:bsالشاعر السوداني المرهف إدريس محمد جماع من مواليد مدينة حلفاية الملوك (1922م) ، و توفي عام 1980، نال الليسانس في اللغة العربية من دار العلوم بمصر و دبلوم التربية ....و عمل في التعليم ....
تخرج في كلية دار العلوم، وعمل مدرساً فى معهد التربية بمدينة شندى شمال الخرطوم ثم ببخت الرضا بمدينة الدويم...
سافر عام 1946 والتحق بمعهد المعلمين بالزيتون فى مصر،وعاد سنة 1952 الى السودان وعمل معلما بمعهد التربية بشندى ثم انتقل الى مرسة الخرطوم بحرى الثانوية...
النيل من نشوة الصهباء سلسله وساكنو النيل سمار وندمان
وخفقة الموج أشجان تجاوبها من القلوب التفاتات وأشجان
كل الحياة ربيع مشرق نضر في جانبيه وكل العمر ريعان
تمشي الاصائل في واديه حالمة يحفها موكب بالعطر ريان
وللخمائل شدو في جوانبه له صدي في رحاب النفس رنان
إذا العنادل حيا النيل صادحها والليل ساج فصمت الليل آذان
حتي إذا ابتسم الفجر النضير لها وباكرته أهازيج وألحان
تحدر النور من آفاقه طرباً واستقبلته الروابي وهو نشوان
**************
**********
*****
**
تدافع النيل من علياء ربوته يحدو ركاب الليالي وهو عجلان
ما مل طول السري يوما وقد دفنت علي المدارج أزمان وأزمان
ينساب من روضة عذراء ضاحكة في كل مغني بها للسحر إيوان
حيث الطبيعة في شرخ الصبا ولها من المفاتن أتراب وأقران
وشاحها الشفق الزاهي وملعبها سهل نضير وآكام وقيعان
ورب واد كساه النور ليس له غير الأوابد سمّار وجيران
ورب سهل من الماء استقر به من وافد الطير أسراب ووحدان
تري الكواكب في زرقاء صفحته ليلا إذا انطبقت للزهر اجفان
****************
***********
******
**
وفي حمي جبل الرجاف مختلب للناظرين وللأهوال ميدان
اذا صحا الجبل المرهوب ريع له قلب الثري وبدت للذعر ألوان
فالوحش ما بين مذهول يصفده يأس وآخر يعدو وهو حيران
ماذا دها جبل الرجاف فاصطرعت في جوفه حرق وارتج صوان
هل ثار حين رأي قيداً يكبله علي الثري فتمشت فيه نيران
**************
***********
******
**
والنيل مندفع كاللحن أرسله من المزامير إحساس وجدان
حتي إذا أبصر الخرطوم مونقة وخالجته اهتزازات وأشجان
وردد الموج في الشطين اغنية فيها اصطفاق وآهات وحرمان
وعربد الازرق الدفاق وامتزجا روحاً كما مزج الصهباء نشوان
**************
**********
*****
**
وظل يضرب في الصحراء منسرباً وحوله من سكون الرمل طوفان
سار علي البيد لم يأبه لوحشتها وقد ثوت تحت ستر الليل اكوان
والغيم مد علي الآفاق أجنحة ونام في الشط أحقاف وغدران
والليل في وحشة الصحراء صومعة مهيبة وتلال البيد رهبان
إذا الجنادل قامت دون مسربه أرغي وأزبد فيها وهو غضبان
ونشر الهول في الآفاق محتدماً جمّ الهياج كأن الماء بركان
وحوّل الصخر ذرّاً في مساربه فبات وهو علي الشطين كثبان
عزيمة النيل تفني الصخر فورتها فكيف ان مسه بالضيم انسان
***************
***********
******
**
وانساب يحلم في واد يظلله نخل تهدل في الشطين فينان
بادي المهابة شماخ بمفرقه كأنما هو للعلياء عنوان
وحشةالليل
ماله ايقظ الشجون فقاســــت *** وحشة الليل واستثار الخيالا
ماله فى مواكب الليل يمشى *** ويناجى اشباحه والظـــــلالا
هين تســتخفه بسمة الطفل *** قــــوي يصـــــارع الاجــــــيالا
حاسر الرأس عند كل جـمال ***مستشف من كل شئ جمالا
ماجن حطم القيود وصـــوفى *** قضى العمر نشــــــوة وابتهالا
خلقت طينة الأسى وغشتها *** نار وجد فاصبحت صـــلصـــالا
ثم صاح القضاء كونى فكــانت *** طينة البؤس شاعراً مثــــــالا
يتغنى مع الريــــــــاح اذاغنت *** فيشجى خمـــيله والتـــــلالا
صاغ من كل ربوة منبراً يسكب*** فى سمعه الشجون الطـوالا
هو طفل شاد الرمال قصــــورا *** هى آمـــاله ودك الـرمــــــالا
كالعود ينفح العطـــــــر للناس *** ويفنـــــى تحــرقاً واشــــتعالا
m allah: