Dr.Emanis Admin المدير العام للمنتدى
الابراج : عدد المساهمات : 1485 تاريخ التسجيل : 25/06/2009 العمر : 39
| موضوع: احمد المسلماني صحفي بدرجه امتياز الثلاثاء 21 يوليو 2009, 9:21 pm | |
|
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أحمد المسلماني صحفي مصري ولد فى 23 سبتمبر 1970 من مواليد ، قرية [[كفر الدوار( جناج)] ، مدينة بسيون ، محافظة الغربية و يقيم حاليا في حي الزمالك لذا هو قاهري منذ عام 1988.
تخرج فى كلية الإقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة ،وعمل صحفياً في جريدة الأهرام و كاتباً بجريدة المصري اليوم ، حيث دخل الأهرام عام 1991 ومازال يعمل بها ، وأثناء عمله في الأهرام سافر إلى السعودية للعمل بجريدة الشرق الأوسط وكان هذا الترشيح من أسامة سرايا بصفته مدير مكتب الأهرام في جدة وقتها ، ثم عاد بعدها من اجل التعيين وبعدها سافر إلى الإمارات ليعمل في قناة أبو ظبي ثم سافر إلى الكويت فترة صغيرة في مركز دراسات هناك .
برنامجه الطبعة الأولى على قناة دريم الثانية يقدمه لمدة نصف ساعة يوميا في الساعة الثامنة والنصف بتوقيت القاهرة عدا يوم الجمعة أما يوم الخميس فيمتد إلى ساعة كاملة ، يتميز بالدقة والإسهاب والشرح المبسط لقضاية معاصرة بالإضافة إلى آرائه السديدة ، تميز بتبسيط تعقيدات السياسة للعامة حتى أنه قال في حوار صحفي أن أحد الأشخاص بعث له برسالة وصفه فيها بعمرو خالد السياسة والجدير بالذكر أن أحمد المسلماني هو مستشار باسم الدكتور أحمد زويل الصحفى.
له 6 كتب في الأسواق هي (حدود التغيير) ، (المؤسسة العسكرية في إسرائيل) ، (الحداثة والسياسة) ، (خريف الثورة) ، (الأحزاب السياسية في مصر) ، (ما بعد إسرائيل) ،
| |
|
Dr.Emanis Admin المدير العام للمنتدى
الابراج : عدد المساهمات : 1485 تاريخ التسجيل : 25/06/2009 العمر : 39
| موضوع: حوار مع احمد المسلماني الثلاثاء 21 يوليو 2009, 9:25 pm | |
| من هو أحمد المسلماني؟
كيف بدأ وما قصة الصالون الثقافى الذي يقيمه في الزمالك؟ حوار : أحمد فاروق الأثنين 1 / 9 / 2008
كان لك رأي مختلف أو جديد حول اليوم الوطني لمصر فاخترت يوم 28 فبراير يوم الاستقلال ليكون اليوم الوطني بدلا من 23 يوليو يوم الثورة فما هي وجهة نظرك؟
رأيي ان 23 يوليو تغيير في نظام الحكم وليس استقلالا حتي الملك استمر إلي يونيو 1953 فـ 23 يوليو يوم عظيم ونحتفل به لكنه ليس اليوم الوطني. فاليوم الوطني هو يوم الاستقلال يوم 28 فبراير اليوم الذي استقلت فيه مصر بموجب معاهدة مع بريطانيا وأصبحت دولة مستقلة ذات سيادة وبريستيج لنا أن نكون مستقلين من سنة 1922 وليس فقط من 1952 فلماذا نقلل ونقصر عمر الاستقلال والكرامة الوطنية.
