mostafa_eltablawy New Member عضو جديد
الابراج : عدد المساهمات : 39 تاريخ التسجيل : 10/07/2009 العمر : 49
| موضوع: أبطال باقون فى ذاكرة الجزائر (جميلة بوحيرد - ديدوش مراد - زيغود يوسف - عميروش ايت حموده ) الأربعاء 11 أغسطس 2010, 9:26 pm | |
| سلام الله عليكم... التاريخ يمثل سجل الأمم..... و لأن سجل الجزائر حافل بالبطولات... بالتضحيات التي قدمها أبناء هذا الوطن و على مر العصور.... سأقرأ عليكم بعض الصفحات من سجل الجزائر ... سأقرأ لكم عن طارق و جيشه و عن ابن باديس و علمه سأقرأ لكم عن أبطال كتبوا على هذا السجل أسماءهم و بدمائهم... أبطال ضحوا بالغالي و الرخيص ليرفرف علم الجزائر عاليا....[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] عاشوا من أجل الجزائر وماتوا من أجلها ولم يحملوا في قلوبهم غير حبها [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] صحيح أن حياتهم النضالية البطولية انتهت و لكن ابتدأت حياتهم التاريخية الخالدة التي لا ترضخ للفناء أبدا... و التي سيتناقلها الجزائريون جيلا بعد جيل من حقي أن أفخر بأبطال هذا الوطن.... و من واجبي أن أعرفكم بهم.... البداية ستكون بأحد رمز الثورة الجزائرية انها...جميلة بوحيرد[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] جميلة بوحيرد هي مجاهدة جزائرية ولدت في حي القصبة بالجزائر العاصمة عام 1935.كانت البنت الوحيدة بين أفراد أسرتها . واصلت تعليمها المدرسي ومن ثم التحقت بمعهد للخياطة والتفصيل فقد كانت تهوى تصميم الأزياء. مارست الرقص الكلاسيكي وكانت بارعة في ركوب الخيل إلى أن اندلعت الثورة الجزائرية.انضمت إلى جبهة التحرير الجزائرية للنضال ضد الاحتلال الفرنسي وهي في العشرين من عمرها ثم التحقت بصفوف الفدائيين وكانت أول المتطوعات لزرع القنابل في طريق الاستعمار الفرنسي، ونظراً لبطولاتها أصبحت المطاردة رقم 1. تم القبض عليها عام 1957 عندما سقطت على الأرض تنزف دماً بعد إصابتها برصاصة في الكتف وألقي القبض عليها وبدأت رحلتها القاسية مع التعذيب وتعرضت للصعق الكهربائي لمدة ثلاثة أيام كي تعترف على زملائها....تحملت التعذيب ولم تعترف على زملائها ثم تقرر محاكمتها صورياً وصدر ضدها حكم بالإعدام وجملتها الشهيرة التي قالتها آنذاك:" أعرف إنكم سوف تحكمون علي بالإعدام لكن لا تنسوا إنكم بقتلي تغتالون تقاليد الحرية في بلدكم ولكنكم لن تمنعوا الجزائر من أن تصبح حرة مستقلة" بعد 3 سنوات من السجن تم ترحيلها إلى فرنسا وقضت هناك مدة ثلاث سنوات ليطلق سراحها مع بقية الزملاء سنة 1962قصة نضالها ضد الاستعماركان الطلاب الجزائريون يرددون في طابور الصباح فرنسا أمناً لكنها كانت تصرخ وتقول: الجزائر أمناً، فأخرجها ناظر المدرسة الفرنسي من طابور الصباح وعاقبها عقاباً شديداً لكنها لم تتراجع !!! وفي هذه اللحظات ولدت لديها الميول النضالية..في هذه اللحظات ولدت المناضلة الكبيرة : جميلة بوحيرد.انضمت بعد ذلك إلى جبهة التحرير الجزائرية للنضال ضد الاستعمار الفرنسي ونتيجة لبطولاتها أصبحت الأولى على قائمة المطاردين حتى أصيبت برصاصة في الكتف عام 1957 وألقي القبض عليها. من داخل المستشفى" مستشفى مايو العسكري"بباب الواد"Hôpital MAILLOT "بدأ الفرنسيون بتعذيب المناضلة.. وتعرضت للصعق الكهربائي لمدة ثلاثة أيام كي تعترفعلى زملائها، لكنها تحملت هذا التعذيب، وكانت تغيب عنالوعي و حين تفوق تقول:"الجزائر أمنا" وتتذكر جميلة ضمن ما تتذكر بعد عودتها من المحكمة إلى السجن أن رفاقها السجناء من