة عصر الإمبراطورية المصرية القديمة الأربعاء 19 مايو 2010, 10:25 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] العسكرية المصرية في عهد الدولة الحديثة
عصر الإمبراطورية المصرية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | تم تصغير هذه الصورة. إضغط هنا لمشاهدة الصورة كاملة. الصورة الأصلية بأبعاد 900 * 459 و حجم 410KB. | شك إن صدمة دخول الهكسوس إلى مصر وتسليحهم المتفوق غيرت نمط وأسلوب التفكير المصري فيما يخص العالم الخارجي، إن التعالي المصري على باثي الأمم والذي ميز الدولة القديمة والوسطى قد انتهى إلى غير رجعة، وأصبح هم الفراعنة القضاء على بذور التهديد في مهدها، ولم يكن من بد من تواجد الجيوش المصرية في بلاد الشام كدرع حامية لمصر ولمنع ظهور قوى إقليمية قد تهدد الأمن المصري في المستقبل.
الإمبراطورية المصرية في أوج اتساعها [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]إن هذا المبدأ عند العسكريون المحدثين يعرف بالحرب الوقائية أو الاستباقية، حيث بادرت مصر بشن حروب على ما قد يظهر كاحتمال لتهديد أمن مصر، كما حرص الفراعنة على نقل المعارك الحربية إلى أرض العدو كمبدأ قتالي أساسي، وسيظل هذا المبدأ قائماً طالما كانت الدولة المصرية قوية إلى الحد الذي يمكنها من إرسال جيشها خارج الحدود، وعندما ضعفت مصر في أواخر عهد الأسرة العشرين، سمح غيابها عن بلاد الشام ببزوغ قوى إقليمية أخرى مثل الأشوريين والذي سيسعون لغزو مصر لاحقاً مستغلين لضعفها.العقيدة القتالية المصرية في عهد الدولة الحديثةتغيرت العقيدة القتالية المصرية والتي كانت سابقاً تقوم على الدفاع عن مصر، إلى عقدية قتالية هجومية صريحة، تقوم على السيطرة على منابع التهديد والتحكم في الممرات الاستراتيجة المؤدية إلى مصر، ومن أجل ذلك تطور الفكر العسكري المصري ليشمل عدة نقاط1- الاعتماد على جيش وطني قوي مدعم بعناصر مختارة من المرتزقة.2- الاحتفاظ بحجم قوات نظامية مستديم يكفل التحرك الفوري في حالة حدوث تهديد.3- الحفاظ على مبدأ الحرب الاستباقية.4- نقل الحرب إلى خارج حدود مصر.5- اعتماد مبدأ المفاجأة سواء في طرق الاقتراب للمعركة أو على الصعيد التكتيكي داخل المعركة ذاتها.6- ظهور مبدأ تأمين القوات متمثلة في عناصر الاستطلاع التي تسبق الجيوش.7- الاعتماد على التفوق النوعي سواء في التسليح أو في نوعية التدريب والجاهزية القتالية أو كليهما معاً إن أمكن.8- تجانس القوات المصرية تسليحاً وتدريباً، وفي حالة وجود قوات حليفة تكلف بمهام مستقلة عن القوات المصرية الرئيسية.9- الاحتفاظ بالتنظيم المتفوق لكتائب المشاة والتي ستبقى قوة الحسم الرئيسية.10- تطوير تسليح كتائب المشاة بإدخال لأسلحة جديدة مثل الأقواس المركبة وفأس الحرب الخارقة والسيوف المصرية ( الخاباش ).11- تطوير قوة نيران متحركة ومتفوقة متمثلة في العربات الحربية المصرية ، والتي من مهامها تدمير العربات الحربية المعادية أولاً، ثم التمهيد لتقدم قوات المشاة ودعمها ثانياً.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]12- بناء أسطول بحري قوي للسيطرة على طرق الإمداد ودعم الجيش وكذا المشاركة في الهجوم على المدن الساحلية في حالة الحاجة إلى ذلك.أسلحة القتال القريب والمتلاحم
أحتفظ الجيش المصري بالكثير من أسلحة القتال القريب والمتلاحم مثل الحربة والخنجر كما هي، ولتجنب التكرار برجاء مراجعة هذا الجزء في الرابط الذي وضعته في بداية الموضوع، وكان التطوير الأساسي للأسلحة التي لم تتطور في عهد الدولة الحديثة هو استبدال الأجزاء النحاسية والحجرية بأجزاء برونزية مثل رأس الحربة ونصل الخنجر وذلك لمساعدة السلاح برأس صلب يمكنها من اختراق دروع وتروس الأعداء.
