التخطيط الاستراتيجي وأهمية تطبيقه في نظام التعليم

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

التخطيط الاستراتيجي وأهمية تطبيقه في نظام التعليم

التخطيط فكرة قديمة تعود جذورها إلى أيام الإغريق، وبالتحديد إلى عصر أفلاطون الذي أشار بشكل غير مباشر لمفهوم وعملية التخطيط من خلال جمهوريته الفاضلة.وقد استخدم التخطيط في العصور التاريخية المختلفة في معظم جوانب الحياة وخصوصاً العسكري منها دون أي نوع من التأطير لمفهومه وفعالياته ومقوماته. وتكون النتيجة النهائية التي يتم الحصول عليها من عملية التخطيط اعتباره نوعاً من الأعمال التي ستساعد على انجاز أهداف المؤسسة .

ويمكن تعريف التخطيط:"بأنه العملية التي تتضمن تحديد أهداف المنظمة واختيار البدائل المتعلقة بسياسات وإجراءات العمل والطرق المرسومة للوصول إلى تلك الأهداف".

يتضح من التعريف السابق أن التخطيط يعتبر عملية موازنة بين القدرات والطاقات والموارد المتاحة وما تريد المؤسسة أن تحققه من أهداف وتطلعات وآمال خلال مدة زمنية محددة.
ويهدف التخطيط إلى إحداث التغير في الظروف المحيطة،كما يتضمن نظرة إلى المستقبل تهدف إلى التنبوء باحتياجات المستقبل في ضوء إمكانيات الحاضر يتضمن التخطيط أيضا الإعداد للعمل الايجابي الهادف.

والإنسان بطبعه كائن مستقبلي مفطور على حاستي الذاكرة والتوقع،إذ انه ينظم حياته داخل شبكة نسيجها الماضي والحاضر والمستقبل،وان كان الأمر كذلك فلا غرابه في أن يكون التخطيط استراتيجيا أو جاريا وظيفة ملازمة للفرد منذ فجر التاريخ .

مفهوم التخطيط الاستراتيجي:

يعتبر مفهوم الإستراتيجية من المفاهيم القديمة، فقد تزامن ظهورها مع اندلاع الحروب والعمليات العسكرية في العصور القديمة، كما استخدمت الإستراتيجية أيضا في المجال السياسي وذلك فيما يتعلق بإستراتيجية الدولة في التعامل مع القضايا والأحداث الداخلية والخارجية.

وتعرف الإستراتيجية بأنها" نمط من الحلول للمشكلات والتغيرات الإستراتيجية التي يواجهها المديرون".

ويقدمJ.G.Thamas 1988 تعريفا يجمع فيه كل العناصر التي ترتبط بها الإستراتيجية فيعرفها بأنها خطط وأنشطة المؤسسة التي يتم وضعها بطريقة تضمن خلق درجة من التطابق بين رسالة المؤسسة وأهدافها وبين هذه الرسالة والبيئة التي تعمل بها بصورة فعالة وذات كفاءة عالية.

ويرىCarter McNamara 1999"أن التخطيط الاستراتيجي يوجد حيثما يكون التنظيم في المؤسسة للسنة التالية أو أكثر وأن هذا التخطيط يكون بشكل نموذجي،وتكون العملية في نفس الوقت منظمة وعريضة وتركز على وظيفة رئيسية".

كما يعرفهE.F.Harrison 1995 بأنه العملية التي تستطيع من خلالها المؤسسة رؤية مستقبلها وتطوير الإجراءات والعمليات الضرورية لانجاز هذا المستقبل.

ويُعرف التخطيط الاستراتيجي في مجال التربية "بأنه ذلك النوع من التخطيط المستقبلي الذي يراعي ما يحيط بالمؤسسة من قوى وعوامل خارجية باعتبار أنها قد تكون أكثر تأثيرا في قوتها من القوى والعوامل المؤسسية وبين عناصر البيئة خارج المؤسسة بما يسهم في إمكانية اكتشاف واستطلاع الفرص والإمكانات الجديدة المختلفة والمتاحة لمستقبل المؤسسة".