المناضلين قد استقبلوها بأغنية : من جبالنا (من جبالنا طلع صوت الأحرار ينادينا للاستقلال ينادينا للاستقلال لاستقلال وطننا تضحيتنا للوطن خير من الحياة أضحي بحياتي و بمالي عليك) وكانت لحظة مؤثرة لا تقوي على وصفها الكلمات...YouTube - Min Djibalina ظ†ط´ظٹط¯ ظ…ظ† ط¬ط¨ط§ظ„ظ†ط§سأكمل لكم قصة الأسطورة الجميلة "جميلة بوحيرد" حين تتذكر البطلة "جميلة بوحيرد" تلك الأيام تؤكد أن فترة السجن كانت من الفترات الرائعة التي لا تنسى رغم قسوتها ووحشيتها كانت بالنسبة لها من الأيام الخالدة التي لا تمحى من الذاكرة أبدا . ولما كانت أمها تزورها في السجن تقول لها جميلة : (لعلك يا أماه لن تجدينني هنا في المرة القادمة ) فتضمها والدتها إلى صدرها بكل ما في حوزتها من خوف وحنان وتقول لابنتها و الدموع تنهمر من عينيها :"ما أسعدك يا جميلة أن تموتي شهيدة وما أسعدني أنا الأخرى أن يشار إلى بالبنان ...تلك أم الشهيدة"وأمام هذا الموقف غير المسبوق دمعت عينا الحارسة الفرنسية الشابة الواقفة علي مقربة من جميلة وأمها وصرحت قائلة:"إن أمك يا جميلة قديسة جليلة لا مثيل لها علي كثرة ما قرأت أو سمعت عن قديسات في أساطيرنا والقصص الدينية."وحين فشل المعذّبون في انتزاع أي اعتراف منها، تقررت محاكمتهاصورياً وصدر بحقها حكم بالإعدام عام 1957م، وتحدد يوم 7 مارس 1958م لتنفيذ الحكم... أما كيف استقبلت هذه المناضلة فيما بعد حكم الإعدام الذي أصدره عليها الفرنسيون... فذلك يستدعي منا الرجوع إلى صفحة ولو يسيرة من مذكراتها ومنها نقتطف ما يلي :"كان ذلك اليوم من أجمل أيام حياتي لأنني شعرت أني سأموت من أجل استقلال بلادي الجزائر" لكن محاميها الفرنسي، وهو مؤمن بقوة بحق الشعوب في تقرير مصيرها،لم يكن مستعداً لتقبل الهزيمة في قضيتها. وهكذا قام المحامي، وهو جاك فيرجيس، بحملةعلاقات عامة واسعة غطت العالم بزواياه الأربع، واكتسب من وراء هذه القضية، وماتبعها من قضايا مماثلة، شهرة عالمية. وكان من نتائج الضغط الكبير الذي مارسه الرأيالعام العالمي تأييداً للبطلة جميلة بوحيرد أثر حاسم في إجبار الفرنسيين على تأجيلتنفيذ الحكم بإعدامها. فالعالم كله ثار واجتمعت لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، بعد أن تلقت الملايينمن برقيات الاستنكار من كل أنحاء العالم...و تأجل تنفيذ الحكم، ثم عُدّل إلى السجنمدى الحياة...وفي عام 1958، نقلت إلى سجن ريمس.وعلى الصعيد السياسي، وبعد الخسائر البشرية و المادية الباهظةفي صفوف القوات الفرنسية، تم في ماي 1962 توقيع اتفاقيات إيفيان وإعلان استقلال الجزائر. وكانتفرنسا قد بدأت قبل أشهر، ومع تقدم سير المفاوضات، بإطلاق سراح الأسرى الجزائريينتدريجياً. وعندما أطلق سراح جميلة بوحيرد، تزوجت بعد أشهر من محاميها الذي أشهر إسلامهواتخذ اسم منصور. بعدالاستقلال، تولت جميلة بوحيرد رئاسة اتحاد المرأة الجزائري، لكنها اضطرت للنضال في سبيل كلقرار وإجراء تتخذه بسبب خلافها مع الرئيس آنذاك، أحمد بن بلة. وقبل مرور عامين،قررت أنها لم تعد قادرة على احتمال المزيد، فاستقالت وأخلت الساحة السياسية. وهي ماتزال تعيش حتى الآن، متوارية عن الأنظار...و المعلومات المتوفرة عن هذه البطلة التي دخلتالتاريخ من أوسع أبوابه في خمسينيات وستينيات القرن الماضي قليلة إلى حد كبير،و لكن في المرات القليلةالتي ظهرت فيها أمام الناس أثبتت أن العالم ما زال يعتبر "جميلة بوحيرد" رمزاً للتحررالوطني و أبرز المناضلاتمن أجل الحرية في القرن العشرين. من الأشعار التي قيلت في جميلة بوحيردقالو لها بنت الضياء تأملي ما فيك من فتن و من انداءسمراء زان بها الجمال لوائه و اهتز روض الشعر للسمراء جميلة بوحيرد جميلة بوحيرد أول مناضلة عربية..