Esraa Eman Hussein{Admin} Admin المدير العام للمنتدى
الابراج : عدد المساهمات : 4049 تاريخ التسجيل : 15/06/2009 العمر : 35 الموقع : www.esraa-2009.ahlablog.com
| موضوع: الحمامات الاثرية فى مدينة القاهرة ( الحمامات العامة فى مصر الاسلامية ) / بقلم ا. رمضان رشدان رشدان السبت 08 أكتوبر 2011, 10:49 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الحمامات الاثرية فى مدينة القاهرة ( الحمامات العامة فى مصر الاسلامية )
الحضارة الاسلامية من الحضارات الانسانية التى كان شغلها الشاغل هو الارتقاء بالانسان والعمل من أجله وتوفير سبل الراحة له حتى ولو كان هذا الانسان ليس على ملة الاسلام فيكفى انه انسان يعيش بين المسلمين فتوفر له الحرية والامن والسلام لان الاسلام دين السلام ولقد عمل المسلمين على توفير مياه الشرب فى الشوارع والطرقات المختلفة حتى يستطيع المارة الحصول على المياه بسهولة فشيد المسلمون الاسبلة وكامن منشآت معمارية على جانب من الجمال المعمارى والزخرفى وتزخر مدينة القاهرة بالكثير منها كما شيد المسلمون الكثير من أحواض سقى الدواب ايضا لتوفير المياه ليس للانسان فقط ولكن للحيوان ايضا ومن المنشآت الهامة التى عمل المسلمون على بنائها للحاجة الضروية لها الحمامات العامة والتى لعبت دورا هاما فى تللك الفترة من تاريخ مصر الاسلامى خاصة فى حياة سكان القاهرة الاجتماعية والاقتصادية بل والسياسية ايضا واردت من خلال هذا المقال ان اجول بكم فى مدينة القاهرة الاسلامية لنقف على عمارة الحمامات العامة والدور الكبير الذى لعبته فى تلك الايام ونعقد مقارنة بسيطة بينها وبين حالنا اليوم وشكل الحمامات العامة البسيطة الموجودة فى الميادين والشوارع لنعرف أن الماضى كان ارقى واجمل من الحاضر بكثير حتى فى الحمامات
الحمامات من أهم المنشآت العامة التي اقيمت في مدينة القاهرة وذلك منذ الايام الاولى من فتح العرب لمصر وذلك نظرا لما اوجبه الإسلام على المسلمين من التطهر والاغتسال والنظافة التي ترتبط بالصلوات الخمس ونظرا لاهمية النظافة والطهارة فى حياة المسلمين فقد اصبح بناء الحمامات العامة في المدن الاسلامية لا يقل اهمية عن بناء وتشييد المساجد والاسبلة والاسواق والمكتبات حتى ان المسلمين ما ان استقروا في مدينة الفسطاط حتى شيدوا حماما اطلق عليه حمام الفأر لانه كان صغيرا لا يقارن في حجمه بالحمامات الرومانية الضخمة ثم انتشرت الحمامات بعد ذلك في مدينة الفسطاط حتى صار عددها الف وستمائة وسبعون حماما وذلك في عام (539هـ 1144م) .
ولقد كان انشاء الحمامات العامة في المدن الاسلامية ضرورة ملحة وذلك لعدم قدرة الكثير من سكان هذه المدن على بناء حمامات في منازلهم حيث كان الاثرياء فقط هم القادرون على بناء الحمامات في منازلهم فضلا عن الدخل الكبير الذي كانت تدره الحمامات العامة على اصحابها .
اما عن حمامات مدينة القاهرة فيقال ان اول من شيد بها حماما كان العزيز بالله ثاني الخلفاء الفاطميين في مصر ولقد أحصى المؤرخ المقريزي في خططه حمامات القاهرة في زمنه فكانت تربوا على الخمسين حماما بعضها يرجع الى العصر الفاطمي والايوبي والباقي يرجع الى العصر المملوكي واورد قائمة باسمائها كما احصى المؤرخ اوليا جلبى الرحلة التركي في كتابه . (سياحة نامة) حمامات القاهرة وذكر انها كانت خمسة وخمسون حماما
كذلك أحصى علماء الحملة الفرنسية حمامات القاهرة فوجدوها نحو المائة حمام اما على مبارك باشا فقد اورد في كتابه (الخطط التوفيقية) ما يربوا على اسماء اربعة وخمسون حماما حدد لنا اسمائها ومواقعها والاسماء المختلفة التي تطلق عليها ولقد بلغ عدد حمامات القاهرة في القرن الثالث عشر الهجري التاسع عشر الميلادي ثمانون حماما تقلص هذا العدد الكبير حتى صار في عام 1933 م سبعة واربعون حماما فقط وفي القوت الحالي لم يبق من حمامات مدينة القاهرة كلها سوى سبعة حمامات فقط ـ التصميم المعماري لحمامات القاهرة .