دواعي استخدام التخطيط الاستراتيجي في التعليم

ينظر إلى التخطيط الاستراتيجي على انه عملية قوامها التجديد والتحويل التنظيمي،وهذه العملية من شأنها توفير الوسائل اللازمة لتكييف الخدمات والأنشطة مع الظروف البيئية التي تخضع للتغيير وخاصة في المنظمات التربوية التي يجب أن يمارس فيها التخطيط الاستراتيجي دون تأخير لصالح التعليم بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة. كما انه يمكن مدير المدرسة من استغلال الوقت خلال اليوم الدراسي استغلالا جيدا بحيث لا يكون لدية أوقات فراغ خلال الدوام المدرسي، حيث أن الأعمال المخططة مرتبة بأوقات محددة لتنفيذها.

وتتزايد أهمية التخطيط التربوي بشكل عام والتخطيط الاستراتيجي بشكل خاص يوما بعد يوم ليس باعتباره كتخطيط قطاعي مرتبط بالتخطيط القومي واستراتيجيات التنمية فحسب،بل ومن كونه يمثل أهم مجالات التخطيط القومي وقاعدة ارتكازه،لأنه إلى جانب أمور عديدة يقوم التخطيط بتنمية القوى البشرية من حيث تحريك وصقل وصياغة القدرات والمهارات والمعارف والاتجاهات في الكفاءات البشرية في جوانبها العلمية والعملية،الفنية والسلوكية على أساس أن العنصر الإنساني في العمل أصبح الركيزة والأساس في بناء التقدم الاقتصادي والاجتماعي.

ويدعوا العديد من الكتاب والباحثين إلى ضرورة استخدام التخطيط الاستراتيجي في الواقع العملي ،حيث يرى طاهر عبد الرازق (1994)أن التخطيط الاستراتيجي يوفر مدخلا منتظما ومنظما لمعالجة أهم القضايا التي تقود العمليات اليومية للمنظمة.
ويدخل التخطيط الاستراتيجي ضمن المقترحات البناءة للتطوير الوظيفي للمعلمين أثناء الخدمة والتي تتضمن ما يلي:
1-توفير فلسفة وأهداف وخطط مدروسة محددة للتطوير الوظيفي، حيث بدون هذا المبدأ قد لا يكون هناك بناء للمعلمين على الإطلاق.

2-توفير مناخ مرن مفتوح ونشط يسمح لأفراد المعلمين بالمشاركة بما عندهم، دون شعور بالتهديد لمفهوم ذاتهم، أو بنقصهم أو عدم كفايتهم الوظيفية.

3-التطوير الوظيفي من خلال العمل والمشاركة الفعالة النشطة لأفراد المعلمين دون الاكتفاء بالمحاضرات العابرة والحضور الاسمي لدوراته أو دروسه كما يلاحظ أحيانا.

4-التطوير الوظيفي من خلال التقييم المنتظم المستمر لعملياته ونتائجه، مع مراعاة عدم الانتقال من مرحلة أو مهارة تطويرية إلى أخرى إلا بعد تحصيل أفراد المعلمين المشاركين كاملا للأهداف الوظيفية، وحسب المعايير الموضوعة.

ويتضمن التخطيط الاستراتيجي الناجح العمليات التالية:

أ- تحليل العوامل البيئية الداخلية للمؤسسة لتحديد نقاط القوة والضعف فيها.
ب- تحليل العوامل البيئية الخارجية لتحديد الفرص والتحديات المتواجدة فيها.
ج- صياغة الأهداف في ظل نتائج تحليل الأوضاع البيئية داخليا وخارجيا.
د- رسم السياسات ووضع البرامج وإعداد الميزانيات اللازمة لتحقيق الأهداف في ظل أو إطار الإستراتيجية المختارة لذلك.
هـ- تقييم الأداء في ضوء الأهداف المصاغة والاستراتيجيات المرسومة،و تقييم كل الأهداف في ضوء الأوضاع والظروف البيئية الداخلية والخارجية.

