الاستيطان في مدينة القدس - الأهداف والنتائج
بقلم: خليل التفكجى
جمعية الدراسات العربية
مقدمة:
تلعب الحدود السياسية دورا هاما في تحديد العلاقة ما بين رجل القانون السياسي المؤرخ والجغرافي إذ أن لكل واحد منهم وجهة نظر مختلفة فرجل القانون يحدد الحدود التي تخضع للسيادة وإشراف السلطة وإخضاعها لقوانينها بينما يحدد السياسي النظام الأيدلوجي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي أما الجغرافي فهو يهتم بدراسة الحدود السياسية باعتبارها جزءا من (اللاندسكيب) ولا شك في أن جميع هذه العناصر لعبت دورا هاما في ترسيم حدود بلدية القدس فقد كان للموقع الجغرافي الذي يجمع بين ميزتين ميزة الانغلاق وما يوفره من حماية للمدينة وميزة الانفتاح وما يتبعه من اتصال بالمناطق والأقطار المجاورة دوره في تحديد الحدود كذلك لموقع القدس الجغرافي أهمية خاصة في المجال العسكري نظرا للتضاريس الطبيعية التي تعزز الدفاع عنه ولا يقل موضوع المدينة أهمية عن موقعها فهو موضوع ديني دفاعي يجمع بين قدسية المكان وسهولة الدفاع عنه.
نشأت النواة الأولي لمدينة القدس على (تل أوفيل) المطل على قرية سلوان حيث اختير هذا الموقع لأسباب أمنية وساعدت عين سلوان في توفير المياه للسكان وهجرت هذه النواة إلى مكان آخر هو (جبل بزيتا) ومرتفع موريا الذي تقع عليه قبة الصخرة المشرفة وأحيطت المدينة بالأسوار ثم بدأت بالتقلص حتى بنى السلطان العثماني (سليمان القانوني) السور الحالي محددا حدود القدس القديمة جغرافيا بعد أن كان سورها يمتد شمالا حتى وصل في مرحلة من المراحل إلى منطقة المسجد المعروف (مسجد سعد وسعيد) وفى عام 1863 تأسست أول بلدية للقدس وفى منتصف القرن التاسع عشر بدأت الأحياء اليهودية تظهر طابع هذه الحدود لتبدأ في رسم الحدود السياسية لمدينة القدس ومن اجل هدف أيديولوجي أقيم حي (يمين موشية) عام 1850 في منطقة جورة العناب ليكون نواة لأحياء يهودية تقام خارج الأسوار باتجاه الجنوب الغربي والشمال الغربي والغرب ثم أقيم حي (مئة شعاريم) في منطقة المصرارة و(ماقور حاييم) المسكوبية في عام (1858).
ونتيجة لنشوء الضواحي الاستيطانية في المنطقة العربية ونتيجة للزعم الصهيوني بأن القدس كانت دائما ذات أغلبية يهودية علما بأن مساحة الحي اليهودي في القدس لم تتجاوز مساحة (5دونم ) وعدد سكانه لم يتجاوز التسعين أسرة فان حكومة الانتداب البريطاني وقادة الصهيونية اتفقوا على رسم حدود البلدية بطريقة ترتبط بالوجود اليهودي حيث امتد الخط من الجهة الغربية عدة كيلو مترات (جبعات شاؤول، سكنات مونتفيورى، بيت هاكيرم، سكنات هبو عليم، بيت فجان) التي تبعد 7 كم عن أسوار المدينة بينما اقتصر الامتداد من الجوانب الجنوبية والشرقية على بضع مئات من الأمتار وقفت حدود البلدية أمام مداخل القرى العربية المجاورة للمدينة ومنها قرى عربية كبيرة خارج الحدود (الطور، شعفاط، لفتا، ديير ياسين، سلوان، العيسوية، عين كارم، المالحة، بيت صفافا) رغم أن هذه القرى تتاخم المدينة حتى تكاد تكون كل منها ضاحية من ضواحيها.
