Esraa Eman Hussein{Admin} Admin المدير العام للمنتدى
الابراج : عدد المساهمات : 4049 تاريخ التسجيل : 15/06/2009 العمر : 35 الموقع : www.esraa-2009.ahlablog.com
| موضوع: الزواج واحتفالاته قى التاريخ الإسلامى الأحد 06 مارس 2011, 10:42 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ♫ ♫ الزواج واحتفالاته قى التاريخ الإسلامى الزواج هو اساس بناء الأسرة وتكوين المجتمع شرعه الله عز وجل منذ خلق آدم عليه السلام لعمارة الكون واستمرار الحياة وحثث عليه كل الأديان السماوي ، فهو النظام الإجتماعى الذى ينظم العلاقة بين الرجل والمراة وهو نظام يحقق الحسب والسكن والمودة فى المجتمع كما اشار الى ذلك القرآن الكريم فى قوله تعالى " ومن آياته أن خلق لكم من انفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودةورحمة " ورغب الله تعالى فى الكاح فقال تعالى " فأنكحوا ما طاب لكم من النسار " كما حث الرسول على الزواج وخاصة الشباب فقال صلى الله عليه وسلم يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج . ورغم ما كانت عليه زيجات عصر النبوة من البساطة والزهد والتقشف والبعد عن التكلف كما يبدو ذلك فى زواج الرسول () وزواج ابنته فاطمة رضى الله عنها الا أن التاريخ الإسلامى فى العصور اللاحقة على عصر النبوة والخلفاء الراشدين يحفل بالكثير من الزيجات التى ذاعت شهرتها فى التاريخ واسهب فى وصفها المؤرخون وتعجب من احوالها الرحالة المسلمون والأجانب وتبارى الجميع فى تسجيل وقائعها وإحداثها ومن هذه الزيجات ذات الشهرة العظيمة فىالتاريخ الإسلامى الخليفة هارون الرشيد من السيدة زبيدة بنت ابى جعفر المنصوروابنة عم الرشيد وما صاحب هذا الزواج الذى تم عام 165هـ 782 من اسراف ويزخ لم يعهده المسلمون من قبل فقد وهب الخليفة المهدى للناس ) أوانى الذهب المملوءة بالفضة واوانى الفضة مملوءة بالذهب والمسك والعنبر ، وبلغت تكاليف هذا الزواج 388.000 ودينار وقبل أن السيدة زبيدة ذكرت أن تكاليف زواجها من الرشيد كانت مائتين خمسة وثلاثين مليون درهم أو سبعة وثلاثين مليون درهم . ومن اشهر زيجات العصر العباسى على الإطلاق زواج بوران بنت الحسن بن سهل والخليفة المأمون والذى تم سنة 210هـ فى الوصف ومن هؤلاء المؤرخين عبد الرحمن ابن خلدون الذى اشار فى مقدمته الى ذلك الزواج بقوله " إن المأمون اعطاها فى مهرها ليلة زفافها الف حصاة من الياقوت وأوقد شموع العنبر فى كل واحدة مائة وبسط لها فرشا كان الحصير منها منسوجا بالذهب مكللا بالدر والياقوت كما اشار ابن الساعى فى كتابه " نساء اخلفاء " ان السيدة زبيدة اعطت العروس بروان هدايا قيمتها خمسة وثلاثين مليون درهم . ومن المؤرخين الذين تحدثوا عن حفل زواج المأمون وبوران المؤرخ ابن ايبك الدوادرى واصفا ليلة البناء ، ولما كانت ليلة البناء وجليت بوران على المأمون فرش لها حصير من ذهب وجئ بمكيل مرصع بالجواهر فيه دركيا فنشرت على تلك النساء اللاتى حضرت . أما ابن كثير فى كتابه البداية والنهاية فتحدث عن ما فعله الحسن بن سهل فيذكر أنه كتب اسماء قراه وضياعه وأملاكه فى رقاع ونثرها على الأمراء وعجوة الناس فمن وقعت بيده رقعة فى قرية منها بعث الى القرية الت فيها نوابه فسلمها اليه ملكا خالصا وانفق على المأمون ومت كان معه من الجيش فى مدة اقامته عنده سبعة عشر يوما ما يعادل خمسين الف الف درهم . الزواج وإحتفالاته فى مصر بعد الفتح الإسلامى . تميزت هذه الفترة من تاريخ مصر وهى الواقعة بين الفتح الإسلامى لها عام 21 هـ وحتى عام 358 هى بان عقود الزواج فيها تختلف عن عقود الزواج فى عصرنا الحالى فقد كانت عقود الزواج فى هذه الفترة غنية بالبيانات المتصلة بالزواج من خطوبة وشهود ومهر معجل ومؤخر ووصايا بحسن الصحبة والعشرة والأمر بالإمساك بالمعروف والتسريح بالإحسان وفى بض عقود الزواج شروط تشترطها الزوجة على الزوج ، ويتضح من هذه العقود ان قيمة المهر فى ذلك العد تراوحت ما بين 4 دنانير ، 20دينار ذهب حسب حالة الزواج والمؤخر لم يكن يدفع عند الطلاق ، وإنما كان يدفع على اقساط فى مواعيد محددة من تاريخ عقد الزواج وكان يشهدعلى عقدالزواج أكثر من شاهدين ومن وصل عددهم الى عشرة شهود ،وكان من بين الشروط التى تضمنها عقد الزواج ما يتعلق بزيارة الاهل أو وضع الزوجة فى حالة زواج الزوج عليها . اشهر زيجات التاريخ الاسلامى أما اشهر زواج تم فى العصر العباسى فهو زواج الأميرة قطر الندى ابنة خماروية من الخليفة العباسى امعتضد وكان هذا الزواج زواجا سياسيا كان الهدف من وراءه اجهاد الدولة الطولونية من الناحية الإقتصادية للقضاء عليها وهو ما حدث بالفعل فلقد كان هذا الزواج بمثابة البداية لإنهيار الإقتصاد الطولونى وتريخه ولقد افاض واسهب المؤرخون فى وصف هذا العرس وما صاحبه من مظاهر