اخبار الاسكندرية : مستشار المجلس الأعلى للآثار: مقابر الكورنيش فى خطر.. والمدينة القديمة غارقة أسفل المياه الجوفية

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

نفى الخبير الأثرى أحمد عبدالفتاح، مستشار المجلس الأعلى للآثار، عضو اللجنة الدائمة لحماية الآثار، وجود أى تعاون علمى أثرى مع أى جهات علمية إسرائيلية على الإطلاق، وقال إن التعاون بين المجلس وإسرائيل مستقبلاً «فى علم الغيب».

وأضاف «عبدالفتاح» فى حواره لـ«إسكندرية اليوم» أنه مهووس بالآثار، لذلك رفض الزواج لأنه عشق الملكة «حوتب حيرس» أم الملك خوفو، الذى حكم مصر، وتحدث فى ملفات وأشياء كثيرة مهمة من الناحية الأثرية، فيما يتعلق بالاكتشافات المتوقع العثور عليها فى مدينة الإسكندرية القديمة والتعديات على المقابر الأثرية.. وإلى نص الحوار:

■ فى البداية نريد أن نعرف طبيعة عمل البعثات الأثرية والعلمية الأجنبية التى تقوم بالتنقيب والحفائر فى الإسكندرية؟

- أولاً هذه البعثات حتى الآن لم تعثر على أى شواهد أثرية مهمة، وإنما تقوم باستكمال أعمال سابقة، وهذه البعثات تتميز بالطابع العلمى الدراسى، لأنه مش لازم تكشف عن آثار وشواهد فى باطن الأرض، فأحياناً تقودنا إلى بيانات علمية غاية فى الأهمية، تقودنا بدورها إلى مزيد من الاكتشافات، فليس بالضرورة الوصول إلى أشياء لها طابع أثرى.

■ هل ترى أن هذه البعثات تمثل إضافة لعلم الآثار بالإسكندرية؟

- لكى نكون منصفين فإن الإسكندرية تشهد حالياً نهضة كبيرة فى مجال التنقيب والحفائر والبحث عن تاريخ مصر، على مر العصور القديمة سواء اليونانية الرومانية أو البيزنطية أو الفرعونية، أو الإسلامية والقبطية واليهودية.

■ البعض يرى أنه لا جدوى من البعثات مادامت لم تكشف عن وجود آثار فى باطن الأرض؟

- أولاً البعثات الأجنبية تقوم بتقديم مادة علمية أثرية وليست مبانى أثرية ضخمة، لأن طبيعة الإسكندرية فى العصور اليونانية الرومانية، أكبر حجماً من المعلومات، وطبيعة أرض الإسكندرية تختلف عن طبيعة أى مكان آخر، مثل سقارة أو أسوان والأقصر مثلاً فهى أرض تراكمية تتضمن تراكمات متداخلة، والبعثات اليونانية الرومانية تضم مجموعات كبيرة من العلماء المتخصصين، بالإضافة إلى أن المجلس الأعلى للآثار على وشك استكمال التخصصات التى يفتقر إليها حالياً مثل علم الطبقات والفخار والنقوش والرسومات القديمة.

■ ما التسهيلات التى يقدمها المجلس الأعلى للآثار لهذه البعثات خاصة التى تقوم بحفائر وتنقيبات فى الإسكندرية؟

- المجلس ينتهج سياسة حالياً لمنح مزيد من التسهيلات والإمكانيات اللازمة لهذه البعثات مادامت تصب فى النهاية فى صالح الأثر، سواء فيما يتعلق بالكشف عنه أو الحفاظ عليه.

■ لكن عدد البعثات المصرية فى تضاؤل كبير مقارنة بالبعثات الأجنبية؟

- إحنا مش بنلجأ أبداً للبعثات الأجنبية على الإطلاق، فلدينا بعثاتنا المصرية على أعلى مستوى ولدينا كامل السلطة والهيمنة على أعمال هذه البعثات، لكننا نمنحهم الفرصة لكى يتموا دراساتهم العملية على أرض الواقع، خاصة أنهم قاموا فى بلادهم بدراسات علمية فقط ثم يقومون بتنفيذ هذه الدراسة على أرض الواقع الوارد فى الدراسة، وبعدين إحنا عايزين نكشف الأرض ونشوف إيه الموجود فى باطنها.

■ قلت إن من أهم اختصاصات ومهام المجلس الأعلى للآثار حماية الأثر من التعديات.. ما الخطوات العاجلة التى اتخذتموها لحماية وإنقاذ الآثار والمواقع من الخطر؟

- المجلس الأعلى للآثار يتحرك بشكل «مكوكى» لحماية جميع الآثار الموجودة فى مصر سواء الإسلامية أو القبطية أو اليهودية أو المصرية أو غيرها من العصور القديمة، وهناك مشروعات ضخمة وافق عليها الدكتور زاهى حواس، الأمين العام للمجلس، لتخفيض منسوب المياه الجوفية، خاصة أنها تعد «أُس» المشاكل التى تعانى منها الآثار والمواقع الأثرية فى الإسكندرية بصفة خاصة، نظراً لقرب الآثار من مياه البحر أو مشروعات الترميم والتطوير والتحديث أو إنشاء مظلات للحماية.

