مفهوم المنهج الشامل
--------------------------------------------------------------------------------
1) ماذا نقصد بالمنهج أو المناهج ؟
استخدم لفظ المنهج قديماً للدلالة على مجموعة المقررات الدراسية التي تقدم للتلميذ في مادة معينة وفي صف دراسي معين ، من هذا التعريف : يتبين أن المنهج قديماً عبارة عن مجموعة من الحقائق والمفاهيم تعطى للتلميذ إيماناً من المدرسة بأن هذه الحقائق والمفاهيم كفيلة بجعل الانسان يحيا حياة سعيدة ومريحة في المستقبل ، فاهتمامه منصب على ناحية واحدة فقط وهي ناحية المعلومات أو الجانب الإدراكي أو المعرفي والتي تركز على بناء العقل فقط وهو ما يعرف بالجانب التحصيلي .
2) هل بناء الإنسان في هذا الجانب فقط يكفي؟ ولماذا ؟
بالطبع لا يكفي لأسباب منها أن الانسان عبارة عن بناء متكامل وليس عقل فقط ، فهو عقل وجسم ونفس وروح ووجدان 000، لذا وجب الاهتمام بجميع هذه الجوانب على قدر متساو دون أن يطغى جانب على آخر ،
من أجل ذلك ظهر مفهوم المنهج الشامل للمنهج .
3) فماذا نقصد بالمنهج بمفهومه الشامل أو الحديث ؟
هو عبارة عن جميع الخبرات التربوية التي تهيؤها المدرسة أو تشرف عليها لطلابها سواء كانت هذه الخبرات داخل المدرسة أو خارجها بقصد تحقيق النمو الشامل لهؤلاء الطلاب وتعديل سلوكهم وإعدادهم للحياة في المستقبل .
4) ما مدى الاستفهام من هذا المفهوم ؟
وضعت وزارة التربية هدفاً شاملاً للتربية ضمنته جميع الجوانب السابقة ، وتركت بعد ذلك الباب مفتوحاً على مصراعيه لمن أراد أن يشتق أهدافاً أخرى من هذا الهدف الشامل يراه مناسباً للمرحلة التي يدرسّها أو للوحدة التي يقوم بتدريسها أو الموضوع الذي بين يديه ، ولذلك نتمنى من المهتمين أن يقوموا بكتابته في لوحة كبيرة وبخط واضح وجميل وتوضع هذه اللوحة في مكان بارز في كل مدرسة ليطلع عليه الجميع باستمرار .
5) الهدف الشامل للتربية في دولة الكويت :
(( تهيئة الفرص المناسبة لمساعدة الأفراد على النمو الشامل المتكامل روحياً - خلقياً - فكرياً - اجتماعياً - وجسمياً ، إلى أقصى ما تسمح به استعدادتهم وامكاناتهم في ضوء طبيعة المجتمع الكويتي وفلسفته وآماله ، وفي ضوء مبادئ الإسلام والتراث العربي والثقافة المعاصرة بما يكفل التوازن بين تحقيق الأفراد لذواتهم وإعدادهم للمشاركة البناءة في تقدم المجتمع الكويتي بخاصة والمجتمع العربي والعالمي بعامة .))
6) ما الفلسفة التي يستند إليها بناء المنهج ؟
- فلسفة بناء المنهج مشتقة من فلسفة المجتمع الذي يتبنى هذا المنهج ويطبقه ، فيجب أن يرعي الآتي :
· خصائص وعادات وتقاليد المجتمع الكويتي والإنسان الكويتي الذي هو الخليجي ،العربي ،المسلم .
بيئة الإنسان الكويتي المتطورة والتي تستخدم أحدث الوسائل والأدوات .
علاقته الوطيدة بالتقدم التكنولوجي العالمي الذي لا يمكن أن نعيش في معزل عنه .
يجب أن تكون المناهج متشعبة في مجالاتها لكي تشبع حاجات وطموحات هذا الإنسان .
· مراعاة الظروف والطموحات والآمال .
7) فهل هناك نوع واحد فقط من المناهج ؟
هناك عدة أنواع :
· منهج المواد الدراسية المنفصلة .
· منهج المواد الدراسية المترابطة .
