جامع عقبة بن نافع:
يعد
هذا المسجد الجامع بالقيروان أبرز ما جاءت به العمارة القيروانية في الحضارة الإسلاميةبالمغرب العربي، وقد
أسس سنة 50 ه، ويعود الفضل لزيادة
الله الأول في رسم ملامحه وتخطيطه
النهائي 220 - 226ه ، وهو يشتمل على 17 بلاطة وثمانية أساكيب، ويستمد تخطيطه من الجامع الأموي مع
الاقتداء بمثال جامع الرسول بالمدينة.
ويتميَّز
جامع القيروان، بالإضافة إلى معماره وتركيبه الهندسي، بالمحافظة على أغلب أثاثه الأصلي الذي يرجع إلى
فتراته الأولى، وحسبنا للتدليل علىذلك
أن نذكر المنبر الخشبي 284ه وهو أقدم
المنابر الإسلامية التي سلمت من تقلُّبالأزمات، وهو مصنوع من خشب الساج، ويشتمل على ما يربو عن 106 لوحة
تحمل زخارفبنائية وهندسية بديعة، تعبر
عن تمازج التأثيرات البيزنطية
وتوحيدهها في روح إسلامية.
جامع
الأبواب الثلاثة:
مسـجد
" الأبواب الثلاثة " يعتبر إحدى المعالم القديمة بالقـــيروان وقد شيده
سنة 866 ميلادي الفقيه محمد بن خـيرون الأندلسي الذي قدم مـن قرطبة ولهذا
المسجد واجهة رائعة زينت بالخط العربي وبزخارف بارزة .
فسقية الاغالبة:
تعد بركة (فسقية)الأغالبة من أشهر المؤسسات المائية
في الحضارة الإسلامية وقد أقامها الأمير أبو إبراهيم أحمد بن الأغلب سنة
248هـ/862م بعد عامين من العمل المتواصل وتأنق في مظهرها وإبراز تفاصيلها
الهندسية بما يتناسب مع مظهر عاصمته القيروان.
وتعتمد هذه البركة على ثلاثة عناصر أساسية:
- حوض للترسيب يبلغ قطره 34م وحمولته 3000م3 يستند
على دعائم داخلية (17) وأخرى خارجية (26).
- الحوض الكبير وهو يتصل بالحوض الأول عن طريق فتحة
تسمى السرح ويمتاز بأبعاده المترامية حيث يبلغ قطره 127،7م وعمقه 4،8م
ويحتوي على 64 دعامة داخلية و 118 دعامة خارجية.
- صهريج مسقوف بأقباء طوليّة تخزن فيه المياه التي
ستتخذ للشراب. وتبلغ حمولته حوالي 900م3 وبذلك تفوق سعة مجموع البرك
57000م3 . وربما اتّخذ بعض أمراء الأغالبة هذه المنشآت المائية للنزهة
والترفيه إذ تذكر المصادر أن زيادة الله الثالث قد صنع سنة 295هـ/908م
مركبا أنزله للبركة للتنزه فيه. كما أجرى المعز لدين الله الفاطمي سنة
348هـ/959م قناة تصب في البركة بعد أن تملأ مواجل عاصمته صبرة المنصورية.
إن هذه البركة الكبيرة بأبعادها الشاسعة، هي إسهام
تذكاري لمجد المدينة الصامدة، وعطاء الجانب المختل من حياتها والمعبر عن
معركتها القديمة ضد القحط، وتعتبر هذه العمارة التي كانت وليدة الحاجة
نموذجا فريدا من نوعه يمتاز بصلابته وتناسق أحجامه.
بئر بروطة:
تعتبر من أهــم وأقدم الآبار بالقيــروان ولم يذكر
اسم بئر روطة إلا في القرن الخامس الهجري .
وهي
من محدثات الأمير هرثمة بن الأعين وقد أنشأها حوالي سنة (180هـ/796 م ) في
مدة إقامته بالقيروان حفر بها بئر واسعة الفم لها سفرة رخام، غزيرة الماء
بالقرب من "سوق الأحد" وإعتمادا على ذكر مـــوقع البئر "سـوق الأحــد "
الذي أثبتت الدراسات وجوده وتعرف هذه البئر الآن باسم بئر "بروطة" وقد أعيد
بنائها أيام الحكم .المرادي إذ تدل هذه النقوش المثبتة حاليا أن أشغال
البناء تمت بهذه البئر سنة 1101 م .
مقام أبو زمعة البلوي : (المعروف بسيدي الصحبي)
ضريح سيدي الصحبي، وهو أحد
صحابة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، قدم من شبه الجزيرة العربية ليستقر
في القيروان. وكان سيدي الصحبي يحتفظ عنده بكثير من العناية والحرص بثلاث
شعرات من لحية الرسول عليه السلام، مما يفسر تسميته بحلاق الرسول. ويحتفظ
الناس لسيدي الصحبي بتقدير خاص، ويقولون إن الله كرّم المدينة بأن جعل فيها
مقام "سيدي الصحبي"، كما كرم مدينة قابس بمقام أبو لبابة الأنصاري، وكرم
تونس بكثير من الأولياء والصالحين والعلماء الذين عاشوا فيها علماء
ومجاهدين ومتصوفة.
ويتسنى
لزائر مقام سيدي الصحبي، الذي يمر عبر القاعات الثلاث المفضية إلى بعضها
بعضا، أن يشاهد بإعجاب قطع الجص المنقوش، والسقف المصنوع من خشب الأرز
المنقوش، والخزف التونسي، والقبة المزدانة بقطع من البلور الملون،
والتي
يمر من تحتها الزائر ليصل إلى صحن الضريح.