انت كثير السفر ودائما ما تقارن مصر بالدول التي تزورها ودائما مصر هي الاسوأفينظرك الا يوجد في مصر شيء جيد تمدحه ؟
ليس هدفي ان اغيظ امريكا او اوروبا انا عايز بلدي تبقي احسن منهم ليه اقارن الحلو اللي عندي بالوحش اللي عندهم وهو كثير لكن الشخص الوطني لا ينظر الي الوحش اللي هناك لاننا اذا نظرنا الي سيئاتهم فقط لن نتقدم خطوة وانا ضد الذين يذهبون الي اوروبا ويسبونها لان الغرب عندهم افضل تقدم في التاريخ وانا اريد نقل هذا لبلادنا ومثل بسيط يوضح ذلك عندما كنت في فنيسيا وجدت البلد كلها علي الماء شوارعها ماء ومواصلات مائية ولايوجد بها مشكلة صرف صحي طبعا اتجننت لاننا عندنا في القاهرة العاصمة مشاكل في الصرف الصحي ولذلك انا ضد التيارين الاسلامي واليساري اللذين اذا ذهبا الي اوروبا يقولان ان هناك انحلالا ويبرزان مساوئهم لاننا سنشعر اننا احسن منهم فلو انا قلت لأحمد نظيف اننا أفضل من فرنسا هيستريح وهذا كلام فارغ فالامم لا تتقدم الا بانتقاد نفسها ومعرفة نقاط ضعفها.
لماذا تطالب بالغاء اتحاد الطلاب والسياسة في الجامعة وطابور الصباح في المدرسة ؟ رأيي ألا يكون في الجامعة اتحاد رسمي لكي لا ننتظر كل عام خناقات الاخوان مع الامن فهذا شيء لا يليق بنا. ولا اعترض علي ان يكون للطلاب انتماءات سياسية لكن ارفض العمل السياسي المنظم لانه ليس من المعقول ان يعمل كل طلاب الجامعة بالسياسة ولا نجد اطباء ومهندسين ومدرسين. اما طابور الصباح والجرس والصوت العالي والموسيقي والذي اعتبره ازعاجا وقلة ادب فهذا ليس موجودا في العالم كله الا عندنا فالطلاب في اي بلد يأتون علي موعد الدخول مباشرة .
انتقدتك الكاتبة صافيناز كاظم علي تأييدك لمذبحة القلعة فما شعورك عندما ينتقدك أحد ؟
الاستاذة صافيناز كاظم كاتبة كبيرة ويشرفني انها تنتقدني ورغم انها حادة في كتاباتها الا انها لم تتجاوز معي ولم تكن حادة معي فهي قالت انها مختلفة معي وانني مخطئ وانا قلت انني مختلف معها وانها مخطئة واحتفظت برأيها واحتفظت برأيي.
هل تري ان قسوة بعض الكتاب الكبار عليك في مقالاتهم وانتقادهم الحاد لك نوع من الغيرة؟ لا اظن ذلك اطلاقا لانني بالنسبة لكثير منهم تلميذ او صديق أو زميل فهي ليست غيرة لكن ممكن يكونوا متضايقين يعني فيه حد ارسل لي رسالة وقال لي انت عمرو خالد الثاني لاني ابسط السياسة للناس والبساطة هي التي قربتني للناس.
لماذا تكرر دائما ان الموهوبين مهمشون وان عديمي الخبرة هم الذين يتولون المناصب ؟ تقديري ان مصر فيها تحالف من عديمي الموهبة وهو الذي جعلنا نصل للمستوي الذي نعيشه الان فعندما يقول وزير: إن مصر عظيمة واحسن بلد في الدنيا وفي تقدم وازدهار دائم وتسعي دائما الي الامام فهذا ممكن يقوله اذا كان سافر فقط إلي الصومال والسودان لكن بالنسبة لناس سافرت أوروبا وامريكا ولفت العالم وتقول ان مصر احسن دولة في العالم تبقي ناس كاذبة وخالية من اي وطنية لاننا تخلفنا تخلفا مظلما وانا ذهلت عندما كنت في ميلانو ووجدت اهلها يرون انهم يسكنون في عزبة متخلفة جدا فعملوا خطة لميلانو عام 2020 ورسموا خريطتين في اكبر ميدان عندهم الأولي لميلانو الان التي تعد من اجمل مدن العالم والتي لا تعجبهم والثانية لميلانو عام 2020 تاركين علي الخريطة التليفونات والبريد الالكتروني لكي يشارك الشعب في الاقتراحات ويبدون آراءهم. واهل جينيف مش راضيين عن بلدهم واهل باريس يرون انهم
