Esraa Eman Hussein{Admin} Admin المدير العام للمنتدى
الابراج : عدد المساهمات : 4049 تاريخ التسجيل : 15/06/2009 العمر : 35 الموقع : www.esraa-2009.ahlablog.com
| موضوع: سلطان العلماء الثلاثاء 09 أغسطس 2011, 1:37 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] سلطان العلماء ولد الشيخ عز الدين بن عبدالسلام بدمشق عام 577هـ وعاش بها حتى هاجر الى مصر عام 639هـ نشأ وتربى فى دمشق ولا يعرف شيئا عن طفولته ولكن يكن القول انه لم يتيسر له اسباب التعليم والدراسة فى هذة الفترة من عمره تتلمذ على يد الكثيرين من علماء دمشق والجامع الاموى منهم الشيخ الخشوعي والقاسم بن عساكر ولكنه لم يكتف بذلك بل كان يرتاد مكتبة الجامع الأموي فينهل من العلوم ما يسد تعطشه لها كذلك تفقه العز بن عبد السلام على يد الشيخ الفخر بن عساكر ولم يقف عند ذلك الحد بل انه سافر الى بغداد وتلقى العلم هناك وعندما عاد كان قد الم بالكثير فى الفقه وبلغ رتبة الاجتهاد وقصده طلاب العلم . ـ التدريس : وبدأ العز بالتدريس فى المدرسة الشبلية البرانية ايام الملك الاشرف بدمشق تم درس بالمدرسة الغزالية قم قام بالتدريس فى الجامع الاموي. الافتاء : ولما ذاع حيث الشيخ المعز فى دمشق قصده الناس يستفتونه فلم يبخل عليهم بالراي وكان شديد الحرج فى فتياه وحدث ذات مرة انه افتى لصاحب مسالة بفتيا تبين له بعد ذلك انها غير صحيحة فما كان منه الا أن ارسل تلاميذه فى الطرقات والاسواق والمساجد ينادون فى الناس "من صدرت له فتيا بالامس من العز بن عبد السلام فلا يعمل بها فهي خطأ وليعد الى الشيخ ليفتيه بالرأي الصواب" ولم يقف الشيخ عند حد القاء الدروس والافتاء بل انه كان يخرج الى الاسواق يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر ويشدد على الظالمين من التجار وجباة المكوس والمرتشين . وفى أحد دروس الشيخ سأله أحد الطلاب عن حكم الدين فى العلماء الذي يسكتون على الظلم وفى نفس الوقت يتصدرون حلقات العلم في الجامع الاموي يعلمون ويفتون؟ فقال له الشيخ " إن السكوت عن المنكر منكر وعلماء المسلمين هم اولى الناس بالامر بالمعروف والنهى عن المنكر فان تخلو عن ذلك فما اطاعوا الله والرسول وان كان سكوتهم طمعاً فى الأموال والهدايا والمناصب او حرصا فاثمهم مضاعف لقوله تعالى "ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر" وهؤلاء هم العلماء. ـ الخطابة : تولى العز بن عبد السلام الخطابة بالجامع الاموي والخطابة بالجامع الاموي من المهام العظيمة التي لا يتولاها الا كبار العلماء واخيارهم ولكن هذا المنصب لم يدم طويلا حيث لم يستمر فيه سوى عام فقط وهو عام 637 حيث عزله منه الملك الصالح اسماعيل صاحب دمشق عام 638هـ ويرجع هذا العزل الى شجاعة الشيخ وجرآته فى الحق ومحاربته لكل بدعة وضلالة حتى لقد قال عنه الكتبى في كتابه "فوات الوفيات" "أن الشيخ العز بن عبد السلام كان أمارا بالمعروف ، نهاء عن المنكر ، لا يخاف فى الله لومة لائم" ـ القضاء : كذلك تولى الشيخ العز منصب القضاء فى دمشق وكان قد ولاه هذا المنصب الملك الكامل الايوبي عام 635هـ وعزله منه الصالح اسماعيل ايضا . ـ العز بن عبد السلام فى مصر: كان سبب خروج العز من دمشق هي ثورته على الصالح اسماعيل الذي اعطى للفرنجة صفد والشقيف لكي يكون الفرنجة له درعا يحميه من السلطان الصالح نجم الدين ايوب فما كان من الشيخ العز الا ان قطع الدعاء للملك الصالح اسماعيل على المنبر ونال منه فعزله الصالح وقبض عليه وحبسه ثم اطلقه فنزح الشيخ الى مصر. كان دخول الشيخ العز الى مصر عام 639 وكان قدومه اليها يوم عيد وفرح عند المصريين وخرج الجموع لاستقباله عند باب القاهرة الشرقي وعجب الناس عندما شاهدوا هذا الرجل الذي تحدى ملوك بني ايوب وملئت دروسه وفتواه الافاق فهو ليس ضخم الجسم ولا قوى البنية بل هو نحيل الجسد ذو ثوب خشن لا يحمل فوق رأسه تلك العمامة الضخمة التي يتباهى بها اكابر