■ ما نسبة الآثار التى تهددها المياه الجوفية؟

- للأسف الشديد معظم التعديات الواقعة على الآثار والمواقع الأثرية فى المحافظة من الأهالى، إما طمعاً فى الأرض أو عشوائيات السكان أو أعمال التنقيب غير المشروع عن الآثار، وكلها أنواع من التعديات لكن كل هذا فى المواقع الأثرية الثابتة، والأخطار تحيق فعلا بسلسلة المقابر الأثرية القديمة الموجودة بالكامل على كورنيش البحر مباشرة وتعانى إما من المياه الجوفية أو النوات الشتوية، ومعظمها فى مقابر الشاطبى وكوم الشقافة والأنفوشى، لكن أنا أريد أن أقول حقيقة لا ينبغى تجاهلها أو التعتيم عليها، هى أن الجزء الشمالى بالكامل من مدينة الإسكندرية القديمة، لا يزال حتى الآن غارقاً تحت المياه الجوفية والذى يقع فى المنطقة ما بين مصطفى كامل حتى مشارف العجمى، بسبب الزلازل التى وقعت فى القرنين الـ13 والـ14 وتسببت فى إحداث هبوط فى الأرض، ما ساعد فى إغارة البحر عليها وغرقها.

■ لكن ما التحرك من جانب المجلس لإنقاذها؟

- التحرك يجرى على قدم وساق ولا يوجد أى تقصير أو تجاهل من جانبنا فيما يخص جميع الآثار الموجودة على البحر مباشرة، وأبرزها مقابر الشاطبى والأنفوشى وكوم الشقافة، فهناك مشروعات ترميم وتخفيض لمنسوب المياه الجوفية بشكل مستمر، فضلاً عن تطوير معظم المواقع الأثرية مثل تل وكوم الناضورة وعمود السوارى والمسرح الرومانى والمتحف اليونانى الرومانى ومتحف قصر المجوهرات الملكية.

■ بعض المواطنين أصيبوا خلال الآونة الأخيرة بما يسمى «هوس« التنقيب عن الآثار؟

- أولاً شرطة «الآثار يقظة جداً» لهذه الأعمال، خاصة فى المواقع الأثرية التقليدية، وهناك مناطق كاملة مثل منطقة كفر عشرى والقبارى والورديان، وتحديداً من أول كوبرى التاريخ حتى مشارف الدخيلة، مقامة أعلى جبانة الإسكندرية القديمة، وهذا لا يمنع أن بعض المواطنين يقومون بالحفر للوصول إلى الآثار، لكن الأمر ليس بالسهولة المتوقعة، فهذه الأعمال قد تتسبب فى انهيار منزل من يقوم بالتنقيب والحفر، غير أن المجلس الأعلى للآثار يضرب بيد من حديد على كل من يحاول المساس بالآثار، بالإضافة إلى أن شرطة الآثار تتربص يومياً بمن يقوم بهذا الفعل.

■ قيل إن الآثار التى سرقتها إسرائيل إبان فترة احتلالها لسيناء لم يتم استردادها بالكامل، فما تعليقك؟

- هذا السؤال يجيب عنه بشكل تام الدكتور محمد عبدالمقصود، رئيس الإدارة المركزية لآثار الوجه البحرى وسيناء، خاصة أنه قام بجلب الآثار التى سرقتها إسرائيل من سيناء وقت الاحتلال فعلاً، وقام بأعمال تحريات كاملة فى هذا الملف، وإسرائيل فعلاً قامت بأعمال تنقيب وقت الاحتلال لسيناء، لكن القانون الدولى يلزمها بمسؤوليتها عن ما حصلت عليه فى فترة الاحتلال لمصر.

■ لكن هل توجد آثار فى متاحف إسرائيل حتى الآن خاصة بمصر؟

- نحن لدينا إدارة تسمى إدارة الآثار المستردة فى المجلس الأعلى للآثار بالقاهرة وهى منوطة بهذا الأمر.

■ هل إسرائيل قامت بأعمال تنقيب وحفائر أثناء احتلال سيناء أم سرقت الآثار كما يردد البعض من خلال بعض المواطنين؟

- إسرائيل قامت بأعمال تنقيب وحفائر فى سيناء، وأنا قابلت موشيه ديان شخصياً أثناء زيارته الرسمية لمنطقة كوم الدكة الأثرية، وعقب توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، قبل استرداد الآثار المسروقة وقلت له إيه حكاية الآثار التى سرقتموها من سيناء فقال لى إن كل حاجة لقيناها حطيناها فى مخازن ومتاحف الدولة الرسمية فى إسرائيل، لكن بعد ذلك ووفقا لاتفاقية استرداد الآثار المملوكة لمصر، تمت إعادتها بالتعاون بين وزارة الخارجية المصرية ونظيرتها الإسرائيلية.