قطعة من افريقيا في العصور الوسطي. اما نحن فنري اننا احسن بلد في العالم بالرغم من اننا لا يوجد عندنا سوي مدينتين هما (القاهرة والاسكندرية) فلا يوجد فندق خمس نجوم في اي مدينة من مدن مصر الا في القاهرة والاسكندرية فقط اما باقي محافظات مصر لا فيها شوارع زي الناس ولا دور سينما زي الناس ويؤكد ذلك ان مصر لا تستطيع عمل قمة عربية في المنصورة مثلا او الزقازيق او كفر الشيخ او في طنطا اما في بلاد العالم فممكن إقامة المؤتمرات في قري فجنيف التي كان فيها منتدي دافوس قرية وليست عاصمة وزيورخ ايضا قرية وكذلك كان ومارسيليا هذه مدن صغيرة جدا تعادل عندنا كفر الشيخ وشبين الكوم ولماذا لاتكتب في الأهرام ؟
خلال هذه الفترة اتواجد في المؤسسة بشكل وظيفي اكثر منه مهني لكن مؤخرا طلب مني رئيس التحرير أسامه سرايا ورئيس قسم الرأي أن أكتب بانتظام في الأهرام.
الجميع يعرف علاقتك بالدكتور أحمد زويل لكن لاأحد يعلم كيف وأين بدأت! فكيف تعرفت عليه وهو لم يكن يعيش في مصر؟
تعرفت علي الدكتور زويل سنة تخرجي عندما كتبت مجموعة مقالات في الأهرام المسائي عن العلم من بينها مقال عن الدكتور زويل وهو لم يكن معروفا في مصر علي نطاق واسع فكان هذا قبل أن يأخذ نوبل بسبع سنوات وبالتالي كان لايعرفه وقتها إلا المتخصصون وبالصدفة تقابل مع زميل لي وسأله عني فأرسلت له مجموعة المقالات التي كتبتها وقلت له أتمني أن أتناول مع حضرتك فنجان قهوة وتركت له رقم التليفون فاتصل بي وجلست معه ومن وقتها أصبحنا أصدقاء فأنا صديقه قبل الوصول للعالمية والجوائز ونوبل واستمرت العلاقة والمحبة وسافرت معه بلادا كثيرة وذهبت معه لرؤساء وأمراء وكتبت مذكراته في كتاب عصر العلم تأليفه هو ونجيب محفوظ وكتبت المقدمة الرئيسية للكتاب وكفاني فخرا أن يكون اسمي مع نوبلين في كتاب واحد ومن البداية كنت محظوظا طبعا لأن مفيش حد بيكتب مقال سنة تخرجه بصفتك مرافقا ومتابعا لكل أخبار الدكتور زويل ماهي آخر أخباره العلمية؟ الجديد هو مشروعه العلمي الجديد في الطب وهو يسير فيه بقوة شديدة وعندما كنت في أسبانيا قابلت علماء كبار فقالوا ان الدكتور زويل مرشح لنوبل ثانية في الطب نتيجة اختراعه تلسكوب رباعي الأبعاد لأول مرة في التاريخ وهو الآن معتكف في معمله في أمريكا يبحث كيفية استخدام التليسكوب داخل الخلية البشرية فهو يكتشف المرض ويعالجه قبل حدوثه. كانت تربطك علاقة قوية بالدكتور المسيري رحمه الله فحدثنا عنه؟
الدكتور المسيري شخصية عظيمة ورجل مهذب ومتواضع وحنين قوي ونحن أصدقاء من سنين طويلة وكان بيننا دائما هزار وضحك فكنت أقول له هعزمك وتحاسب أنت فهو من جيل الأساتذة العظام. وماذا عن الصالون الثقافي الذي تقيمه في منزلك بالزمالك؟ جاءتني الفكرة من كثرة مجيء أصدقائي إلي بيتي ففكرت بدلا من أن نتكلم في كلام فارغ لايفيد أن أعمل صالونا ثقافيا وبدأت أقيمه بانتظام عندما أقمت في الزمالك وحيد حامد والدكتور أحمد عكاشه والأستاذ عادل حمودة ونبيل شعث ومحمد دحلان ومدام كريمة مختار والدكتور عبد المنعم سعيد والأستاذ مكرم محمد أحمد ورشدي سعيد وادعي أننا جاء لنا كل نجوم الصف الأول في الفكر وإن شاء الله في الجزء الثاني سندعو الآخرين وليس لي هدف شخصي من الصالون إلا الاستمتاع لأني تعودت أن أفتح بيتي للناس وهذه الثقافة اكتسبتها من الريف وناس كثيرون توقعوا فشل الصالون لكن الحمد لله زارنا فيه حوالي 80 شخصية منهم
سفراء ووزراء وأصبح للصالون سمعة طيبة حتي أن قناة الجزيرة غطت 5 صالونات كل صالون لمدة ساعة وكانت أول مرة في مصر أن تنقل الجزيرة صالونا ثقافيا من منزل ومرة عملته في بلدي بسيون وأتيت بأجانب وعلماء ودعونا الأقارب والأصدقاء وعملنا الصالون ثم تناولنا العشاء.
لماذا تكرر دائما ان الموهوبين مهمشون وان عديمي الخبرة هم الذين يتولون المناصب ؟ تقديري ان مصر فيها تحالف من عديمي الموهبة وهو الذي جعلنا نصل للمستوي الذي نعيشه الان فعندما يقول وزير: إن مصر عظيمة واحسن بلد في الدنيا وفي تقدم وازدهار دائم وتسعي دائما الي الامام فهذا ممكن يقوله اذا كان سافر فقط إلي الصومال والسودان لكن بالنسبة لناس سافرت أوروبا وامريكا ولفت العالم وتقول ان مصر احسن دولة في العالم تبقي ناس كاذبة وخالية من اي وطنية لاننا تخلفنا تخلفا مظلما وانا ذهلت عندما كنت في ميلانو ووجدت اهلها يرون انهم يسكنون في عزبة متخلفة جدا فعملوا خطة لميلانو عام 2020 ورسموا خريطتين في اكبر ميدان عندهم الأولي لميلانو الان التي تعد من اجمل مدن العالم والتي لا تعجبهم والثانية لميلانو عام 2020 تاركين علي الخريطة التليفونات والبريد الالكتروني لكي يشارك الشعب في الاقتراحات ويبدون آراءهم. | |
|
Dr.Emanis Admin المدير العام للمنتدى
الابراج : عدد المساهمات : 1485 تاريخ التسجيل : 25/06/2009 العمر : 39
| موضوع: رد: احمد المسلماني صحفي بدرجه امتياز الثلاثاء 21 يوليو 2009, 9:34 pm | |
|
تأملت طويلاً مشروع الكاتب الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل، كنت ألجأ إلى كتاباته ملتمسا الرأى كلما ضاقت المعلومة أو متقصَّيا المعلومة حين يختلط الرأى.. فوجدته - فى حالات عديدة - شاهداً حين يجب أن يكون قاضياً، وقاضياً حين يجب أن يكون شاهداً، وغائباً حين تتعقد القضايا وترتبك الأحكام وتتبدل مواقع الادعاء والاتهام!
■■
يرى المفكر الكبير د. جمال حمدان، فى أستاذنا الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، الصحفى الأول فى العالم.. ويراه جيلى أكبر من ذلك بكثير.. فهو يتجاوز الصحفى إلى ما هو أبعد وأوسع وأعمق.. وأبقى.
ولأنى واحد من ذلك الجيل الذى يرى فى الأستاذ هيكل ربما أكثر مما يراه فى نفسه، ويضعه فى مكانة.. ربما لم يبذُل هو الجهد الذى يضعه فيها، بقدر ما بذلنا نحن الحب لنبقيه عليها.
ولأنى واحد من جيل عاصر عدداً وفيراً من رؤساء التحرير الذين يتفاوتون فى الفساد ويتساوون فى الجهل.
ولأنى واحد من جيل عاصر مشهداً سياسياً مضطرباً يتصدره زحام من سياسيين عديمى الموهبة وآخرين حديثى الولادة.
