الآثار الرومانية في فلسطين -
تم الكشف عن آثار واسعة في مدينة نابلس الرومانية، و هي تقع تحت المدينة الحالية مباشرة، و في الاتنقيبات الاخيرة أكتشفت أجزاء من ملعب سباق الخيل( الهبدروم) في وسط المدينة، و المقبرة الرومانية عند محطة السيلاوي، و مقبرة عسكر... و المقبرتان تضمان توابيت حجرية منحوتة تحمل على جوانبها زخارف نباتية و هندسية، كما تم الكشف على المسرح الروماني، و هو أكبر المسارح المكتشفة في فلسطين، و كشف أيضا عن أجزاء من الشارع الروماني تحت مدرسة ظافر المصري
قصر النمر
يقع في الجهة الشمالية الشرقية من حارة الحبلة، و هو قصر ضخم و كبير و يشير المؤرخ إحسان النمر في كتابه " تاريخ جبل نابلس و البلقاء" الى أن الذي بناه هو جده عبد الله باشا النمر، الذي كان قائداً للحملات العسكرية التركية التي أرسلت لقمع الفتن المحلية، وذلك لتوفير الامن للمنطقة.
كان ذلك في القرن الحادي عشر الهجري/ السابع عشر الميلادي، بحيث أصبح عبد الله باشا بعد ذلك حاكماً لنابلس و كافلاً لقلعة الكرك، ومن ثم كان مؤسسا لأسرة محلية حكمت نابلس لعدة أجيال فكان القصر قاعدة لحكمهم في المدينة.
أما البناء فهو قسمين قسم شمالي وهو القصر الصيفي، و جنوبي وهو القصر الكبير الذي يؤدي اليه مدخل كبير الحجم، و في الوقت نفسه فإن كلا منها يتكون من طابقين: حيث الاول عبارة عن ساحة مكشوفة و بركة ماء و إسطبلات خيل و الثاني يتكون من مجموعة كبيرة من الغرف مقسمة الى جناحين، جناح خاص بالحريم " الحرملك" و جناح خاص بالرجال "السلملك" و قد زار القصر الرحالة الفلسطيني الاصل الدمشقي النشأة الشيخ عبد الغني النابلسي سنة 1101هـ / 1671م. و نزل في ضيافة متسلم المدينة في ذلك الوقت و هو علي الشربجي "النمر" و قد قام الشيخ النابلسي بوصف القصر وصفاً جميلاً.
حمام الجديدة
يقع في الحارة الغربية مقابل جامع البيك، أنشأه صالح و مصطفى و أحمد أبناء إيراهيم طوقان، حيث كانت عائلة طوقان سنة 1235هـ/ 1737م إحدى الاسر المحلية الحاكمة لمدينة نابلس. أما معمارياً فإن الحمام يخضع في تخطيطه لنظام التخطيط العام للحمامات الاسلامية، التي كانت تعتبر من الضروريات الخاصة لأعمال النظافة و التطهر.
برج الساعة
يقع في وسط الساحة القديمة و الواقعة في مركز مدينة نابلس "باب الساحة" أنشئت هذه المنارة سنة 1318هـ وذلك حسب النقش الرخامي الكتابي الواقع على مدخلها الجنوبي، و كان البرج قد أنشيء على إثر قيام السلطان عبد الحميد بإهداء مدينة نابلس ساعة بمناسبة عيد ميلاده، حيث قام الاهالي بإنشاء هذا البرج تخليداً لذكراه و ابتهاجاً بعيد ميلاده. و هو عبارة عن بناء مربع الشكل عالي الارتفاع يتكون من أربعة طوابق، الاول و هو الارضي و فيه مدخل البرج، و الثاني له شرفة حجرية و نوافذ، و الثالث حيث توجد الساعة على الجهات الاربع و الاخير علقت فيه ثقالات الساعة، و يوصل الى أعلى المنارة من خلال سلم داخلي خشبي، و قد كان لها دور كبير في ضبط مواقيت أهل نابلس، و كان لها موظف خاص مسؤول عن صيانتها و هي الان شعار نابلس و رمزها.
جامع النصر
*- معبد كوري أسس عبر الفترة الرومانية .
*- كنيسة القديس يوحنا - عبر الفترة البيزنطية .
*- مسجد المدينة بعد فتحها من فبل المسلمين وقد باشر القائد عمرو بن العاص بإقامة المسجد في مركز المدينة.
*- في فترة احتلال الصليبيين لفلسطين عام 1099 تم تحويل المسجد إلى كنيسة القديس يوحنا .
*- بعد تحرير نابلس وفلسطين من قبل صلاح الدين الأيوبي عام 1185 تم إعادة المبنى ليكون مسجد المدينة وبقي هذا المسجد يتوسع وتجري به الترميمات .
