sara 2009 Effective Member عضو فعال
عدد المساهمات : 60 تاريخ التسجيل : 28/07/2009
| موضوع: التدريس المصغر كأداة إشرافية الخميس 03 سبتمبر 2009, 10:34 pm | |
| التعليم المصغر كأداة إشرافية
بدأ التعليم المصغر كخبرة تدريبية قبل الخدمة في برامج تربية المعلمين ، وقد أصبح من وقتها جزءاً مقرا في كثير من برامج تدريب المعلمين قبل الخدمة وأثناءها ،ووفر التعليم المصغر الذي بدء به عام 1963م في جامعة ستانفورد بخبرات واقعية ووظيفية للطلبة المعلمين قبل قيامهم بالأعباء التدريسية الفعلية في غرفة الصف وتضمن هذا التعليم ، وهو لقاء تعليمي مصغر ، مدة قصيرة من الوقت تتردد بين 4 ، 20 دقيقة ، ومجموعة صغيرة من التلاميذ من 3 إلى 10 ، وتركيزاً على مهارة تعليمية محددة ، وإستعمل التسجيل المرئي لتوفير تغذية راجعة فورية وبعد مشاهدته للدرس المسجل وتحليله مع المشرف قام الطالب بإعادة تنظيم الدرس وتعليمه من جديد إلى مجموعة أخرى من التلاميذ وكان يعقب مشاهدة الدرس المسجل لقاء قصير بين المشرف والمعلم لتقويم التغيرات التي طرأت على أداء المعلم ومن خلال هذا النسق التدريبي : تعليم –نقد –إعادة تعليم –نقد ، إكتسب الطالب المعلم المبتدئ حصيلة من الخبرات الماهرة التي يأخذها معه إلى غرفة الصف . وقد تبين أن مرونة المعلم وسهولة التصرف بمهاراته إزدادت بتعزيز هذه الحصيلة من الخبرات لديه ( جمعية مربي المعلمين ، 1971 ) .
وقد تبين حسب نتائج مسح لبرامج إعداد المعليمن إجراه جونسون عام 1968 أن 44% من الكليات والجامعات التي كانت تقوم بإعداد المعلمين استعملت شكلاً من أشكال التعليم المصغر .هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فقد أدخلت بعض التعديلات على التصميم الأصلي للتعليم المصغر .
وفي بادئ الأمر اختيرت المهارات التعليمية في برنامج ستانفورد من طرق تحليل شامل للمهمات الفعلية التي يؤديها المعلم في المواقف الصفية. وحددت هذه المهارات وعرفت حتى أصبح بالإمكان فرزها لغرض الدراسة والملاحظة . وبعد ذلك حددت أنماط سلوك المعلم المطابقة لها وطورت مواد التدريب الملائمة .وإشتملت مواد التدريب للمهارات المختلفة على أمثلة أو نماذج مسجلة على أفلام عرض وأشرطة فيديو ، وعلى نصوص وأوصاف مكتوبة وخصصت بعض الأمثلة المعدة للمهارات التي تكون منها برنامج ستانفورد والتي زاد عددها على العشرين مهارة لتقديم تعزيز إيجابي للطلبة لحملهم على المشاركة ولتمهيد الطريق أمامهم لتهيئتهم للخبرة التعليمية المقصودة ،ولتوفير الأمثلة والتطبيقات لربط المفاهيم المتعلقة بخبراتهم .
وبخلاف تحديد أنماط سلوك المعلم المطابقة للمهارات السالفة الذكر ، فقد يكون لبرنامج التعليم المصغر أهداف محددة مصوغة بدلالة سلوك الطالب المتدرب ،وقد إستعملت مهمات تعليمية أساسية من هذا النوع في جامعة تكساس في مدينة أوستن .فإن سلوك الطالب المتدرب المطابق لها يتمثل في أن يقدر على صياغة هدف لمدرسة .فالأهداف السلوكية جزء متمم لهذا المنحى .
وبعد أن أختيرت المهارات في برنامج ستانفورد طورت طرق لتدريس كل منها وإستخدم في بعض الأحيان مواد وصفية مكتوبة ،ومناقشات بين أعضاء الهيئة التدريسية ،وعروض وتمثيل الدور ونصوص مطبوعة وتسجيلات صوتية تلفازية وأفلام وقد قدمت هذه الوسائل أمثلة أو نماذج لكل مهارة من تلك المهارات .وقد وجد أن إستخدام أكثر من وسيلة منها يزيد من فعالية تعليم المهارة .وتستخدم بعض البرامج أوساطاً تعليمية محددة ،فمثلاً المقررات الدراسية المصغرة التي يقدمها المختبر التربوي لتعليم الغرب الأقصى أثناء الخدمة تقدم فيها نماذج المهارات على أفلام سينمائية ويجب على المعلم أن يفهم ما تتضمنه كل مهارة وأن يستوعب سلوك المعلم المطابق لها. كذلك يجب تقديم هذه المعلومات للمعلمين بشكل قابل للتكييف لتعزيز شخصياتهم الفردية ،فثمة خطر ينشأ عن ذلك وهو تقييد سلوك المعلم وصياغة جميع المعلمين على منوال واحد . وعلى أية حال .فقد أظهرت دراسة أورم وزملاؤه أنه يمكن المحافظة على الإبداع الشخصي للمعلمين نماذج المهارات تلك. (1)
فوائد التعليم المصغر التعليم المصغر عملية معقدة متعددة الجوانب . ويمثل المعلمون في أثناء قيامهم بجوانب هذه العملية في اليوم الدراسي أدواراً عدة منها قائد للنقاش الصفي ، وخبير في الأوساط التعليمية ، وأمين مكتبة ومشخص للتعليم ومرشد للطلبة ومخطط للدروس ومحافظ على النظام الصفي والمدرسي .وبالطبع فإن إتقان المعلمين لهذه الأدوار يلقي عليهم تبعات مستمرة فعلى المعلم أن يعنى بتخطيط الدروس الصفية وتفريد التعليم
باختصار وتصرف من كتاب : الإشراف التربوي على المعلمين : دليل لتحسين التدريس تأليف /إيزابيل ل. فيفر ، جين دنلاب ترجمة محمد عيد ديراني ، مراجعة عمر الشيخ ، عمّان : الجامعة الأردنية ، عماد ة البحث العلمي . الطبعة الثانية 1997م .