ولأنى من جيل تجاوز الأيديولوجيا إلى المنطق، والصراخ إلى العلم والخطابة إلى المعرفة.. لأنى من ذلك كله فقد أذهلنى إلى حد الصدمة الحديث الأخير للأستاذ هيكل فى قناة «الجزيرة»، والذى نشرته «الدستور» و«الأسبوع» و«العربى».
■■
لقد فكرت فيما إذا كان مناسبا الرد على الأستاذ هيكل، وسط حملة عليه يقودها أناس قد أُملى عليهم، فكانوا لما تلقوا من أمر صاغرين.
ولكن حديث الأستاذ الذى اعتبره أضعف حديث أدلى به كاتب كبير فى شأن كبير.. لم يتركنى فى حيرتى طويلا، فقد كان احتمالى لحجم الأخطاء أضعف مما أحمل من مودة، وتحمّلى لصدمة الضعف أكبر مما أحمل من قوة الصبر.. أو فضائل التقدير.
السطور التالية هى فقط عناوين شارحة لبعض مما يسمح به المقال والمقام.
(١)
قال الأستاذ فى تفسير صمته الطويل فى التعليق على ما يجرى فى غزة: «عندما تصل الأحداث إلى هذه الدرجة من السخونة فإننى أفضل باستمرار النظرة على مجمل الحوادث».. وهذا قول غريب، فماذا يفيد التحليل بعد بلورة الحدث وانتظام الوقائع واكتمال المشهد.. إنها حكمة بأثر رجعى.. يتسنّى لصغار الصحفيين التحلى بها.. وأما مقام الأستاذ فكان الأجدر به أن يتحدث ويشرح وينصح فى اليوم لا فى بداية الأسبوع الثالث.
لقد أصبح الأستاذ كالآخرين.. صمت حين صمت الجميع، وتحدث حين تحدث الجميع!
(٢)
قال الأستاذ «إن قناة الجزيرة قد لعبت دورا كبيرا فى التعبئة».. وهو قول غير صحيح، ذلك أن الجزيرة التزمت المهنية والحياد، وسمحت لقادة إسرائيل بمثل ما سمحت لقادة حماس.. وجودا وحدودا.. وطبقت الجزيرة بدقة تامة شعارها «الرأى.. والرأى الآخر».. وهو شعار يقف على النقيض تماما من فكرة التعبئة.. لقد قال الأستاذ فى شأن «الجزيرة» ما لم تقله فى نفسها.
(٣)
قال الأستاذ عن أعضاء حركة حماس «جاء أناس تختلف أو تتفق معهم» ثم مضى يغازل حماس بمديح رقيق، ولم يلتفت الأستاذ إلى خطورة هذه العبارة «تتفق أو تختلف» واعتبرها جملة عرضية لا تهم فى التحليل.. رغم أن هذه هى الجملة المركزية فى التحليل.. هل تتفق مع حماس أم تختلف؟ وفيمَ الاتفاق وفيمَ الاختلاف؟.. وكعادة الأستاذ ترك أخطر القضايا إلى جاذبية الحكى وبلاغة السرد!
(٤)
قال الأستاذ عن تعقب أجهزة السلطة لحكومة حماس بعد وصولها الحكم إن «حماس قامت بإزاحة هذا الطابور الخامس وبدون عواطف.. وكان لديها حق شرعى» وهكذا وصف الأستاذ السلطة الفلسطينية قولا واحدا بأنها «طابور خامس» أى سلطة تجسس إسرائيلية.. أى أن السلطة فى التحليل الأخير هى جزء من جهاز الموساد، وهذه هى الترجمة السياسية لوصف «الطابور الخامس» وهو اتهام خطير لا دليل عليه، ثم شامل لم يستثن أحداً.. وهو فوق ذلك يؤسس للانقسام.. إنه بمثابة إعلان مبادئ للحرب الأهلية.. حماس تحارب الموساد!