الإحتفال والبذخ فقد اشار المؤرخ ابن كثير فى البداية والنهاية الى ان خماروية جهزا ابنته بما لم يسمع بمثله حتى قيل أنه كان فى جهازها مائة هاون من الذهب غير الفضة والقماش وارسل معها الف الف دينار وخمسين الف دينار لتشترى بها من العراق ما تحتاج اليه مما ليس بمصر مثله أما ابن دقماق فى كتابه الإنتصار الواسطة عقد الإمصار فقال ان قطر الندى حملت معها ما لم ير مثله أما القلقشندى فى كتابه صبح الأعشى لصناعة الأنشا أن خماورية جهز ابنته قطر الندى بما لم يسمع مثله . واشار السيوطى الى أن جهاز قطر الندى كان يحوى اربعة الاف تكة مجوهرة وعشر صناديق جوهر . أما ابن اياس فى كتابه بدائع الزهور فى وقائع الدهور "فقد ذهب الى أن قطر الندى حملت فى جهاز الى بغداد من القماش والأوانى ما لا يحصر حتى قبل ان جهازها نقل من مصر الى بغداد فى ستة اشهر مكان من حملة ما ذكرنى جهازها من جهاز ما مائة هاون ذهب والف سروال حرير فى تكة كل سروال جوهرة قدر بيضة الحمامة . هذا غير ما ذهب اليه اغلب المؤرخين المعاصرين وغيرهم من أن خماروية وحرصا منه على راحة ابنته قطر الندى قد شيد لها قصرا فخما على رأس كل منول تنول فيه وقد كانت هذه القصور مجهزة ومفروش بكل ما يحتاج اليه ولاشك أن هذا الزواج قد انهك الدولة الطولونية اقتصاديا فقد استنزف مواردها واضعفها وهذا ما كان يخطط له بنو العباس والدليل على ذلك أن هذا القول تردد فى بغداد ( إشاعة تقول بان الخليفة لم يقبل على هذه المصاهرة مع خماروية الا ابتغاء فقارة وبالفعل فقدساهم ما انفق على هذا لزواج فى افلاس بيت المال بمصر كيف لا ولقدبلغ جملة النفقات ما يقارب المليون دينار . أما فى العصر الفاطمى فقد كان هناك العديد من الزيجات التى سال لها لعاب المؤرخين فيتاروا فى وصف ما ارتبط بها من مظاهر البزخ ولترف والأبهة . ومن هذه الزيجات الشقيرة زواج الخليفة العاضد من اخت وزيرة العادل رزيك فلد اشار المؤرخين الى ان العروس حملت معها الكثير من الصناديق المملوءة بالذهب وكانت موائد الطعام كثيرة عليها الكثير من اصناف الطعام والحلوى والشراب ينهل منها العامة والخاصة . أما فى العصر الأيوبى بمصر واشام فقد كان الزواج يتم بين الأسرات الحاكمة لتقوية الصلات بينها والحفاظ على رباط القربى وصلة الدم بين ابناء البيت الأيوبى وإن كان ذلك لم يمنع من وجود الزيجات السياسية بين بنى ايوب وسلاجقة الروم كما حدث فى عام 635 هـ1238م عندما تم زواج كل من غياث الدين كيفسروين كتيعابد وغازية خاتون ابنة الملك العزيز محد صاحب حلب وفى المقابل زواج ابن صاحب حلب من اخت كيخسرو . أما فى العصر المملوكى فقد ارتبطت حفلات الزواج وما بها من مظاهر الأبهة والعظمة والشرف بالإزدهار الإقتصادى الذى شهدته مصر والشام فى العصر المملوكى البحرى والجركسى وشهد هذا العصر العدي من الزيجات التى تمت لاغراض متعددة منها تقوية الروابط والأواصر بين السلاطين والأمراء أو لضمان الولاء أولتحسين العلاقات بين سلطنة المماليك والممالك المجاورة لها ومن اشهر زيجات هذا العصر زواج ابنة الناصر محمد بن قلاوون من ولد الامير ارغون نائب السلطنة بمصر ولاشك ان هذا الزواج كان مناسب رائعة لإظهار القوة الإقتصادية لمصر فى عهد واحد من اعظم سلاطين المماليك واقواهم فى السلطة . ـ عادات الزواج فى مصر في عصر المماليك - مرحلة الخطبة :قامت الخطبة بدور كبير فى إتمام الخطوبة فى تلك العصر حيث كان يقصدها الراغب فى الزواج لأنها تعرف كل حرة وعاهرة ومليحة فى مصر والقاهرة ، وإذا رضى الخاطب بالمعلومات التى قدمتها له الخطبة فانمذجت اليها وتقدم لها هدية ويرسلها الى عائلة الفتاة لتبليغها هى واهلها رغبته فى الزواج منها ، ولم يكن للفتاة فى العصر المملوكى راى فى إختيار شريك حياتها فالرأى الاول والأخير لوالديها . - المهر : جرت العادة فى مصر المملوكية : أن يدفع جزء من المهد مقدما قبل عقد القرآن ، أما الباقى وهو مؤخر الصداق فكان يسدد على اقساط مؤجلة ، و كانت هناك مغالاة فى المهور خاصة مما يتعلق بزواج ابناء الأمراء والسلاطين . - حفل العرس : كانت المدة بين عقد القرآن والزفاف لا تتجاوز عشرة ايام تكون كلها ، افراح متصلة وايام سرور ومن بين ذلك ذهاب او لية ذهاب العروس للحمام فى موكب من قريباتها وصديقاتها مع حشد من الموسيقيين والراقصات ثم يعود العروس الى بيتها فى مثل هذا الموكب قبل الزفاف بيومين . كما يذهب العريس ايضا الى الحمام ويعود بين اصدقائه وأقاربه من المدعوين فى موكب موسيقى بديع ويقيم العريس بعد عودته من الحمام مادبة بها الطعام والعيش والسلطة والماء ، وتعود العروس من الحمام الى منزلها حيث تتناول العشار مع رفيقاتها وبعد ذلك تعجن الحتاء فى فى ليلة تسمى ليلة الحناء وهى ليلة لها أهمية كبرى خصوصا عند الفلاحات . وفى الليلة التالية