[size=9]أولادنا هم أملنا جميعًا الذي نعيش من أجله، وهم شغلنا الشاغل الذي نسعى في النهار نضرب الأرض طولاً وعرضًا من أجل توفير الحياة التي نرجوها لهم، ونبيت في الليل لنفكر في مستقبلهم، وهل ما تفعله من أجلهم يكفي أم لا؟ إنها قضية القضايا التي تشغل كل الآباء والأمهات وتحير الكثير، فمنهم من يفني حياته من أجل هذا الهدف، ومنهم يقبل حرامًا أو يتنازل عن مبدأ ليضمن المستقبل السعيد للأولاد.
[size=18][size=18][b]وقد كنت أتناقش مع أحد الزملاء الذي يعمل في إحدى شركات الأدوية الكبرى عن مكاسب شركات الأدوية، فقال لي كلمة استوقفتني كثيرًا وجعلتني أفكر في كيفية تأمين مستقبل أولادي، فقال لي: إن مدخرات رئيس هذه الشركة في البنوك تكفي للجيل الثامن من أبنائه، ورغم ذلك يسعى بشتى الطرق لمزيد من الربح لأنه يريد تأمين مستقبل الجيل الثامن عشر من ذريته! وتعجبت كثيرًا لهذا التفكير، فقد يشغلني مستقبل أبنائي وربما أحفادي عندما يكبر الأبناء، أما أن أنشغل بمستقبل أولاد أولاد ............أولا-------دي، هذا فوق ما كنت أتخيل. [/b][/size]
وعدت لمنزلي ونظرت لصغاري وهم يلعبون، ماذا أفعل وليس في يدي سوى القليل، فكيف أؤمن مستقبل هؤلاء الضعاف؟ ولكني تذكرت واستشعرت بكل الأمان في تلك الآية الكريمة التي أطلت من رأسي لتزيح عن عقلي هم التفكير
وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً
نعم أنا أخاف على تلك الذرية الضعيفة ولابد من تأمين مستقبلها، ولكن هل الأموال الطائلة التي وضعها رجال الأعمال في البنوك هي الضمان والأمان للأولاد؟، ربما تقوم حرب تنسف أموال البنوك، وربما يتغير اقتصاد العالم بين يوم وليلة فتصبح تلك المدخرات لا قيمة لها ، فمن يدري بسوق المال والاقتصاد العالمي وتغيرات الزمن؟ إذاً لابد أن التأمين بالمال لا يكفي مطلقاً لهؤلاء الصغار، وأخذت عهدًا على نفسي أن أحاسب نفسي كل فترة كم مرة قلت قولاً سديدًا.
كم مرة أخلصت بنصيحة لمريضة تعينها على تغيير حالها.
كم مرة تدخلت لأصلح بين اثنين مستخدمة القول الطيب لإصلاح ذات البين.
[size=18][b][b]كم مرة أنصفت غيري من نفسي بقول الحق متحملة بعض الألم. [/size][/b][/b]
وأخذت أذكر زوجي كلما خرج من المنزل وكلما جلسنا نفكر في مستقبل الأولاد، بألا يتهاون أن يقول ذلك القول السديد، وكان كلما عاد وذكر لي موقفًا تدخل فيه لإنصاف عامل صغير كان سيضيع حقه أو وقف بجانب موظف كانت ستدهسه قدم أصحاب المنافع والمصالح؛ كنت أنصت وأتخيل ما نضع في البنوك لأطفالنا، وأستشعر تمامًا معنى أن تجعل ضمانًا لمستقبل من تحب. وكانت كلما تحدثني نفسي بأني قد أخسر شيئًا أو كان يمل زوجي ويضيق من المعاملة والمشاكل التي يجرها عليه ذلك القول السديد؛ كنت أتذكر ما يتحمله أيضًا رجال الأعمال من هم وكرب وتنافس وارتفاع في ضغط الدم وغيره من الأمراض، ولكن هؤلاء الصغار يستحقون منا بذل الكثير وتحمل الكثير فلماذا نبخل عليهم بذلك الأمن المضمون والذي لاشك فيه ولا سبيل لضياعه لأن من يضمنه هو رب الكون كله؟
وتذكرت قصة اليتيمين اللذين أرسل لهما الله رسولاً من أولي العزم والعبد الصالح الذي يملك أسرار العلم الإلهي، يقطعان الأرض ويسيران تلك المسافة ويدخلان قرية أهلها من اللئام ويتحملان وقاحتهما من أجل هؤلاء الأيتام اللذين كان أبوهما من الصالحين، جاءا ليؤمنا لهما مستقبلهما الذي حاول أبوهما تأمينه في حياتهما رسول من أولي العزم وعبد اختصه الله بالعلم دون غيره يعملان عمال بناء ليتيمين.
[size=18]أي عقل يتصور هذا؟ وهل كان أبوهما يتخيل أن موسى عليه السلام بنفسه سيكون خادمًا لولديه؟، ولكنها قوة من لا تضيع عنده ودائع ولا يغيب عن إحاطته شيء .. فهل بعد ذلك يشك أحد في تلك البوليصة التي تؤمن بها مستقبل الأبناء؟ وتمنيت أن أقابل ذلك الرجل الذي كدس الأموال في البنوك، هل قلبك مطمئن لما فعلته من أجل أبنائك أم مازال القلق يشغلك؟ إنه نداء لكل أب وأم لا تحزن عندما لا تجد ما تدخره من مال قليل، ولا تندفع لتوفير المال وتنسى أهم ضمان، فلا تبخل بكلمة تنصف بها ضعيفًا أو موقف تتخذه من أجل صاحب حق أو امرأة تهان أمام عينيك، لا تبخل أن تدلي بقول الحق متى طلب منك حتى ولو كان على حساب مصلحتك الشخصية، فما تنشده من ورائه غال ويستحق أن تدفع الثمن. فيا كل الآباء ويا كل الأمهات هيا نؤمن مستقبل أولادنا.[/size][/size]
[/size]
:ميمي ميكي: