zinab abd elrahman Admin المدير العام للمنتدى
الابراج : عدد المساهمات : 339 تاريخ التسجيل : 25/06/2009 العمر : 73
| موضوع: ..:: التدريس المعاصر الفعّال ::.. الأحد 05 يوليو 2009, 10:53 am | |
| ..:: التدريس المعاصر الفعّال ::..
مفهوم عملية التدريس :
1 ـ مصطلح التدريس في الإطار التقليدي : ما يقوم به المعلم من نشاط ، لأجل نقل المعارف إلى عقول التلاميذ . و يتميز دور المعلم هنا بالإيجابية ، و دور التلميذ بالسلبية في معظم الأحيان ، بمعنى أن التلميذ غير مطالب بتوجيه الأسئلة ، أو إبداء الرأي ، لأن المعلم هو المصدر الوحيد للمعرفة بالنسبة للتلميذ . إلا أن هذا المفهوم التقليدي لعملية التدريس كان سائدا قديما ، أما اليوم فتغيرت المفاهيم و تبدلت الظروف ، و غزا التطور العلمي كل مجالات الحياة ، مما أوجد مفهوما جديدا للتدريس .
2 ـ مصطلح التدريس بمفهومه المعاصر : إن التدريس المعاصر ـ بالإضافة لكونه علما تطبيقيا انتقائيا متطورا ـ هو عملية تربوية هادفة و شاملة ، تأخذ في الاعتبار كافة العوامل المكونة للتعلم و التعليم ، و يتعاون خلالها كل من المعلم و التلاميذ و الإدارة المدرسية و الغرف الصفية و الأسرة و المجتمع ، لتحقيق ما يسمى بالأهداف التربوية . و التدريس إلى جانب ذلك عملية تفاعل اجتماعي وسيلتها الفكر و الحواس و العاطفة و اللغة .
و التدريس موقف يتميز بالتفاعل بين طرفين ، لكل منهما أدوار يمارسها من أجل تحيق أهداف معينة ، و معنى هذا أن التلميذ لم يعد سلبيا في موقفه ـ كما لاحظنا في مصطلح التدريس التقليدي ـ إذ إنه يأتي إلى المدرسة مزودا بخبرات عديدة ، كما أن لديه تساؤلات متنوعة نحتاج إلى إجابات . فالتلميذ يحتاج إلى أن يتعلم كيف يتعلم ، و هو فى حاجة أيضا إلى تعلم مهارات القراءة و الاستماع و النقد و إصدار الأحكام .
فالموقف التدريسي يجب النظر إليه على نحو كلى باعتبار أنه يضم عوامل عديدة تتمثل في : المعلم ، و التلاميذ ، و الأهداف التي يرجى تحقيقها من الدرس ، و المادة الدراسية ، و الزمن المتاح ، و المكان المخصص للدرس ، و ما يستخدمه المعلم من طرق للتدريس ، إلى جانب العلاقة ـ التي ينبغي أن تكمن وثيقة ـ بين المدرسة و البيت ، و المحيط الاجتماعي الذي ينتمي له التلميذ .
مظاهر تميز التدريس المعاصر عن قرينه التقليدي :
يمتاز التدريس المعاصر عن التدريس التقليدي بعدة ميزات نجملها في الآتي : 1 ـ يعتبر التلميذ ( لا المعلم أو المنهج ) محور عملية التربية ، فعلى أساس خصائصهم يتم تطوير الأهداف ، و اختيار المادة الدراسية ، و الأنشطة التربوية ، و طرق التدريس ، والوسائل اللازمة لذلك . أما في التعليم التقليدي فإن الأهداف تتحدد حسب رغبة المجتمع ، أو من ينوب عنه ، ثم يتم اختيار المادة الدراسية ، و الأنشطة ، و الطرق المصاحبة لذلك ، و من هنا ندرك أن التعليم التقليدي يرتكز حول المعلم أو المنهج .
2 ـ التدريس المعاصر عملية شاملة ، تتولى تنظيم و موازنة كافة معطيات العملية التربوية ، من معلم و تلاميذ ، و منهج ، و بيئة مدرسية ، لتحقيق الأهداف التعليمية ، دون تسلط واحدة على الأخرى . أما في التدريس التقليدي فإن العملية التربوية محصورة غالبا في المعلم و المنهج .
3 ـ التدريس المعاصر عملية إيجابية هادفة تتولى بناء المجتمع ، و تقدمه عن طريق بناء الإنسان الصالح ، أو المتكامل فكرا و عاطفة و حركة . بينما التدريس التقليدي ـ على العموم ـ عملية اجتهادية تهتم بتعلم التلاميذ لمادة المنهج ، أو ما يريده المعلم دون التحقق من فاعلية هذا التعلم ، أو أثره على التلاميذ أو المجتمع .
4 ـ التدريس المعاصر عملية انتقائية ، تختار من المعلومات و الأساليب ، و المبادئ ما يتناسب مع التلاميذ و متطلبات روح العصر .