لليلة الحمام والحناء تكون ليلة الزفف وكانت ليلة الزفاف الخاصة بالأمراء والسلاطين وابنائهم تستمر لمدة سبعة ايام وفى هذه الأيام ندبح الزبائح من الأغنام والبقر واالدجاج والأوز وكذك كانت تزبح الخيول ، وبعد نهاية حفل العروس محفة اذا كانت من ابناء السلاطين تنزل عريسها وفيه تركب العروس محفة اذا كانت من ابناء السلاطين والأمراء والمحفة عبارة عن محمل فى اعلاه قبة تحمل على بغلين اى جملتين وهى تسمى الهودج ، وتبدأ الزفة بعد الظهر وتسير ببطء وإنتظام سير طويلا لأجل العرض ولو كان منزل العريس قريبا ، وقد تدوم الزفة ثلاث ساعات أو أكثر . ولقد كان جهاز العروس يختلف من بنات السلاطين والأمراء والتجار وطبقات المجتمع الأخرى فنجد أن السلطان الناصر محمد بن قلاون قد جهز إحدى عشر ابنة له بالجهاز العظيم وكانت اقلهن جهازا بثمانمائة الف دينار ، كذلك كان جهاز ابنة السلطان حس شيئا عظيما ، ولم يختلف جهاز بنات الأمراء عن بنات السلاطين لان بنت الامير كانت تتزوج من ابن سلطان أو من أمير . أما جهاز بنات الطبقة الوسطى فكان عبارة عن مرتبة وسرير منخفض مصنوع من جريد النخل ومخدة للرأس وملاءة ولحاف وناموسية وأدوات مطبخ من الخزف والفخار والنحاس والخشب وادوات مطبخ من الخزف والفخار وحلى وادوات تجميل وقنينات عطور . أما بنات الفلاحين فكان جهازهن عبارة عن صندوق خشبى ملون يحوى جهاز العروس حيث تضع فيه العروس كل ما يلزمها من ملابس وحلى ونقود وحصير يستخدم كفراش للجلوس والأكل والنوم ولحاف كغطاء وادوات المطبخ ورحامن الحجر لطحن الحبوب وقناديل من الفخار وأدوات تجميل بسيطة . ـ زواج بنات وابناء السلاطين فى العصر المملوكى ـ زواج ابنة الملك الناصر محمد ابن قلاوون بالكبش شهدت مناظر الكبش حفل زفاف ابنة الملك الناصر محمد بن قلاوون على ولد الأمير ارغون نائب السلطنة بمصر بعدما جزها جهازا عظيما ندر أن يكون له مثال قال المقريزى "جهز جهازا عظيما منه شبخانا هوداير بيت وستارات طرز ذلك بثمانين الف مثقال ذهب مصرى سوى ما فيه من الحرير وأجرة الصناع وعمل سائر الاوانى من ذهب وفضة فبلغت زنة الاوانى المنكورة ما ينيف على عشرة الاف مثقال من الذهب وتناهى فى هذا الجهاز وبالغ فى الإنفاق عليه حتى خرج عن الحد فى الكثرة فانها كانت اول بناته ولما نصب جهازها بالكبش نزل من قلعة الجل وصعد الى الكبش وعاينه ورتبه بنفسه وغهتم فى العمل العرس غهتماما ملوكيا وألزم الأمراء بحضوره فلم يتأخروا أحد منهم عن الحضور ونقط الأمراء الأغانى على مراتبهم من اربعمائة دينار كل أمير الى مائتى دينار سوى الشقق الحرير واستمر الفرح ثلاثة ايام بلياليها فذكر الناي حينئذ انه لم يعمل فيما سلف عرس اعظم منه حتى حصل لكل جوقة من جوف الاغانى اللاتى كن فيه خمسمائة دينار مصرية ومائة وخمسون شقة حرير وكان عدة جوق الأغانى التى قسم عليهن ثمان جوق من اغانى القاهرة سوى جوف الأغانى السلطانية وأغانى الأمراء وعدتهن عشرون جوقة لم يحصل ماعرف لهذه العشرون جوقة من كثرة ما حصل ولما انقضت ايام العرس انعم السلطان لكل امراءة من نساء الأمراء بتبعية قماش على مقدارها وخلع على سائر رباب الوظائف من الأمراء والكتاب وغيرهم فكان مهما عظيما تجاوز المصروف منه حد لكثة المقريزى الخطط ، 2 صـ 134 . أما فى العصر العثمانى بمصر فقد كان للزواج كما يرى الجبرتى فى كتابه عجائب الآثار مراسم ولكل عائلة نظام خاص بها فعندما تكلم عن عائة الشرابين بالقاهرة قال انهم اذا عملوا عرسا اعدوا الولائم اواطعموا الفقراء والقراء على نسق اعتادوه وتنزل العروس من الحريم جريم ابيها الى مكان زوجها بالنسا الخلص والمغانى والجنك تزفها ليلا بالشموع . وغندما تحدث الجيرتى عن زواج على اغارخا زندار الأمير محمد أغا البارودى قال انهم اقاموا للعروس زفة بهيئة لم يسبق نظيرها ومش جميع ارباب الحرف وارباب الصنائع مع كطائفة عربة وفيها هيئة صناعتهم ومن يشتغل فيها . أما فى عصر محمد على فقد كان الزواج يمر بعدة راحل تبدأ بعقد القرآن أمامالمأذون يلىذلك زفة الحمام وبها تذهب العروس للحمام أمها المزامير والطبول وفى نفس الوقت يذهب العريس مع اصدقائه الى الحمام ثميلى ذلك ليلته الحناء وهى ليل السابقة لليلة الزفاف وفيها تضع العروس الحناء وتأخذ النقوط ثم يأتى ليلة الزفاف ويذهب العريس الى أحد المساجد ثم يعود لأخذ عروسه . والجدير بالذكر أن هذه الخطوات والمراسم تكون أكثر بهجة وجمالا فى زواج الأثريا ومناشهر زيجات عصر محمد على زواج ابنة اسماعيل باشا من ابنة محمد بك الدفتر دار وكان هذا الفرح فى بركة الأزبكية . زواج ابنة محمد على من محمد ال فتر دار يناير 1814 م يقول الجيرتى تمهيدا لوصف الزفة ان محمد على أمير شخصا اسمه محمد اغا ان يخلى داره حتى تسكن فيها ابنته " وعند ذلك بيضوها وزاد فى زخرفتها