امرأة لن ينساها التاريخ (هكذا تكون النساء!!!)هذه القصيدة لنزارالقباني يحيي فيها "جميلة بوحيرد"الاسم: جميلة بوحيردرقم الزنزانة: تسعونافي السجن الحربي بوهرانالعمر:اثنان وعشروناعينان كقندلي معبدوالشعر العربيالأسودكالصيفكشلال الأحزانإبريق للماء........وسجانويد تنضم علىالقرآنو امرأة في ضوء الصبحتسترجع في مثل البوحآيات محزنةالأرنانمن سورة(مريم)و(الفتح)الاسم: جميلة بوحيردأجمل أغنيةفي المغربأطول نخلةلمحتها واحات المغربأجمل طفلةأتعبت الشمس ولمتتعبيا ربي,هل تحت الكوكب؟يوجد إنسانيرضى أن يأكل......أن يشربمنلحم مجاهدة تصلبأطال الله في عمرك يا مناضلتنا و يا رمز ثورتنا يا جميلة بوحيرد...[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]نترحم على أرواحكم الطاهرة يا شهداء الجزائر....المجد و الخلود لشهدائنا الأبرار..... | |
|
mostafa_eltablawy New Member عضو جديد
الابراج : عدد المساهمات : 39 تاريخ التسجيل : 10/07/2009 العمر : 49
| موضوع: رد: أبطال باقون فى ذاكرة الجزائر (جميلة بوحيرد - ديدوش مراد - زيغود يوسف - عميروش ايت حموده ) الأربعاء 11 أغسطس 2010, 9:27 pm | |
| الشهيد البطل ديدوش مراد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]مولده:مراد ديدوش الابن الأصغر لعائلة قبائلية، مكونة من ثلاثة أولاد تملك مطمعا شعبيا صغيرا وسط العاصمة بشارع ميموني، وكانت انتقلت إلى العاصمة في منتصف العشرينات..في الوقت الذي كانت الأم المرحومة " فاطمة ليهم" تحمل في بطنها مراد، اشترى الأب "أحمد " قطعة أرض بشارع "ميموزا" بحي "لارودوت" la redoute والمسمى الآن بالمرادية تخليدا للشهيد. وتمكنت العائلة من بناء المنزل قبل ازدياد الإبن الأصغر الذي جاء إلى الدنيا بإحدى غرفه، وكانت العائلة متفائلة بهذا المولود الذي يقال عنه أنه "مسعود" .وشاء الله أن يولد مراد في يوم 14 جويلية 1927 والذي يصادف العيد السنوي للثورة الفرنسية، ولكن وطنية الأب واعتزازه بدينه وكرهه للاستعمار، وعملائه خاصة جعله يسجله بالبلدية على أنه ولد يوم 13 جويلية 1927 بدل الرابع عشر. وتكون بذلك هذه الحادثة بمثابة درس لقنه الشيخ " أحمد" لابنه الأصغر في الوطنية التي كان أهل المداشر والقرى يعتزون بها وينتهزون الفرص لإبرازها في وقت ظن البعض أن الجزائر أصبحت فرنسية. حياته:زاول دراسته الابتدائية بالعاصمة التي تحصل فيها سنة 1939 على الشهادة الابتدائية لينتقل بعدها إلى المدرسة التقنية " بالعناصر" حيث درس إلى غاية سنة 1942 حيث يقرر مراد الانتقال إلى قسنطينة لمواصلة دراسته فيها هناك توفي والده وكان عمره لا يتجاوز 23 سنة.
وفي تلك الفترة بدأ مراد يتعاطى السياسة مع بعض زملائه في خلايا حزب الشعب الجزائري بقسنطينة وكان ذلك جليا في رسالة بعثها لأسرته والتي أثارت دهشة شقيقه " عبد الرحمن " الذي قال: " لقد بعثناه ليدرس فلماذا يتعاطى السياسة "؟ فأجابته الأم بحنان : " ذلك هو قدره ..." .
في سنة 1944 يلتحق مراد بمؤسسة السكك الحديدية بالعاصمة بعد حصوله على شهادة الأهلية وذلك كموظف في إحدى محطات القطار بالعاصمة، وبعد شهور قلائل، أشرف مع نخبة من شباب الحركة الوطنية على مظاهرات الأول من شهر ماي 1945 بالعاصمة، وينظم إلى حزب الشعب الجزائري وحركة انتصار الحريات الديمقراطية بصفة دائمة ويغادر بذلك مؤسسة السكك الحديدية في منتصف سنة 1945.
