Esraa Eman Hussein{Admin} Admin المدير العام للمنتدى
الابراج : عدد المساهمات : 4049 تاريخ التسجيل : 15/06/2009 العمر : 35 الموقع : www.esraa-2009.ahlablog.com
| موضوع: القراءة الإسلامية والمسيحية واليهودية لعلم التاريخ السبت 01 يناير 2011, 11:13 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] القراءة الإسلامية والمسيحية واليهودية لعلم التاريخ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] اولا : القراءة الإسلامية للتاريخ - لقد جسّد القرآن الكريم التصور الإنساني عن رسالة الإنسان في الحياة ودوره في الكون . - في التصور الإسلامي يكون الإنسان هو خليقة الله في الأرض وقد تحمل أمانة إعمار الأرض وبناء الحضارة ونشر الحق والعدل في ربوعها وفق سنّة الله . - حتى يتمكن الإنسان من أداء الأمانة , ينبغي أن يتعرف على ذاته من خلال رصد الماضي الحضاري للبشر والبحث في ثناياه بهدف معرفة سنة الله التي خلت في عباده ولن تجد لسنة الله تبديلاً. - فكرة القرآن عن التاريخ تقوم على أساس أن التاريخ فعل إنساني في التحليل الأخير , إذا أنه نتاج لتفاعل الإنسان مع بيئته في إطار الزمان . - التاريخ خير وسيلة لكشف ماهية الإنسان . - المادة التاريخية في القرآن , تحكي قصة البشر عبر الزمان بهدف إثارة الفكر البشري ودفعه إلى التساؤل والبحث عن الحق باستمرار [ دفع الإنسان إلى البحث عن الأسباب التاريخية لما جرى واستخلاص العبر ] . - القراءة الإسلامية طورت قراءة المؤرخين المسلمين لتاريخ الإنسانية , واعتبروا أن التاريخ أحداث وضعية من صنع البشر وهم مسؤولون عنها . - القرآن يصور بوضوح شديد , أنه ثمة قوة كامنة في الحق , وأن الفشل مصير الباطل في النهاية , فما يناله الإنسان يكون نتيجة طبيعية للدور الذي مارسه . - التغيير التاريخي لا يحدث فجأة , إنما هو تراكم بطيء عبر الزمان. - الفكرة القرآنية تقول إن التاريخ لا يجري اعتباطاً . - حركة التاريخ ليست عشوائية , وإنما محكومة بسنن وقوانين منذ الأزل وإلى يوم القيامة . - السنن والقوانين التي وضعها الله لاتمنع الإنسان من أداء الدور التاريخي وتجعله مسؤولاً عنه , لأن الله ميّزه الله بالعقل والحرية . - العقل الإنساني في التاريخ سبب له نتائجه التي يتحدد بها مصير الجماعة الإنسانية . - إن الثقافة للمؤرخين المسلمين قائمة بالضرورة على أساس المفهوم القرآني , وأن ينبع فهمهم للجدوى الأخلاقية والعملية التعليمية للتاريخ من هذه الخلفية . - القراءة الإسلامية للتاريخ ركزت على الجانب التعليمي التربوي , وهي ترى أن التاريخ أداة في خدمة الجانب الأخلاقي والتعليمي في المجتمع المسلم . • نظرة ابن خلدون للتاريخ , يقول في مقدمته : ( اعلم أن التاريخ فن عزيز المذهب , جمُّ الفوائد, شريف الغاية إذ هو يوقفنا على أحوال الماضين من الأمم في أخلاقهم , والأنبياء في سيرهم, والملوك في دولهم وسياساتهم حتى تتم فائدة الإقتداء في ذلك لمن يرومه في أحوال الدنيا والدين ) ثانيا : القراءة المسيحية للتاريخ - إن هذه القراءة كانت قراءة غائية ذات هدف مستقلبي . - إن الإنسان من وجهة النظر المسيحية يحمل ذنب الخطيئة الأولى في حياته الدنيا , وهي مرحلة وسطى ينبغي أن يسعى الإنسان أثناءها لتحقيق الخلاص . - الحياة مرحلة تتوسط مجيء المسيح ( الأول) وحادثة الصلب , و مجيئه ( الثاني) في آخر الزمان لتدمير مملكة الشر, والقضاء على الدجال , وإقامة مملكة الرب التي ستضم كل المؤمنين . - لقد جاء المسيح لخلاص البشرية , وتجسد بشراً بإرادته و رضي لنفسه بالصلب وفداء البشرية . - على المؤمنين به أن يتبعوا نهجه في التضحية بالجسد والمادة وصولاً إلى الخلاص والسعادة الروحية . - إن هذه القراءة المسيحية ترى أن تاريخ البشرية