وفرشوها بانواع الفرش الفاخرة ونقلوا اليها جهاز العروس والصناديق وما قدم لها من الهدايا والأمتعة والجواهر والتحف من الأعيان وحريمهن حتى من نساء الأمراء المصريين المنكوبين وقد تكلفوا فوق طاقتهم وباعرا واستدانوا وغرموا فى النقوط والتقادم والهدايا هذين المهمين ما اصبحوا به مجردين ومديونيين . وكان اذا قدمت احدى المشهد رأت منهم هديتها عرضوها على اما العروس التى هى زوجة الباشا فقلبت ما فيها من المصاغ المجوهر والمقصبات وغيرها فإن إعجبتها تركتها وإلا أمرت بردها قائلة " هذا مقامفلانة التى كانت بنت امير مصر او زوجته : فتتكلف المسكينة للزيادة ونحو ذلك مع ما يلحقها من كسر الخاطر وإنكساف البال . ويمضى الجيرتى فى سخرية فى وصف القاهر فيذكر ان اصحاب الشرطة هدموا مصاطب الركاكين ليوسعوا الطريق لمرور الزقة المنتظرة واتلفوا كثيرا من الأبنية ولكن يبدو أن العدل الإلهى تدخل هذه المرة ايضا فيقول الجيرتى " عندما توسطت الزقة فى مرورها بوسط المدينة اطبق الجو بالغيام وأمطرت السماء مطرا غريزا حتى تبحرت الطرق وتوحلت الأرض وابتلت الخلائق من النساء والرجال المتجمعين للفرحة وخصوصا الكائن بالسقائط وفوق الجوانب والمصاطب وغما المتعينون بالمشى فى الموكب ولا الذين لامفر لهم من ذلك ولا مهربفاختل نظامهم وابتلت ثيابهم وتكدرت طباعهم وانتقضت اوضاعهم وزادات وساوسهم وتلفت ملابسهم وهطل الغيث على الابرسيم والحرير واشالات الكرخانة والسلمى وما زينت به العربات من انواع المزركشى والقصبات وفقدت على من بدا من القيان والأغانى الحسان وكثير من الناس وقع وتزحلق وسار ثوبه بالوح ومنهم من ترك الزفة وولى هاربا فى عطفه يمسح يديه فى الحيط بماتل وتعارجت الحمر وتعثرت الباجير وانهدم تنور الزجاج ولم ينقع به العلا . والجبرتى يرى أنه اذا جاء الحاكم عن العدل فلا طاعة له عند الرغبة حتى ولو كان السلطان نفسه وكان العدل هو المعيار الذى اتخذه الجيرى فى الحكم على الحكام فى عهده وكان من هؤلاء الحاكم العثمانى ومحمد على . إن أهم ما يلخص حكم الجيرتى على محمد على فقرتان الأولى جاءت تعقيبا على حوادث رمضان عام 228ه /1815م حيث تقول " انقض شهررمضان والناس فى امر مريح وخوف وانزعاج وتوقع المكروه ولم ينزل الباشا من القلعة بطول الشهر وذلك على خلاف عادته فإنه لا يقدر على الاستقرا بمكان ايام وطبيعته الحركة فى فن الكلام . أما الفقرة الأخرى فقد جاءت فيما كتبه الجبرتى بعد ذلك لعام 1816م حين ذكر جهود محمد على فى تعمير الإسكندرية " وكان له مندوحة لم تكن لغيره من ملوك هذه اأزمات فلو وفقه اليه بشئ من العالة على ما فيه من العزم والرياسة والشهامة والتدبير والمطاولة لكان اعجوبة عصره وزمانه وفرق اوانه . إذن الجيرتى يعجب بحركة اللحمير ويشيد بفضل محمد على مما صمم على عملية من حيث حفر الترع واستصلاح الأرض وتعمير الإسكندرية وتشييد اركانها براجها وتحصينها هذا من ناحية لكن ينبغى على محمد على أنه لم يكن عادلا . إذن علاة الجيرتى محمد على كانت علاقة يتنافر بين العدل الذى يصير ويطمح اليه الجيرتى وتأسيسها إذن فقد كانت هناك قوة بين الطرفين وتقول الجيرتى أنه فى تردد محمد على عمر مكرم نهارا دليلا كان يعاصره ويحلف له ويتعاقد معه اسرائيل ويحلف الإيمان الكاذبة على سيرة بالعدل وإقامة الأحكام والشرائع والإقلاع عن المظالم ولا يفعل أمرا الا بشمورية ومشورة العلماء وأنه من خالف ذلك عزلوه وإن كل ذلك زلابية . رأينا بشكل كبير عن الاحتفال بميلاد احد الامراء الاخرين او احدى الأميرات . ننتقل بعد ذلك الى نقطة اخرى ترتبط بمسألة الانجاب وهي خاصة بختان الأمراء ومظاهر الاحتفال به ، وتعطينا الوقائع المصرية صورا من تلك المظاهر التي كانت تحدث عند ختان الامراء ، فقد ذكرت الاحتفال الذي حدث عند ختان الأمراء سعيد وحسين وأحمد رفعت وقد ذكرت في ذلك الامر ما يلى : "قبل ذلك بيوم واحد فرشت شالات متنوعة الاجناس في يمين اوضة العرض وثلاث مراتب واريكة مرصعة بالماس ، فلما دخل حضرة المشار اليهم فى ذلك المحل لم توجد في وجوههم اثار تدل على تغير الوانهم ، بلا ظهروا وسم الشجاعة والجلادة مع السرور والبشاشة ، ولما ختم الختان وكان ختامه مسكيا طفقوا يطلقون المدافع وكذلك العساكر الجهادية الذين امتدت صفوفهم من امام السراية العامرة في مسافة ربع ساعة بادروا باطلاق البنادق ، وامتد ذلك الى الساعة الثامنة والنصف ، وبع ذلك جاء كل من ضباط ، الجهادية والمأمورية فقبلوا ذيل حضرت المشار إليهم واكتسبوا المفخرة به ، وفي ذلك الاثناء نثرت نقود كثيرة إلى الناس المجتمعين في السراية العامرة وحصل الفقراء والمساكين من تلك النقود ما صاروا به مسرورين . وهكذا يتضح لنا كيف كان يتم الاحتفال بختان الأمراء ، وكيف كان يشارك ضباط الجهادية فى تلك الاحتفالات ـ، وكيف كانوا