ثم جرى ترسيم الحدود البلدية عام 1921 حيث ضمت حدود البلدة القديمة وقطاعا عرضيا بعرض 400م على طول الجانب الشرقي لسور المدينة بالإضافة إلى أحياء باب الساهرة، وادي الجوز، الشيخ جراح) من الناحية الشمالية من الناحية الجنوبية انتهى خط الحدود إلى سور المدينة فقط أما الناحية الغربية والتي تعادل مساحتها أضعاف القسم الشرقي فقد شملتها الحدود لاحتوائها تجمعات يهودية كبيرة بالإضافة إلى بعض التجمعات العربية (القطمون، البقعة الفوقا والتحتا، الطالبية، الوعرية، الشيخ بدر، ومأمن الله) أما المخطط الثاني لحدود البلدية فقد وضع عام 1946 بقصد توسيع منطقة خدماتها غير أن التوسيع تركز أيضا على القسم الغربي حتى يمكن استيعاب وضم الأحياء اليهودية الجديدة آلتي بقيت خارج منطقة التنظيم العام 1931 وفى الجزء الشرقي أضيفت قرية سلوان من الناحية الجنوبية ووادي الجوز وبلغت مساحة المخطط 20.199 دونما توزعت ملكية أراضيها كما يلي:
1 أملاك عربية 40%
2 أملاك يهودية 26.12%
3 أملاك مسيحية 13.86%
4 أملاك حكومية وبلدية 2.9%
5 طرق سكك حديدية 17.12%
المجموع 100%
وتوسعت المساحة المبنية من 4130 دونما عام 1918إلى 7230 دونما عام 1948 وجاء قرار التقسيم والتدويل (1947-1949) لأن فكرة تقسيم وتدويل القدس لم تكن جديدة فقد طرحتها اللجنة الملكية بخصوص فلسطين(لجنة بيل) حيث اقترحت اللجنة إبقاء القدس وبيت لحم إضافة إلى اللد والرملة ويافا خارج حدود الدولتين اليهودية والعربية مع وجود معايير حرة وآمنة وجاء قرار التقسيم ليوصى مرة أخرى بتدويل القدس وقد نص القرار على إن القدس ستكون منطقة منفصلة تقع بين الدولتين العربية واليهودية وتخضع لنظام دولي خاص وتدار من قبل الأمم المتحدة بواسطة مجلس وصاية يقام لهذا الخصوص وقد حدد القرار المذكور حدود القدس الخاضعة للتدويل بحيث شملت إضافة إلى المدينة ذاتها (أبو ديس شرقا ـ بيت لحم جنوبا ـ عين كارم ـ موتسا ـ قالونيا غربا ـ وشعفاط في الشمال) ولكن حرب عام 1948 وتصاعد المعارك الحربية التي أعقبت التقسيم أدت إلى تقسيم المدينة إلى قسمين ففي تاريخ 30/11/1948 وقعت السلطات الإسرائيلية والأردنية على اتفاق وقف إطلاق النار بعد إن تم تعيين خط تقسيم القدس بين القسمين الشرقي والغربي للمدينة في 22/7/1948 وهكذا فانه مع نهاية عام 1948 كانت القدس قد تقسمت إلى قسمين وتوزعت حدودها نتيجة لخط وقف النار إلى:
1 مناطق فلسطينية تحت السيطرة الأردنية 2.220 دونما 11.48%
2 مناطق فلسطينية محتلة الغربية 16.261 دونما 48.13%
3 مناطق حرام ومناطق للأمم المتحدة 850 دونما 4.39%
المجموع 19.331 100%
