يمكن تقسيم الأمراض الروماتيزمية إلى أشكال التهابية مثل التهاب المفاصل الرثياني (الروماتويد) وغير التهابية مثل الوهن العضلي الليفي. تصنف الآفات الإلتهابية عادة إلى مناعية ذاتية وغير مناعية والمرض المناعي الذاتي يعني أن هناك تفاعلاً مناعياً ضد بعض خلايا الجسم نفسه وأنسجته. ويعتبر الروماتويد والذئبة الحمامية (SLE ) من أمراض المناعة الذاتية والنقرس ) ( Gout هو مرض التهابي غير مناعي. ما المقصود بالمرض المناعي ؟ ولكي نفهم كيف يحدث المرض المناعي فيجب أن نعرف آلية عمل الجهاز الدفاعي للجسم الطبيعي. فالجهاز المناعي الطبيعي يجب أن يتعرف ويقتل بعض الأجسام الأجنبية التي قد تؤذي الجسم ويسمى المرض المناعي ذاتي عندما يهاجم الجسم جهازه المناعي وبمعنى آخر غياب الدفاع الذاتي الطبيعي. يؤدي سير دفاع الجسم في الظروف الطبيعية إلى استجابة التهابية ومناعية مضبوطة ومنظمة تحمي جسم الإنسان من الجسم الغريب وحدوث أي خلل في دفاعات الجسم سواء زيادة أو نقص يمكن له أن يخرب أنسجة الجسم أي بمعنى آخر فان الجهاز المناعي يهاجم الأجزاء الطبيعية في الجسم بدلاً أن يهاجم الأجسام الأجنبية وينجم عن ذلك المرض الصريح، لذلك يدعى مرض مناعي ذاتي. تعريف الروماتويد إن الروماتيزم هو اصطلاح عام لوصف أي اضطرابات مؤلمة للمفاصل والعضلات وبعض أنسجة الجسم الأخرى، ولكن التهاب المفاصل نظير الرثوي (الروماتويد) هو مرض التهابي يصيب معظم المفاصل كما يصيب أجهزة أخرى. ويعتبر تفاعل مناعي ذاتي أي أن الجسد يهاجم نفسه، فيـتعرف الجهاز المـناعي للجسم على الغشـاء المصلي الـذي يفرز الساثل المـزلق في المفصل كجسم غريـب. يظهر الالتهاب، ويتحطم الغضروف والأنسجة حـول المفاصل ومن ثم يستبدلها الجسم بنسيج ندبي يؤدي إلى ضيق المسافة الموجـود في المفصل وتصبح العظام ملتصقة ببعضها. الفرق بين الروماتويد وبين خشونة المفاصل ويعد الروماتويد أكثر الأمراض الروماتيزمية انتشاراً بعد التهاب المفاصل التنكسي (خشونة المفاصل). بينما يصيب التهاب المفاصل العظمي مفاصل معينة، فالتهاب المفاصل الروماتويدي يصيب المفاصل الزلالية والأربطة والأوتار. إن المفاصل المصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي عادة تحدث صوتاًً مشابهاً لصوت انثناء السيلوفان، بينما تحـدث المفاصل المصابة بالالتهاب المفصلي العظمي صوت فرقعة، طقطقة وضجة عالية. كما أنه أكثرها شدةً وألماً حيث أنه يؤدي إلى تدمير وتشوه المفاصل إذا لم يُعالج مبكراً. يصيب جميع الأعمار يمكن أن يصيب الإنسان في أي مرحلة من مراحل العمر وحتى في الطفولة حيث أنه يصيب 71 ألف شاب أمريكي أعمارهم من 18 وأقل ، وتتجاوز نسبة إصابة الفتيات 6 مرات أكثر من الأولاد.ولكن في حوالي 80 % من المرضى ما تكون الإصابة بين سن (25-35 )وهو يصيب النساء أكثر من الرجال بأربعة أضعاف وترتفع نسبة الإصابة إلى ستة أضعاف عند النساء بين سن (60-64 ) منها عند الرجال ويشاهد هذا المرض في كل أنحاء العالم. فيجب على المريض التذكر بأنه ليس وحيداً فيما يعانيه فهناك بين حوالي 0.01% في أفريقيا و 0.4 في جنوب شرق آسيا و1% في أوربا ولكن تزداد نسبة الإصابة إلى حوالي 6% بين الهنود الذين يعيشون في أمريكا. ويوجد أكثر من 2 مليون مصاب بالروماتويد في أمريكا ثلثاهم نساء. هل للمرض علاقة بالطقس؟ أشارت الدراسات الوبائية الإفريقية إلى أن العوامل البيئية (المناخية) والتحضر لها أثر كبير في شدة الروماتويد في مجموعات خلقية ذات خلفية وراثية متشابهة ويبدو أن حدوثه وشدته هما أقل عند سكان الريف والصحراء الإفريقية ولكن استعمال المكيفات بشكل مستمر وخاطئ قد يزيد النسبة في هذه الأماكن فقد يلعب الطقس دور في تطور المرض فيلاحظ عدد من المرضى أن شكاويهم أكثر سوءاً عند التغير المفاجئ للطقس وبخاصة في الجو الحار والرطب فيما يشعرون بتحسن في الجو الجاف. أسباب الروماتويد إن سبب الروماتويد مازال مجهولاً ويعتقد الباحثون بأن هناك بعض العوامل الإلتهابية قد تلعب دوراً في بدء المرض فقد تكون ظاهرة ناتجة عن عنصرالتهابي عند الشخص المؤهب وراثياً (ذوي الإستعداد الوراثي)، وقد اقترح عدد من العوامل المسببة