يقومون بتقبيل ذيل الأمراء الذين تمت لهم عملية الختان ، وكيف كان يتم إطلاق المدافع تعبيرا عن السعادة بذلك الأمر ، كذلك رأينا كيف كان يتم نثر النقود الكثيرة على الحاضرين فى الاحتفال وكيف كان الفقراء والمساكين يستفيدون من تلك العملية ، وقد ظلت تلك المراسم الخاصة بالختان بدون تغيير يذكر طوال عهد الاسرة العلوية بحيث ظل نمط الاحتفال ومظاهره بدون تغيير . كما كان لمظاهر الاحتفال بالختان أثرا آخر لعى بعض الطوائف الاخرى من الشعب ، وذلك مثلما حدث عند ختان الامير محمد طوسون بن الوالى محمد سعيد باشا ، حيث قام بإطلاق سراح كل من كان في السجون من المجرمين حاتى القاتلين وذلك تعبيرا عن سعادته بتلك المناسبة ، وهكذا نجد انه كالبعض تلك المظاهر الاجتماعية الخاصة بالاسرة المالكة اثرا على الشعب المصري وعلى بعض طوائفه . ثانيا : مظاهر الاحتفال بالزواج : حرصت اسرة محمد على منذ بداية حكمها في مصر على الاهتمام بالاحتفالات الخاصة بزواج الامراء والاميرات من أبناء الاسرة ، ولقد تطورت تلك الاحتفالات مع تطور العصر ، بالاضافة الى تطور الاسرة وزيادة عدد أفرادها . ولم تظل تلك الاحتفالات على منوال واحد او في قوالب جامدة طوال عهد الأسرة بل تطورت تلك الاحتفالات من فترة الى اخرى تمشيا مع روح العصر ، ولذلك فسوف نتابع تلك التغيرات والتطورات التي حدثت في مظاهر الاحتفال بالزواج في خلال تلك الفترة . يتضح لنا أيضا أنه لم يكن هناك قيودا معينة على زواج الاميرات والامراء من طوائف المجتمع الاخرى ، أي أنه لم يكن هناك لزاما على زواج الامراء من اميرات الاسرة او العكس ، بل كان الامر مباحا في الزواج من باقي طوائف المجتمع الاخرى ، ولكن في ظل شروط معينة وتقاليد معينة ، ومن يخالف تلك الشروط يعرض فنسه للعقوبات الخاصة بذلك الأمر . هذا وقد اتسمت تلك الاحتفالات بجانب كبير من مظاهر البذخ والإسراف بصورة كبيرة ، واستمرت تلك الصفة منذ بداية الاسرة حتى نهايتها ، وهي توضح لنا من ناحية اخرى الفرق الشاسع بين حياة تلك الاسرة الاجتماعية وبين باقي فئات المجتمع الاخرى . ولم يحدث في خلال تلك الفترة ان اقترن احد الامراء او احدى الاميرات باحد افراد الشعب المصري ذي الاصول المصرية الخالصة ، بل ظل الاقتران مقتصرا سواء من جانلب الامراء او الاميرات على اصحاب الاصول الاخرى سواء كانت تركية او شركسية او غيرها . كذلك فقد حرص الامراء والاميرات على الاقتران بأمراء وأميرات الاستانة وذلك لغرض سياسي الهدف من ورائه تقوية الروابط بين اسرة محمد على والبيت السلطاني بالاستانة . بالاضافة الى ان ذلك الامر يؤدي من جهة اخرى الى تقويم وتعضيد مركز الامير او الاميرة في داخل اللابد بصفة عامة وداخل الاسرة العلوية بصفة خاصة . على اية حال فإننا في البداية سوف نتتبع تطور مظاهر تلك الاحفتالات منذ عهد محمد على حتى عهد الخديوي عباس حلمي الثاني ، وذلك بأن نورد ثلاثة نماذج لتلك الاحتفالات لتوضح لنا ذلك الامر . بحيث يكون النموذج الاول للأميرة زينب هانم ابنة محمد على باشا ، والنموذج الثاني هو زواج ابناء الخديوي اسماعيل ، أما النموذج الثالث فهو خاص بعهد الخديوي عباس حلمي الثاني وهو زواج ابنته الاميرة عطية الله هانم .
| |
|
Esraa Eman Hussein{Admin} Admin المدير العام للمنتدى
الابراج : عدد المساهمات : 4049 تاريخ التسجيل : 15/06/2009 العمر : 35 الموقع : www.esraa-2009.ahlablog.com
| موضوع: رد: الزواج واحتفالاته قى التاريخ الإسلامى الأحد 06 مارس 2011, 10:43 pm | |
| النموذج الأول : وهو زواج الاميرة زينب هانم صغرى بنات محمد على باشا ، والذي وقع في شهر ديسمبر من عام 1845 وكان زوجها هو كامل باشا ياور وسكرتير محمد على الخاص ، ويتضح لنا ما حدث في خلال تلك الاحتفالات من خلال ما ذكرته احدى السيدات الأوروبيات * والتي كانت شاهدة عيان على تلك الاحتفالات ومشاركة فيها ، وتوضح لنا جانبا كبيرا من مظاهر الحياة الاجتماعية الخاصة بالزواج خلال تلك الفترة . تروى لنا تلك السيدة أنه في يوم الثلاثاء السادس شر من شهر ديسمبر عام 1845 قد وصلتها الدعوة لحضور الاحتفالات الخاصة بمناسبة زفاف زينب هانم والتي سوف تبدا يوم الخميس القادم وتستمر لمدة اسبوع كامل ، هذا وسوف نترك لتلك السيدة الحديث لتوضح لنا ما كان يحدث في خلال تلك الاحتنفالات والتي توضح لنا من خلالها جانبا كبيرا من مظاهر الحياة الاجتماعية التي تحدث في تلك المناسبة وتمضى على النحو التالي : "بعد أن وصلنا الى القلعة ، ولجنا ساتر الحريم ، ووجدنا الجيش المألوف من الاغوات والجوارى السود في انتظار وصول المدعوات من السيدات الاوروبيات ، هنا وجدنا العروس جالسة فوق مجموعة مرتفعة من الوسائد من السااتن الوردي الفاتح المطرزة بفخامة بالذهب ، وبجوارها جلس أخوها الصغير محمد على