ثالثاً- أهم الملامح الخاصة التي تميز العمارة السلجوقية و الزنكية :
1- أصبح الإيوان عنصراً أساسياً في تخطيط سائر المباني؛المساجد والمدارس والبيمارستانات، والإيوان هو غرفة أو قاعة بثلاثة جدران ،أما الجدار الرابع فمفتوح كلياً على الصحن ، وغالباً ما تكون الأواوين عديدة ، أو يكون هنالك إيوان واحد 0
2- أما في الصحن فغدت البركة عنصراً أساسياً ، وهي مربعة الشكل أو مستطيلة أو مثمنة مع حنايا في أركانها 0
3- استعملت الأقبية المهدية و المتقاطعة في التسقيف ، كما استعملت القباب ، وخاصة في الأضرحة ، وتنوعت أشكال القباب : مخروطية ، هرمية ، ذات طبقات متدرجة أو مقرنصة 0
4- تنوعت أشكال المآذن ؛ اسطوانية ، أو مخروطية أو مضلعة على شكل مجموعة من أنصاف الأعمدة بينما استمرت المآذن المربعة في بلاد الشام 0
5- ظهرت المقرنصات كعنصر إنشائي حل محل الحنية الركنية في زوايا الانتقال بالقباب ، ثم أصبحت عنصراً زخرفياً يغطي طاسة القبة أو المحاريب ،أو يحمل شرفات المآذن ، أو يشكل أفاريز بين طبقاتها ، ويبدو أن المقرنص تولد عن الحنية التي تشبه المحراب ، بعد تجزئتها إلى مجموعة من المحاريب الصغيرة على طبقات متعددة 0
6- إضافة إلى الخط الكوفي المزخرف المستعمل في نقش النصوص على المباني ، ظهر الخط المعروف بالنسخي أو الثلث و كان بسيطاً خالياً من الزخارف 0
7- ارتقى فن النقش على الخشب والحجر والرخام لتمثيل الزخارف النباتية والعروق الملتفة 0
8- ظهر في عمائر الآجر عنصر زخرفي جديد هو الخزف "القاشاني" الذي رصعت به مباني الآجر ، وكان من لون وحيد هو الفيروزي 0
تعريف البيمارستان : لفظة فارسية ، أطلقت على المستشفيات في العصور الإسلامية , وأخذت أحيانا تسمية أخرى هي " دار الشفاء" 0
1- البيمارستان النوري في دمشق:
بناه السلطان " نور الدين الزنكي"( عام 549 هـ) ، ثم وسعه الطبيب " بدر الدين" ابن قاضي " بعلبك"( عام 637هـ) ، وأضيفت إليه دور كانت حوله ليتسع إلى عدد اكبر من المرضى ، وقد تم ترميمه منذ سنوات و تحول إلى متحف للطب العربي 0
زاره الرحالة"ابن جبير"(عام 580هـ) و وصفه،وتحدث بإعجاب هما يجري قيه من أنواع العلاج والجراحات 0
يتألف المبنى من صحن أطواله( 20×15م ) تتوسطه بركة ماء مستطيلة( 4.5*7م )، في أركانها حنايا 0
تحيط بالصحن أربعة أواوين متقابلة أقواسها مدببة وأكبرها الإيوان الشرقي ، وأربع قاعات رئيسية موزعة في أركان البناء ، لها أبواب على الصحن 0
للمبنى مدخل يبدأ بباب مفتوح في إيوان قليل العمق تعلوه المقرنصات ، ويؤدي إلى دهليز يتكون من قاعة مربعة مسقوفة بقبة من نوع جديد ـ يظهر للمرة الأولى في الشام،وهي تشبه القباب المخروطية التي ظهرت في العراق ، لها شكل مقرنص من الداخل والخارج ، أما بقية السقوف في المبنى أقبية مهدية أو متقاطعة 0
-2-
و عثر على كتابة تؤرخ إصلاحات في عهد "الناصر محمد بن قلاوون" وابنه السلطان "حسن" (سنة 749هـ) ، لعلها تتعلق بالزخارف الجصية الملونة 0
توجد نوافذ فوق الابواب تقوم مقام القوس العاتق الذي يخفف الحمل عن النجفات ، فضلاً عن دورها في الإنارة والتهوية،أقواس النوافذ مدببة، وتغلق هذه النوافذ بستائر جصية ( شمسيات) ذات أشكال هندسية يحيط بها إطار من الزخارف النباتية 0
في الإيوان الشمالي وزرة من الرخام الملون ، فيها محراب مسطح ، نقشت عليه عروق نباتية متقنة ، و تملأ زواياه الخارجية حشوة من الفسيفساء الرخامية ، و في أعلى الوزرة شريط من الحجر السماقي ، نقشت عليه كتابات تؤرخ المبنى ، بقي منها زهرة الزنبق التي تمثل شعار " نور الدين الزنكي" 0
2- المدرسة النورية في دمشق :
أنشأها " نور الدين زنكي"( عام 563هـ)، ما تزال بحالة جيدة ، عدى إيوانها الشمالي فقد أقتطع جزء منه لتوسيع الطريق خلفه ، ندخل إلى المدرسة عبر بوابة مفتوحة على سوق الخياطين ، يليها دهليز يؤدي إلى صحن المدرسة ، الذي تتوسطه بركة ماء مماثلة لبركة البيمارستان النوري 0
تفتح على الصحن (3 أواوين) في الشرق و الغرب والشمال ، تحتل القبلية ( قاعة الصلاة ) الجهة الجنوبية ، و تفتح على الصحن بـ(3 أبواب) أوسطها أكبرها 0
في الركن الجنوبي الشرقي من المبنى ، على يسار الدهليز ، توجد " تربة نور الدين الزنكي" التي تضم ضريحه ، تعلو التربة ( غرفة الضريح ) قبة مخروطية مقرنصة من الداخل والخارج (كقبة البيمارستان )، وتتخللها النوافذ ، وتتوجها غي القمة قبة صغيرة مفصصة على هيئة الصدفة 0
و تضم المدرسة مجموعة من الغرف للطلبة موزعة على جوانب الإيوانات في الطابق الأرضي ، و في الطابق العلوي الذي يصعد إليه بسلم ، مدخله في دهليز المدرسة 0