يتكون الحماما القاهري من عدة وحدات معمارية اهمها ـ المسلخ او المشلح او المخلع : وهو المكان المعد لخلع الملابس وه وبعراة عن درقاعة مربعة مسقوفة بشخشيخة خشبية ويفتح عليها ايوانات مسقوفة بالخشب ويجد بالمسلخ غرفة لصاحب الحمام يراقب من خلالاه الحمام ويوزع الصابون والمناشف على المستحمين ,. ـ بيت أول : وهو مكان معد لجلوس المستحم ليتعود جسمه على الحرارة قبل الاستحمام وبعده .
ـ بيت الحرارة : وهو اهم وحدة في الحمام القاهري حيث توجد به المغاطس والاحواض والخلوات ويتوسط المكان حوض مكسوا بالرخام به ماء شديد السخونة ويحيط به اماكن للتدليك وغطى هذا الجزء قبة كبيرة ـ المسوقد : وهو المكان الذي توقد به النار اللازمة لتسخين ماء الاستحمام وهو عبارة عن فرن عليه قدور من النحاس مملوءة بالماء ويندفع الماء الساخن والبخار الى الداخل من خلال مواسير من الرصاص امام الدخان الناتج من ذلك فيتم سحبه الى الخارج .
ـ دور الحمامات في الحياة الاجتماعية بالقاهرة : لعبت الحمامات دورا حيويا في الحياة الاجتماعية بالقاهرة حيث جرت العادة ان يقضي بعض لارجال يوما في الحمام يأخذون معهم طعامهم وشرابهم ويتسلون بضروب التسلية ويغنون باعلى اصواتهم ومن المعروف ان بعض الحمامات كانت مخصصة للنساء والبعض الاخر مخصص للرجال وانها كانت هناك حمامات خصصت للرجال والنساء حيث يرتادها النساء صباحا ويرتادها الرجال في المساء وكان يتم تغيير طاقنم العمل بالحماما في كل فترة وكان خروج النساء للحمامات فرصة كبيرة لكي يغييرن الجو ويتمتعن بحرية نسبية وبذلك نجد ان الحمام كان مكانا هاما زاد من الاتصال بين نساء المدينة حتى ان كثيرا من الزيجات والارتباطات الاجتماعية كانت الحمامات بداية طيبة لها .
كذلك كان خرو ج الانسان المريض الى الحمام يعني شفائه التام منمرضه كما كان الحمام مرتبطا ارتباطا كبيرا بمظاهر الفرح والزواج بمدينة القاهرة حيث يخرج اليه العريس للتطهر والاغتسال كذلك تخرج عليه العروس للتطهر والتزين وكان اهل يصحبنها بالزغاريد في مظهر اجتماعي رائع . كذلك حدث لعديد من الاغتيالات السياسية لاماء المماليك في الحمامات وكثيرا ما حيكت المؤمرات المختلفة داخل الحمامات بعيدا عن اعين الناس والرقباء
ـ الرحالة وحمامات القاهرة الاسلامية : ترك لنا الطبيب عبد اللطيف البغدادي في القرن السادس الهجري ـ الثاني عشر الميلادي وصفا لحمامات القاهرة العامة (وأما حماماتهم فلم اشاهد في البلاد اتقن منها وصفا ولا اتم حكمة ولا احسن منظرا ومخبرا اما اولافان احواضها يسع المواحد منها ما بين راويتين الى اربع راويات ماء واكثر من ذلك يصب فيها ميزاان ثجاجان حار وبارد وقبل ذلك يصبان في حوض صغير جدا مرتفع فإذا اختلطا فيه جرى منه الى الحوض الكبير وهذا الحوض نحو ربعه فوق الأرض وسائره في عمقها ينزل اليه المستحم فيستنقع فيه وداخل الحمام مقاصير بأبواب وفيه المشلح مقاصير لارباب التخصص حتى لا يختلطوا بالعوام ولا يظهروا عوراتهم وهذا المشلح بمقاصير حسن القسمة وفي وسطه بركة مرخمة عليها اعمدة وقبة وجميع ذلك مزوق السقوف بحيث اذا دخله انسان لم يؤثر الخروجمنه ) وفي نهاية القرن الخامس عشر الميلادي كتب بريد نباخ عن حمامات القاهرة فقال (ذهب جماعة منا الى الحمامات اذ توجد في هذه البلاد احواض في غاية الجمال والبذخ مزينة بالفسيفساء وأنواع مختلفة من الرخام فالعرب يقبون بشغف على هذا النوع من الرياضة وهم في غاية البراعة في تدليك اعضاء جسم المستحم)