غير أن أسلحة أخرى طالها التغيير، كما ظهرت أسلحة جديدة وتراجعت أسلحة أخرى.
ومن أهم الأسلحة التي تراجع استخدامها : المقمعة، حيث فقدت الكثير من جدواها بعد دخول عصر خوذات الرأس البرونزية، والتي يصعب على المقعمة كسرها لكي تؤثر في الجمجمة بشكل قاتل.
كما تطور سلاح رئيسي من الأسلحة القديمة وهو فأس الحرب ذات النصل القاطع لتحل محلها فأس الحرب ذات النصل الخارق للدروع، فيما ظهر السيف لأول مرة ضمن أسلحة الجيش المصري، وهو ما سنبدأ به بإذن الله تعالى.
يختلف السيف عن باقي الأسلحة اختلافاً كبيراً ، فهو السلاح الأول الذي يمثل كامل جسمه خطراً على الخصم، فالحربة مثلاً تتركز خطورتها في رأسها المعدنية أو الحجرية، فيما تقتصر خطورة فأس الحرب على القوس المعدني المركب في نهايتها، أما السيف فله نصل طويل مشحوذ يمثل بكامل طوله خطراً على حياة الخصم، ومن الواضح تأثير هذه الخاصية على قدرة المقاتل على قتل خصمه حيث إن إصابة الخصم بسلاح ذو منطقة فعالة صغيرة أصعب كثيراً من إصابته بالسيف، والسيف أول ما ظهر بالعالم القديم انتشر منه الطراز المقوس في الشرق الأدنى، وهو يشبه المنجل تماماً. وبذلك تم تحديد وظيفة السيف في كونه يحدث جرحاً قطعياً عريضاً يسبب نزيفاً حاداً للخصم يؤدي إلى الموت وهو بذلك يصنف من صمن أسلحة القطع ( راجع الجزء الأول لمزيد من التفاصيل حول أسلحة القطع وأسلحة الطعن )، ولكن السيوف المقوسة يمكنها بضربة قوية حتى أن تبتر يد أو قدم الخصم، واهم ميزات السيف المقوس أنه عندما يصطدم بالعظم فأنه وبسبب تقوسه ينزلق فوق العظم بدلا ًمن أن يصطدم معه ليخرج بسلاسة وسرعة من خط الجرح ويمكن المقاتل من توجيه المزيد من الضربات.
من ناحية أخرى شاع في منطقة الأناضول وعند الشعوب ذات الأصل الأوربي السيف المستقيم، والسيف المستقيم يستخدم أساساً للطعن بذبابة السيف لتحقيق اختراق عميق وقاتل للخصم. وبذلك يمكن التعرف على نمط الضرب لكلا السيفين، فالسيف المقوس يتم الضرب به بشكل دائري بينما السيف المستقيم يتم الضرب به بشكل عمودي، ويجب مراعاة أن السيوف المقوسة القديمة كانت شديدة الاستدارة بحيث تسبه المنجل فعلاً.
ولكن هل من الممن استخدام كلا السيفين بشكل عكسي، نظرياً نعم، فيمكن للسيف المقوس أن يحقق اختراقاً شريطة أن يحاول المقاتل دفعه في بطن الخصم بحيث يخترق سن السيف بطن الخصم بحركة دائرة من أسفل لأعلى، غير أن تنفيذ مثل تلك الحركة بقوة كافية لاختراق درع برونزي صعب على أرض الواقع، بالمثل يمكن لسيف مستقيم أن يتم الضرب به بشكل دائري إحداث جرح قطعي، لكن لو أصاب السيف العظم فإ، نصله المستقيم سيصطدم بالعظم وسيحتاج المقاتل أن يسحب السيف عرضياً بشكل كامل وبطول السيف وهو أمر سيستغرق منه وقتاً قد يسبب موته، كما أن اختراق السيف المستقيم لدرع برونزي بضربة دائرية صعب للغاية بسبب نصله المستقيم.