من هذا التاريخ إلى غاية سنة1948 نشط الشهيد في عدة جوانب بدءا من النشاط الكشفي حيث أسس سنة 1946 فرقة للكشافة الإسلامية الجزائرية، ثم انظم إلى المنظمة المسلحة، وسنة من بعدها أنشأ ناديا رياضيا لمختلف الرياضات سماه" راما" "rama"، الراسينغ الرياضي الإسلامي الجزائري والذي كان لاعبا فيه بالإضافة إلى كونه المشرف عليه ماديا و تنظيميا. ثم جمد نشاطه بعدما قرر الحزب إرساله إلى قسنطينة حيث عين كمسؤول للحزب على مستوى عمالة قسنطينة سنة 1948. وقد اشتهر آنذاك باسم " le petit
" لقصر قامته (1.68 م تقريبا) وهو الاسم الذي ظل أولاد الحي وكل من عرفه في تلك الفترة ينادونه به حتى من الميدان النضالي والسياسي.
مكث في قسنطينة طيلة سنتين نشط خلالها في كثير من القرى والمد اشر المحيطة بقسنطينة وخاصة قرية "السمندو" وقرية " بيزو" التي تحمل إسمه اليوم، إلى غاية التحاقه بجبال الأوراس رفقة نخبة من شباب الحركة الوطنية لأسباب أمنية، ليتدرب هناك على الرمي بالسلاح ويصبح ماهرا فيه.
وفي سنة 1952، يرجع ديدوش إلى العاصمة ليعين كمسؤول من ناحية البليدة وفي تلك الفترة أثبت لكل من عرفه أنه صاحب مغامرة وشجاعة نادرا ما تكون عند المسؤولين، فلقد تم القبض عليه بمدينة " المدية" من طرف شرطي، وشاءت الأقدار أن هذا الشرطي من معارفه و لكونه كان يقطن حيا مجاورا للحي الذي ينشط فيه مراد في ميدان الرياضة، فاستغل الشهيد هذا الجانب والتساهل الذي أبداه الشرطي تجاهه، فعندما وصلا مركز الشرطة، عاين ديدوش مراد المكان قبل أن يقوم بأي عمل ،وكان يرتدي " قشابية" فلما طلبوا منه تقديم وثائقه الشخصية، استأذنهم في نزع " القشابية" ورماها على وجوههم قبل أن يقفز فوق حائط قصير يفصل المكاتب عن الساحة ويلتحق بالبليدة مشيا على الأقدام بعدما عبر أعالي البليدة.
وبعد هذه الحادثة، قرر الحزب إرسال ديدوش إلى فرنسا رفقة بوضياف، فطلب من صديقه:" قاسي عبد الله عبد الرحمن" أن يزوده بشهادة الميلاد للحصول على وثائق شخصية باسم مستعار فكان" قاسي عبد الله عبد الرحمن" هو اسمه الجديد.
ويرحل إلى فرنسا ليمكث بها إلى غاية 1954 حيث يرجع إلى أرض الوطن أشهرا قليلة قبل اندلاع الثورة ليساهم في إنشاء اللجنة الثورية للوحدة والعمل،ويعين في أكتوبر من نفس السنة مسئولا على منطقة قسنطينة للإشراف على تفجيرات الثورة بالولاية الثانية، وليعرف هناك باسم: السي عبد القادر.
وكان الشهيد من الأوائل الذين سقطوا في حرب التحرير وذلك يوم 18 جانفي 1955 بعد معركة قرب بوكركار خاضها رفقة 17 مجاهدا يرأسهم بنفسه وبمساعدة زيغود يوسف الذي سلمه ديدوش كل الوثائق وأمره بالإنصراف قبل أن يستشهد وتصدق مقولته ويبرهن للجميع أنه عاش بحق من أجل الجزائر ومات من أجلها ولم يحمل في قلبه غير حبها وحب أبنائها المخلصين لها.
لماذا رفض" ديدوش مراد"الزواج ؟؟؟
سؤال كثيرا ما يتردد: لماذا لم يتزوج ديدوش مراد ؟؟؟؟
الجواب وجدناه عند صديقه المجاهد "سي عبد الرحمان" الذي قال: إن إخلاص مراد للقضية التي نذر نفسه لنصرتها جعلته لا يستطيع حتى التفرغ للتفكير في هذا الأمر، وخاصة أن جل المشرفين على تحضير الثورة كانوا يفضلون تجنيد الشباب الأعزب لاعتبارات أمنية وكذا للتفرغ للعمل الثوري.
وهو في قسنطينة، اقترح عليه أحد أصدقائه الزواج بإحدى أخواته ولكن إجابة الشهيد كانت كسائر المرات أن الوقت لم يحن للتفكير في ذلك.
تكوينه الديني:
في منزل عائلة ديدوش كانت هناك مدرسة قرانية قبل أن تتحول إلى مخبزة يشرف عليها عبد الحميد،وبمجرد بلوغ مراد –أربع سنوات- أخذه والده عند الشيخ أرزقي والطاهر ليلقنه القران الكريم, ويستمر ذلك إلى غاية التحاقه بالمدرسة النظامية، وذلك سنة 1933, وكانت هذه السنوات بمثابة الإسمنت المسلح الذي بني عليه التكوين القاعدي لشخصية الشهيد المتشبعة بالتعليم الإسلامية التي لقنها بدوره لشباب الكشافة الإسلامية الجزائرية بفوج"الأمل ".