(٥)
قال الأستاذ إن رغبة الرئيس بوش تمثلت فى أن يكون عام ٢٠٠٨ هو عام التسوية.. وأن الخطة الأمريكية التى كانت إسرائيل عنصرا فاعلا فيها تستهدف حلا دائما ينهى الصراع العربى الإسرائيلى.. وهو تحليل فى مجمله غير صحيح.
والكل يجمع أن حكم الرئيس بوش، الذى تأسس تحت حطام مركز التجارة العالمى وانتهى تحت حذاء منتصر الزيدى.. وبينهما حرب فى العراق وأخرى فى أفغانستان وثالثة فى وول ستريت.. لم يكن أبدا ليخطو بالقضية الفلسطينية خطوة واحدة.. فضلا عن أن يقوم بوش بحل شامل.. إن كلام الأستاذ يضئ وجه بوش ويحسن صورة واشنطن.. ويلقى كل التبعات على حماس!
(٦)
قال الأستاذ: «إننى أعرف أن إدارة بوش وافقت وشجعت». وقال: «فيما أعرف فقد ذهبت مجموعة من الدفاع والمخابرات الخارجية وأحاطت أوباما علماً» واستخدام الأستاذ عبارات «إننى أعرف».. «فيما أعرف» يوحى بأن الأستاذ قد اتصل بأى من الرئيسيين بوش أو أوباما أو قادة الإدارة الأمريكية.. ولكن الأستاذ لم يقل من أين يعرف.. لاسيما أن ما قاله الأستاذ لا جديد فيه على الإطلاق.. بل هو المنطق العام للأمور.. يمكن أن يصل إليه عامة المشاهدين والقراء!
(٧)
قال الأستاذ «الدول العربية التى تسمى معتدلة.. لا أعرف هى معتدلة فى ماذا؟».. وهى سخرية ليست فى محلها.. ذلك أن هذه الدول تعتمد الواقعية السياسية، التى تتوسط الحفاظ على الحقوق دون التورط فى خسائر جديدة.. والمدهش أن الأستاذ هيكل أنهى حواره ناصحا «علينا أن نجد طريقا ما بين المذلة والكبرياء لنسير فيه».. وكنت أفهم أن تكون هذه مواءمة السياسى لا طموحات المثقف.. ذلك أن المثقف لا يتوسط طريقين أحدهما مذلة.. وإنما يختار حتماً «طريق الكبرياء».
(٨)
دعا الأستاذ حزب الله ألا يتدخل فى المعركة، وقال: «إن دواعى النصرة والجهاد ليست مطلوبة»، وقال «إن تدخل حزب الله اليوم فيه خطأ.. ولا ينبغى أن ندفعه ولا ينبغى ابتزازه».. وهذا كلام رقيق ودافئ، ولكن الرقة هنا خارج السياق.. وذلك أن الشرعية الدينية والسياسية لحزب الله إنما تنهض على عقيدة «النصرة والجهاد».
إن الأستاذ إذ يصف الداعين لحزب الله بالاتساق مع مشروعه وعقيدته بالابتزاز.. إنما يقوم بإبطال حتمية النصرة وفريضة الجهاد، وهكذا يدعو الأستاذ حزب الله إلى عكس مبادئ حزب الله.. إلى ترك ما يؤمن إلى ما لا يؤمن.. وما يعتقد إلا ما لا يعتقد!.
(٩)
قال الأستاذ: «إن حماس لا تعرف حركة العالم بالقدر الكافى» وأن «حماس لم تستفد من التهدئة».. والأخطر هو قول الأستاذ: «كنت أتمنى ألا تطلق حماس صواريخها»..
وقد أذهلتنى هذه العبارات، ذلك أن الأستاذ طيلة حديثة كان يغازل حماس غزلاً صريحاً، ويلتمس لها كل الأعذار.. ويمنحها الدلال الكافى فى كل مواقع الحوار.. وقد مر على أخطر العبارات دون أن يتوقف أو يوقفه المحاور أو تلتفت القناة أو الصحف الناشرة.. إن حماس برأى الأستاذ لا تفهم فى السياسة الداخلية ولا الخارجية.. وقد أخطأت بإطلاق الصواريخ. وظنى أن هذا هو منطق إسرائيل، أن حماس حركة جاهلة، وأنها أخطأت فى إدارة الهدنة وعدم تجديدها.. وأن صواريخها هى سبب الحرب عليها.