بك ، وعن يسارها وقمت سمو الاميرة نظلة هانم اكبر بنات الباشا ، تنشر وابلا من العملات الذهبية والفضية بين الجموع ، وكان هذا هو سبب وجود ما يقرب من ثلاثمائة امرأة معظمهن يحاولن الحصول على هذه الهبة ، والعملات التي نثرت في الحريم كانت من فئة خمسون وثلاثة قروش وكذلك ، بارات فضية مخلوط معها شعير وملح . "جلست عن يمين العروس والدة سعيد باشا التي اقعدتني نظلة هانم بجوارها ، وبجانبي من الجهة الاخرى مسز ليدر وحينما تقوف وابل الذهب والفضة غادرت العروس الصالون مثقلة بما ترتديهمن ذهب ومجوهرات ، تساندها اربع جوار ، ولحظة نهوضها كدنا نصاب بالصمم من جراء اصوات الدفوف الكثيرة وصيحات الزغاريد المدوية ، كان يبدو على ميحاها مسحة من الحزن العميق مما اثار اشاعات تزعم انها لا تميل الى خطيبها ، وبخروجها قل الزحام بعض الشئ وجلست نظلةة هانم وتسلمت غليونها ، وأمرت بأن تقدم لنا غلايين مثلها ولكننا اعتذرنا ، ولقد ادهشتني فخامة المباسم بحيث كان غليون الاميرة نازلي هانم اثمن ما رأي في حياتني . تنتقل السيدة الاوروبية بعد ذلك الى وصف ملابس العروس وملابس بعض اميرات الاسرة الاخريات حيث تذكرلنا ما يلي : "كانت العروس ترتدي بلكا وشنتيانا من الكشمير الاحمر المطز بخيوط الذهب باسلوب زخرفي رائع تتخلله فصوص من اللؤلفؤ ، وفوقها سلطة من القطيفة الحمراء ، وتكاد تمكون مغطاة تماما بتطريز من خيوط الذهبب والجواهر الثمينة ، أما غطاء راسها فكان يبدو بشعا للغاية وعريضة جدا : فقد ربط منديل من الكريب الاصفر حول جبهتها بطريقة تجعله يبدو من جانب الراس مثل الأجنحة ؛ وفي مقدمة هذه العصبة رصت مجموعة من المجوهرات الماسية ذات أشكال مختلفة ، فمنها على هيئة غصن شجرة وهلال ونجم وتاج ويعلو كل هذا عصفور صغير اصفر اللون تتدلى منه ريشتان طويلتان مقوستان تمثلان الذيل واحدة تتحنى الى يمين الوجه والأخرى إلى اليسار ، وحول رقبة العروس قلادة رائعة من الماس ، أما نظلة هانم فكانت ترتدي يلكا وشنتيانا من الستان الابيض المطرز بدقة فائقة على كل ازهار من خيوط من ذهب ومن مختلف الالوان ، وبدا محمد على بك في بزة عسكرية ضيقة مطرزة ببذخ بلاذهب واللؤلؤ وسروال واسع" . تنتقل المؤلفة بعد ذلك الى وصف الهدايا التي ارسلها العريس الى عروسته في ذلك اليوم وتمضى روايتها كالتالى : "دعتنا والدة الامير محمد على لمشاهدة هدايا العروس التي كانت قد وصلت في صبيحة ذلك اليوم من عند العريس فصحبناها الى غرفة مجاورة حيث عرضت أشياء كثيرة نفيسة وجميلة من مجوهرات وملابس وأطقم فضية ... وكانت لا تزال أشياء اخرى تفض عنها الاغلفة ، اما صندوق المجوهرات فكان مغطى بقطيفة حمراء محلي بافرع من الماس ، كما شاهدنا اثتنى عشر ثوبا من القطيفة والصوف والساتان كلها مطرزة بخيوط الذهب على شكل ازهار ، أما مختلف انواع "الشباشب" و "المزوز" ، فكانت مرصعة بالماس بأشكال جميلة وكذلك زين شريطا قبقاب الحمام بالاحجار الكريمة وطعما بالصدف ، وكان هناك اربعة اطقم العشاء من الفضة وايضا طاقم غريب الشكل للشاي ، كما لاحظت وجود عدد من الصواني عليها آنية من الصيني الفرنسي ، وأيضا اطباق انيفة جدا من الصيني تبدو مجدولة مثل السلال للفاكهة " . بعد ان ابديت اعجابي بهذه الهدايا النفسية قيل لي أن نظلة هانم قد أمرت بأن يكون لي شرف رؤية مقتنيات العروس الشخصية المحفوظة في غرفة اخرى حيث امكنني ان امسك في يدي وامعن النظر في الحزام الماس الرائع الذي ربما سمعت عنه ، ولقد تأكدت منذ ذلك الحين من مصدر موثوق أن الماس الذي أعطاه الباشا لابنته لهذه المناسبة تبلغ قيمته 200.000 جنيه ، وأن الحزام والعقد اثمن وأجمل ما يتضمن اذ ان الحزام قيمته 40.000 والعقد 37.0000 والقرط ، 12.000 والاساور 10.000 جنيه استرليني . كما شاهدت ايضا عديدا من الخواتم الماسية الرائعة ، وكان كل واحد منها يحتوي على حجر من البلانتي ذي حجم مهول ، ومن الغريب انه باستثناء مسبحة جميلة من اللؤلؤ كانت جميع المجوهرات من الماس وحلى الراس التي تبدو على شكل أغصان كلها من الماس المركب في الفضة وكلها غاية فى الفخامة . هذا وتوضح لنا المؤلفة والتي كانت شاهدة عيان على تلك الوقائع ان تلك الافراح كان يؤمها إعداد غفيرة من افراد الشهب للمشاركة في تلك المناسبة ، وقد ذكرت بخصوص ذلك الامر ما يلي : "وقد قدر ان عدد النساء اللاتي جئن الى القصر خلال اسبوع الاحتفالات كان في المتوسط سبعة الاف في اليوم الواحد ، وكانت تسمع غمغمة متواصلة بين تلك الالاف مثل صوت موج البحر عندما يكون على مسافة قريبة " . تنتقل بعد ذلك تلك السيدة الى وصف باقي الاحتفال الخاص بزواج زين هانم ابنة محمد على باشا حيث تذكر لنا ما يلي : بعد الإفطار سمعنا هرجا ومرجا عاما اذ كان الباشا قد حضر الى القصر ودخل في حجرة النافورة ، وكانت العروس