· منهج المجالات الدراسية .
· منهج النشاط .
· المنهج المحوري .
· منهج الوحدات 0000000 ألخ .
وهذه المناهج متداخلة ومتشابهة ، والمدرس الكفء كثيراً ما يستطيع أن يحطم الحواجز بينها بطريقته في التدريس ، وإليك نبذة مختصرة عن كل نوع من هذه الأنواع من المناهج :
أ) منهج المواد الدراسية المنفصلة : وفيه تنظم الخبرات التربوية في صورة مقررات دراسية منفصلة كالتربية الإسلامية واللغة العربية والعلوم والرياضيات 000 ، وهو من أسهل التنظيمات في الوضع وفي التدريس حيث تتدرج الموضوعات في كل مادة من السهل إلى المعقد دون مراعاة لما يدرسه الطالب في المواد الأخرى في نفس الوقت .
ب) منهج المواد الدراسية المترابطة :يقصد واضعوا هذا المنهج إلى إظهار العلاقات التي قد توجد بين مادتين أو أكثر في نفس مجال الدراسة بقصد إعطاء التلاميذ الفرصة لكي يروا ما بين هذه المواد من علاقات ، كأن يدرس الطلاب تاريخ دولة معينة وفي نفس السنة يدرسون جغرافية الدولة أيضاً .
ت) منهج المجالات الدراسية :وينظم هذا المنهج على أساس الجمع بين المواد ذات الموضوع الواحد ، حيث تزال الحواجز بين مادتين أو أكثر في نفس مجال الدراسة بحيث تصبح المجموعة وكأنها مادة واحدة ، فمثلاً يمكن الجمع بين التاريخ والجغرافيا والتربية الوطنية والمجتمع العربي في مادة واحدة تسمى الاجتماعات .
ث) منهج النشاط :جاء هذا المنهج ليقضي على سلبيات وعيوب المناهج القديمة التي كانت تركز على المواد الدراسية والمعلومات فقط دون مراعاة لميول وحاجات ورغبات التلاميذ ، ففكرة منهج النشاط تقوم على أساس أن المتعلم هو الغاية من العملية التعليمية حيث يتم تحديد بنية هذا المنهج بناء على حاجات المتعلمين واهتماماتهم الحالية ومشكلاتهم اليومية وليس بناء على ما يعتقده الكبار أن الصغار بحاجة إليه في المستقبل .
ج) المنهج الحواري :جاء هذا المنهج ليصلح كثيراً من عيوب مناهج المواد الدراسية ومنهج النشاط ، إن وظيفة المدرسة الأساسية هي تزويد جميع الطلاب في المرحلة الثانوية وبغض النظر عما بينهم من فروق في الميول والقدرات بقدر مشترك وبحد أدنى من الخبرات والمهارات والمفاهيم والاتجاهات اللازمة لإشباع حاجاتهم ومتطلبات نموهم التي تتضح خلال تفاعلهم مع المجتمع الذي يعيشون فيه بحيث يصبح هؤلاء المتعلمين أعضاء فاعلين في المجتمع .