5 ـ التدريس المعاصر عملية اجتماعية تعاونية نشطة ، يساهم فيها المعلم و أفراد التلاميذ ، كل حسب قدراته ، و مسؤولياته ، و حاجته الشخصية . أما التدريس التقليدي فيمثل عملية إلزامية مباشرة ، تبدأ بأوامر المعلم و نواهيه ، و تنتهي بتنفيذ التلاميذ جميعا لهذه المتطلبات .
العوامل التي يعتمد عليها التدريس المعاصر :
التدريس بصفة عامة اصطلاح يدل على مرحلة عملية تتم بوساطتها ترجمة الأهداف ، و المعايير النظرية ، و الأنشط التربوية ( المنهج ) إلى سلوك واقعي محسوس ، و لا يتوقف هذا التدريس على المعلم فقط ، بل يغطى أيضا كيفية الاستجابة للموقف التعليمي و تنظيمه الذي يتكون في العادة من المنهج ، و غرفة الدراسة ، و التلاميذ .
من المنظور السابق تتحدد العوامل التي ترتكز عليها العملية التربوية و التعليمية و هى : المعلم ـ التلاميذ ـ غرف الدراسة ـ الزمن المتاح لتنفيذ الدرس ـ طرق التدريس التي على المعلم إتباعها عند شرح الدرس .
أهمية مهنة التدريس :
تعتبر مهنة التدريس من أشرف المهن التي يؤديها الإنسان عامة و المعلم خاصة ، إذ إن العاملين في هذا الميدان ـ و هم المعلمون ـ يتركون آثارا واضحة على المجتمع كله ، و ليس على أفراد منه فحسب ، كما هو الحال مع أصحاب المهن الأخرى ، كالأطباء و المهندسين و المحامين و الحرفيين ، فالمدرس عندما يدرس في الفصل لا يدرس لطالب واحد فقط ، و إنما يدرس لعشرات الطلاب بل و للمئات خلال اليوم الواحد . و الفرق واضح بين مهنة الطبيب ـ على سبيل المثال ـ الذي يخص بعلاجه فردا واحدا من أفراد المجتمع ، بل و يعالج الجزء المعتل من بدنه ، و لا يترك أثرا علميا على مريضه ، كما يفعل المعلم الذي يؤثر تأثيرا كبيرا على عقول طلابه و شخصياتهم ، و كيفية نموها و تفتحها على حقائق الحياة .
و تعد عملية التدريس و التعلم الأساس و الأسبق بين المهن الأخرى ، فالطبيب و المهندس و المحامى و المحاسب و الصيدلي و غيرهم لابد و أن يمروا تحت يد المعلم ، لأنهم من نتائج عمله و جهده و تدريبه في مراحل التعليم المختلفة . أضف إلى ما سبق أن المعلم يحاول دائما من خلال مهنة التدريس أن يجدد و يبتكر ، و ينير عقول التلاميذ ، و يهذب طباعهم ، و أن يوضح الغامض ، و يكشف الستار عن الخفي ، و يربط بين الماضي و الحاضر ، و يخلق في نفوس الأجيال الناشئة الأمل و اليقين ، و يؤهلهم لبناء المجتمع الناجح القائم على فهم الحياة و متطلباتها .
| |
|
zinab abd elrahman Admin المدير العام للمنتدى
الابراج : عدد المساهمات : 339 تاريخ التسجيل : 25/06/2009 العمر : 73
| موضوع: رد: ..:: التدريس المعاصر الفعّال ::.. الأحد 05 يوليو 2009, 10:55 am | |
| المبادئ العامة للتدريس المعاصر :
من خلال مفهوم التدريس المعاصر و مرتكزاته أوجز التربويون المبادئ العامة التي يقوم عليها هذا النوع من التدريس و التي سنستعرض بعضا منها :
1 ـ يمثل التلميذ في التدريس المعاصر محور العملية التربوية ، دون المعلم أو المنهج أو المجتمع .
2 ـ تتلاءم مبادئ و إجراءات التدريس المعاصر لحالة التلاميذ الإدراكية ، و العاطفية و الجسمية ، فتختلف الأساليب المستخدمة في التدريب باختلاف نوعية التلاميذ .
3 ـ يهدف التدريس المعاصر إلى تطوير القوى الإدراكية و العاطفية، و الجسمية و الحركية للتلاميذ بصيغ متوازنة ، مراعيا أهمية كل منها لحياة الفرد و المجتمع ، دون حصر اهتمامه لتنمية نوع واحد فقط من هذه القوى على حساب الأخرى .
4 ـ يهدف التدريس المعاصر إلى تنمية كفايات التلاميذ و تأهيلهم للحاضر و المستقبل ، و لا يحصر نفسه في دراسة الماضي لذاته .
5 ـ يمثل التدريس المعاصر مهنة علمية مدروسة ، تبدأ بتحليل خصائص التلاميذ ، و تحديد قدراتهم ، ثم تطوير الخطط التعليمية ، و اختيار المسائل ، و الأنشطة و المواد التعليمية التي تستجيب لتلك الخصائص و متطلباتها .
6ـ يبدأ التدريس المعاصر بما يملكه التلاميذ من خبرات ، و كفايات و خصائص ، تم يتولى المعلم صقلها و تعديلها أو تطوير ما يلزم منها .
