النظام البيزنطى فى مصر:
كان الامبراطور جوستنيان قد وضع نظاما قد الغى فيه القياده الموحده للجيش الرومى وأبدلها بأكثر من قائد وحاكم فىمصر0وقد يعين البطرك الرومى الملكى حاكما 0
وكان فى هذا العصر خمسه من الحكام :-
1. الوجه البحرى ويتولاه مينا (وقد بقى فى وظيفته بعد غزو العرب مصر) كان يكرة االاقباط 0
كير** كيروس حاكم مصر الوسطى والجانب الغربى من النيل الذى بة مدن الفشن والمنيا وبنى سويف
** المقوقس والى بابليون وصعيد مصر.
** فيلوكسنوس والى الفيوم .
** شنوده والى المناطق الريفيه .
** وربما عين الرابع والخامس بعد الغزو العربى تماما كالنظام البييزنطى اما السلطه المطلقه فكانت فى يد عمرو او الولاه من بعده0
وأدى التنظيم البيزنطى قبل الغزو الى تمزق مصر الى ولايات غير مترابطه وكان كل منهم يرسل تقريره الى الامبراطور مباشره0 أدى هذا الى
عدم التناسق والتعاون بينهم كما أنه ولد العداء والغيره والتنافر0
كما حاول البعض الاستيلاء على الضرائب0 وهذا ما حدث فعلا فقد إختلس المقوقس ما وقعت عليه يده من أموال0وذكر المؤرخين ان بعض هذه الأموال أعطيت للعرب بموجب إتفاقيه , وقد أجمع المؤرخين على أن المقوقس هو رجل خائن لامبراطوره ولوظيفته ولوطنه ولدينه0
هذا ماجاء فى دائرة المعارف البريطانية التى تقول "إن انتزاع قبضة مصر من البيزنطيين ترجع الى خيانة واليها قورس الذى كان بطريرك الإسكندرية المعين من قبل القسطنطينية ضد أرادة الشعب القبطى
خيانه المقوقس:
ان والي مصر آنذاك «المقوقس»(1) الذي قدم مصر من القوقاز ، ولذلك كانت تسمّيه العامّة القوقازي . لقد ورد المقوقس أرض مصر بأمر من هرقل الامبراطور البيزنطي فكان نائبه في إدارة شؤون مصر(2) ومما يذكر أن محمدا صاحب الشريعه السلاميه أرسل فى السنه السادسه كتبا الى جميع الملوك والاباطره يدعوهم الى الاسلام0 فلم يرد عليه الامبراطور هرقل أما ملك الفرس فقد مزق كتابه 0
أما المقوقس الخائن فقد رد عليه بكتاب ومعه هديه عباره عن مأكولات وعسل ودابه وثلاثه من العبيد منهم ماريا القبطيه ( وقد إتخذها سريه له أنجبت منه ولدا "كان الولد الوحيد فى ذريته "وكان فرحا به فغارت نساؤه منها فأطلقا الاشاعات والاقاويل عليها ثم أخذوا ولدها منها وأعطوه لامرأه ترضعه فى المدينه وقيل أنه مات بعد سنه وهو بعيدا عن احضان أمه )
ك.وهو الذي كتب إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) كتاباً يدعوه فيه إلى الإسلام ، فاستقبل مبعوث النبي (صلى الله عليه وآله)استقبالا حارّاً وبعث ببعض الهدايا لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ومنها «مارية القبطية» التي ولدت لرسول الله (صلى الله عليه وآله) إبراهيم الذي توفّي ولمّا يتمّ الرضاعة(3)
-------
1 . بامداد اسلام: 84 .
2 . تاريخ عرب: 208
3 . بامداد اسلام: 36 ، 55 ، 84 .