والواقع أن قوة التعليم،تكمن في إدارته،وليس في المناهج والمادة التعليمية ،فهذا يتطلب أن نقدم لأبنائنا في مدارسهم ما يعبر عن عصر العولمة،الذي يتميز بالتطور السريع،والتقدم في نفس الوقت،والابتعاد عن التنظيم التقليدي للتعليم.

مبررات إدخال التخطيط الاستراتيجي في النظام التعليمي:

كانت عملية تطـويـر الإدارات التعـليمية والمدرسيـة، إحـدى ركـائز عمـليات الإصلاح والتحديث التي تنشدها وزارة التـربية والتعليم.ومـن هـذا المنطلق عملت الوزارة بأجهزتها المختلفة على تطوير الإدارة المدرسية وعـقد الدورات التدريبـية لمديـري المدارس لمخـتلف الـمراحل التعليمية لتبصـيرهم بـأحـدث النـظريـات والتـطورات المـعاصـرة في الإدارة التـعليـمـيـة والمدرسـية.

كما أن تنظيم وتجديد التعليم العام وبصفة خاصة ما بعد الأساسي من الأمـور الـتي يتــصـل بها اهتــمـام السـلطـات التـربـوية الراعـيـة بصـفة مستمرة،فالطالب في هذه المرحلة يتطلب نموه في جميع النواحي انطلاقا مما يمكن أن يسير به نحو المواطنة الكاملة باعتباره شخصا منتجا ومسئـولا فشعـوره بالانتماء إلى المجتمـع يمنحه القوة إلى الحد الذي يجعله يشغل نفسه بمشكلات قومه.

ولا مراء أن عملية التطوير والتحسين المدرسي يجب أن تستند إلى معايير واضحة توجه مدير المدرسة وفريق التخطيط نحو تحقيق الأهداف المرجوة في كل جزئيات العمل المدرسي لإدخال التطوير والتحسين بشكل دقيق،وإجراء عملية الإصلاح بناء على رؤية واضحة ووضع معالم محددة تقوم عليها عملية التقويم. حيث يسهم التخطيط الاستراتيجي في توجيه جهود أفراد المجتمع المدرسي لوضع تصور لمستقبل المدرسة،وتطوير الإجراءات والعمليات الضرورية لانجاز ذلك المستقبل،ويتطلب ذلك من المدارس إعادة الهيكلة لعملية التحسين والتطوير.

وتعد" الإدارة إستراتيجية " ثمرة ناتجة عن تطور عملية "التخطيط الاستراتيجي"،تلك العملية التي سيكون نتاجها في نهاية الأمر " الإستراتيجية" بحيث يمكن تصور العملية بأنها ذات أبعاد وتتعدد الأبعاد التي يمكن اعتبارها عناصر أساسية لبناء إستراتيجية تعليمية بالسلطنة، ويمكن أن نذكر منها:
- البعد السكاني[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الديموغرافي):المتمثل في زيادة حجم السكان في سن التعليم- ارتفاع عدد السكان خلال السنوات القادمة.

- البعد السياسي:النظام الأساسي للدولة يحدد رؤية وأهداف التعليم في إطار المبادئ الثقافية.
- البعد الاقتصادي:الرؤية المستقبلية للاقتصاد تؤكد التحول في إستراتيجية التنمية،تنويع مصادر الدخل،توسيع مشاركة القطاع الخاص،تطوير مهارات القوى العاملة الوطنية،الاهتمام ببرامج التعليم والتدريب.

- البعد الثقافي- الاجتماعي: ويشمل التغير في نسق القيم الاجتماعية والثقافية التي تحدد رؤية الأفراد وتؤثر في توجهاتهم نحو رؤيتهم للتعليم وأهدافه.

-البعد العالمي:المملكة من ضمن منظومة عالمية تتأثر بالمتغيرات التي تجري في هذه المنظومة،وهناك اهتمام بالغ بالتعليم وتطويره بما يتوافق مع التطورات الحديثة في المجال التكنولوجي والمعرفي،والمناداة بالعولمة وما يلازم ذلك من ضرورة بالمحافظة على المبادئ والقيم الاجتماعية.

