مشكلات التعلم الإلكتروني: بالرغم مِن العديد مِن الميزَاتِ الوَاعِدةِ للتعلم الإلكتروني، إلا أن هناك بعض المخاطر، فمن خلال التجربة العملية والبحوث والدراسات العلمية اتضح وجود العديد من المشكلات التي تواجه التعلم الإلكتروني منها:- غياب المعلم الإنسان، أو ضعف الدور الإرشادي والتربوي للمعلم في مواقف التعلم الإلكتروني، وفقدان التفاعل الإنساني بين المعلم والمتعلم وجهاً لوجه، ويعد هذا الجانب مهماً للغاية من أجل تحقيق فرص التواصل الإنساني. - ضعف دور المؤسسة التعليمية (المدرسة أو الجامعة) كمؤسسات اجتماعية وتربوية وحضارية تنقل التراث الحضاري للأجيال عبر العصور المختلفة، مما قد يتسبب في التغريب الثقافي وفقدان الهوية الوطنية والقومية للأجيال القادمة. - إن الوسائط التقنية مهما كانت مبهرة إلا أنه مع مرور الوقت تصيب الشخص بالملل وكراهية الأجهزة، من طول أوقات العمل أمام تلك الأجهزة، التي لا تسمع ولا تحس بألم الشخص أو ضيقه أو تعبه أو همومه النفسية. - كل برامج التعلم الإلكتروني مكلفة مادياً بشكل قد لا يستطيعه المتعلم العادي وخاصة في دولنا النامية، فقد وُجد أن تكلفة المقرر الواحد للطالب في الولايات المتحدة في المتوسط بين 200 إلى 400 دولار، هذا بالطبع مع توفر جهاز حاسب آلي حديث، كما يتطلب كل ذلك بنية تحتية تقنية متقدمة لتوصيل الخدمة التعليمية الإلكترونية (شبكات دولية أو محلية، برمجيات، خطوط هاتف، مصممين محترفين لبرامج التعلم الإلكتروني). - من مشكلات التعلم الإلكتروني أيضاً حدوث غش وتدليس وعدم انضباط في عمليات الحضور والامتحانات، هذا بالإضافة إلى ما شاع عنه في الآونة الأخيرة من غش وتدليس أيضاً في الحصول على الشهادات بأي ثمن، وفي أي تخصص ومن أية جامعة. - إنه تعلم لا يساعد الفرد على التدرب على الحوار والمناقشة وتبادل الآراء، فقد ثبت بالبحث العلمي أن الطلاب الذين تعلموا تعلماً إلكترونياً أقل كفاءة ومهارة في الحوار والقدرة على عرض الأفكار كتابة أو شفاهة، من زملائهم الذين تعلموا نفس المساقات الدراسية بالطريقة التقليدية، وأن التقارير التي يكتبها المتعلمون تقليدياً أعلى جودة من زملائهم المتعلمين إلكترونياً في نفس المقرر التعليمي.- إن بعض المؤسسات التعليمية لا تريد أن تَصرف " مالياً " الكثير على التعلم الإلكتروني، كما أنها تريد عموماً أَنْ تحتفظ بما لديها من قاعات، وأدوات، وتجهيزات، وورش ومعامل..الخ، لذلك فهم لا يريدون التغيير. - وفي تصور الباحثَيْن أنه إذا كان معظم الطلاب لا يُحسِنُوا مهارات الكتابة أو امتلاك الخط الجيد قبل استخدامهم لتقنيات التعلم الإلكتروني، فإن المشكلة ربما تكون أكبر عند الاعتماد الكلي على مثل هذا النوع من التعلم التقني الإلكتروني.
ما البديل إذاً؟ في ضوء تلك المشكلات وغيرها، ومن أجل تلبية مختلف احتياجات المتعلمين من التعلم، وتحسين مستويات أداء المعلمين، وحل بعض مشكلات كل من التعليم التقليدي والتعلم الإلكتروني، ظهر مفهوم جديد في التعلم يمزج التعليم التقليدي بالتعلم الإلكتروني، هو التعلم الخليط (Blended Learning BL)
التعلم الخليط:(Blended Learning) إن التطور التقني مهما سما وتطور لا يُغني عن الطرق التقليدية في التعليم والتعلم، فكما لم تُغنِ التجارة الإلكترونية عن التجارة التقليدية، وكما لم يُغنِ البريد الإلكتروني عن البريد العادي, ولم تُغنِ تقنية المعلومات عن الورق، فإن التعلم الإلكتروني لن يكون بديلاً عن التعلم التقليدي، ولا عن المعلم الإنسان ولا الفصل المدرسي ولا المدرج الجامعي. من هنا ظهرت عبارة أن التعلم الإلكتروني ليس بديلاً عن التعليم التقليدي بل مكمل له، ومن هنا أيضاً وجد التعلم الخليط طريقه إلى المؤسساتِ الأكاديميةِ والشركاتِ الخاصّةِ، وكانت الدَفعة الرئيسة للتعلم الخليط هي التغلب على عيوبِ التعلم الإلكتروني، واستخدام أنماط واستراتيجيات تعليمية مُخْتَلِفَة لتَحسين أداء المتعلّمِ، وتحقيق المزيد من نتائج التعلم.