موقع جامع النصر يبرز كموقع أثري هام في مرحلة تطور المدينة عبر المرحلة الثانية أي في فترة الإمبراطور هادريان (119م) يظهر هذا الموقع عبر خارطة مأدبا التي تخص نابلس حيث يشار إليه كمعبد روماني . موقع المعبد كان مطابقاً لنمط المدن الرومانية إذ نجد موقع البيزليكا الرومانية والبيزليكا البيزنطية والذي هو اليوم الجامع الكبير في عام 1927 بعد الزلزال الذي خرب نابلس ودمر كامل جامع النصر والجامع الكبير اتيح لدائرة الآثار الفلسطينية ان تجري فحصاً لموقع المسجد . حيث عثر (جيرالد) على بقايا تعود لفترة العصر الروماني أي القرن الثاني ميلادي وعثر على دوار للطرق في المدينة أي أن هذا الدوار كان يوزع شوارع المدينة المتعددة عبر الساحة الرومانية . وفي عام 1972 حصل خسف وسقوط في الجهة الغربية من المسجد واجرينا حفرية اختبارية في الموقع فبل فتح الباب الجديد حيث عثرنا على بقايا المعبد الروماني الذي كان معبداً كوريا. وفي تلك الحفرية عثرنا على الاسولرة أم الألهة كليبه التي تعني (عذراء نيوبلس) هذه القصة سنحاول ان ننشرها عبر تلك الوقائع الاثرية الكثيرة التي تخص كل موقع من مواقع المدينة . عندما بنت هيلانة كنيسة بئر يعقوب سعت الحضارة البيزنطية الى استبدال البيزلكا الرومانيةببيزلكا بيزنطية . لهذا سعى الامبراطور (زينو) الى بناء البيزليكا في موقع المسجد الكبير والكنيسة الكبيرة في موقع جامع النصر .
ولكن القوات العسكرية كانت تعسكر حول نبع رأس العين لهذا أقيم جامع الساطور كي يكون مسجد الجند . أما مسجد المدينة فقد سعى القائد عمرو بن العاص بالبدء ببناء هذا المسجد الذي كان من أهم مساجد المدينة .
الهزات الأرضية التي ضربت فلسطين عام 747م ميلادي اثرت في المسجد والهزة عام 785 أيضاً اثرت به، لهذا جرت اعمال ترميم واصلاح في المسجد عبر الحضارة الآموية والعباسية. من واقع التسمية ، ولكن بعد سقوط فلسطين بيد الصليبيين عام 1099 ، اعاوا تحويل الجامع الكبير وجامع النصر الى كنائس . وبعد ان حرر صلاح الدين فلسطين عام 1185 اعاد بناء المسجد وسمي بجامع النصر وبقي هذا المسجد ينمو ويتوسع عبر تلك الاضافات التي ألحقت بالمسجد حيث تمت اضافة غرفة الأضرحة الشرقية والغربية في الفترة الايوبية والعثمانية . وبعد الهزة الأرضية التي ضربت المدينة عام 1927 اعيد بناء المسجد عام 1935 وقد تم فتحه كمسجد المدينة الأول وهكذا تجمع مواقعنا الدينية تللك القصص والوقائع التاريخية التي تخص مدينة نيوبلس .
مصبنة طوقان
تقع في الزاوية الشمالية الغربية من ساحة التوتة التي تتوسط حارة القريون، و يطل بناء هذه المصبنة على القسم الاكبر من مساحة الساحة المذكورة. و يمتلكها آل طوقان الذين كانوا في القرن الثاني عشر الهجري أمراء نابلس و حكامها المحليون. أما طراز بنائها فيشير الى أنها أنشئت في العهد العثماني، و هي عبارة عن بناء مستطيل الشكل كبير الحجم يتكون من طابقين، و يطل على ساحة التوتة واجهتان اثنتان. و هما الشمالية و الشرقية، في حين جهتيهما الاخرتين تجاوران و تلتصقان بمجموعة من الدور السكنية.
سبسطية
موقع أثري مهم يقع على بعد 12كم شمال غرب مدينة نابلس على الطريق المؤدي الى جنين و تاريخ هذه القرية يشير الى أنها كانت مدينة صغيرة حتى أيام الملك ( هيرود) الذي أعاد بنائها من جديد و أسماها سبسطية، و الاسم مشتق من كلمة "أغسطس" ، و يعني باليونانية الامبراطور، و يعود أقدم استيطان في سبسطية الى العصر الحديدي الثاني( القرن التاسع ق.م) و قضى عليها الاشوريون عام 732 ق.م.
وفي سنة 539ق.م سيطر عليها الفرس حتى عام 338ق.م حيث إحتل الاسكندر المقدوني الكبير فلسطين. و في الفترة الرومانية 67ق.م- 324م أعيد بناء المدينة على أساس مخطط جديد، و توسعت بشكل كبير و في الفترة البيزنطية 324/636م كان للمدينة عمرانها الخاص و تم إنشاء كنيسة على قمة التلة الغربية عرفت بكنيسة يوحنا المعمدان و إستمرت معمورة حتى الغزو الفارسي سنة 614م أي قبل دخول المسلمين اليها بفترة وجيزة.
و في سبسطية العديد من الاماكن الاثرية التي لا تزال قائمة منها:
البوابة الغربية، و شارع الاعمدة، و الساحة المركزية، و المدرج الروماني، و البرج اليوناني، و معبد أغسطس، و قصر الملك عمري، و كنيسة يوحنا المعمدان، و الاستاد اليوناني و معبد كوري.