وهكذا وبعد اتفاق الهدنة بين الطرفين الأردني الإسرائيلي في 4/3/1949 تأكدت حقيقة اقتسام القدس بينهما انسجاما مع موقفهما السياسي المعارض للتدويل المدينة وفي 13/7/1951 جرت أول انتخابات لبلدية القدس العربية وقد أولت البلدية اهتماما خاصا بتعيين وتوسيع حدودها البلدية وذلك لاستيعاب الزيادة السكانية واستفحال الضائقة السكنية وصودق على أول مخطط يبين حدود بلدية القدس الشرقية في 1/2/1952وقد ضمت المناطق التالية إلى مناطق نفوذ البلدية (قرية سلوان، رأس العامود، الصوانة، أرض السمار، والجزء الجنوبي من قرية شعفاط) أصبحت المساحة الواقعة تحت نفوذ البلدية 605 كم في حين لم تزد مساحة الجزء المبنى منها عن 3كم وفي 12/2/1975 قرر مجلس البلدية توسيع حدود البلدية نتيجة للقيود التي وضعها كاندل في منع البناء في سفوح جبل الزيتون والسفوح الغربية والجنوبية لجبل المشارفماونت سكوبس بالإضافة إلى وجود مساحات كبيرة تعود للأديرة والكنائس ووجود مشاكل أخرى مثل كون أغلبية الأرض مشاعا ولم تجر عليها التسوية (الشيخ جراح وشعفاط) وهكذا في جلسة لبلدية القدس بتاريخ 22/6/1958 ناقش المجلس مشروع توسيع حدود البلدية شمالا بحيث تشمل منطقة بعرض 500م من كلا جانبي الشارع الرئيسي المؤدى إلى رام الله ويمتد حتى مطار قلنديا واستمرت مناقشة الموضوع توسيع حدود البلدية بما في ذلك وضع مخطط هيكلي رئيسي للبلدية حتى عام 1959 تم الإعلان عن تحويل بلدية القدس إلى أمانة القدس ولكن هذا التغيير في الأسماء لم يتبعه تغيير في حجم الميزانيات أو المساعدات وفى عام 1964 وبعد انتخابات عام 1963 كانت هناك توصية بتوسيع حدود بلدية القدس لتصبح مساحتها 75 كم ولكن نشوب حرب عام 1967 أوقف المشروع وبقيت حدودها كما كانت عليه في الخمسينات أما القدس الغربية فقد توسعت باتجاه الغرب والجنوب الغربي وضمت إليها أحياء جديدة منها كريات يوفيل، كريات مناحيم، عير غانيم، وفي عين كارم بيت صفافا، دير ياسين لفتا، والمالحة لتبلغ ماسحتها 38 كم وقد شرعت بلدية القدس الغربية بإعداد مخطط هيكلي للمدينة في عام 1964 ثم أعيد تصميمه عام 1986.
حرب حزيران وتوسيع الحدود:
اندلعت حرب عام 1967 فاحتلت إسرائيل شرقي القدس وبدأت خطوات تهويد المدينة واتفقت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة سواء حكومات المعراخ أو الليكود على هذه السياسة ووضعت البرامج الاستراتيجية والتكتيكية لبلوغ هذا الهدف فبعد الإعلان عن توسيع حدود بلدية القدس وتوحيدها بتاريخ 28/6/1976 وطبقا للسياسة الإسرائيلية للسيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأرض مع أقل عدد ممكن من السكان العرب رسم (رحبعام زئيفى) حدود البلدية لتضم أراضى 28 قرية ومدينة عربية وإخراج جميع التجمعات السكانية العربية لتأخذ هذه الحدود وضعا غريبا فمرة مع خطوط التسوية الطبوغرافية ومرة أخرى مع الشوارع وهكذا بدأت حقبة أخرى من رسم حدود البلدية لتتسع مساحة بلدية القدس من 6.5 كم إلى 70.5 كم وتصبح مساحتها مجتمعة الشرقية والغربية 108.5 كم لتتوسع مرة أخرى عام 1990 باتجاه الغرب لتصبح مساحتها ألان 123 كم.