كما كانت اللقاءات العفوية التي كان يجريها مع الشيخ خير الدين – وهو مدرس بالمدرسة الفرونكو إسلامية – عند حلاق الحي تعكس مدى ثقافة مراد الإسلامية, حيث كان يقوم بتحليل أوضاع العالم الإسلامي والعربي وكأنه خريج جامعة الزيتونة أو الأزهر, وهو الذي كان لا يتعدى عمره آنذاك العشرين سنة.
وكانا هو و الشيخ خير الدين يتفقان على أن خلاص هذه الأمة يكمن في تشبثها بإحياء دينها ولغتها.. وأنه لامناص من بلوغ ذلك .
خفيف الروح:
كان الشهيد رحمه الله أصغر الستة المفجرين للثورة: بن بولعيد – بن مهيدي – بوضياف – كريم بلقاسم – بيطاط – "ديدوش " وأكثرهم انفعالا وأحرصهم على تلطيف الجو بالنكت والضحك المشوق.
ففي إحدى الليالي صعد مراد رفقة بن بولعيد إلى شجرة مثمرة لجار فرنسي, ولم ينزل حتى تركها وكأنها لم تثمر قط, والإحراج في ذلك أنه لم يكن لذلك الفرنسي أولاد فأضطر بوقشورة إلى اختلاق قصة حتى لا يكشف أمر استضافته لغرباء قد يوجه أنظار البوليس الفرنسي نحو البيت المقيمين به.
وكان أفراد أسرته وأصدقاؤه لا يتعرفون على المكان الذي كان يوجد فيه طيلة غيابه لأن السرية في العمل كانت مطلوبة, لأسباب خاصة به.
والسكان في سيدي الجليس (في قسنطينة) يؤكدون في هذا المجال قصة تكشف عن (الدم البارد) الذي كان يتمتع به ديدوش وكان ذلك في شهر ديسمبر 1954 وكان على موعد في قسنطينة مع شخص ليحاول إقناعه بالانضمام وكان الموعد في مقهى.
ودخل ديدوش المقهى والبوليس يقتفي خطاه وكان ديدوش يعرف أن البوليس وراءه لكنه لم يكن يعرف أن البوليس قد عرفه وأنه يقصده هو بالذات وعندما جلس ديدوش داخل المقهى لاحظ أن الدورية البوليسية تتوجه نحوه بالذات لتطلب منه ورقة التعريف فلم يضطرب ولم يتحرك ومد يده بكل هدوء إلى جيبه وأخرج مسدسا من نوع (باربيلوم) وأمرهم أن يرفعوا أيديهم فامتثلوا ثم أمرهم أن يستديروا نحو الجدار ففعلوا ثم خرج بكل هدوء وذاب في المدينة.
مع ثورة نوفمبر 1954 :
إن من يعرف ديدوش مراد يتأكد أنه ينتظر هذا اليوم على أحر من الجمر إذ كان من الذين حرروا النداء الثوري الموجه إلى الشعب الجزائري والذي أعلن فيه بداية الثورة.
وعندما أعلنت عقارب الساعة الثانية عشر من أول نوفمبر كان "مراد" على رأس فرقة من الأبطال في الشمال القسنطيني يطلق أول رصاصة معلنة بدأ العد التنازلي للوجود الاستعماري الفرنسي .
منذ تلك اللحظة و ديدوش مراد في عمل دؤوب.. لا تنام له عين ولا يهدأ بال... فقد كان يغتنم كل فرصة تتاح له لتسديد الضربات للاستعمار الفرنسي. وكان في نشاطه هذا وكأنه يعلم أن حياته في الثورة لن تتجاوز ثلاثة أشهر....
وبالرغم من قصر المدة التي عاشها في الكفاح المسلح إلا أنه كان مثالا للقائد العظيم الذي يعرف كيف يحول الهزيمة إلى نصر.
و في 18 جانفي 1955 بينما كان في مجموعة من 18 مقاتلا متجها من "السفرجلة" قرية قريبة من بلدية زيغود يوسف متجها إلى بوكركر فوجدوا أن الأرض محاصرة بالعدو من كل جهة وتبين أن القوات العسكرية المحاصرة كانت هائلة وقد قدرت بخمسمائة جندي فرنسي معززين بالعتاد الحربي المتطور،لكن مراد ديدوش بعد وقفة تأملية قصيرة وبعد نظرة خاطفة ألقاها على المكان الذي ستدور فيه المعركة اتخذ موقفا حزما وهو يعلم مسبقا نتائجه ويعلم أن محاولة الانسحاب هو الانتحار المحقق والجبن الذي لا يتفق وطبيعة المجاهد المؤمن, فوقف بين جنوده في صدق العزيمة وقوة الإيمان وحسن اليقين وقال: في لهجة صادقة مؤثرة ما معناه "لا نستطيع الخروج الآن بعد أن إحكام العدو الحصار إذن فالمعركة لازمة, يجب على واحد منكم أن يتذكر أسلوب حرب العصابات على الطريقة الفردية فعلى كل واحد منكم أن يعتمد على نفسه فقط, في مواجهة العدو, ويجب أن تتذكروا وعلى الأخص أن المعركة التي سنخوضها بعد قليل معركة هامة, وأعنى الأهمية المعنوية , والنتائج البعيدة التي تترتب عنها..
