طبعة بوم بهمن
طبعة بوم بهمن من أشهر الطبعات المعروفة في الكويت قديما للسفن الشراعية وهي مأساة مؤلمة راح ضحيتها تسعة أشخاص من عائلة بهمن العائلة وهي من العوائل الكويتية التي قطنت الكويت قديما وعرف عنها السمعة الطيبة عند أهل الكويت قديما وعرف عن رجالها قديما حبها للبحر حيث عمل الرعيل الأول من العائلة في البحر وكان خبر الطبعة فجمعية على نفوس وأبناء وأقارب العائلة وعلى أهل الكويت قديما وعائلة بهمن كانت تملك عدد من السفن الشراعية قديما وظهر منها عدد من النواخذة وهم المرحوم النوخذة عبدالله بن محمد بهمن رحمة الله من مواليد 1882 ميلادي والمرحوم النوخذة بهمن محمد بهمن ولديهم البوم الشهير " سمحان " ففي عام 1946 ميلادي اشترت العائلة بوم سفار أخر تبلغ حمولته 2800 – 3200 " من " من التمر والمن الواحد يعادل نحو 75 كيلوجرام وفي العام التالي عام 1947 ميلادي تم تجهيز البوم بما يلزم استعداد للسفر إلي الهند وكان طاقة السفينة مكون من 27 رجل بما فيهم النوخذة وهو المرحوم بهمن محمد بهمن رحمة الله وبصحبته إخوة الأكبر عبدالله رحمه الله الذي تولي مهمة نواخذة شراع وتولي رئاسة البحارة" المجدمي " عبدالرحمن بهمن رحمه الله .
احداث الرحلة : كانت الرحلة تسير بشكل طبيعي حيث وصلت السفينة إلي موانئ الهند لبيع محصول التمور ونزل البحارة إلي البر الهندي بعد عناء وتعب السفر للراحة وتجهيز البوم لرحلة العودة إلي الوطن والقيام بتحميله بالبضائع والمواد التجارية وبعد أن استكملت كافة الترتيبات للعودة أمر النوخذة بهمن محمد بهمن رحمه الله رئيس البحارة " المجدمي " عبدالرحمن بهمن رحمه الله برفع الشراع استعداد للسفر . ثم أبحر البوم مبتعداً عن الساحل الهندي نحو مياه المحيط الهندي في طريقة إلي الكويت وكان الشوق يحدو النوخذة ورفاقه رحمهم الله جمعياً للعودة للوطن والأهل , وفجأة وفي عرض المحيط هبت عاصفة شديدة وارتفع الموج واشتدت الرياح وصار البحر طوفان وهو ما يعرفه أهل البحر قديما باسم " ضربة الاحمير " وتحدث مثل هذه العواصف في شهر نوفمبر ومن شدة هذه العاصفة ابتلع البحر من كان في عرض المحيط من سفن ومراكب ووصل تأثيرها إلي السواحل الهندية فاقتلعت الأشجار وحطمت البيوت فهذا الحال في البر فما بالك بمن هم بالبحر فغرق بوم معرفي ومن كان فيه رحمهم الله جميعاً ولم ينج منهم احد وراح ضحية هذه الطبعة تسعة أشخاص من عائلة واحدة فكانت كارثة على العائلة وعلى أهل الكويت قديما , رحم الله شهداء البحر من أبناء العائلة واسكنهم الله فسيح جناته .
طبعة عبد الكريم على الغيث
نبذة: النوخذة عبدالكريم علي الغيث من نواخذة الكويت الشجعان الذين دفعوا ثمنا غاليا لكي يبقي اسمهم خالد في تاريخ الكويت البحري فقد توفي رحمه الله في حادثة غرق هو وبحارته ولم ينج منهم احد رحمهم الله جميعاً وكان ذلك قبالة ساحل الهند الغربي في نهاية عام 1944 ميلادي وتدور أحداث الطبعة كتالي :
نفاصيل الرحلة : كان النوخذة عبدالكريم رحمه الله في سفينته الخاصة به وقد أبحر من شط العرب بحمولة من التمور متجها إلي بندر كراجي وهو أول بندر تتوقف فيه السفن الكويتية في الرحلة اللهند قديما وكانت الرحلة خلال الحرب العالمية الثانية وقد ألزمت حكومة الهند " البريطانية " في ذلك الوقت ما وجد من سفن في هذا البندر بشحن كميات من الحبوب والأرز وإيصالها للبنادر الهندية الجنوبية وكان النوخذة عبدالكريم الغيث رحمه من قد انزل ما لدية من حمولة من التمور و شحن سفينته بحمولة من الأرز لإيصالها إلي بندر "تريفندرم" وكان يرافقه في هذه الرحلة النوخذة عيسي العثمان الذي شخن نفس الحمولة في سفينته واستعد النوخذة عبدالكريم والنوخذة عيسي للسفر جنوبا إلي بندر "تريفندرم" وقبل السفر بليلة كان النوخذة عبدالكريم رحمة الله و النوخذة عيسي عند النوخذة محمد العصفور رحمه الله وهو من كبار نواخذة السفر الكويت قديما في وكان متواجد بالبندر وتناولا العشاء مع النوخذة محمد ونصحهم بأن لا يستعجلا السفر وذلك لوجود تحذير من حدوث عاصفة خطيرة ولم يصغي النوخذة عبدالكريم و النوخذة عيسي لهذا التحذير وخرج النوخذة عيسي و النوخذة عبدالكريم وخرج النوخذة عيسي من بندر "كراجي" صباحاً وتعبة النوخذة عبدالكريم وبينما هما يبحران بالقرب من رأس" كورباري" في طريقهم إلى بندر " تريفندوم " هبت عليهم العاصفة وأصبح البحر كالطوفان اقتربت سفينة النوخذة عبد الكريم من المياه الضحلة بالقرب من رأس " كاورباري " وأصبح البحارة في خطر فأمر النوخذة عبدالكريم بإلقاء المرسي علها تمسك بالسفينة وتمنعها من الاقتراب من الخطر ولم تمهلهم الرياح حتى الوقت الكافي لركوب قارب النجاة " الماشوة " حيث غرق كل من في السفينة ولم بنج منهم احد رحمهم الله جميعاً.
انتشر خبر غرق سفينة النوخذة عبدالكريم بن غيث رحمه الله ولام يعثر إلا على قارب النجاة التابع للسفينة وكان فيه احد البحارة ميتا علم أهل الكويت بما حصل وسمع أهل البحارة بخبر غرقهم فكان خبرا مؤلما للجميع .وعرفت هذه الحادثة باسم " طبعة ولد غيث " وهي من أسوأ حوادث الغرق التي تعرضت لها سفن السفر قديما .
كان النوخذة عبدالكريم من النوخذة النشطين وتم ذكره في الكثير من النوخذة في زوزناماتهم البحرية وقال عنه النوخذة عبدالرحمن القطامي وقال عنه "انه رجل فاضل ذو أدب وأخلاق " رحمه الله .
وفي الختام ذكرت في الموضوع بعض أشهر حوادث الغرق المعروفة بالكويت والتي تم ذكرتها في كتب التاريخ والتي تفاعل معها أهل الكويت وقت حصولها مما يدل على مدي ترابط وتلاحم الكويتيين في ذلك الوقت وهي من القصص التي يأخذ منها العبر والعظة رحم الله هؤلاء الرجال وأسكنهم فسيح جناته