إذا ماذا قدم المصريين للعالم في مجال صناعة السيوف؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] لقد قدموا الخاباش، وهو السيف المصري والذي يعد أو سيف يجمع بين خطائص السيف المقوس والسيف المستقيم على حد علمي.
الخاباش هو تقدم تقني رأئع، فقد عمد أجدادنا إلى تقليل تقوس السيف إلى ادنى حد ممكن بحيث لا يضر ذلك التخفيض بقدرات السيف على القطع والانزلاق على العظام، لكنهم في ذات الوقت صنعوا طرفاً مستدقاً للسيف يمكنه من اختراق الخصم بشكل رأسي كالسيف المستقيم تماماً، ولكي يكتسب السيف قوة دفع كافية ، فالجزء الأول منه يسير على شكل مستقيم ما يلبث أن يعمل قوساً منحنياً بدرجة بسيطة ينتهي بطرف مستدق. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ومكن هذا التصميم المقاتل من استخدام السيف بحرية سواء بالضربات الدائرية أو المستقيمة، وقد فتح هذا التصميم المبتكر المجال في صناعة السيوف المقوسة لاحقاً حيث ظهرت عدة سيوف تؤدي الغرضين ومنها السيف العربي والسيف الهندي والسيف الياباني
سيف مصري حقيقي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
السيوف العربية تطوير للفكرة المصرية [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فأس الحرب وتطورها
مثلت الفأس الحربية حجر الزاوية في أسلحة الاشتباك ألتلاحمي في الجيش المصري طوال عهدي الدولتين القديمة والوسطى، وكانت فأس الحرب حينها مزودة بشفرة نحاسية على شكل نصف دائرة تستهدف إحداث جروح قطعية في جسد الخصم بما يؤدي إلى نزيف مميت، وقد تخلى الجيش المصري عن فأس الحرب القاطعة بعد دخول الهكسوس إلى مصر إذا فشل ذلك السلاح في اختراق دروع الهكسوس وتروسهم المصنوعة من البرونز ، وكذلك خوذ الرأس المصنوعة من نفس المادة، وبالتالي فقدت الفأس فاعليتها، بالمقابل اقتبس المصريون الفأس الخاصة بالهكسوس وتتكون من ذراع خشبي ينتهي بنصل معدني برونزي على شكل مستطيل، ويتم الضرب بهذه الفأس بحيث يدخل النصل إلى هدفه في وضع عمودي مما يؤمن له قدرة كبيرة على الاختراق، وكان للفأس الجديدة القدرة على اختراق الدروع والتروس البرونزية إذا ما توفر للمهاجم القوة الكافية، وحلت الفأس الجديدة مكان القديمة والتي اختفت تماماً من تسليح الجيش المصري.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الفروعون يمسك فأس الحرب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
غير أن فأس الحرب لم تهناء طويلاً بمكانتها، إذ واجهت منافسة شرسة من دخول السيف المصري ( الخاباش ) منافساً شرساً لها، ورغم أن الخاباش كان معروفاً على وجه أكيد من أيام تحتمس الثالث إلا أن فأس الحرب في عهده كانت لا تزال تحتفظ بمكانة مرموقة بين أسلحة الجيش المصري، غير إ، تلك المكانة كانت قد تقلصت إلى حد كبير بدون شك في عهد رمسيس الثالث، حيث صورت النقوش الفرعونية الجيش المصري وهو يقاتل شعوب البحر الأبيض المتوسط وقد أمسكت كتائب الجند بالخاباش، في إشارة إلى أنه أصبح سلاح الاشتباك الرئيسي لجندي المشاة في ذلك العهد.