ومنذ الساعات الأولى للاحتلال بدأت الخرافات الإسرائيلية والسياسة الإسرائيلية في رسم المعالم لتهويد القدس من أجل فرض الأمر الواقع وخلق ظروف جيوسياسية يصعب على السياسي أو الجغرافي إعادة تقسيمها مرة أخرى فبدأت بوضع الأساسات لبناء الأحياء اليهودية في القدس الشرقية لتقام عليها سلسلة من المستوطنات أحاطت بالقدس من جميع الجهات وملأتها بالمستوطنين لتخلق واقعا جغرافيا وديموغرفيا وخلخلة سكانية في القدس العربية وبعد أن كان السكان الفلسطينيون يشكلون أغلبية عام 1967 أصبحوا أقلية عام 1995 وبعد أن كانوا يسيطرون على 100% من الأراضي أصبحوا يسيطرون على 21% من الأراضي بعد عمليات المصادرة وإقامة المشاريع الاستيطانية عليها وفتح الطرق والبناء ضمن الأحياء العربية لتأتي مرحلة أخرى من مراحل التهويد ورسم الحدود وهى حدود القدس الكبرى (المتروبوليتان ) لتشمل أراضى تبلغ مساحتها 840كم أو ما يعادل 15% من مساحة الضفة الغربية ولتبدأ حلقة أخرى من إقامة المستعمرات خارج حدود البلدية ولكن هدفها هو التواصل الإقليمي والجغرافي ما بين المستعمرات خارج حدود البلدية والواقعة في الضفة الغربية بالإضافة إلى إقامة شبكة من الطرق تأصل ما بين هذه المستعمرات وهكذا فإن خارطة الحكومة الإسرائيلية للاستيطان تشمل أفرات وغوش عتصيون ومعالية أدوميم وجبعات زئيف ويجرى البناء فيها بطاقة كاملة وقد أشار باحثو الجغرافية منذ سنوات طويلة إلى الصلة الوثيقة بين حدود بلدية القدس وبين القدس الكبرى.
السكان والمساحة
السكان:
تشكل زيادة عدد السكان اليهود داخل وحول القدس جزءا أساسيا من الاستراتيجية الإسرائيلية لضمان سيادتها المستمرة وقد وزع السكان اليهود في كل مكان من القدس الشرقية التي ضمت عن طريق بناء أحياء جديدة قريبة ذات كثافة سكانية عالية وقد تركزت معظم هذه الزيادة في عدد السكان اليهود في هذه المستعمرات وكانت نتيجة ذلك أن حققت إسرائيل أغلبية يهودية على الفلسطينيين في القدس الشرقية (165ألفا مقابل 160.8 ألف فلسطيني) وبلغ عدد اليهود في القدس الشرقية والغربية حوالي (406.4 ألف) نسمة أو ما يعادل 71.7 % وحينما يتم أشغال آلاف المنازل التي يجرى التخطيط لها والتي في طور البناء في المستعمرات فإن عدد السكان الإسرائيليين في القدس الشرقية سوف يتفوق على عدد الفلسطينيين لتصل 3: 1 ولتصل نسبة الفلسطينيين إلى 22% من المجموع العام يبلغون اليوم 28.3 % من المجموع العام لسكان القدس.
المساحة:
تحتاج المستعمرات والشوارع التي ستخدم الزيادة الهائلة في عدد المستوطنين إلى مساحات من الأراضي ونتيجة لذلك فإنه يتم تقليص المساحة التي يعيش فيها الفلسطينيون بشكل مبرمج من خلال قوانين التخطيط والقيود على رخص البناء ومصادرة الأراضي بالإضافة ألي (البروتوكولات) التي تعتبر نموذجا متطورا في منع البناء العربي ففي المناطق العربية بمنع البناء بأكثر من 3 طوابق كأقصى حد بينما في المناطق اليهودية تكون نسبة البناء عالية جدا تصل إلى 8 طوابق ولهذه الأسباب ونتيجة للزيادة السكانية الفلسطينية فإن الفلسطينيين يجبرون على مغادرة الأحياء العربية المركزية إلى الأحياء خارج حدود بلدية القدس أو إلى الضفة الغربية حيث تكون قوانين التخطيط والبناء أقل صرامة وأسعار الأراضي رخيصة مقارنة بما هو موجود ضمن حدود بلدية القدس وفى مقابل ذلك فإنه يتم ضمان البناء السريع للمستعمرات الإسرائيلية من خلال الحوافز الحكومية للمتعهدين الخاصين وفيما تقام ألوف الوحدات السكنية اليهودية تتقلص المناطق العربية وبينما تشق الشوارع الإسرائيلية الجديدة للمستعمرات لربطها بعضها ببعض تقسم هذه الشوارع المناطق والقرى العربية وتعزلها عن بعضها البعض.