قبل المسح كان تمهيداً لقدومه , وأن تاريخ البشرية بعده سعي للخلاص وانتظار لقدومه الثاني . - القراءة المسيحية ترى في التاريخ كتاباً كتب الرب فصوله وليس للإنسان أي دور إيجابي فيه , وعليه انتظار ما تسفر عنه إرادة الرب ., ظهر هذا الاتجاه منذ البداية , ظهر ذلك جلياً في كتابات ( أيوزيبيوس)أسقف قيصرية و (أوغسطين) معلم المسيحية الكاثوليكية , ثم رسخ في كتابات مؤرخي العصور الوسطى في أوربا . تميزت كتابات ( أوغسطين) [354-430م] و يعتبر المعلم الأول للكنسية الكاثوليكية : 1- في سياق دفاعه عن المسيحية إزاء الهجوم الذي شنه العلماء الوثنيون عليها وضع خطوط فكرة التاريخ الكاثوليكية. 2- وضع التقسيم الزمني لتاريخ العالم من وجهة نظر الكنيسة الكاثوليكية . 3- قسم أوغسطين تاريخ العالم إلى ستة عصور قياساً على الأيام التي خلق الله العالم فيها . في كتاب( مدينة الله) لأوغسطين : - سادت القراءة المسيحية لتاريخ العالم بشكل جعل مؤرخي العصور الوسطى في أوربا يخضعون لها تماماً في كتاباتهم . - يرزحون تحت وطأة صورة قاتمة للتاريخ الإنساني , الذي يبدأ بالخطيئة الكبرى , والطرد من الجنة ويستمر في الحياة الدنيا في المأساة المستمرة التي تنتهي بالخلاص على النمط الذي حدده المسيح . - المسيح ضحّى بجسده ليكون فادياً ومخلّصاً للبشرية . سيطرة القراءة الكاثوليكية : - سيطرت على مؤرخي العصور الوسطى الذين وجهوا طاقاتهم صوب كتابة نمط من الكتابات التاريخية ممكن أن نسميه ( التاريخ المعاصر ) . - حاولوا قولبة تلك الأحداث داخل القراءة الكاثوليكية للأحداث والنتيجة أنهم لم يدوّنوا الحوادث التاريخية كما جرت بالفعل كان ينبغي لها أن تحدث لكي توافق القراءة الدينية لها . - في سبيل ذلك ضحوّا بالأحداث التاريخية الوضعية في لرسم النموذج الكاثوليكي للتاريخ . - لم يكن ذلك ناتجاً عن جهلهم بالأحداث , وإنما قولبة التاريخ ليدخل ضمن القراءة الكاثوليكية . فكرة الكاثوليكية للتاريخ : تقوم على أساس أن الناس في التاريخ يخضعون لسلطة أعلى منهم وحركتهم في التاريخ ليست سوى تنفيذ للإرادة الإلهية التي وضعت بداية ونهاية التاريخ . كَتَبَةُ التاريخ : في أوروبا الكاثوليكية في العصور الوسطى كان الرهبان ورجال الكنيسة من أبرز القيادات في الحياة الفكرية والثقافية عموماً وبذلك كتب عدد منهم الحوادث التاريخية والمؤلفات التاريخية وكانت القرون المبكرة من العصور الوسطى فترة تدهور واضمحلال في مجال الكتابة التاريخية وفهم حركة التاريخ - ومن ثم جاءت القراءة الكاثوليكية لتاريخ الإنسانية حبلى بالعناصر الغيبية التي أوكلوا إليها الدور الحقيقي في توجيه أحداث التاريخ - كذلك كانت الدعاية للملوك الذين ناصروا الكنيسة , فإن كان الملك من أنصار الكنيسة نجد صورته في الكتابات التاريخية تقليداً واضحاً كما في كتاب( حياة قسطنطين ) الذي وضعه أيوزيبيوس لتمجيد الإمبراطور الذي ناصر الكنيسة المسيحية ونصرها . - إذا كان الملك من أعداء الكنيسة فإن المؤلف يجعله فريسة لكل الشرور التي يصبّها الرب على أعداء الكنيسة . عيوب القراءة الكاثوليكية للتاريخ : - في العصور الوسطى في أوروبا كانت قلة وسائل البحث وغياب الوعي والإيمان الأعمى بروايات شهود العيان , كذلك تضمنت عناصر غيبية اعتقد كاتبوها أنها من وسائط السببية في الظاهرة التاريخية . - لكن من العدل أن نشير , إلى أن هذه العيوب كانت نتاجاً لظروف المجتمع الأوروبي آنذاك , فقد انحصر التعليم في الأديرة ويكاد أن يكون مطلقاً في ذلك . - من هنا كانت انحيازات الرهبان الدينية وراء هذا القصور الواضح في قراءاتهم للتاريخ , وهنا نتوقف أمام الحقيقة القاتلة , بأن مؤلفات التراث التاريخي الأوروبي في العصور الوسطى كان من نتاج الأديرة ....