على اهبة النزول اليه لتقبل يده ، اصطفت كل المدعوات في الصالون العلوي لتشاهدها وهي تمر وتهبط لاسلم ، وقبل ظهورها دوت اصوات الزغاريد الحادة ودقات الدفوف العالية معلنة مقدمها ظهت الراقصات اولا بلباسهم الوردي المذهب ، ثم اقبلت نظلةة هانم ووراءها تابعاتها وحاملات ذيل ردائها ، وظهرت العروس وعلى يمينها والدتها وعلى يسارها زوجة سعيد باشا ، وفي اثناء نزول العروس من الدرج اوقفتها والدتها لتضيف حلية اخرى الى زينة راسها والذي كاد يكون كله مغطى بالماس ، وكان يتبعها ما يقرب من ثلاثين ارية في أبهى وأروع الثياب ، ونزل الحشد معهن في السلم وعبر الصالون السفلي ، ولكن لم يدخل الحجرة التي ينتظر فيها الباشا سوى نظلة هانم والعروس والتابعات المقربات ، ودامت المقابلة حوالي عشر دقائق ، غادر الوالى بعدها القصر وعاد الموكب ادراجه بالطريقة نفسها" . هذا وتعطينا المؤلفة أيضا صورة عن احتفال محمد على باشا بتلك المناسبة وكيف كان يستغل تلك المناسبات في دعوة عدد كبير من الوجهاء والأعيان والعلماء وذلك بهدف اكتساب مودتهم وولائهم عن طريق تلك الدعوات وتذكر لنا ما يلي : "أن محمد على باشا كان يستضيف للعشاء فى كل يوم من ايام الاحتفالات فئات مختارة ، وكان من بين المدعوين القناصل وكثير من الأوروبيين من رحالة ومقيمين في مصر ، وفي احد الايام دعا ائمة العلماء للعشاء معه ؛ وفي المساء بعد تناول الطعام ، قاد هذه الشخصيات الوقورة الجليلة إلى بهو اعد ليكون مسرحا ليشاهدوا عرضا لفرقة من الممثلين الأوروبيين وكانت تلك أول مرة حضر فيها احدهم مثل هذا المشهد ولعلها كانت اكبر مغامرة ضمن العديد من البدع الأوربية التي استحدثت في هذه المناسبة . تنتقل السدة الأوروبية بعد ذلك الى استكمال وصف باقي مراسم الاحتفال حي تذكر لنا وقائع نقل جهاز العروس من القلعة الى منزل الزوجية بالأزبكية حيث ذكرت ما يلى : "كانت فرقة الباشا العسكرية على راس الموكب ، وتبعها فوج من حاملي الرماح ، ثم جاء عدد من ضباط المشاة يحمل كل منهم صينية بها مختلفة انواع الحلوى ؛ تبعتهم عربات محملة بالمجوهرات والفضيات والملابس واشياء اخرى وكلها مغطاة بقماش من القطيفة اخضر ذي أهداب ذهبية ، ويجر كل عربة أربعة جياد ويسير على جانبيها ثلاثة ضباط بملابس حمراء مزدانة بالذهب وجاء خلف العربات ضباط آخرون يحملون صواني الحلوى ، ثم فوج حاملى الرماح وفي المؤخرة فرقة من الموسيقى العسكرية ، وقد اكتظ الطريق من الأزبكية الى القلعة منذ الصباح الباكر بالجماهير كما اصطفت الآلاف المؤلفة في النوافذ وأسطح المنازل ، كانت على راس الموكب فرقة ممتازة من موسيقى الجيش تعزف ألحانا أوربية وتبعها فوج من حاملي الرماح ، أما العريس فقد تبوأ مكانا في شرفة اسطبل الباشا بالقرب من الازبكية ، وكان يرتدي ثيابا من الطراز العثماني الحالي وعليه شارة ماسية ، وه رجل وسيم وله من العمر ما يقرب من ثلاثين عاما ، وقد جاء بعد ذلك جمع من تلاميذ المدارس الإسلامية ، يتلون آيات الذكر الحكيم ، يتبعهم رجال على طاولات خشبية ، يرتدون صدريات قصيرة وأثوابا نسائيا فضفاضة ، ثم فرسان من فرقة الباشا الموسيقية يعزفون الغناء أوروبية ، وفرقة من حاملي الرماح . كانت زغاريد مئات النساء من الشوارع والمساكن ومن أسطح المنازل تذهل أحيانا ولكن دويها كان كثير من قدامي سكان القاهرة ؛ ثم جاء مصارعون يرتدون سرا من الجلد وأجسامهم مدهونة بالزيت ، تبعهم عديد من فرق مشار الجيش يحملون اعلام ان من الحرية الاحمر والابيض وعلى كل منها الهلال والنجمة ، ثم جاء مائة وخمسون رجلا في ثياب فخما يحملون فوق رؤوسهم صينيات مغطاة بقماش وكانوا قسمين أحدهما في مقدمة العربات التي تحمل المجوهرات والفضيات والقسم الثاني في مؤخرتها ، وتكونت مؤخرة الموكب من كتيبة من جند المشاة وفرقة موسيقى عسكرية وفرقة من حاملي الرماح وأخرى من حاملي الدروع وفرقة أخرى موسيقية " . ثم تنتقل السيدة الأوربية بعد ذلك الى وصف مظاهر الاحتفال بختام زواج الأميرة زينب هانم ، فقد ذكرت عن وقائع الاحتفال باليوم الأخيرة ما يلي : "حينما جاءنا خبر وصول الباشا نزلنا بسرعة الى الصالون ، وقد كان وقف الأغوات عند كل مدخل لمنع الدخول الى الصالون ، وبعد فترة وجيزة ظهر الباشا متكئا على ذراع ابنته نظلة هانم ، وكان يبدو رائعا بلحيته ناصعة البياض التي تخفى مظهرا مهيبا لملامح وجهه المعبرة ، وما كا يمر حتى فتحت جميع ابواب الصالون العديدة ، ولا يمكنني ان اصف اندفاع النساء من كل جانب إلا بتدفق سيل المياه . كان شيئا مفزعا ما لبثنا أن علمنا سببه وهو ان الباشا كان يبذر النقود الذهبية اثناء ولوجه الصالون . تنتقل السيدة الأوروبية بعد ذلك الى وصف موكب زفة العروس الى بيت زوجها وهو ختام الاحتفال حيث ذكرت ما يلي : "بالرغم من أن جميع أهل القاهرة