العملات اليمنية - دراسة تحليلية للعلاقات الخارجية قديماً
الباحث:
أ / نجيب على صالح الويس
الدرجة العلمية:
ماجستير
الجامعة:
جامعـة الجـزائـر
الكلية:
معـهد علـم الآثـار
بلد الدراسة:
الجزائر
لغة الدراسة:
العربية
تاريخ الإقرار:
2010
نوع الدراسة:
رسالة جامعية
الملخص:
من كل ما تقدم حول دراسة الحضارة اليمنية وتطورها والممالك التي نشأة في اليمن ودراسة المسكوكات اليمنية والعملات القديمة ركزت الدراسة التحليلية والتقنية التي قام بها الباحث حول العملات اليمنية وعلاقتها بالحضارات الخارجية القديمة على تحليل دور العملات في العلاقات الخارجية، والذي أتاح فهم الموضوع واستخلاص نتائج متعددة منها ما يتعلق أساسا بموضوع البحث وأخرى شاملة يمكن تطبيقها على كل الدراسات النقدية في بلادنا أو في بلدان أخرى للعالم الإغريقي والروماني؛ فالملاحظ من أول وهلة تدرك الأهمية العلمية لعلم المسكوكات، وأن كل الدراسات لعلم المسكوكات والنقود الموجودة عبر العالمن وكذا الدراسات في شبه الجزيرة العربية لم تشر إلي الدراسة االمقارنة بالدراسات التي تمت حول المقاطعات للعالم الإغريقي والروماني مع جنوب الجزيرة العربية (اليمن)، حيث أن كثير من الأكتشافات لم تدرس ولم تكن لها اهتمامات علمية وهذا راجع إلى عدم توفر الإمكانات المادية، وعدم وجود الإرادة الكافية والشجاعة للمسئولين المحليين لعدة بلدان ولانعدام الوسائل العلمية والباحثين المتخصصين في هذا الميدان، والصعوبات التي تواجه الباحثين والمختصين في علم الآثار عندما يحتاجون لاستخدام الوثائق و المكنوزات داخل الأرشيف والمخازن لبعض المتاحف، وتعد هذه الدراسة الأولى من نوعها في اليمن بالمقارنة مع البلدان الأخرى المجاورة، ولهذا أردنا أن تكون هذه الدراسة علمية وليست وصفية وليست محصورة في وضع قائمة للاكتشافات النقدية فقط بل أوسع من ذلك وهو التوصل إلى العلاقات بين الاكتشافات النقدية والتاريخ التي تشمل في نفس الوقت على الأحداث السياسية والعسكرية والأزمات الاجتماعية والاقتصادية التي مرت بها جنوب الجزيرة العربية (اليمن) والعلاقات الخارجية لليمن.
ومن أكثر من ألفين وخمسمائة سنة استعملت النقود كوسيلة عالمية في مكافئة العمال وثمن للسلع والخدمات المقدمة من شخص لأخر، وكذلك التبادلات التجارية وهكذا سميت أيضا رموز نقدية. كما أن علم المسكوكات يحتل مكانة مرموقة وهو ذا أهمية كبيرة بالنسبة للتاريخ وعلم الآثار والجغرافيا والاقتصاد ولا أحد يشك في هذه الأهمية.
وتوصلنا من خلال الدراسة إلى هذه النتائج التي تعتبر إجابة علي الإشكالية وأسئلتها الفرعية كالآتي:-
1- هناك اسباب حضارية في اليمن كانت سبباً رئيسياً ساهمة بشكل فاعل في نمو واستمرار العلاقات الخارجية لليمن القديم، وازدهارها في مختلف المستويات، منها الأعمال التجارية بمختلف أنواعها، وفرض ذلك جودة السلع المنتجة في اليمن قديماً.
2- يوجد مقومات حضارية كثيرة في اليمن كانت سبباً لتوفر العملات القديمة، مثل وجود مناجم الفضة،وجودتها ونقاوتها، ونشوء كثير من الممالك اليمنية، التي برعت في التجارة وحمايتها القوافل البرية والبحرية، وسيطرتهم على فنون الملاحة البحرية، وهو السبب الذي أتاح لليمن القديم لعب دور في العلاقات الخارجية لليمن القديمن مع الممالك والحضارات القديمة في ذلك العصر، تلعب دور كبير في العلاقات الخارجية لليمن القديم.
3- أن تنوع أشكال العملات المكتشفة في جنوب الجزيرة العربية تدل النقوش التي على العملات القديمة على صدق التواصل الحضاري بين جنوب الجزيرة العربية، والحضارة اليونانية القديمة، من خلال تشابه النقوش (الرموز والإشارات) المرسومة على العملات للممالك اليمنية القديمة والتي تشبه بعض الرموز والإشارات المرسومة على العملات لتلك الحضارات كالبومة في العملات الإغريقية، مع وجود اكتشافات لعدد من العملات لحضارات أخرى في اليمن يدل على التواصل الحضاري. ومثال ذلك العملات المعروفة بالبومة، ووجود صلات تجارية بين اليونان والعرب الجنوبيين فلا يستبعد تأثير دور ضرب السكة في اليمن بطريقة ضرب النقود عند اليونان ووجد صورة البومة مطبوعا على النقوش على نحو ما طبعت على النقود اليونانية حتى صار من الصعب التفريق بينهما وكأنما أخذ عمال ضرب النقود قالب للنقد اليوناني ثم حفروا عليه حروف المسند وضربوا ثم صوروا الملوك وكراسي جلوسهم عليها والصولجان الذي بأيديهم فكل هذه نقلا عن النقود اليونانية وهذا الشبه الموجود في النقود في اليمن مع نقود اليونان يجعلنا نفكر في دراسات مستقبلية والكشف عن الحقائق واللبس في أوجه الشبه في العملات اليمنية مع غيرها.