■ هل هناك أى اتفاقيات أو بروتوكولات تعاون علمى بين المجلس وجهات علمية وبحثية إسرائيلية فى مجال التنقيب والحفائر حالياً؟

- بلهجة غاضبة قال: لا يوجد على الإطلاق أى تعاون بين المجلس وإسرائيل فى مجال التنقيب والحفائر إطلاقا، لا فى الماضى ولا فى الوقت الراهن، أما المستقبل ففى علم الغيب.

■ لكن إسرائيل تعاونت مع مصر فى عدة مجالات.

- هذا السؤال يحتوى على فخ كبير، لكن أنا أرى أنه إذا كان هناك شىء يفيد العلم فلابد أن أسعى إليه وأتتبعه وأستفيد منه حتى لو كان مصدر العلم هو جهات علمية وبحثية إسرائيلية، وإسرائيل لها نشاط خطير ومهم جداً فى مجال التنقيب عن الآثار والنشر عنها وإنشاء متاحف لها لكن إسرائيل كدولة تحيط بها حساسية كبيرة جدا لدى جموع المصريين والعرب بشكل عام، لكن العلم شىء مختلف تماما، فكل الأبحاث والدوريات العلمية التى تقوم إسرائيل بنشرها فى الخارج نتابعها من منطلق أننا نشوف عدونا بيفكر إزاى علشان أبقى عارف.

■ لكن هذا فى إطار أن تعرف كيف يفكر عدوك.

- لا يوجد أى تعاون مطلقاً وعلى مسؤوليتى هذا الكلام، لأن سياسة الدولة تحكمنا فى هذا الإطار.

■ البعض يقول إن ما تم اكتشافه من آثار الإسكندرية القديمة لا يتعدى 10% والبعض ذهب بهذه النسبة إلى نحو 20%.

- فى اعتقادى خلال المائة عام المقبلة سيتم الكشف عن آثار مذهلة فى الإسكندرية لم يكشف عنها خلال القرون الماضية، وسيتم الإعلان عن عجائب أبرزها قبر الإسكندر الأكبر وكنوز الملكة كليوباترا، التى عرضتها على الملك «أغسطنيوس» من أجل الابتعاد عنها، خاصة أن كليوباترا كانت تمتلك كنوزاً كبيرة، فضلاً عن اكتشاف المنشآت التاريخية القديمة والمنطقة الملكية وستكون الإسكندرية مدينة المفاجآت.

■ كثر الجدل حول إمكانية عودة رأس الملكة، «نفرتيتى» من برلين إلى مصر.

- لدى رأى غريب جداً فى هذا الأمر، أنا رأيت رأس نفرتيتى أكثر من 20 مرة، لكن ما رأيته فى برلين بالنسبة لرأس نفرتيتى شىء مذهل، نحو 50% من السياح يأتون إلى برلين من أجل الغرض نفسه، بلا شك من يراها يتغزل فى مكياجها الخاص فهل تتصور أن المكياج الخاص بها عمره أكثر من 3 آلاف سنة، ولا يزال يحتفظ حتى الآن برونقه وجماله، وتعجز أكبر شركة تجميل فى العالم عن إنتاج مثل هذا المكياج، فبالرغم من مرور 3 آلاف سنة عليه، إلا أنه كما هو.

■ يقال إنك رفضت الزواج بسبب الآثار.. هل هذا صحيح؟

- أنا طول عمرى أميل إلى البحث والتنقيب عن الماضى، وعندما تتعامل مع الآثار تشعر بأنه لا يوجد أى شىء آخر يستحق أن يحول وجهك عنها، فأنا مهووس بالآثار وتربطنى بها عاطفة وعشق، وهناك فى الآثار ملكات يتحبوا أكثر من السيدات الموجودات حالياً، وأنا وقعت فى غرام سيدة تدعى حوتب حيرس، وهى أم الملك خوفو، أحد الملوك الأقوياء، الذين حكموا مصر، وكلمة «حوتب حيرس» تعنى ما شاء الله

» اخبار الاسكندرية : "الأعلي للآثار" يسمح لبعثتين فرنسية وبلجيكية بأستكمال الحفائر في ماريا ومريوط
» اخبار الاسكندرية : اجتماع طارئ لـ«قانونية محلى وسط» اليوم لبحث مخالفات مقابر «المنارة».. و«جبانات المنتزه» تراجع ملفاتها
» اخبار الاسكندرية : الامراض المشتركة بين الإنسان و الحيوان في ندوة لمركز الاسكندرية للإبداع