ما المقصود بالتعلم الخليط؟ هو مفهوم يشبه العديد من المفاهيم التربوية التي لها معانٍ مختلفة، فيري أوستجوثورب وجراهام أنه من أكثر المداخل تمركزاً حول المتعلم ومهاراته، وملاءمة للبيئة التعليمية التي يجب أن يحدث فيها التعلم، فهو حسب رأيه استخدام اثنتين أَو أكثر من الطرق الأكثر تميزاً في التعليم والمدعومة بالتقنية، وقد يَتضمّنُ ذلك: خلط التعلم في قاعات الدروس (التعليم العادي) بالتعلم على الإنترنت، أو خلط مقررات دراسية منظمة بطريقة عادية بالمحاكاة بالحاسوب، أو خلط التدريب في موقع العمل بأشكال من الحقائب التعليمية.ويعرفه جراف بأنه الطريق إلى التكامل بين التعليم التقليدي والتعلم الإلكتروني، أو هو- حسب رأيه - مفهوم يصف مداخل التعليم والتعلم التي تتضمن خَلِيطاً من نشاطات التعلم وجهاً لوجه (Face to Face) ونشاطات التعلم على الإنترنت (Online Learning) وهناك مفهوم آخر يعرضه كل من كلارك وجيمس (Clark & James, 2005) اللذان يصفان التعلم الخليط بأنه موقف يجمع بين التعليم العادي (في القاعات الدراسية)، والتعلم بمختلف الوسائط التقنية. ويشير بويل (لBoyle,2005) إلى أنه لا يوجد تعريف دقيق للتعلم الخليط، لكنه باختصار نوع من التعليم يجمع بين مختلف النماذج التقليدية والتعليم عن بعد، ويستخدم كل أنواع التقنية.ويلاحظ الباحثان أن هذه التعريفات تركز على أن التعلم الخليط يتضمن العديد من الأبعاد أو العناصر، من أبرزها: üخلط عناصر مختلفة من الوسائط التعليمية الغنية بالتفاعلية (مثل: الصوت, والصورة، عرض فيديو، قرص ذاكرة مدمجِ، قاعة دروس افتراضية، بريد إلكتروني)، بأشكال التعلم التقليدي Mixing Media with Traditional Learning). ü خلط عناصر التعلم الإلكتروني بأشكال التعلم التقليدي (Mixing E-learning with Traditional Learning) ü ]خلط أنماط مختلفة من التعلم على الإنترنت بأشكال التعليم المباشر (وجهاً لِوجه) (Mixing Online Learning with Face-to-Face). ü خلط التعلم المتصل بالإنترنت بالتعلم غير المتصل بالإنترنت (Mixing Offline with Online Learning) .ü خلط التعلم الذاتي والمباشر بالتعلم التعاوني (Mixing Self-Paced and Live with Collaborative Learning). خلط العديد من النظريات التربوية (مثل: السلوكية – المعرفية – البنائية) (Mixing Theories of Learning).
مميزات التعلم الخليط:- تعد بيئة التعلم الخليط نوعاً مختلفاً من التعليم يدمج مزايا التعلم الإلكتروني مع جوانب التعليم التقليدية، مثل: · التعليم وجهاً لوجه، الذي يضمن درجة التفاعل الاجتماعي حيث سيحتاج الطلاب إلى توجيه التعلم. · بيئة للدراسة خالية من قيود الزمان والمكان. · أضرار التعلم الإلكتروني الناتجة عن توقف عملية التنشئة الاجتماعية. · ضعف الجاذبية لتطبيقات التعلم الإلكتروني لدى بعض المتعلمين.· المرونة والكفاءة التي لا توجد في بيئة المدرسة التقليدية.- خفض نفقات التعليم بالمقارنة بالتعلم الإلكتروني وحده، كذلك إتاحة الفرص للمتعلمين للالتحاق بالكليات نصف الوقت.- عدم حرمان المتعلمين من متعة التعامل مع معلميهم وزملائهم وجهاً لوجه، وتعزيز الجوانب الإنسانية والعلاقات الاجتماعية بينهم. - المرونة الكافية لمقابلة كافة الاحتياجات الفردية وأنماط التعلم لدى المتعلمين باختلاف مستوياتهم وأعمارهم وأوقاتهم.- الاستفادة من التقدم التقني في تصميم وتنفيذ المناهج الدراسية.- إثراء المعرفة الإنسانية ورفع جودة العملية التعليمية، ومن ثم جودة المنتج التعليمي وكفاءة المعلمين.- يصعب تدريس كثير من الموضوعات العلمية إلكترونياً بالكامل وبصفة خاصة المهارات العملية، لذا فإن استخدام التعلم الخليط يمثل أحد الحلول المقترحة لحل مثل تلك المشكلات.- عدم حرمان المؤسسات التعليمية من استغلال ما لديها من قاعات، وأدوات، وتجهيزات، وورش ومعامل..الخ.