أما ادوارد وليم لين فقد وصف حمامات القاهرة عند زيارته للمدينة عام 1825م فقال (تضم القاهرة اكثر من مائة حمام تزداد اهميتها في الشتاء وهي مصدر متعة يسهل على الفقراء الظفر بها بل أن الاثرياء ايضا يترددون على الحمامات العامة ففيها يجدون متعة في اللقاء مع كثير من المعارف والاصحاب وما ان يدخل المرء الى الحماما حتى يستقبله الخدم في قاعة الاستقبال حيث يودع ملابسه ويلف حول جسده بشكيرا ثم يقاد الى دهليز تتزايد حرارته كلما تعمق فيه حتى يصل الى قاعة تتكثف فيهخا الابخرة الساخنة المعطرة التي تنفذ الى مسام الجلد فيضطجع على بساط صوفي ويدنوا منه صببي يمسك في يده كيس من الصوف السميك الناعم الملمس ويبدا اولا في فرقعة مفاصل النزيل ثم يدلك جسمه بالكيس الصوفي ثم ينهض الرجل وقد لف جسده كله العرق الساخن ويذهب الى قاعة بها ماء بارد وماء ساخن يغتسل فيهما بمفرده ويتحول بعدهما الى فناء به حوض ملئ بمياه شديدة السخونة يغطس فيه يضع لحظات ثم يخرج ويلف جسده بالبشكير ثم يعود الى قاعة الاستقبال حيث يتناول فنجانا من القهوة يشد معه انفاسا ن الترجيله مسترخيا على الاريكة ثم يرتدى ملابسه المفعمة باريج البخور .
ـ الحمامات الباقية بمدينة القاهرة : لم يبق بمدينة القاهرة الاسلامية من الحمامات العامة سوى سبعة حمامات ثلاثة منها تعود الى العصر المملوكي والباقي يرجع الى العصر العثماني ومن هذه الحمامات . ـ حمام بشتاك : يرجع هذا الحمام الى العصر المملوكي البحري وبالتحديد الى عام 742هـ ـ 1341م ويقع هذا الحمام في شارع سوق السلاح انشاه الامير بشتاك الناصري احد امراء الناصر محمد بن قلاوون والحمام يستخدم في الوقت الراهن للرجال فقط ورغم اكتمال اجزاء الحمام الا ان الجزء الوحيد المسجل منه في عداد الاثار هو المدخل فقط . ـ الحمام المؤيدي : يرجع تاريهخ هذا الحمام الى العصر المملوكي الجركسي ويقع في حارة الحمام شسيده السلطان المؤيد شيخ . ـ حمام السلطان اينال : يرجع الى العصر المملوكي الجركسي شيده السلطان اينال
ـ حمامات العصر العثماني الباقية بالقاهرة : لم يبق من حمامات مدينة القاهرة في العصر العثماني سوى أربعة حمامات ما زالت تستخدم في الوقت الراهن وهي . ـ حمام الملاطيلي : يرجع هذا الحمام للعصر العثماني وشيد في عام 1194 م ويعرف هذا الحمام بحمام الغمري ويقع في شارع مرجوش . ـ حماما السكرية : يعود تاريخ الى القرن 12هـ 18م ويقع في نهاية شارع المعز لدين الله أمام جامع المؤيد شيخ بالقرب من باب زويلة وما زال هذا الحمام مستخدما حتى اليوم ـ حمام الطمبلي (الصنبلي) : ويرجع تاريخ هذا الحمام الى القرن 12هـ 18م ويقع بشارع الطبلة بمنطقة باب الشعرية بالقرب من ضريح سيدي العدوي داخل درب الطنبلي وما زال يحتفظ بعناصره الاساسية وهي المسلخ وبيتاول ويت الحرارة وما زال الحمام مستخدما في الوقت الراهن ـ حمام العدوى : يقع هذا الحمام بشارع الباب الاخضر ويرجع تاريخه الى القرن 13هـ 19م . تلك هي جزء من حكاية حمامات القاهرة الاسلامية والتي كانت تمثل جزءا هاما من اجزاء المدينة وشاركت هذه الحمامات اهالى القاهرة افراحهم وأحزانهم ولعبت دورا كبيرا في الحياة الاجتماعية لأهالي المدينة وشهدت جدرانها الكثير من الاحداث التي لم يرصدها منظار التاريخ .
بقلم / رمضان رشدان مدير عام الدراسات والبحوث الاثرية بمركز تسجيل الاثار الاسلامية بالقلعة
| |
|