صفوف المشاة المصرية تقاتل شعوب البحر، لاحظوا السيوف المصرية المقوسة، وفي المقدمة بعض المرتزقة من الشرادنا ويمسكون بسيوفهم المستقيمة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الحربة وتطورها
ظلت الحربة محتفظة بمكانتها في الدولة الحديثة كالسلاح الرئيسي للصفوف الأمامية، غير أن عدة تعديلات قد أدخلت عليها.
أول هذه التعديلات هو تغيير رأس الحربة برأس برونزي قادر على الاستجابة للتطور الكبير الذي حدث في مستوى التدريع لدى الخصوم، ولعبت الحربة دوراً في الجيش المصري أقل مما لعبته في بعض الجيوش الأخرى، فعلى سبيل المثال كانت الحربة هي سلاح القتال الرئيسي للعجلات الحربية الحيثية وعند الهكسوس على حد سواء، فيما شكلت سلاحاً ثانوياً للعجلات الحربية المصرية.
والجدير بالذكر أن الحربة تصاعد الاهتمام بها تدريجياً بمرور الوقت وذلك لفاعليتها الشديدة في حالة قيام الجند بالقتال ككتلة متراصة باستخدام الحراب، وقد زادت أهمية الحربة إلى حد أنها في النهاية حظيت بشرف أن يتم تصوير الفرعون وهو يضرب أعدائه بها، وكان هذا الفرعون هو رمسيس الثالث قاهر شعوب البحر.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وبلغت الحربة أوج تطورها على يد اليونانيين، والذي استخدموا حربا شديدة الطول ودمجوها لتصبح السلاح الرئيسي لمشاتهم الثقيلة، حيث كان الجندي اليوناني يرتدي درعاً برونزية تغطي صدره مكونة من قطعة واحدة صلبة، وخوذة برونزية لا يظهر منها سوى عينيه إضافة إلى واقيات برونزية للسواعد تغطي المسافة بين اليد والكوع وكذلك واقيات للساق تغطي المسافة بين القدم والركبة، إضافة إلى ترس برونزي مستدير ضخم. وكان نمط القتال اليوناني يعتمد على تراص الجند بحيث تتداخل تروسهم كقشور السمك مشكلة حائط منيع ضد كل أنواع الهجمات، فيما تبرز الحراب الطويلة من بين التروس. وقد أثبتت تشكيلات المشاة الثقيلة اليونانية فاعلية كبيرة أمام الفرس وحققت تفوقاً نوعياً واضحاً على المشاة الفارسية.
( مشهد من فيلم 300 مقاتل من أبرسطة يوضح نمط القتال اليوناني ) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وإبان فترة المواجهات المصرية الفارسية في العصر المتأخر، استعان الفراعنة بمرتزقة يونانيين لتحسين القدرة الحربية للجيش المصري، لكنهم من جهة أخرى استعانوا أيضاً بمدربين حربيين لتدريب الجنود المصريين ، على نظام الكتائب اليوناني، وقد أثمر ذلك عن دخول الحربة الطويلة إلى الخدمة في مصر. غير أن افتقار مصر لمعدن القصدير الهام في صناعة البرونز لم يسمح بتحول كامل إلى النمط اليوناني، فاحتفظ المصريون بتروسهم ودروعهم الجلدية ولكن عدلوا نمط قتال كتائب المشاة من حملة الحراب لتحارب بالتكنيك اليوناني، وفي الواقع شكل المشاة المصريين مشاة متوسطة التدريع مقارنة بالمشاة ثقيلة التدريع اليونانية، لكنهم على كل حال ابلوا بلاء حسناً ضد الفرس، بل وضد اليونانيين أنفسهم إذ سجل التاريخ قيام ثورة بين الجند المصريين أسفرت عن معركة بين الجند المصرية والجند المرتزقة اليونانية والتي كانت تعد الوحدات النخبوية، وانتصرت القوات المصرية مما يدلل على استيعاب الجنود التام لهذا الأسلوب الجديد. غير أن دخول حقبة البطالمة شهد تطوراً جديداً في كتائب الحراب المصرية، إذا لجاء البطالمة في النهاية إلى تكوين قوات مصرية على النمط اليوناني الكامل ولكن بتروس أصغر حجماً للحافظ على خفة الحركة،
| |
|