كانت الأمانة تقتضى أن يكون الأستاذ صارماً وحاسماً فى شرح رأيه فى حماس وفى تعقيدات الصراع، ولكن الأستاذ عاد إلى شعر الغزل من جديد ليقول: «إن حماس تعرضت لأكثر مما هو لازم»، إن الأستاذ لم يقل ما هو اللازم وما هو الأكثر من اللازم.. والشاهد عندى أن الأستاذ لا رأى له فى حماس.. وأنه ليس عميقاً فى شأن الخريطة الفلسطينية الجديدة بما يكفى.. وأننا إزاء احتمالين.. إما أنه لا يعرف.. أو أنه لا يريد.. وفى كل ضعف.
(١٠)
قال الأستاذ «يجرحنى الاعتقاد عن دور مصر فى حصار حماس».. وكلمة الجراح فى كلام الأستاذ غريبة، وهى أقرب إلى قول شاعر، وكان الأنسب أن يقول الأستاذ اعتقاده.. هل تشارك مصر فى حصار حماس؟ وإذا كانت إجابته نعم.. ففيم زيارات الوزيرين عمر سليمان وأحمد أبوالغيط إلى الأراضى المحتلة؟ وفيم زيارات خالد مشعل وقادة حماس إلى القاهرة؟ وفيمَ مجمل لقاءات المسؤولين المصريين مع حماس، والتى تزيد أحياناً عن المرة فى اليوم الواحد.
وفيمَ اتهام صحف وأجهزة العالم لمصر بتهريب السلاح وغض النظر عن الأنفاق؟..
.. إذا كان وصف الأستاذ لذلك بالحصار.. فما يكون الحوار؟
(١١)
قال الأستاذ: «مصر موجودة فى الصراع العربى الإسرائيلى للدفاع عن مصر فى حد ذاتها، حتى بدون انتماء عربى». وهذا قول يخالف حقائق التاريخ.. ذلك أن ثورة ١٩١٩ قد تنبهت لخطورة الحركة الصهيونية فى نهاية العشرينيات، وسجل تراث الوفد والزعيم مصطفى النحاس رغبة قديمة فى خوض القتال ضد الصهيونية، أثناء ثورة ١٩٣٦ وبعدها.. وبعد عقد من الزمان خاضت مصر حرب ١٩٤٨ فى فلسطين.. ولم يكن الدافع وراء كل ذلك وما بعده ما يقوله الأستاذ من أنه دفاع عن مصر فى حد ذاتها.
إن تحليل الأستاذ هنا ليس ضعيفاً وخاطئاً فحسب، ولكنه يحرم مصر من المكانة الأخلاقية التى احتلتها بفضل دفاعها عن القضية الفلسطينية.
(١٢)
قال الأستاذ: «أنت فى مصر على حدودك إسرائيل فيها ٢٠٠ قنبلة نووية».. «وهذا يفرض عليك إما أن تخضع لابتزاز القوة فتصبح فى أزمة.. أو تطلب حماية أمريكية أو أن تملك سلاحاً نووياً.. والظروف صعبة جداً، والتكلفة غير معقولة وأنت وقعت على الاتفاقية».. ثم يمضى الأستاذ هيكل بعد أن حطم باب الأمل وأغلق باب السياسة: «عندما تكون إلى جانب دولة نووية وأخرى لا تملك هذا السلاح.. هذا لا يحتاج لأن ترسل إسرائيل أكثر من سكرتير ثالث فى سفارتها لإبلاغ ما تشاء لوزير الخارجية»، هكذا فى حالة تيئيس شاملة.. أطفأ الأستاذ كل الأنوار.. إما الانبطاح أو العمالة.. ولا سبيل غير الاستسلام أمام سكرتير ثالث من سفارة إسرائيل.. وحيث إننا لا نملك لعقود قادمة أى قنبلة نووية.. فلا حل غير الانبطاح أو العمالة!.
| |
|