للمزض مثل الفيروسات وحمة الحصبة الألمانية ولكن لم يثبت دليل قوي مقنع على أياً من هذه العوامل يسبب الروماتويد. العوامل المساعدة لظهور الروماتويد هناك بعض العوامل التي تلعب دور هام في تفاقم المرض أو حدوث النوبة الحادة. • الصدمة النفسية أو الجسدية: مع أن معظم الأطباء غير مقتنعين بهذا الموضوع ولكن البعض منهم يؤيدوا هذه العلاقة. وأثناء استجوابي لكثير من المرضى عن مدى التأثير النفسي على المرض وجدت أن نسبة منهم قد حدث له صدمة نفسية قبل حدوث المرض بعدة أسابيع مثل وفاة أحد الأقارب، الطلاق، الزواج بأخرى وظلم الزوجة السابقة، تخلي الأبناء أو البنات عن أبيهم أو والدتهم والسكن في مأوى العجزة وغيره كثير من الصدمات، وكذلك فإن المصاب بهذا المرض تزداد شدة مرضه عند تعرضه لصدمة نفسية. لذلك فإن تدبير الشدة النفسية مهم عند علاج الروماتويد. • الولادة: على الرغم من الشعور بتحسن الأعراض عند الحمل ولكنه يزداد سوءاً في الأيام القليلة بعد الولادة. • الوراثة. هل للوراثة دور في هذا المرض: لا تلعب الوراثة دور أساسي فهو مرض غير وراثي ولكن التأهب للمرض قد يكون وراثي حيث ثبت علمياً أن نسبة كبيرة من المصابين بالروماتويد يملكون فئة خلوية خاصة موجودة على سطوح الخلايا وهي غالباً تكون من نوع HLADR4 وفي بعض العوامل قد يصاب عدة أشخاص بالمرض وتزداد نسبته إلى أربعة أضعاف عند الأقارب من الدرجة الأولى ولكن قد يتجاوز هؤلاء الأقارب فيصيب الجيل الثاني مثل ابن البنت أو ابنة الابن وأحياناً قد لايصيب المرض أحد في العائلة غير هذا المريض. الأعراض يتصف المرض بأنه التهاب مفصل متعدد مزمن، يؤدي إلى تدمير وتشوه المفاصل إذا لم يُعالج مبكراً. وهو يبدأ عند حوالي ثلثي المرضى تقريباً بشكل مخاتل مع تعب شديد وفقد الشهية للطعام وضعف معمم بما في ذلك الضعف الجنسي وفد يؤدي الروماتويد الى الإجهاد، فقر الدم، نقص الوزن، الحمى، وعادة ألم مقيد. أما الأعراض الخاصة فإنها تظهر عادة بشكل تدريجي بحيث تصيب مفاصل متعددة وخصوصاً مفاصل اليدين والمعصم والركبة والقدمين من ألم وتيبس وتورم فيحمر وينتفخ المفصل ويكون دافئاً، ويختفي عادة الشعور بالتيبس بعد ساعة وتكون الإصابة متناظرة في كلا الجهتين من الجسم، وتصبح أسوأ عند استيفاظه في الصباح أو بعد فترة طويلة من الجلوس والنوم ويقل شعوره بالألم مع تقدم ساعات النهار. ويشتكي المريض من ضعف جسمي وشعور بعدم الراحة وفقد الشهية للطعام وبالتالي فقدان الوزن وتعب شديد خلال فترة بعد الظهر (بين الثالثة والرابعة). وقد يحدث عند بعض المرضى فقر دم أو التهاب العينين أو ذات الجنب أو عقيدات تحت الجلد والتي غالباً ما توجد على الوجه الخلفي للمرفق نتيجة للضغط المتكرر. قد تتقرح هذه العقيدات وقد تختفي بدون أن تسبب أي مشاكل. التشخيص علماء الرماتيزم اكتشفوا أن دم العديد من الناس الذين يعانون التهاب المفاصـل الـروماتويدي يحـوي أجسـامآ مضـادة تدعـى العوامـل الرثيانية (الروماتويديةRF)، مع العلم أنه يوجد في 75% من الحالات فقط. وهنا لا بد من الإشارة بأن هذا العامل قد يوجد في أمراضٍ أخرى غير الروماتويد بل أنه يوجد في حوالي 5% من الأشخاص الطبيعيين خاصة كبار السن. لذلك فوجود العامل الرثياني في الدم لا يشخص الوماتويد إلا إذا ترافق مع أعراض أخرى. كذلك فهناك تحاليل دموية أخرى مثل ارتفاع سرعة الترسيب الحاد والمزمن وفقر الدم قد تساعد في تأكيد التشخيص. كما لاننسى أهمية الأشعة خاصة اليدين والرسغ أو القدمين في تشخيص وتحديد درجة المرض. غير صحيح مايقال بأن الروماتويد ليس له علاج بعض مرضى الروماتويد يسألني هل للروماتويد علاج فأقول نعم فإن الله ما أنزل داء إلا أنزل له شفاء ولقد وجدت بعض الإحصائيات الطبية بأنه من كل 100 مريض 70 % يستمر عندهم الألم ولإنتفاخ المفصلي لذلك لابد لهم من تناول العلاج باستمرار وحوالي 25 % من المرضى يمكن أن يحدث لهم شفاء تام بإذن الله بعد سنوات قليلة و5 % فقط يتفاقم عندهم المرض وبسبب إعاقة. وبفضل الله لدي عدة مرضى اوقفوا العلاج منذ سنتين ولايشكوا من أيي أعراض تذكر فقد استطاعوا معرفة ما يثير لهم الألآم من غذاء وزعل وتجنبوه؟ |