إن العدو لم يعرف إلى اليوم درجة مقاومتنا عندما نواجهه وجها لوجه, في معركة مثل هذه, والشعب يروي عنا الأساطير, لكنه لم يسبق أن شاهد معركة تكشف له عن مبلغ ثباتنا في القتال, ودرجة قوتنا في الدفاع عن أنفسنا.إذن فالمعركة المقبلة تجربة أساسية للعدو, ولنا وللشعب ويجب أن نقيم للعدو الدليل على أنه تجاه جيش ثوري يدافع عن مبدأ يدفع في سبيله أغلى ما يملك, ويجب أن تكون هذه المعركة, مصدر اعتزاز للشعب حتى يزداد تعلقا بالثورة وحتى لا يقول عنا أننا لا نحسن الدفاع عن أنفسنا, فكيف نستطيع حماية الشعب, فبذلك فقط نسهل المهمة على إخواننا الذين يبقون بعدنا, ولا نخلف لهم تركة تثقل كاهلهم".
وفي حدود الساعة الثامنة صباحا بدأت المعركة، وأعجب ما يبعث على الدهشة بحق أن أكثر سلاح المجاهدين من النوع البسيط العتيق الذي لا يشجع على الوقوف أمام المسلحين ببنادق الصيد الجديدة السليمة وكيف بالوقوف تجاه المدافع والرشاشات والقنابل والطائرات في مغامرة حربية خطيرة كهذه ولكنه الإيمان والشجاعة وحب التضحية التي تهتف بين جنبي المجاهد الجزائري أن تحصى من فروا وسلموا.
وعندما أوشكت المعركة أن تنتهي رأى جنديا في موضع مكشوف, وبرز لينصحه بحسن الاختفاء, فانهال عليه وابل من الرصاص فسقط شهيدا.
وفي الخامسة مساءا انتهت المعركة باستشهاد سبعة مجاهدين, أما حصيلة الجيش الفرنسي فقد كانت ثقيلة حيث قتل 80 وجرح 02 وأسر 01.
وكان أول من استشهد من القادة الثوريين وانتهت حياته النضالية البطولية لتبتدئ حياته التاريخية الخالدة التي لا ترضخ للفناء.
وأصبح قبره مزارة يقصدها الناس من كل حدب لتبادل قصص الثورة وحكايات الجهاد, واستلهام الدروس والعبر فكانوا يجتمعون حوله ويعرضون صورا من نضاله السياسي, وكفاحه البطولي وحياته النموذجية و تضحياته في سبيل إعلاء كلمة الحق و لتعيش الجزائر حرة مستقلة.
ثم يتفرقون وقد تفاعلوا بهذا الجو الثوري, وتزودوا بالإرادة و العزيمة التي تدفعهم إلى الميدان للدفاع عن الوطن والاستشهاد من أجله كما دافع عنه واستشهد في سبيله صاحب هذا القبر.
وقد خلفه في القيادة رفيقه البطل زيغود يوسف, الذي سار على دربه لتستمر الثورة و لتقدم الجزائر قوافل الشهداء من خيرة أبنائها إلى أن أشرقت شمس الحرية و أضاءت ربوع هذا الوطن الحبيب.
نترحم على أرواحكم الطاهرة يا شهداء الجزائر....
المجد والخلود في جنان الغفور المنان لشهدائنا الأبرار.... | |
|
mostafa_eltablawy New Member عضو جديد
الابراج : عدد المساهمات : 39 تاريخ التسجيل : 10/07/2009 العمر : 49
| موضوع: رد: أبطال باقون فى ذاكرة الجزائر (جميلة بوحيرد - ديدوش مراد - زيغود يوسف - عميروش ايت حموده ) الأربعاء 11 أغسطس 2010, 9:28 pm | |
| الشهيد زيغود يوسف [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
مولده ونشأته :ولد يوسف زيغود يوم 18 فيفري 1921 بقرية سمندو بالشمال القسنطيني ، دخل المدرسة الإبتدائية الفرنسية في صغره إلى جانب تردُّده على الكتاتيب القرآنية لتعلم اللغة العربية وتعاليم الدين الإسلامي. بعد حصوله على شهادة التعليم الإبتدائي باللغة الفرنسية ، غادر المدرسة لأن السلطات الفرنسية لم تكن تسمح لأبناء الجزائريين من تجاوز هذا المستوى .