العلماء ولكنه يرتدي فوق رأسه طاقية صغيرة وهو شديد الحياء حفيف الصوت . واستقبله الصالح نجم الدين الايوبى واكرمه وولاه قضاء مصر والوجه القبلى مع خطابه جامع عمرو بن العاص. ولكن حدث ان معين الدين الشيخ قام ببناء بيتا فوق سطح مسجد بمصر وانكر ذلك الشيخ العز وهدم البنيان وعلم ان فى ذلك غضب السلطان والوزير فقام بعزل نفسه عن القضاء وتدخل الحاقدين على الشيخ لدى السلطان واوعزو اليه بعزل الشيخ من الخطابة ايضا فعزله ولزم الشيخ بيته ولكنه كان يدرس فى المدرسة الصالحية النجمية كذلك قام بمهمة الافتاء فى مصر. ـ مؤلفات الشيخ العز بن عبد السلام : الف الشيخ العز فاكثر واجاد واتقن فله مؤلفات فى التفسير وعلوم القرآن والسيرة العطرة كذلك له مؤلفات فى الفقه والتصون والحديث والشيخ العز كان صوفيا حقا صحح الكثير من مفاهيم الصوفية. ـ سر عظمة الشيخ العز بن عبد السلام : لقد كان العز بن عبد السلام من هؤلاء الذين قال الله فيهم "إنما يخشى الله من عباده العلماء" وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حقهم "العلماء ورثة الانبياء" فقد حمل رسالته العلمية وادى الامانة على خير وجه فلم يخش من ذى سلطان لانه يعرف يقينا انه لا سلطان اكبر من سلطان الله وفى حياة الشيخ مواقف جليلة وعظيمة كانت سببا فى عظمته وذيوع صيته ومن هذه المواقف انه افتى يبيع امراء الدولة لانهم ليسوا احرارا وانهم تحت الرق ولا يجوز لهم التصرف فى المملكة وعندما علم الامراء بذلك ارادوا قتله وذهب اليه احدهم ويدعى نائب السلطنة شاهراً سيفه وعدما طرق باب الشيخ خرج اليه ابن الشبخ فذهب واخبر الشيخ فقال له "يا ولدي انا اقل من أن اقتل فى سبيل الله" ثم خرج الى نائب السلطنة وعندما نظر اليه ارتعد ووقع السيف من يده ونزل عن فرسه وقبل يد الشيخ فقال الشيخ "ما ارجع حتى ابيعكم فى سوق السوق " فقال له نائب السلطنة ومن ياخذ ثمننا ! قال انا لاصرفه على مصالح المسلمين فما رجع حتى باع هؤلاء الامراء باعلى الاثمان ثم صرف هذه الاموال على مصالح المسلمين ثم عزل نفسه عن القضاء. كذلك لا يمكن ان ننسى موقف الشيخ من الملك الصالح اسماعيل ملك دمشق عندما تحالف مع الفرنجة واعطاهم اجزاء من بلاد الشام وباع لهم السلاح وكيف ان الشيخ تصدي له وندد به وقطع الدعاء له من فوق منبر الجامع الاموي وحث الناس على الجهاد وكان ينهى كل خطبة من خطبة بدعائه "اللهم ابرم لهذه الامة ابرام رشد تعز منه اولياؤك وتزل فيه اعداءك ويعمل فيه بطاعتك وينهى فيه عن معصيتك" ومن مواقف الشيخ الجليلة موقفه من الامراء الذين اجتمع بهم السلطان قطز لبشاورهم في خطر التتار وكان الشيخ العز موجودا فقال لهم "اا طرق العدو بلاد الاسلام وجب على العالم قتالهم وجاز لكم ان تأخذوا من الرعية ما تستعينون به على جهادكم شرط الا يبقى فى بيت المال شئ من السلاح والسروج الذهبية والفضية وتبيعوا مالكم من الحوائص والات الذهبية ويقتصر كل الجند على سلاحه ويتساووا هم والعامة وامما اخذ الاموال من العامة مع بقايا فى ايدي الجند من الاموال والالات الفاخرة فلا .. ـ وفاة المعز بن عبد السلام: مرض الشيخ المعز وزاد عليه المرض فعرف كل من يعرفه انه مفارقهم وكان قد تنبا انه سيموت عندما يبلغ الثمانين من عمره وحدث ما تنبأ به وعاده السلطان بيبرس فى مرض موته وقد توفى رحمة الله وهويلقى الدرس وقد تلقى شعب مصر والشام نبأ وفاته بالحزن العميق والاسى وودعه المصريون باكبار واجلال يليق به وقد صار فى جنازته سلطان مصر ةالشام الظاهر بيبرس وحمل نعشه وصلى عليه وحضر دفنه وقال " لا اله الا الله ما اتفقت وفاة الشيخ الا فى دولتى " رحم الله الشيخ العز بن عبدالسلام فقد كان بحق سطانا للعلماء ولو ان كل دولة عربية واسلامية بها عالم واحد كالعز لتغيرت احوالنا وصلح امرنا وادعوا علماء المسلمين أن يقرأو سيرة هذا الرجل وأن يكون لهم قدوة ونبراسا لعل الله أن يجعل من بينهم سلطان للعلماء فى عصرنا الراهن
| |
|