وتوفير الدافعية وإشراك التلاميذ في عملية التعلم وإستعمال إستراتيجيات تعليمية متنوعة والمحافظة على النظام الصفي ،وتقويم التلاميذ وتحقيق الأهداف وتنفيذ سياسات المدرسة وتنمية إتجاهات إيجابية لدى التلاميذ نحو التعلم فمن دون أن تتوافر للمعلم خبرة بمعالجة هذه الأمور في بيئة مضبوطة فقد يفقد السيطرة عليها .ويمكن توفير الخبرات المناسبة له من خلال التعليم المصغر، ذلك أن المعلم الذي يرغب في تغيير جانب معين من تعليمه تتاح له إمكانية ضئيلة لفرز هذا الجانب في الموقف الصفي العادي والعمل على تغييره وعلى خلاف ذلك فإنه يمكن الحد من الكثير من العوامل في بيئة التعليم المصغر مما يتيح للمعلم توجيه إهتمامه إلى مهارة أو مهمة معينة .
وإضافة إلى تدربه على المهارات أو المهمات فإن المعلم يحصل على خبرة في التخطيط والتوقيت. فالدرس الذي يخصص له وقت قصير أو محدد يجب تخطيطه بعناية فائقة وإلا فإنه لن يستطيع أن يحقق أهدافه ويتطلب وضع الأهداف السلوكية ،وإختيار الإستراتيجيات الفعالة والمناسبة، والتقويم لمعرفة ما إذا تحققت الأهداف تعيين سلوك التلميذ المرغوب فيه والنشاطات التعليمية الممكنة ،وكذلك تطوير إجراءات التغذية الراجعة. ويدرك المعلم في هذا الوقت المصغر حاجته إلى التخطيط الفعال .وعليه بمساعدة المشرفين أن يحسن تخطيطه في مجالات ثلاثة هي :الأهداف والإستراتيجيات والتقويم .وهذه المكونات الثلاثة تبقى على ما هي عليه سواء أكان التخطيط لدرس مصغر أو لدرس يومي ،أم لوحدة دراسية ،أم لمقرر دراسي. ويحصل التعليم من خلال المعلم المصغر على خبرة بعمليات التخطيط الأساسية وعلى تنقيح لها مما يمكنه تطبيقها في المستقبل في مواقف تعليمية أخرى .
ويبدو أن معلمي المدارس الثانوية قد قصروا –في بعض الأحيان- إستراتيجياتهم التعليمية على تدريس الصف بإعتبار أنه مجموعة واحدة .وبالرغم من أن التعليم المفرد والتقدم المستمر والبرامج غير المصنفة في صفوف دراسية قد طبقت على مستوى التعليم الثانوي ،إلا أن هنالك بعض المدارس التي تستمر في تقديم النشاطات الصغيرة التقليدية بشكل ثابت إلى حد ما .إن الخبرات الناجحة في تدريس المجموعات الصغيرة التي يحصل عليها المعلمون –كما في التعليم المصغر-غالباً ما تمتد إلى لقاءات تعليمية سارة في غرف الصفوف الفعلية .
والتحليل الذاتي مهارة مهنية يحتاج إليها المعلمون ويقوم النمو المهني على إفتراض مفاده أن المعلمين يتصورون أنفسهم كأفراد يتعلمون بإستمرار مهارات تعليمية جديدة ويتطورون إلى معلمين أكثر نضجاً وإبداعاً . ويملك المعلمون الذين تسجل مواقفهم التعليمية على شريط الفيديو في عملية التعليم المصغر على الأرجح فرصاً أكبر لتحليل تعليمهم مما يتاح لهم في أي وقت في حياتهم المهنية ، نظراً لأن المشرف والتلاميذ وشريط التسجيل تزودهم بالمعلومات اللازمة لذلك ويقوم التلاميذ بتعبئة نماذج تقدير تتناول المهمة أو المهارة التي يتدرب عليها المعلم ويعزز التحليل الذاتي عند المعلم عندما يبحث المشرف والمعلم معا تعلم التلاميذ ويربطان الشواهد على هذا التعلم بأهداف الدرس .
وتزيد التغذية الراجعة باستخدام التسجيل التي توفر في بيئة مدعمة ومثيرة من فهم الفرد لنفسه وتعزز باستخدام مقدراته بشكل أفضل ولذا
يتعزز مفهوم الذات الإيجابي عنده ، والذي يعد شرطاَ لازماً للتعليم الفعال | |
|