الانقسام السياسي واثره لسلبي على العالم الاسلامي في الحملة الصليبية الاولى

بسم الله الحمن الحيم
{الانقسام السياسي و آثره السلبي على العالم الإسلامي في الحملة الصليبية الأولى}
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه ومن سار على هديه إلى يوم الدين.
لما جاء رجال الحملة الصليبية الأولى وجدوا أمامهم أمه مفككه وممزقه من المسلمين وهذا ساعد على نجاح الحملة الصليبية الأولى وساعد على نجاح المشروع الصليبي في الاستيلاء على أماكن مختلفة من بلاد الشام.
وقد ظهر القرامطة منذ أواخر القرن الثالث الهجري واستطاعوا أن يكونوا لهم دولة في شرق الجزيرة العربية وكانوا يدينون بالمذهب الاسماعيلي الشيعي وكانوا تابعين للدولة الفاطمية العبيدية في تونس الحالية واستطاع القرامطة استغلال ضعف الخلافة العباسية فهاجموا جنوب العراق وبلاد الشام ومكة المكرمة عام 317هــ و اغارو على مناطق واسعة من بلاد الشام وكانت في الشام ومصر الدولة الخشيدية التي لم تستطع أن تواجههم فاضطر الإخشيديون بان يدفعوا جزية سنوية للقرامطة بلغت 300000 دينار في هذا الوقت { وقت التدهور في العالم الإسلامي } قامت الدولة الفاطمية في شمال أفريقيا قبل أن تستولي على مصر وحاولت كثيرا إلى أن استولت على مصر فلما قامت الدولة الفاطمية في شمال أفريقيا أثرت على كثير من القبائل البربرية مثل قبيلة مصمودة و كتامة و غيرها فا تقلبت كل القبائل البربرية المسلمة التي كانت في محل رباط و جهاد
في جنوب القارة الأوروبية لتنقلب مغيره و محاربه على البلاد الإسلامية في الشام و
مصر و ترتب على قيام الدولة الفاطمية أن ثار المسلمون في صقلية ضد الحاكم الفاطمي و تمردوا على الولاة الفاطميين مما جعل الكثير من الولاة ينكلون بالمسلمين في صقلية و يقتلون عدد كبير منهم وهدموا أسوار القلاع والمدن مما جعل كثيراًً من المسلمين في صقلية يفرون إما إلى بلاد الشام أو مصر أو إلى بعض البلاد النصرانية وبالطبع هذا اضعف المسلمين في صقلية وجنوب ايطاليا الأمر الذي مهد السبيل فيما بعد في القرن الخامس الهجري للنورمان القادمين من غرب وشمال أوربا للاستيلاء على صقلية وجنوب ايطاليا وأقام النورمان دولة نورمانية وكان لها دور كبير في الحملة الصليبية الأولى وفي الحملات التالية بعد ذلك جاءت الدولة الفاطمية لتستولي على مصر كما هو معروف عام 358هــ وكان الفاطميون الشيعة على موعد مع الدولة البيزنطية (دولة الروم) للإطباق على العالم الإسلامي في المشرق وتطويقه من الشمال والغرب للانقضاض عليه ففي هذا الوقت الذي كانت فيه الدولة الفاطمية تهاجم مصر من الغرب كانت دولة الروم قد بدأت في حالة صحوة ونهوض زمن الأسرة المقدونية فبدأت في الإغارة علي الثغور الشامية والجزرية والارمنية كما هدد الإمبراطور نيقفور فوكاس الخليفة العباسي بأنه سيذهب إلى مكة ليهدم الكعبة ويقيم فيها عرش المسيح حسب زعمه وجاء بعده الإمبراطور (حناتيزيمسكس) الذي واصل الغارات في بلاد الشام واستولى على اللاذقية واخضع دمشق وغيرها فأصبحت الجيوش البيزنطية تتوغل في بلاد الشام وشمال العراق وفي أرمينية ولا يستطيع احد من المسلمين أن يصدها
وتطلع الفاطميون إلى إزالة الخلافة العباسية من الوجود وقام بهذه العملية (هبة الله الشيرازي) واستطاع إن يستميل إليه احد القادة العباسيين وهو أبو الحرث البساسيري وهذا القائد زاد نفوذه في بغداد واعتنق المذهب الشيعي الاسماعيلي الفاطمي وبدا و كأن
الخلافة العباسية في طريقها الى الزوال و الاندثار ولولا ان الله تعالى قيض لها ظهور