أهمية وضع خطة إستراتيجية لتطوير التعليم بالمملكة:

إن قيام الجهات المعنية بوضع خطة إستراتيجية لتطوير التعليم له أهمية كبيرة تتمثل في انه:

1-يعطي الفرصة لتقويم المراحل السابقة،وذلك من خلال المسح البيئي الشامل والوقوف على نواحي القوة والضعف في النظام التعليمي والتحديات التي تواجهه.
2-التوجيه المثمر للجهود والموارد واستثمارها بشكل أفضل.
3-يعزز دور الحكومة والمؤسسات المعنية في تحديد الأولويات وفق دراسة علمية منهجية.
4-تساعد في ابتكار طرق وآليات عمل جديدة تحسن من مستوى الأداء.
5-تحديد مجالات التغيير والتحديات التي تواجه النظام التعليمي ووضع الحلول المناسبة لعلاجها.
6-يساعد على تنظيم عملية توزيع الميزانية حسب أقسام المؤسسة.

المرتكزات والمصادر الأساسية لتطبيق الخطة الإستراتيجية

ولابد أن يكون للخطة الإستراتيجية لتطوير التعليم مرتكزات ومصادر أساسية وهي كالأتي:
1-المبادئ والقيم المكتسبة من الدين الإسلامي الحنيف.
2-فكر القائد
3-النظام الأساسي للدولة.
4-فلسفة النظام التعليمي .
5-المبادئ والقيم الأخلاقية للمجتمع .
6-خطط التنمية .
7-الرؤية المستقبلية للاقتصاد.
8-وجهات نظر المسئولين التربويين والأكاديميين .
9-وجهات نظر أهل العلم والثقافة والفكر والاقتصاد والأعمال.
10-التوجهات العالمية في المجال التربوي.

وبعد تحديد تلك المرتكزات والمصادر الأساسية لمشروع التطوير ينبغي أن تراعي اللجان المنفذة الانسجام والتكامل بين القيم والمهارات، والمعارف والتطبيقات الميدانية، ومراعاة إمكانية ممارسة تلك القيم ومعايشتها، ومدى تناسبها مع متطلبات سوق العمل.

المبادئ الأساسية للخطة الإستراتيجية

لقد أظهرت إستراتيجية التعليم (2006-2020)م أن هناك تحديات يتوجب مواجهتها من خلال استخدام أساليب فعالة خاصة ما يتعلق منها بضمان جودة التعليم وتحسينه ،ويعد التخطيط الاستراتيجي المدرسي وسيلة لتحقيق الأهداف التربوية وليس غاية في حد ذاته،ولكي يكون هذا التخطيط فعالاً ونصل به في مدارسنا إلى المستوى المطلوب يجب أن يرتكز على مبادئ أساسية فيما يلي أهمها:

•أن يكون التخطيط مبنيا على حاجات حقيقية يشعر بها المخطط التربوي نتيجة المعلومات والإمكانات التي يحصل عليها.
•أن تكون الأهداف محددة وقابلة للتنفيذ في زمن مقبول.
•أن يكون التخطيط مرنا بالقدر الذي يستطيع فيه مدير المدرسة مراجعة الحاجات الطارئة والصعوبات غير المتوقعة.
•أن يكون التخطيط شاملا لجميع مجالات العمل المدرسي في إطار الأولويات.
•أن تكون الخطة واقعية بحيث تكون تقديرات وحسابات الخطة متمشية مع الظروف الفعلية والعملية.
•أن يحدد جدول زمني لتحقيق أهداف الخطة.
•أن يشترك في بناء الخطة جميع المعنيين بها.
•أن يؤخذ بعين الاعتبار الكلفة التي تحتاجها الخطة حيث أن الإمكانات المادية والبشرية تحدد في معظم الأحيان نوع الأساليب والنشاطات التي تتضمنها الخطة.
•أن يتضمن التخطيط إجراءات التقويم بمستوية المرحلي والختامي،بحيث يكون هذا التقويم مستمراً أو يسير جنباً إلى جنب مع تنفيذ الخطة.

ويتعلق موضوع تطبيق التخطيط الاستراتيجي بتوزيع الموارد بين الأعمال المختلفة التي ستؤديها المدرسة،وبين الوظائف الفرعية التي تؤدي ضمن كل عمل منها