جبل جرزيم
يقع جبل جرزيم في نابلس بالشطر الجنوبي من المدينة و يشكل الحد الجنوبي للوادي الذي تقع فيه نابلس، وهو يواجه جبل عيبال و يفصل بين الجبلين الوادي الذي يقسم المدينة الى شطرين. و جبل جرزيم عبارة عن جبل صخري كلسي منحدر يرتفع عن سطح البحر 780 متراً و 320م فوق مدينة نابلس، و هو جبل عارٍ من الاشجار الامن بعض أشجار الزيتون أما عن سبب التسمية و أسمائه الاخرى و قدسيته و تاريخه، فإن هناك رأيان حول سبب تسميته بهذا الاسم....
الرأي الاول يقول ان كلمة جرزيم هي كلمة عبرانية معناها "الفرائض" أي الجبل الذي تقام عليه الفرائض الدينية، حيث أن بني إسرائيل منذ دخولهم فلسطين الوسطى حمل يوشع بن نون التوصية التي أعطيت الى موسى و أوقف نصف الاسباط على جبل جرزيم و النصف الاخر على جبل عيبال لينطقوا باللعنات.
لجبل جرزيم عدة أسماء منها: جبل البركات، و جبل القدس جبل الملائكة و الجبل القديم و بيت الله) جرزيم هو قبلة السامريين و مكان توجههم لإقامة العبادة و هو الموضع الذي يحجون اليه و موضع تقديم القرابين الى الله في عيد الفصح المقدس عندهم، و هم بذلك يختلفون اليهود الاسرائيليين، و يعتقدون أنه الموريا أي الموضع الذي أراد ابراهيم عليه السلام تقديم ولده كذبيحة و قربان الى الله عزوجل. و موضع الصخرة و الذبح الخاص بابراهيم معروف عندهم، و هو يقع في الجنوب الشرقي من قمة جبل جرزين و هي أقدس بقعة في نظرهم و مساحته 36*48 قدماً مربعاً.
و الرأي الثاني يقول: إن إسم جبل جرزيم جاء نسبة الى القبيلة العربية لقديمة التي كانت تسكن في فلسطين، و المعروف باسم الجرزيين، و هي من القبائل التي كانت مشهورة خلال فترة إحتلال اليهود لفلسطين، و يحتوي جبل جرزيم و خربة الراس فيه على آثار كثيرة تعود لفترات زمنية مختلفة و من أهمها: المعبدالسامري الذي أقامه السامريون في فترة الاسكندر المقدوني( بالفترة اليونانية) و قد دمر المعبد السامري بشكل تام عام 125ق.م من قبل يوحنا هركانوسي الحشموني.
و في العصر الاغريقي أقيم في هذا المكان معبدللإله زاوس، و قد اكتشفت آثار في رأس القمة الشمالية من الجبل في الموقع المسمى خربة الرأس، و يمكن الوصول اليها بواسطة درج، يؤدي الى المعبد اليوناني و في العصر البيزنطي أقيمت على هذا الجبل كنيسة بيزنطية مثمنة الاضلاع، و قد حصنت بسور في زمن ثورة الستمريين في القن السادس الميلادي وقد هدمت في القرن الثامن، و بجانب هذه الكنيسة يوجد مسجد و مقام الولي الصالح عبد السلام بن غانم حيث يوجد رفاته و رفات عائلته. و هي عائلة لعبت دوراً دينياً و جهادياً في فترة الحروب الصليبية، و هي منطقة نابلس (بورين)، و توجد في الجبل آثار صليبية منها: القلعة التي شيدها بلدوين الاول ملك بيت المقدس الفرنجي، و يوجد بالجبل آثار أخرى من خزانات و صهاريج و أساسات أبنية و غيرها
وادي الباذان
يقع وادي الباذان على الطريق العام الرئيس الواصل بين نابلس و أريحا، على بعد 4-5 كم شمال شرق نابلس، و هو ضمن أراضي قرية طلوزة. توجد في هذا الوادي مجموعة عيون الباذان الواقعة في سفوح روابي طلوزة الشرقية الجنوبية، و منها عين السدرة أو راس النبع. و بعد أن تتجمع هذه العيون مع بعضها تلتقي في طريقها بمياه عين التبان التي قع بالقرب من قرية الباذان الرومانية و تعرف اليوم بخربة فروة. و من موقع قرية الباذان الرومانية هذه جاء اسم الوادي، و تبقى المياه الجارية بالباذان طوال أيام السنة، الا أنها ليست غزيرة كثيراً، كما تنتهي الاودية القادمة من جوار قريتي عسكر و بلاطة في وادي الباذان و تعتبر هذه المنطقة من المناطق الطبيعية الجميلة جداً في فلسطين و التي تتميز بوجود المياه الوفيرة و الاشجار الخضراء المثمرة و البرية. و يستفيد الاهالي في المنطقة من مياه هذا الوادي حيث يسقون بساتينهم و مزروعاتهم و مواشيهم. و ينتهي الوادي الذي يبلغ من طوله حوالي 5كم بجسر الملاقي ( الملاكي).