شل مركز المدينة العربية:
بعد أن تمت محاصرة القدس العربية من جميع الجهات بالمستعمرات وإقامة ألوف الوحدات السكنية اليهودية ومصادرة 33% من مساحة القدس وإسكان الألوف من المستوطنين بدأت مرحلة أخرى من عملية التهويد وضرب العصب الاقتصادي الفلسطيني وذلك بالإعلان عن مخطط جديد لمركز المدينة لتقييد النشاط التجاري بطمس التجارة والصناعة في المدينة العربية إن النشاط التجاري امتد بشكل ضئيل جدا وراء صفين من المحلات التجارية المكاتب التي كانت موجودة قبل عام 1967 لقد كان من الممكن أن تكون الأراضي التي صودرت شمالي القدس مساحة للتوسع التجاري وللمؤسسات الفلسطينية التي ابتعدت عن المنطقة التجارية من جراء سياسة المصادرة عن مراكز المدينة إلى الأحياء البعيدة وتنوى البلدية الآن إحداث تغييرات جذرية على المنطقة التجارية حيث سيتم إخلاء مواقف الشاحنات والسيارات العمومية والبسطات لتنظيف الشوارع المحيطة بأسوار البلدة القديمة كما يتم إعادة تخطيط طريق حركة السير حتى يتم تخفيف ازدحام المروري إلا انه وبدون خلق بديل للوصول إلى موقع المناطق التجارية وإيجاد مناطق تجارية جديدة فان هذه التغييرات ستضعف القدس الشرقية أكثر من حيث موقعها التقليدي كمركز للمواصلات التجارية في الضفة الغربية وبدأت ظاهرة نقل المؤسسات التجارية والاقتصادية من قلب المركز تأخذ بعدا سياسيا واقتصاديا وبرزت ظاهرة مدينة الأشباح بعد الساعة الرابعة.
المستعمرات الاسرائيلية ضمن حدود بلدية القدس الموسعة :
كما ذكرنا آنفا فان السياسة الإسرائيلية في تهويد القدس بدأت عام 1967 مباشرة بهدم حارة الشرف بالقدس لتوسيع وبناء الحي اليهودي الجديد بتاريخ 1978 ثم مصادرة (116دونما ) بموجب قرار أصدرته وزارة المالية مرفقا بالخارطة رقم 5ب أ/108/322 ونشر بالجريدة الرسمية رقم 1443 كان قائما على هذه المساحة المصادرة 595 بناية تضم 1048 دكانا وقبرا وخمسة جوامع و4 مدارس وسوقا عربية تاريخية هي سوق الباشورة وشارعا تجاريا هو جزء من شارع باب السلسلة ويقع على طول هذا الشارع عدد من العمارات التاريخية التي يعود تاريخ بنائها إلى العصر المملوكي وكان يعيش في هذه المنطقة نحو 6 آلاف عربي في ثلاثة أحياء هي حي المغاربة والى دمر كليا بعد الحرب مباشرة وجزء من حي السريان وحي الشرف.
وتشكل هذه المساحة حوالي 20% كم مساحة البلدة القديمة من القدس (868 دونما مساحة البلدة القديمة) وقد بذلت السلطات جهودا مكثفة ووظفت استثمارات مالية هائلة لإعادة بناء الحي ليس بصورة موسعة فقط بل وبدقة عالية من المعمار الحديث الذي يستلزم إمكانات مالية مضاعفة وذلك بهدف المزج بين الطراز التقليدي المتميز لمباني البلدة القديمة مع الطابع العصري في هذه المباني لجعل هذا الحي معلما سياحيا وحضاريا من معالم المدينة بالإضافة إلى الشروط المريحة للاستيطان وبلغ عدد سكان هذا الحي (2.400) نسمة عام 1994.
وقد نشر المشروع رقم (2185) الذي تبلغ مساحته 105 دونمات ، والذي يقضي بإقامة 650 وحدة سكنية تشتمل على 2100 غرفة على مساحة 80 دوما أما عدد الوحدات المخططة فتبلغ 2122 وحدة وأقيم في هذا الحي مؤسسات تعليمية ونواد ومراكز للأمومة والطفولة وعيادات صحية.