وتخلص الأطروحة إلى النتيجة العامة الآتية وهي: " أن العملات والمسكوكات ساهمة وبشكل كبير جدا في العلاقات الخارجية لليمن قبل الميلاد، مع الحضارات والممالك المختلفة، واتخذت تلك العملات عدداً من الأشكال منها (عملات برونزية - عملات الذهب- عملات فضية- عملات من الأحجار الكريمة مرسوم عليها بومة – عملات من الأصداف) كما أن اليمن كانت لديها عملة خارجية من الذهب وعمله داخلية من البرونز، وكان لليمن نوعين من الخطوط الأول خط المسند ويستخدم خارجين في المراسلات والتجارة، وخط الزبور اليماني ويستخدم في المراسلات الداخلية، وهو ما ميز حضارات اليمن عن كل الحضارات في احترامها للعلاقات الخارجية مع المملك والدول والحضارات الأخرى.
التوصيات العامة للدراسة:-
1- فيما يخص الدراسات التقنية في اليمن فإنها سلبية ويرجع ذلك إلى عدة أسباب لا يمكن تبريرها بالمقارنة بالبلدان المجاورة، وينصح الباحث بتحديث المعامل والمختبرات وتمكين الباحثين من العمل بتلك التقنيات.
2- ليس هناك تقنيات متخصصة لجرد وحفظ التوثيق وكل العملات المكتشفة من قبل الباحثين الأثريين وكذلك المهتمين من عامة الناس، ولهذا يجب استدراك والتفكير في أقرب وقت للنهوض واعطاء دفع جديد للدراسات النقدية في بلادنا سواء التسهيلات لفتح الأرشيف والمخازن وتكوين فرق للباحثين في علم المسكوكات لإعطائنا نظرة حول ما تمتلكه هذه المتاحف من كنوز نائمة داخل الصناديق وهي معرضة للتآكل والضياع النهائي حيث تحرمنا من دراسة كل مراحلنا التاريخية، ولهذا ورغم الحوصلة السلبية بما نملكه من عملات وكنوز مختلفة بالمتاحف وبالرغم من التلف والتأثيرات المادية التي تتعرض لها الأملاك الموجودة داخل الصناديق والأكياس في متاحفنا.
3- يوصي الباحث المسؤولين المعنيين لاعادة هيكلة المتاحف والمناطق الأثرية لحفظها وتوثيقها والتدابير اللازمة لفتح مخازن المتاحف وخاصة بالنسبة للطلاب والأساتذة الباحثين في تكوين وإنشاء مخابر للمسكوكات قصد تنظيف وصيانة العملات وكذلك القيام بالجرد العلمي لكل هذه الكنوز النائمة و المكدسة في المخازن والمتاحف.
4- يجب على المعنيين التفكير بعدة أشكال من الشراكة للقيام بهذا العمل العلمي مع عدة مؤسسات علمية ومالية أمثال البنوك ومؤسسات حماية وترقية التراث الوطني المتمثلة في الخطوة الأولى وهي القيام بالجرد الكامل لكل العملات وتحضير المنشورات والكتالوجات لكل الكنوز الوطنية حسب مختلف الفترات التاريخية.
5- عدم وجود أذنان صاغية تتفهم ويمكنها أن تساعدنا على تحقيق ألأهداف النبيلة والشغل الوحيد المتمثل في انشاء متحف للعملة والميداليات اليمنية.
6- وفيما يخص الدراسة التحليلية للعملات اليمنية قديما فالتاريخ المشار اليها بحوالي الألف الأول ق.م والألف الرابع ق.م لا يوجد تاريخ بالضبط وأشر اليها الباحث خلال دراسته والملاحظ أن معظمها اكتشفت في اليمن والدول المجاورة.
7- وكما يلاحظ أن بعض هذه العملات مصنوعة من المحار والأحجار وعليها شكل البومة ورسومات أخرى وهي محلية الصنع وأيضا العملة ذات الطابع الأثيني والتي تعامل بها اليمنيون بعد المحار وترجعها بعض المراجع الى القرن الخامس (ق.م) وبعضها يعيدها الى القرن الثالث ق.م غير أن مصادر أخرى ترى أن هذا التاريخ أو ذلك هو تاريخ ما وصلت إليه الإكتشافات للنقوش بنصوص عن النقود التي قد تكون مضروبة في تاريخ أقدم.
8- وكما ينبة الباحث فيما يخص كل العملات التي لها عدة متغيرات ولها بعض الاختلافات سواءا في الحروف أو في الرموز المعروفة عند المختصين في علم المسكوكات وكذلك في وصف اساطير وجه وظهر العملة بالإضافة الى تلك العملات التي صنفت نادرة وغير منشورة وهي في المخازن.
أفاق البحث:-
فعلينا في المستقبل القيام بدراسة علمية معمقة ودقيقة من أجل مقارنتها بالاكتشافات الأخرى الغير معروفة حتى الآن كما يجب علينا الاستعانة بمراجع عديدة والقصد من كل هذا هو التأكد من تاريخها الصحيح ونشرها فيما بعد وبفضلها سوف تفتح لنا آفاق جديدة في البحث العلمي، ينصح الباحثين بالبحث في المواضيع الآتية:-
1- عمل دراسة لطرق وأساليب ترميم المسكوكات والعملات.
2- القيام بدراسة لوسائل الحفظ والتوثيق للمسكوكات.
3- القيام بدراسة لوضع نظم أمنية لحماية المتاحف والمواقع الأثرية.
4- عمل تصنيف عالمي للعملات المتداولة قبل الميلاد.