ثالثا : القراءة اليهودية للتاريخ - ركزت القراءة اليهودية للتاريخ على الإختيار والوعد المقدس . - كتّاب أسفار العهد القديم اليهودية وضعوا التاريخ في إطار يمكن تفسيره , بما يخدم الأهداف الدينية اليهودية . - الكتابات التاريخية العبرانية تمثل مرحلة اختلاط الفكر التاريخي بالفكر الديني , بيد أن التسجيلات العبرانية الأولى قد سارت شوطاً نحو توضيح الدور الإنساني في التاريخ وتقليل دور الآلهة الذي كان مسيطراً في القراءة الأسطورية - إن فكرة الإختيار ( أي اعتقاد اليهود أنهم شعب الله المختار جعلتهم يسجلون في كتبهم المقدسة أخباراً عن تدخل الرب في توجيه حركة التاريخ لمصلحتهم . - إن فكرة التاريخ لدى اليهود تدور حول فلسفة غائية هدفها طمأنة اليهود إلى الوعد المقدس بالأرض ( سفر التكوين 35:13) . - إن القراءة اليهودية للتاريخ التي تؤكد أن الرب سوف يتدخل في النهاية لمصلحة شعبه المختار . - إن الديانة اليهودية تطوت بفضل الميراث الثقافي للمنطقة. - ربما تكون ديانة ( آتون ) التوحيدية في مصر القديمة قد أعطت اليهودية دفعتها الأولى , ثم تطورت بعد ذلك بفعل المؤثرات السائدة في المنطقة العربية . - التوراة مليئة صفحاتها بالحروب والدماء , ولكن أسفار التوراة فسرت هذه الأحداث التاريخية تفسيراً يخدم الغايات الدينية اليهودية ( سفر الرؤيا) المفسرون اليهود حاولوا أن يخرجوا منه بتقسيم زمني لتاريخ العالم , ينتهي بتدخل الرب لإنقاذ شعبه المختار وتدمير أعدائهم . - ( سفر الملوك) يمثل فكرة التاريخ لدى اليهود خير تمثيل وإن كاتب هذا السفر يحاول إقناع اليهود بأن الخلاص الديني له قيمته . - إن تأمل المادة التاريخية الواردة في الأسفار الخمسة للتوراة , وفي أسفار العهد القديم بشكل عام , يدرك أن النظرة اليهودية إلى التاريخ , ترى فيه تاريخ بني إسرائيل أولاً ثم تاريخ الأغيار أو الأمميين ( بقية البشرية) بعد ذلك. - يعتقد اليهود أن هدف التاريخ هو تشييد مملكة الرب في أرض الميعاد بيد ( المخلّص ) الذي سيأتي في آخر الزمان . - إن القراءة اليهودية للتاريخ فسرت كل الأحداث التاريخية التي مرّت عليهم تفسيراً يناسب هذه الفكرة . بعد هذه القراءة التحليلية , وعلى ضوئها ممكن أن نفهم طريقة فهم اليهود بشكل عام للعالم وللمحيط العغربي الذي حيط بهم , غير آبهين بالمحرمات أو المقدسات أو حتى نظرة العالم لهم , وأول دولة همجية تخالف نصوص القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة هي ( إسرائيل) .
| |
|