النفي يعقوب:
تم الإعلان عن مصادرة 1835 دونما بين عامي 1968 و1980 وتم نشر هذه الإعلانات بالجرائد الرسمية بموجب قانون الأراضي (الاستملاك للمصلحة العامة) لسنة 1943 هذا وبلغ عدد الوحدات السكنية 3800 وحدة سكنية يقيم فيها 19.300 نسمة على مساحة 862 دونما بموجب المخطط الهيكلي رقم 1542 بالإضافة إلى وجود 46 دونما مناطق خضراء تعتبر احتياطيا للتوسع المستقبلي للمستعمرة.
2- راموت:
ضمن أكبر مصادرة جرت في مدينة القدس (عام 1970) تم الاستيلاء على 1.840 دونما ونشر الإعلان عن هذه المصادرة بالجرائد الرسمية الإسرائيلية (النشرة العبرية) رقم (1656) بحجة الاستهلاك للمصلحة العامة . وقد تم إرفاق خارطة تحمل رقم هـ ف/121/322 بحدودها بدأ تأسيس هذه المستعمرة عام 1972 وتشير الخارطة الهيكلية رقم (1861) ومساحتها 2875 دونما إلى وجود (8000) وحدة سكنية يقطنها الآن (37.200) نسمة كما جرى توسيع حدودها مرة أخرى حاملة اسما آخر هو راموت (6) والذي يقضي بإقامة (2000) وحدة سكنية جديدة.
3- جيلو:
بدئ بتأسيس هذه المستعمرة عام 1971 بعد أن تمت مصادرة 2700 دونم عام 1970 وحسب الخارطة الهيكلية رقم (1905) تبلغ مساحتها 2743 دونما أقيم فيها 7484 وحدة سكنية يسكنها 200 ، 30 مستوطن وقد تم توسيع حدودها أكثر من مرة كان آخرها إضافة (300) وحدة سكنية بعد أن تمت مصادرة المزيد من الأراضي على اعتبار أنها أملاك غائبين، وتعتبر هذه المستعمرة أكبر المستعمرات التي تقع في الجزء الجنوبي الغربي حيث تسيطر على الأراضي والمناطق العليا المشرفة على بيت جالا وبيت لحم ، وكذلك على مدينة القدس وقد شق شارع عريض يصل بين مركز المدينة والمستعمرة (شارع بات ـ جليو) وقسم بالتالي بيت صفافا إلى شطرين.
4- تلبيوت الشرقية:
تمت مصادرة أراضي مساحتها الإجمالية 2240 دونما بموجب قرار المصادرة الصادر عام 1970 مرفقا بالمخطط رقم هـ ف/122/322 وتشير الخارطة الهيكلية رقم 1848 إلى أن مساحة هذه المستعمرة تبلغ 1071 دونما وأقيمت فيها 4400 وحدة سكنية تستوعب حوالي 15.000 نسمة وتشكل هذه المستعمرة مع مستعمرة جيلو الحزام الجنوبي الشرقي من أحزمة الطوق حول القدس وبقع جزء كبير من هذه المستعمرة على الأراضي الحرام التي تفصل الأردن وإسرائيل وتشرف عليها قوات مراقبة الهدنة وبعد حرب عام 1967 وقعت إسرائيل اتفاقا مع الأمم المتحدة تنازلت الأخيرة بموجبه عن 2084 دونما واحتفظت بحوالي (716) دونما وقد بدئ بتأسيس المستعمرة عام 1973.
5- معلوت دفنا:
أقيمت على أراضي صودرت بموجب قرار رقم هـ ف /111/322 عام 1968 وتعود ملكية هذه الأراضي إلى عائلات من مدينة القدس ، ويشير المخطط الهيكلي رقم (1439أ) إلى أن مساحة هذه المستعمرة تبلغ (389) دونما وأقيمت عليها 1184 وحدة سكنية بدء في إنشائها عام 1973 في المناطق الحرام السابقة التي كانت تفصل بين القدس الشرقية والغربية وقد شق شارع رقم (1) بالقرب منها وتعتبر من مستعمرات أحزمة (القلب) حيث أقيم بجوارها المبنى الضخم لمقر حرس الحدود وتخطط الحكومة لإنشاء المزيد من الوحدات السكنية في الأماكن التي بقيت خالية بموجب خطة شارون (26 بوابة حول القدس) ويبلغ عدد سكانها 4.700 نسمة.
يتبع باقي الموضوع