المعاهده التى نسيها المؤرخون :
ولما أصر هرقل على أن يرد المقوقس جميع المبالغ التى سرقها 0 فكر هذا المخادع فى مقايضه أبنته بالمال الذى سرقه0 فأرسل أبنته ارمانوسه لتتزوج أبن هرقل قنسطنطين فأرسلها فى قافله محمله بالهدايا النفيسه والذهب تليق بإبن الامبراطور0وهناك أسئله محيره هى :-
00إذا كان المقوقس سارقا ولصا فلماذا تركه هرقل ؟ أين ذهبت الأموال التى سرقها المقوقس؟ هل الإتصالات التى جرت بين المقوقس ( حاكم مصر اليونانى ) والعرب كانت بمعرفه الإمبراطور هرقل أم لا ؟
والمؤرخ الوحيد الذى أجاب على هذه التساؤلات هو ساويرس إبن المقفع (6) ( فلما رأى هرقل ذلك { يقصد هزيمه جيشه فى الشام } جمع جميع جيشه من مصر الى حدود أسوان مكث يدفع القطيعه التى سأل حتى يقررها على نفسه وعلى جميع جيوشه ثلاث سنين للمسلمين وكانو يسمون المقرر البقط أى أنه بقط رؤوسهم الى أن دفع لهم معظم ماله ومات كثير من الناس من التعب الذى كانو يقاسونه) ومما ذكره إبن المقفع المؤرخ أن هرقل والمقوقس إتفقا مع العرب على إعطائهم مبلغا من المال لمده ثلاث سنين فى معاهده يعتقد ان إسمها البقط ويعتقد أيضا أنها كانت السبب الذى حد من تجهيز جيوش لمواجهه الغزو العربى نقص الأموال اللازمه نتيجه لمقرر البقط السابق ذكره وهذا أيضا سبب كرها من الأقباط للبيزنطيين اليونانيين0 بسبب موت وتعب الأقباط0 ويذكر أيضا الأنبا إيسوذورس (7) قائلا: ( وكان قورش البطريرك الإسكندرى " الملكى" قد وضع للعرب ذريعه لهذه الغزوه لأنه منذ سنه 635 م رأى ان المسلمين سيحملون على مصر بعد أن يفتحوا سوريا فعاهد عمرو بن العاص دون مشوره هرقل الإمبراطور على ان المصرين يؤدون الخليفه كل سنه 200000 دينار ذهبا على شرط أن لا يغزو مصر وأرسل الى الخليفه مبلغا من الجزيه التى جرى الإتفاق عليها ولما تعسر على البطريرك جمع ما تبقى منها إضطر ان يعلم هرقل بالأمر زاعما أن تلك مأثره صنعها للأمبراطوريه )
ومما يؤكد أنه كانت هناك معاهده أو إتفاق بين الجانب البيزنطى والجانب العربى ما قاله ابو المكارم المؤرخ (8) عندما قام بوصف معالم الأماكن فى زمانه( أنه فى قسرين أقام المسلمين عمودا قائما بينهم وبين الروم ليس للمسلمين أن يتخطوا ذلك العمود الى جهه الروم ولا الروم أن يتخطوا الى جهه المسلمين وصوروا فى العامود صوره هرقل ملك الروم جالسا على كرسى وكان ذلك فى خلافه عمر بن الخطاب وولايه أبى عبيده والموادعه على هذا الشرط سنه كامله 0)
اما د0 جاك تاجر فكان له تفسيرا آخر يبعد فيه الشبهه عن هرقل مؤكدا عدم معرفته بالإتفاقيه فقال :" أن هرقل كتب الى ما بين النهرين ومصر وأرمينيا وإلى جميع الرومان الموجودين فيها يحذرهم من أن يشتبكوا فى معارك مع العرب وأن الذى يستطيع أن يحتفظ بوظيفته فليبقى هناك "(9) وتسائل هل فهم البطريرك قيرس أن الأمر متروك لتقديره الشخصى؟ وهل عدل القائد العربى عن غزو مصر مقابل جزيه مائتا ألف دينار ذهبا يسددها قيرس من مصر سنويا؟ وردت هذه المعاهده فى تاريخ محبوب (10) وعندما أبرم الإتفاق حكم قيرس البلاد بحزم مده ثلاث سنوات لم تطأ فيها قدم عربى أرض مصر خلالها غير أن عدد من أهالى مصر ذهب يشكوا إلى الإمبراطور هرقل هذا البطريرك قائلا : إنه يأخذ من مال المصرين ليعطيه للعرب فأقال
الصور التى على اليسار هى لكنيسة قصرية الريحان التى حرقت وقيد البوليس فى مصر الجنحة تحت بند الفاعل مجهول
هرقل البطريرك وأقام القائد مانويل محله ولما طالب العرب مانويل بالجزيه فقال لهم : " لست أنا بالأسقف قيرس الذى يعطيكم الذهب ليأمن شركم فهو راهب كرس حياته لخدمه الله أما انا فإنى رجل نزال وحرب وشجاعه " ويلاحظ أن التفسيرالسابق غيرمقبول منطقيا لأن القائد مانويل عين لقياده حمله بعد سقوط الإسكندريه وكان الإمبراطور هرقل قد مات(11) الكنائس التى تراها بالصور العليا مبنية على السور الشرقى من حصن بابليون
على أى مقياس فإذا كان قورش هو المقوقس أو أن قورش غير المقوقس وأنهما واليان مختلفان يكون أو يكونان مشتركان بالتبعيه للعرب والخيانه فى تسليم مصر ولا يكون أى من أقباط مصر الأرثوذكس دخل وإشتراك فى هذه الخيانه لآن المقوقس أوقورش تابعين لمذهب الأروام الملكى وهم من طبقه الحكام البيزنطيين وله أو لهم السلطه فى التفاوض وقياده الجيش البيزنطى أما الأقباط فقد إضطهدهم هذا الشخص أو هاتين الشخصيتين وشردوهم وقتلوهم وإستولوا على كنائسهم أما بطريرك الأقباط البابا بنيامين فقد هرب منهم وإختبأ بأحد أديره الصعيد فقتلوا أخوه مينا وكثير من الأقباط وأصبح معظم مصر تابعه لهم