دولة السلاجقة ذلك أنه بسبب الانحراف الذي ظهر في الدولة الاسلامية وانتشار مذاهب الشيعة المختلفة وانتشار التصوف وأيضا الانحرافات العقدية وفشل المسلمين في حمل
راية الجهاد هناك تحدث السنة الربانية قال الله تعالى { وان تتولوا يستبدل قوما غيركم
ثم لا يكونوا أمثالكم } فا ستغل الفاطميون ذلك وساعدوا أبو الحرث البساسيري الذي هاجم بغداد واسر الخليفة العباسي ( القائم بأمر الله ) واعتقله في أحد القلاع على نهر دجلة وضل معتقلا لمدة سنة وأصبح الفاطميون الشيعة يسيطرون على بغداد والقاهرة وبدا وكأن الخلافة العباسية زالت من الوجود
لكن السلطان ( طغرل بك ) عاد مسرعا إلى بغداد ولحق بالبساسيري واشتبك معه في معركة وقتله وأرسل فرقة للإفراج عن الخليفة العباسي وأعاده إلى بغداد معززا مكرما.
كما أن السلطان ( ملك شاه ) في أواخر عهده تزوج من فتاة تسمى ( تركان خاتون ) و
أنجبت وهو في أخر عمره ابنه ( محمد ) و أقنعته زوجته بنقل ولاية العهد إلى ابنه
( محمد ) وقد استجاب لها و فعل هذا وتوفي فلما توفي حدث الانقسام و التمزق داخل
حدود الدولة السلجوقية آذ رفض الابن الأكبر التخلي عن ولاية العهد فقد أعلن نفسه بعد
وفاة أبيه سلطاناًً على الدولة السلجوقية أما زوجة أبيه وابنها فقد انضم إليهما عدد كبير من القادة ليسيطروا على أمور الدولة فوقعت بين الابن الأكبر وبين زوجة أبية وابنها حرب أهليه وفي هذه الإثناء قام (تتش) أمير دمشق بالحرب ضدهما لأعتقاده بأنه أولى بالسلطنة من ابني أخيه الأكبر والأصغر فأعلن نفسه سلطانا في دمشق ثم شن الحرب ضد الابن الأكبر ( بركيا روق ) وفي عام 488هــ وقعت معركة عند أصفهان قتل فيها (تتش) لكن الحرب ظلت قائمة بين (بركيا روق) وبين (تركان خاتون) وترتب علي مقتل (تتش) وقوع انقسام وتمزق في بلاد الشام فاستقل بحلب ابن تتش واسمه (رضوان) واستقل بدمشق ابنه الأخر (دقاق) ووقعت بين الأخوين حروب وانقسم القادة السلاجقة في الشام بين هذا وذاك واستمرت الحروب لمدة سنتين بين الجانبين وفي هذه الإثناء سمعوا بقدوم الحملة الصليبية إلى شمال الشام فجاءت هذه الحملة ووجدت أمامها أمه ممزقه لها خمس سنوات وهي تتنازع في حرب أهلية مستمرة وطاحنه بين أمراء وقادة الدول عند ذلك نجحت تلك الحملة واستولت على أنطاكية وغيرها من البلاد في الشام وسارو بكل سهولة حتى استولوا على بيت المقدس وأصبح لكل مدينة في بلاد الشام أمير حاكم بأمره ليس له هم إلا مصلحته الشخصية ولم يحفل بما هدد المسلمين من خطر وكان على المسلمين بعد ذلك أن يكابدوا المشقات بالتصدي لهذا الغزو الصليبي الغربي النصراني الأوروبي الذي قام في تلك الحقبة.
ولا تزال العقلية الاوربية الغربية تخضع للعقيدة الدينية عند النصارى فالحروب التي تشنها أوروبا في جميع أنحاء العالم لا تخرج عن كونها بتدبير وتخطيط من رجال الدين الذين يعملون من خلف الكواليس فالحرب في الشيشان والبلقان والبوسنة والهرسك والعراق وفلسطين والسودان وأفغانستان ولبنان ...
لاتخرج عن كونها بتدبير وتخطيط من رجال الدين النصارى إذ أن هذه الحروب تخدم المصالح الصليبية بالدرجة الأولى والافما معني الحرب في أفغانستان والبلقان وجميع بلاد المسلمين التي لاتاثير لها في نواحي الاقتصادية أو السياسية العالمية.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

شكرا ياسيادة المشرفة علي الموضوع الجميل وفي انتظار المزيددددددددددد

:وسام القلم: :مشرف: :وسام القلم:

» الحملة الصليبية الاولي
» ..الحملة الفرنسية علي مصر..و لمحة من تاريخنا , ملف شامل .
» مصر تبهر العالم في حفل افتتاح رائع لكأس العالم للشباب