7 ـ يهدف التدريس المعاصر كعملية إيجابية مكافِئة إلى نجاح التلاميذ بإشباع رغباتهم ، و تحقيق طموحاتهم ، لا معاقبتهم نفسيا أو جسديا أو تربويا بالفشل و الرسوب كما هي الحال في الممارسات التعليمية و التعلمية التقليدية .
8 ـ يراعى التدريس المعاصر مبدأ التفرد في مداخلاته و ممارساته حيث يوظف بهذا الصدد المفاهيم التالية :
أ ـ معرفة خصائص أفراد التلاميذ الفكرية و الجسمية و القيمية .
ب ـ توفر التجهيزات المدرسية و تنوعها .
ج ـ تنوع الأنشطة و الخبرات التربوية التي تحفز التلاميذ إلى المشاركة ، و الإقبال على التعليم .
د ـ استعمال المعلم لوسائل تعليمية متنوعة ، يقرر بوساطتها نوع و مقدار تعلم التلاميذ ، و فاعلية العملية التربوية بشكل عام .
هـ ـ تنوع أسئلة المعلم من حيث النوع و المستوى و اللغة و الأسلوب و الموضوع من تلميذ لآخر .
و ـ سماح المعلم للتلاميذ بأن يقوم كل منهم بالدور الذي يتوافق مع خصائصه و قدراته ، ثم اختيار النشاط التربوي الذي يتلاءم مع هذه الخصائص و القدرات .
المعلم الكفء في التدريس المعاصر :
مفهوم جديد للمعلم : كان المعلم و لا يزال العنصر الأساس في الموقف التعليمي ، و هو المهيمن على مناخ الفصل الدراسي ، و ما يحدث بداخله ، و هو المحرك لدوافع التلاميذ ، و المشكل لاتجاهاتهم عن طريق أساليب التدريس المتنوعة ، و هو العامل الحاسم في مدى فاعلية عملية التدريس ، رغم مستحدثات التربية ، و ما تقدمه التكنولوجيا المعاصرة من مبتكرات تستهدف تيسير العملية التعليمية برمتها . فالمعلم هو الذي ينظم الخبرات و يديرها و ينفذها في اتجاه الأهداف المحددة لكل منها . لذلك يجب أن تتوافر لدى المعلم خلفية واسعة و عميقة عن مجال تخصصه ، إلى جانب تمكنه من حصيلة لا بأس بها من المعارف في المجالات الحياتية الأخرى ، حتى يستطيع التلاميذ من خلال تفاعلهم معه أن يدركوا علاقات الترابط بين مختلف المجالات العلمية ، و تكوين تصور عام عن فكرة وحدة المعرفة و تكاملها .
المعلم الكفء : من المفهوم السابق يمكننا تحديد بعض الصفات الأساسية التي يجب أن تتوافر في المعلم الكفء و هى :
1 ـ الالتزام الفطري بقوانين و متطلبات مهنة التدريس ، حيث يؤدى هذا الالتزام بالمعلم إلى إنتاج تعليم منتظم و هادف و مؤثر .
2 ـ أن يكون على درجة كبيرة من المرونة بحيث يستطيع الاستمرار في المهنة ، فيكتسب المعارف و المهارات المختلفة التي يحتاجها في ممارسته لعملية التدريس .
3 ـ أن يكون ذا شخصية قوية ، يتميز بالذكاء و الموضوعية و العدل ، و الحزم و الحيوية ، و التعاون و الميل الاجتماعي .
4 ـ أن يدرك أن الموقف التدريسي عبارة عن موقف تربوي ، لا بد أن يجرى فيه التفاعل المثمر بينه و بين تلاميذه .
5 ـ أن يكون مثقفا واسع الأفق ، لديه اهتمام بالقراءة ، و سعة الاطلاع ، و متذوقا ناقدا .
6 ـ أن يتسم بالموضوعية و العدل في الحكم و المعاملة ، دون تحيز أو محاباة .
7 ـ أن يكون مثلا أعلى لتلاميذه ، فبشخصية المعلم تبنى شخصيات التلاميذ ، لذلك ينبغي أن يكون المعلم أنموذجا يحتذى به للتصرف السليم في جميع المواقف التي تعترضه .
7 ـ أن يمتلك القدرة على ضبط الفصل ، و شد انتباه التلاميذ لما يدرّس ، و حفظ النظام داخل غرفة الدراسة ، و خلق مناخ مريح ، و مشجع على التعلم .
8 ـ الإلمام بأكثر من طريقة أو أسلوب لتنفيذ عملية التدريس . بل يجب أن يستخدم أكثر من طريقة في شرح الدرس الواحد ، و ذلك حسب نوع الدرس المطروح للبحث و المناقشة .
9 ـ إلى جانب العديد من الصفات الشخصية المكملة لما ذكرنا ، كالصوت الواضح المسموع ، و الصدق و الأمانة ، و المرح و دماثة الخلق ، و التواضع و التأدب في الألفاظ ، و التزين بالمظهر العام ، و غيرها من الصفات الأخرى .
| |
|