النشاط السياسي: انخرط في سن الرابعة عشر في صفوف حزب الشعب الجزائري . عيّن مسؤولا على قريته عام 1938. ترشح عام 1948 ببلدية سمندو ضمن القائمة الإنتخابية لحركة الإنتصار وفاز رغم دسائس الإستعمار وأعوانه و إنخرط في المنظمة الخاصة وأشرف على زرع خلاياها في منطقته ، وعند اكتشاف أمر المنظمة 1950 سجن مع رفاقه بسجن عنابة، إلا أنه أستطاع الفرار منه والعودة إلى قريته ليبدأ رحلة التخفّي والسرية ، سنة1953 إزداد إقتناعه بالعمل المسلّح كخيار وحيد لذلك راح ينظّم المناضلين ويعدّهم ليوم الثورة خاصة بعد إنشاء اللجنة الثورية للوحدة والعمل "CRUA" .
التحضير للثورة المسلحة :في نهاية عام 1952 عاد زيغود يوسف مع بعض المجاهدين إلى الشمال القسنطيني، فأصبح يتنقل بين مختلف المناطق متخفيا عن البوليس الإستعماري وإتخذ لنفسه لقبا سريا هو "سي أحمد"، وكان يتصل بالمجاهدين بهدف إعادة تنظيم المنطقة وهيكلة المنظمة الخاصة من جديد. وفي هذه الظروف إندلعت أزمة داخل حزب حركة الأنصار للحريات الديمقراطية بين أنصار مصالي الحاج رئيس الحزب وأنصار اللجنة المركزية للحزب الذين أرادوا تحديد صلاحيات الرئيس، فإنقسم الحزب إلى مصاليين ومركزيين يتصارعون فيما بينهم فأنشأ بوضياف مع بعض المجاهدين اللجنة الثورية للوحدة والعمل هدفها الإصلاح بين الطرفين وإعادة الوحدة للحزب ثم الشروع في العمل المسلح،و قد أعجبت الفكرة المجاهد زيغود يوسف بعد أن اخبره بها ديدوش مراد، إلى أن محاولة اللجنة الثورية للوحدة والعمل فشلت في إعادة لم شمل الحزب فلم يبقى أمامه إلا الشروع في التحضير للعمل المسلح في ظرف شهور. وفي جوان 1954 إجتمع 22 من أعضاء المنظمة الخاصة منهم زيغود يوسف لدراسة المسألة فتوصلت المجموعة إلى قرار إشعال نارالثورة، وإنبثقت عنها لجنة من خمسة أعضاء للإشراف على الإستعداد وتحديد تاريخ إندلاعها وهؤلاء الخمسة هم: محمد بوضياف، مصطفى بن بولعيد، العربي بن مهيدي، ديدوشمراد، رابح بطاط ثم إنظم إليهم كريم بلقاسم من منطقة القبائل. وعاد زيغود يوسف و ديدوش مراد والأخضر بن طوبال وعمار بن عودة من إجتماع 22 إلى الشمال القسنطيني لإخبار المجاهدين الذين لم يشاركوا في الإجتماع بمختلف القرارات التي تم التوصل إليها وان يكونوا على استعداد لليوم الموعود الذي تقرره لجنة الستة.
جهاده أثناء الثورة :إندلعت في ليلة أول نوفمبر من عام 1954 بقيام المجاهدين بعدةعمليات ضد الجيش الإستعماري في التوقيت نفسه عبر التراب الوطني كله، ففي تلك الليلة هاجم زيغود يوسف على رأس مجموعة صغيرة من المجاهدين مركز الدرك في سمندو، وقامتأفواج أخرى بهجمات على عدة أهداف في الشمال القسنطيني . ومنذ الوهلة الأولىللثورة تأكد الشعب في منطقة الشمال القسنطيني من أنها ثورة لتحرير البلاد يقودهارجال أمثال ديدوش مراد ونائبه زيغود يوسف فهب الشعب لمساعدة المجاهدين وطلب الإنضمام إليهم، فتأثر زيغود يوسف بذلك فقال كلاما ذا مغزى كبير وهو " أن هذا الشعب عظيم وعظيم جداً ولا يمكن أن يقوده إلا عظيم أكثر منه وإلا كانت الكارثة كبرى"،و كان يعني بذلك أن هذا الشعب لا يحترم ولا يندفع للتضحية إلا إذا كان قادته عظاما بأتم معنى الكلمة، وقد استنتج زيغود يوسف ذلك من معرفته الميدانية والعميقة للشعب الجزائري. وبعد شهرين ونصف من إندلاع الثورة و بالضبط يوم 18 جانفي من عام 1955 سقط في ميدان الشرف ديدوش مراد قائد منطقة الشمال القسنطيني واستشهد معه 17 مجاهدا بعدما حاصرهم 500 جندي فرنسي قرب واد بوبكر بسكيكدة وقاموا لمدة خمسة ساعات قبل أن تصعد أرواحهم جميعا إلى جنات الخلد، وقد تألم زيغود يوسف لفقدان إخوانه المجاهدين كثيراً.