ح) منهج الوحدات :جاء هذا المنهج كمحاولة لعلاج كثير من نقائص الدراسة التقليدية حيث استهدفت الوحدات في أول أمرها معالجة تفكك المنهج والعمل على إبراز وحدته ، ثم تطورت الوحدات فأكدت أيضاً على أهمية ربط الدراسة بالحياة وبإيجابية التلاميذ ونشاطهم ، ثم تبلورت في نهاية الأمر صورة جديدة للوحدات تستهدف تحقيق التكامل على جميع مستوياته وتهيئة مواقف الخبرة وما يصاحبها من نشاط وإيجابية من جانب التلاميذ
8) مكونات أو عناصر المنهج المدرسي :
أ) الأهداف (( الهدف التعليمي )):هو شيء نسعى لتحقيقه أو الوصول إليه ، والهدف التعليمي يعرف بأنه وصف لتغير سلوكي نتوقع حدوثه في شخصية المتعلم نتيجة مروره بخبرة تعليمية وتفاعله مع موقف تدريسي ، وإذا خلا عمل من الأعمال من وجود أهداف محددة المعالم واضحة المفهوم يؤمن بها صاحبها ، فإن العمل يتعرض للعشوائية والارتجال. فالهدف هو الغاية وتحقيقه يمثل الغرض الأسمى في الحقل التربوي ، إلا أنه يرسم معالم الطريق للعملية التربوية كلها ، ووجب أن يكون الهدف التربوي المنشود : محدداً - واضحاً - سهل المنال - يمكن الوصول إليه . كما أنه على مستويات مختلفة : فهناك الأهداف العامة للتربية ( أهداف المجتمع ) ونستطيع أن نشتق من هذا الهدف سلسلة طويلة من الأهداف المختلفة التي تمثل أهداف عامة في التربية ، ثم نشتق أهداف خاصة بكل مرحلة تعليمية ، ثم نشتق أهداف كل فرقة من فرق المرحلة الدراسية ، ومنها أهداف المقررات المختلفة التي تدرس في كل فرقة ، ثم أهداف الوحدات الدراسية المختلفة ومن ثم أهداف الموضوعات المختلفة ، ونصل إلى أهداف كل حصة دراسية على حدة ، حتى نتوصل إلى اشتقاق وصياغة الأهداف السلوكية الخاصة والمحددة لكل حصة ، وهي في مجالات ثلاث هي : المجال المعرفي - المجال الوجداني - المجال النفس حركي .
ب) المحتوى والخبرات التعليمية :يقصد بالمحتوى كل ما يضعه المخطط من خبرات سواء كانت خبرات معرفية أو انفعالية أو حركية ، بهدف تحقيق النمو الشامل المتكامل للتلميذ ، وحيث أننا نعيش في عصر يسمى بعصر الانفجار العلمي والمعرفي ، فإننا لا نستطيع أن نقدم كل أنواع المعرفة إلى تلاميذنا في فترة الدراسة المحدودة .
ويجب أن يخضع لمعايير معينة منها :
- أن يكون مرتبطاً بالأهداف .
- أن يكون صادقاً وله دلالته .
- أن يرتبط بالواقع الثقافي الذي يعيش فيه التلميذ .
- أن يكون هناك توازن بين شمول وعمق المحتوى .
- أن يراعي ميول وحاجات التلاميذ .
التنظيمات التي يخضع لها تنظيم المحتوى
· التنظيم المنطقي : وهو تنظيم يسير وفق طبيعة المادة من حيث ترتب أجزاء المحتوى من المعلوم إلى المجهول ، من البسيط إلى المركب ، من المحسوس إلى المجرد ، من المباشر إلى غير المباشر 0000 إلخ .
· التنظيم السيكولوجي : وهو تنظيم يسير وفق طبيعة المتعلم ، حيث ينظم المحتوى وفقاً لمستوى نضج التلاميذ وخلفيتهم الإدراكية .
· أي من التنظيمين السابقين تبمى عليه مناهجنا ؟
ج) طرق التعليم والتعلم :تركز على توصيل المعلومات إلى ذهن التلميذ بطريقة تسهل استيعابها ، فاستحدثت طرق جديدة كالطريقة الاستنباطية - وطريقة حل المشكلات - وطريقة التعليم المبرمج وغيرها من الطرق .وقد كانت من قبل تهتم بتزويد الطلاب بالمعلومات فأصبحت تهدف إلى تحقيق النمو الشامل المتكامل للتلميذ في جميع المجالات ، وهذا الهدف ساعد على تغيير طرق التدريس لتحقيق الهدف الشامل .
خ) الوسائل التعليمية :
5) التقويم : مفهومه - مواصفاته - معاييره .
إن الغرض من التقويم مساعدة كل من التلميذ والمدرس - على السواء - على معرفة مدى تقدمهم نحو بلوغ أهدافهم ، ومحاولة تحديد العوامل التي تؤدي إلى تقدم التلميذ أو تحول دونه سواء كانت هذه العوامل تتصل بطبيعة التلميذ مثل العوامل العقلية أو النفسية أو لا تتصل بها إتصالاً مباشراً مثل ظروفه المنزلية والاجتماعية ، فالتقويم إذن ترمي إلى التشخيص والعلاج والوقاية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]