قد اجتمعوا لمشاهدته ، إلا أن موكب الزفة لم يشبع التطلعات المتوقعة ، إذ أنه اقتصر فقط على عرض عسكري ومرور عدد من العربات ، كانت تبدو على ملابس الجنود سمة شبه أوروبية ، وكان يتصدر الموكب رقة كاملة من موسيقى الجيش يتبعها ثلاث فصائل من حاملي الدروع ، وبعدهم حوالي اثنتي عشرة آلية ميدانية بذخيرتها الحربية ، كما تخلل الموكب الحربي بعض المصارعين ومحاربون وهميون بالسيوف ، ثم تبعهم بعض الرواد وأربع كتائب مشاة كل واحدة بفرقتها الموسيقية ، وأخيرا ظهرت جماعة كبيرة من الفرسان من بينهم محمد على بك وأحد ابناء ابراهيم باشا وكذلك عدد كبير من نبلاء القاهرة تبع هذا الموكب حوالي ثلاثون او اربعون عربة اخرها العربة الرسمية التي تقل العروس ، يحيط بها مجموعة من الفرسان من الضباط والاغوات واربعة رجال يحملون كل منهم حزمة من افرع شجر البرتقال محملة بثمارها ، وأنهت الزفة مجموعة كبيرة من حاملي الرماح ، وأثناء مرور الموكب كان عدد من الشاويشة يقذفون إلى أعلى قطعا من النقود على أسطح البيوت المنخفضة والى نوافذ الطبقات السفلى من المنازل وبين الجمهور في الطريق ، وكانت النتيجة الحتمية لهذا أن مات ستة أشخاص تحت الأرجل ، وعلى مسافة من الزفة جاءت عربة نظلة هانم يتبعها موكب من طهاة الباشا يحملون صواني من الطعام يوزع على الفقراء . النموذج الثاني : وهو الخاص بعهد الخديوي إسماعيل ومظاهر الاحتفال بالزواج في عهده الى جانب مظاهر التطور التي وقعت على تلك الاحتفالات ، ويتضح لنا ذلك الامر من خلال الاحتفالات التي اقانمها بمناسبة زواج ابنائه الامراء توفيق وحسين وحسن والأميرة فاطمة هانم . ولقد قام الخديوي اسماعيل بالاحتفال بزواج ابنائه الامراء ابتداء من الخامس عشر من شهر يناير عام 1873 ، وقد دامت تلك الافراح اربعين يوما كاملة باعتبار عشرة ايام لكل فرح منه ؛ ولا يزال ذكرها الى يومنا هذا يبهر تصور الذين رأوها وعاشوا أيامها . فلقد كانت شوارع العاصمة المهمة ، وعلى الأخص ما كان منها مؤديا الى القصر العالي مقر والدة اسماعيل باشا ، والى سراي الجزيرة مقر حفلات اسماعيل ، وسراي القبة مقر ولي العهد ، حيث زينت بالتحف والفونيس المختلفة الألوان على مسافة بضعة آلاف من الكيلو مترات ، ووضع في نهايتها اقواس نصر مختلفة الانوار جعلوا في أعاليها طرقات رصعت بالشموع . وأقيمت فى اهم ميادين عابدين جوقات موسيقية . وأهمها التي اتخذت موقعها في الطرقة بعالي قوس انصر تجاه القصر العالي . وهناك تخوت الاتية ؟ وأهمها تخت عبده الحامولي بلبل الأفراح وربالطرب في الشرق على العموم . فأخذت تلك تصدح وتعزف وأخذت هذه تشنف الاسماع بألحان بديعة واصوات رخيمة تجعل سامعيها يتخيلوا أنهم انتقلوا الى جنة الخلد البهية . ونصبت في كل جانب المسارح المرتجلة ، ليمثل عليها غواة الفن وجوقات كراكوز ، يحضر من شاء تمثيلها مجانا ويعو الى منزله مرتاحا مبتهجا ، ومدت الحبال في الساحات العمومية ، لاسيما جهة القضصر العالي ليلعب عليها "البهلوانيون" ألعابهم المدهشة المحيرة للأباب ورتبت الصواريخ بتفنن غريب ، في تلك الجهة عينها ، وأخذ يشعلون كل ليلة جانبا منها فتدوى طلقاتها فى افاق العاصمة كلها ، وتتأثر نجومها وأهلتها في جميع الاحياء ستة ساعات متوالية ، ناشرة فيها انباء الفرح القائمة وداعية الاهلي على اختلاف طبقاتهم ال الاشتراك فيها . ننتقل الى نقطة اخرى وهي وصف الجهاز المهدي الى العرائس من جانب العريس ، حيث انه في اليوم الخامس عشر من شهر يناير بدا خروج الهدايا المهداة من سمو الاميرة والدة اسماعيل باشا وزوجاته الفخيمات الى العرائس من القصر العالي شوارهن وكان شوار الاميرة امينة هانم زوجة ولي العهد اول ما خرج من ذلك النوع ، فسير به الى قصر القبة تخفره صفوف الفرسان بزي رعبي بديع ، وآلاي بياده باسره بملابس بيضاء ناصعة كالثلج ، تتقدمه جوقة موسيقية من أمهر العازفين ، وكانت الهدايا موضوعة في اسبتة مكشوفة ، فوق عربات مكسوة بالقصب على مخدات من القطيفة المزركشة بالذهب والماس ، يغطيها شاش فاخر يمسك باطرافه اربعة عساكر في كل عربة ، ويتبعهم ضباط بملابسهم الرسمية والسيوف مشهرة فى ايديهم . وكانت تلك الهدايا عبارة عن مجوهرات سنية ، وقلائد ماس ساطعة من النوع المعروف عامة باسم "البرلنتي" ومناطق من الذهب الخالص / وأقمشة مطرزة باللؤلؤ العديم المثيل ، وزمرد في حجم البيض ، وملابس بيضاء مطرز عليها رقم الأميرة بقلم رمضان رشدان مفتش آثار بقلعة صلاح الدين بالقاهرة وباحث فى الحضارة الاسلامية البريد الإلكتروني للمرسل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] رسالة وصلتنى عبر ( الرسائل الخاصة بالمنتدى ) فأقدم خالص الشكر والتقدير للاستاذ / رمضان رشدان ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ✿ ✿
| |
|