إستشهاده :كلف مؤتمر الصومام القادة بحل المشاكل التي طرأت في بعض المناطق ...فكلف الشهيد عميروش بحل المشاكل العويصة التي طرأت في الأوراس ، أما زيغود يوسف فكلف بحل مشاكل القاعدة الشرقية بسوق أهراس. وقبل أن ينتقل زيغود يوسف إلى سوق أهراس فضل الذهاب إلى بيته لزيارة أسرته، وفي يوم 27 سبتمبر 1956 خرج من البيت خفية إلى المجاهدين لتوديعهم، وبعد ذلك رافقه أربعة مجاهدين إلى المهمة التي كلفته الثورة بها: ونصب له الجيش الاستعماري كميناً في الطريق، فوقع شهيداً مع مرافقيه بعد معركة ... وشاء الله أن يستشهد البطل زيغود يوسف في وادي بوبكر وهو المكان نفسه الذي أستشهد فيه ديدوش مراد.
نترحم على أرواحكم الطاهرة يا شهداء الجزائر.... [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
المجد والخلود في جنان الغفور المنان لشهدائنا الأبرار.... [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
</B></FONT> | |
|
mostafa_eltablawy New Member عضو جديد
الابراج : عدد المساهمات : 39 تاريخ التسجيل : 10/07/2009 العمر : 49
| موضوع: رد: أبطال باقون فى ذاكرة الجزائر (جميلة بوحيرد - ديدوش مراد - زيغود يوسف - عميروش ايت حموده ) الأربعاء 11 أغسطس 2010, 9:29 pm | |
| ولد العقيد عميروش آيت حمودة يوم 31 أكتوبر 1926 بقرية تاسافت أوقمون إحدى قرى جبال جرجرة حيث شب وترعرع في أحضان الطبيعة، إنضم إلى حركة إنتصار الحريات الديمقراطية بمدينة غليزان أين كان يشتغل في إحدى المتاجر إلى جانب النشاط السياسي المتمثل في توزيع المناشير وتبليغ التعليمات والدعاية للحركة وجمع الاشتراكات.كان نشاطه مكثفا وملحوظا مما جعل السلطات الفرنسية تعتقله مرتين الأولى سنة 1947 والثانية سنة 1948 فأذاقته شتى أنواع الإهانة والتعذيب بعدما ضاقت به السبل سافر إلى فرنسا سنة 1950 لمزاولة نشاطه السياسي ، وقبل اندلاع الثورة التحريرية بشهرين عاد إلى أرض الوطن ليلتحق باخوانه المجاهدين بناحية عين الحمام(ميشلي) سابقا ، مع بداية تجنيده أبدى عميروش قدرة كبيرة في تنظيم الجهاد مما جعله يتدرج في المسؤوليات بدأ بمسؤول ناحية عين الحمام بعد إستشهاد قائدها الأول ثم مسؤول ناحية القبائل الصغرى أين تمكن في ظرف وجيز من إرساء النظام الثوري وتكوين الخلايا في القرى والمداشر. مع نهاية سنة 1955 إرتقى عميروش إلى رتبة ملازم ثاني ، وتمكن من مواجهة كل المخططات التي رسمها العدو ومن أشهرها عملية الأمل والبندقية التي كانت من أولى العمليات التي أنتجتها عبقرية روبير لاكوست. مرة أخرى برزت شجاعة عميروش ومدى تحديه للمستعمر فرغم محاصرة المنطقة بأكثر من 60 ألف عسكري إلا أنه بذل مجهودات جبارة لعقد مؤتمر الصومام ، فكثف من العمليات العسكرية في الأماكن المجاورة لتضليل العدو ، كما أعد خمس كتائب وجهزها بالأسلحة لتشرف مباشرة على أمن المؤتمرين إلى جانب الإستعانة بالمسبلين والمواطنين. في ربيع سنة 1957 قام بمهمة إلى تونس إلتقى خلالها بقادة الثورة هناك ، واتصل ببعض المسؤولين في الولايات (الأولى ، الثانية) كان من بينهم سي الحواس. وفي صائفة سنة 1957 تم تعيينه قائد الولاية الثالثة بعد أن التحق كل من كريم بلقاسم ومحمدي السعيد بلجنة التنسيق والتنفيذ بتونس. بعد إجتماع العقداء سنة 1958.وبعد مناقشة أمور الثورة كلف العقيد عميروش وزميله سي الحواس بمهمة الإتصال بالقيادة بتونس ، وتنفيذا لتلك المهمة إلتقى عميروش سي الحواس و إتجها إلى نواحي بوسعادة وفي يوم 29 مارس 1959 وقع العقيدين في اشتباك عنيف مع قوات العدو استشهدا فيه معا بجبل ثامر. | |
|